تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 28

الموضوع: تيسير الوصول إلى علم الأصول

  1. #1

    افتراضي تيسير الوصول إلى علم الأصول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اسمحو لي أن أطرح أبحاثي في علم الأصول بصورة ميسيرة لأهم وآكد قضايا الأصول مما لا يسع المتفقهَ الجهلُ له
    بوركتم جميعا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    417

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    متابعون إن شاء الله لذلك ونحن في الانتظار

  3. #3

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    جزاك الله خيرا
    أبدأ قريبا إن شاء الله
    وسيكون الكلام مرتبا ومشكولا وجله من كلام أهل العلم، إن شاء الله
    وما علي إلى حسن التريب والصياغة أحيانا والتبيين أحيانا أخرى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    65

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    توكل على الله يا أخي الكريم

    أسأل الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته
    (فاعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله بقلبه وهمته لا ببدنه)
    ابن قيم الجوزية

  5. #5

    افتراضي مقدمات مهمات

    مقــــــــدمـــ ـــــات


    مهمات




    أولا

    عِلْمُ أُصُولِ الفِقْهِ عِبَارَةٌ عَنْ مَجْمُوعَةٍ مِنَ القَوَاعِدِ العَامَّةِ المُجْمَلَةِ يَتَوَسَّلُ بِهَا الفَقِيهُ إِلَى مَعْرِفَةِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مِنَ الأَدِلَّةِ التَّفْصِيلِيَّ ةِ. مِثَالُ ذَلِكَ بِاخْتِصَارٍ: قَاعِدَةُ: "الأَصْلُ فِي الأَمْرِ الوُجُوبُ" يَتَوَسَّلُ الفَقِيهُ بِهَذِهِ القَاعِدَةِ إِلَى مَعْرِفَةِ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ مِنْ بَعْضِ نُصُوصِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) أَمْرٌ دَاخِلٌ تَحْتَ القَاعِدَةِ المَذْكُورَةِ؛ فَالصَّلَاةُ إِذَنْ وَاجِبَةٌ.هَذَا وَلَمْ يَكُنْ عِلْمُ أُصُولِ الفِقْهِ مُدَوَّنًا زَمَنَ الصَّحَابَةِ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ مَبَاحِثُ مُحَرَّرَةٌ ، وَلَا مَسَائِلُ مُقَرَّرَةٌ؛ إِذْ لَمْ يَكُنِ الصَّحَابَةُ -قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ e فِي حَاجَةٍ إِلَى ذَلِكَ، وَذَا لِأَمْرَيْنِ:
    أ- تَجَدُّدُ الشَّرِيعَةِ بِالنَّسْخِ وَالتَّقْيِيدِ وَالتَّخْصِيصِ: فَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُؤَصِّلَ أَصْلًا عَلَى مَا لَا يُعْلَمُ ثُبُوتُهُ أَبَدًا، فَالأَصْلُ بِدَلَالَةِ لَفْظِهِ لَا يَكُونُ أَصْلًا إِلَا إِذَا كَانَ ثَابِتًا رَاسِخًا.
    ب- حُرْمَةُ الاجْتِهَادِ فِي حَضْرَةِ النَّبِيِّ e دُونَ إِذْنِهِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُعَدُّ اجْتِهَادًا فِي مُقَابَلَةِ النَّصِّ لَاسِيَّمَا فِيمَا تَعُمُّ بِهِ البَلْوَى، كَنَوَاقِضِ الوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. اللَّهُمَّ إِذَا لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ e مَوْجُودًا فِي مُحِيطِ الوَاقِعَةِ وَيَتَعَذَّرُ الاتِّصَالُ بِهِ وَقْتَهَا، أَوْ مَا يَكُونُ فِيمَا قُرِّرَ أَصْلُهُ فِي الشَّرِيعَةِ أَوْ فِيمَا سَكَتَ عَنْهُ وَكَانَ مُبَاحًا بِالعَادَةِ أَوِ العَقْلِ ثُمَّ يَؤُولُ ذَلِكَ كُلُّهُ إِلَى النَّبِيِّ فَيُقِرُّهُ أَوْ يَرْفُضُهُ
    ج- كَذَلِكَ لَمْ يَكُنِ الصَّحَابَةُ t فِي حَاجَةٍ إِلَيْهِ-بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ-لِصَفَاءِ أَذْهَانِهِم وَتَخَرُّجِهِم عَلَى يَدِ صَاحِبِ الشَّرِيعَةِ، وَإِدْرَاكِهِم أَسَالِيبَ اللُّغَةِ وَأَسْرَارَها. كَمَا أَنَّهُم كَانُوا لَا يُحِبُّونَ الافْتِرَاضَ فِي المَسَائِلِ أَوِ التَّفْرِيعِ عَلَيْهَا دُونَ حَاجَةٍ.
    هَذَا كُلُّهُ جَعَلَ الصَّحَابَةَ يَسِيرُونَ عَلَى دَرْبِ الاجْتِهَادِ بِسُهُولَةٍ وَيُسْرٍ، قَدْ تَأَصَّلَتْ فِي نُفُوسِهِم وَقَرَائِحِهِم مَبَاحِثُ أُصُولِ الفِقْهِ قَبْلَ أَنْ تَتَأَصَّلَ فِي القَرَاطِيسِ، وَالآثَارِ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ:
    · مَسْأَلَةُ الجَمْعِ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ بِمِلْكِ اليَمِينِ، وَالَّتِي تَعَرَّضَ لَهَا بَعْضُ الصَّحَابَةِ tفَأَجَابَ عُثْمَانُ t بِقَوْلِهِ: أَحَلَّتْهُمَا آيَةٌ وَحَرَّمَتْهُمَ ا آيَةٌ فَأَمَّا أَنَا فَلَا أُحِبُّ أَنْ أَصْنَعَ ذَلِكَ. قَالَ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَوْ كَانَ لِي مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ ثُمَّ وَجَدْتُ أَحَدًا فَعَلَ ذَلِكَ لَجَعَلْتُهُ نَكَالًا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ أُرَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ.

    أخرجه مالك عن الزهري وإسناده صحيح،
    وقد رواه الدارقطني بإسناده عن الزهري به
    مصرحا باسم علي t من غير شك والله أعلم.
    يَعْنِي بِآيَةِ التَّحْلِيلِ قَوْلَه تَعَالَى { وَالْمُحْصَنَات ُ مِنْ النِّسَاءِ إلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } وَبِآيَةِ التَّحْرِيمِ قَوْلَه تَعَالَى { وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إلَّا مَا قَدْ سَلَفَ } .. وَهَذَا مَا عُرِفَ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَاعِدَةِ: تَقْدِيمُ الحَاظِرِ عَلَى المُبِيحِ إِذَا تَعَارَضَا.([1])
    وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الأَمْثِلَةِ كَثِيرٌ. ثُمَّ جَاءَ جِيلُ التَّابِعِينَ فَوَرِثُوا عِلْمَ وَمَنْهَجَ الصَّحَابَةِ فِي الفَهْمِ وَالاسْتِدْلَال ِ حَتَّى صَارَ سَجِيَّةً لَهُم أَيْضًا. وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ:
    قَوْلُ أَبِي سَلَمَةَ-وَهُوَ تَابِعِيٌّ-وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ فِي المَرْأَةِ الحَامِلِ المُتَوَفَّى زَوْجُهَا تَضَعُ حَمْلَهَا، قَالَا تَحِلُّ لِلزَّوَاجِ مُحْتَجِّينَ بِأَنَّ آيَةَ الطَّلَاقِ { وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } نَزَلَتْ بَعْدَ آيَةِ البَقَرَةِ (( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)).
    أخرجه البخاري وبعض أهل السنن المعنى


    وَهَذَا مَا عُرِفَ بَعْدَ ذَلِكَ بِتَخْصِيصِ العَامِّ، كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ.

    ([1]) أو بالقاعدة الفقهية " الأَصْلُ فِي الأَبْضَاعِ التَّحْرِيمِ."

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    417

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    موفق بإذن الله، تابع وعندما يقترب موعد الامتحان أخبرنا حتى نستعد بارك الله فيك

  7. #7

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    جزاكم الله خيرا

  8. #8

    افتراضي ثانيا

    ثانيا

    لَمَّا تَوَسَّعَتِ الدَّوْلَةُ الإِسْلَامِيَّة ُ وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا بِمُخْتَلِفِ طَرَائِقِهِم وَمَسَالِكِهِم فِي الحَيَاةِ_ تَكَاثَرَتِ المَسَائِلُ وَتَشَعَّبَتْ بِطَرِيقَةٍ لَمْ تَكُنْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَصْحَابِهِ الكِرَامِ، وَلَمْ يُصَرِّحِ القُرْآنُ أَوِ السُّنَّةُ بِحُكْمِهَا، فَاضْطُرَّ الفُقَهَاءُ إِلَى الاجْتِهَادِ فِي ضَوْءِ مَا وَرِثُوهُ مِنْ عِلْمِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَقْوَالِ الصَّحَابَةِ مَعَ مَا مَعَهُم مِنْ عَقْلٍ وَلُغَةٍ.
    لَكِنَّ ذَلِكَ -وَإِنْ سَدَّ ثَغْرَةً فِي الفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ- قَدْ فَتَحَ عَلَيْهِم بَابًا عَظِيمًا مِنَ الاخْتِلَافِ فِي أَحْكَامِ المَسْأَلَةِ الوَاحِدَةِ، كُلُّ فَقِيهٍ وَمَا أُوتِي مِنْ عِلْمٍ وَفَهْمٍ، وَلَمْ تَكُنْ ثَمَّةَ سَبِيلٌ وَاحِدٌ يَطْرُقُهُ هَؤُلَاءِ لِلتَّقْلِيلِ مِنْ هُوَّةِ الاخْتِلَافِ بَلْ وَمِنْ حِدَّتِهِ أَيْضًا. حَتَّى جَاءَ الإِمَامُ الفَذذُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- فَنَظَّرَ لمِسَالِكِ الاجْتِهَادِ وَضَبَطَهَا بِقَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ الغَرَّاءِ حَتَّى قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ الْخُصُوصَ وَالْعُمُومَ حَتَّى وَرَدَ الشَّافِعِيُّ.
    فَكَانَ الكِتَابُ الَّذِي أَمْلَاهُ عَلَى تَلَامِذَتِهِ وَالَّذِي كَانَ رِسَالَةً إِلَى أَحَدِ أَقْرَانِهِ. فَكَتَبَ عَنْ أَدِلَّةِ الشَّرِيعَةِ الإِجْمَالِيَّة ِ: القُرآنِ وَالسُّنَّةِ وَالنَّسْخِ وَالإِجْمَاعِ وَالقِيَاسِ ... إِلَخ
    وَلَا يَعْنِي ذَلِكَ أَنَّ الفُقَهَاءَ كَانُوا يَسِيرُونَ وَفْقَ هَوَاهُم كَلَّا، بَلْ مِنْهُم أَئِمَّةٌ كِبَارٌ مَلَؤُوا الدُّنْيَا عِلْمًا وَفِقْهًا، لَكِنَّ المَقْصُودَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ثَمَّةَ مَعَايِيرُ مُحَدَّدَةٌ وَوَاضِحَةٌ تَضْبُطُ الاجْتِهَادَ فِي فَهْمِ الأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ أَوْ فِي الاسْتِنْبَاطِ مِنْهَا، أَوْ حَتَّى الاخْتِيَارِ مِنْ أَقْوَالِهِم. فَوَقَعَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي هُوَّةِ التَّعَصُّبِ الذَّمِيمِ وَرَدِّ الأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ بِحُجَجٍ وَاهِيَةٍ، أَوْ صَرْفِ ظَاهِرِهَا عَلَى نَحْوٍ مُخَالِفٍ لِلمَشْهُودِ لَهُ شَرْعًا.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    417

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    بوركت يمينك

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    بارك الله فيكم*** نتابع

  11. #11

    افتراضي ثالثا

    أحسن الله إليكم وغفر لي ولكم وجزاكم الله خيرا



    ثالثا


    ��فكَانَ الشَّافِعِيُّ أَوَّلَ مَنْ دَوَّنَ عِلْمَ أُصُولِ الفِقْهِ اسْتِقْلَالًا وَإِنْ لَمْ يَسْتَوْعِبْ وَذَلِكَ فِي رِسَالَتِهِ المَشْهُورَةِ بِـ"الرِّسَالَة" . وَعَلى هَذَا الضَّرْبِ سَارَ عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ فَأَخَذُوا يُوَسِّعُونَ مَبَاحِثَهُ وَيُكْثِرُونَ مَسَائِلَهُ، فَسَلَكُوا فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ مَنَاهِجَ:
    1. المنهج الفروعي: وَسَمَّاهُ البَعْضُ بِالمَنْهَجِ الحَنَفِيِّ لِأَنَّهُم أَوَّلُ مَنْ بَدَعَهُ. وَهُوَ المَنْهَجُ الَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الأُصُولِ مِنْ فُرُوعِ الأَئِمَّةِ بَلْ وَالتَّصَرُّفِ فِي القَوَاعِدِ أَحْيَانًا إِذَا لَمْ تُلَائِمْ أَحْكَامَ الأَئِمَّةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ أَلْصَقُ إِلَى الفِقْهِ مِنْهَا إِلَى الأُصُولِ. وَمِمَّنْ كَتَبُوا فِيهَا: البَزْدَوِيُّ وَالدَّبُوسِيُّ وَالجَصَّاصُ الرَّازِيُّ ثَلَاثَتُهُم فِي كِتَابِ "الأُصُولِ"، وَالنَّسَفِيُّ فِي كِتَابِ "المَنَارِ"
    2. المنهج الكلامي: وَسَمَّاهُ بَعْضُهُم بِالمَنْهَجِ الشَّافِعِيِّ نِسْبَةً لِأَرْبَابِ المَدْرَسَةِ الشَّافِعِيَّةِ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَنْ كَتَبَ فِيهِ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ .وَهُوَ تَحْقِيقُ الأُصُولِ وَفْقًا لِلمَنْقُولِ وَالمَعْقُولِ دُونَ التِفَاتٍ لِكَلَامِ أَحَدٍ. وَيَتَمَيَّزُ هَذَا المَنْهَجُ عَنْ سَابِقِهِ بِكَثْرَةِ الافْتِرَاضَاتِ وَمُنَاقَشَةِ المُحَالَاتِ وَقِلَّةِ التَّفْرِيعَاتِ . مَعَ ضَرْبِ الأَمْثِلَةِ. فَكَانَ مِنْ بَاكُورَةِ الإِنْتَاجِ العِلْمِيِّ عَلَى هَذَا المَنْهَجِ كِتَابُ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيِّ "البُرْهَانُ"، وَكِتَابُ أَبِي حَامِدٍ الغَزَّالِيِّ "المُسْتَصْفِ "، وَغَيْرُهُمَا. وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِم جِيلٌ سَارُوا عَلَى هَذَا المَنْهَجِ أَمْثَالُ: فَخْرِ الدِّينِ الرَّازِيِّ فِي "المَحْصُولِ" وَسِيفِ الدِّينِ الآمِدِيِّ فِي "الإِحْكَامِ"، وَالبَيْضَاوِيّ ِ فِي المِنْهَاجِ، مُلَخِّصِينَ تِلْكَ الكُتُبَ السَّابِقَةِ.
    3. المنهج الشمولي: وَهُوَ مَا يَجْمَعُ بَيْنَ الطَّرِيقَتَيْن ِ-الكَلَامِيَّةِ وَالفُرُوعِيَّة ِ-لِتَحْقِيقِ الغَايَةِ مِنْ عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ وَهِيَ التَّنْظِيرُ الصَّحِيحُ لِقَضَايَا الشَّرْعِ وَالتَّطْبِيقُ العَمَلِيُّ لَهَا. وَمِمَّنْ كَتَبُوا فِيهِ: مظهر الدين أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّاعَاتِي الحَنَفِيُّ فِي "بَدِيعِ النِّظَامِ" الجَامِعِ بَيْنَ أُصُولِ البَزْدَوِيِّ وَالإِحْكَامِ. وَصَدْرُ الشَّرِيعَةِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ البُخَارِيُّ فِي "تَنْقِيحِ الأُصُولِ" الجَامِعِ بَيْنَ أُصُولِ البَزْدَوِيِّ وَالمَحْصُولِ ثُمَّ شَرَحَهُ فِي "التَّوْضِيحِ فِي حَلِّ غَوَامِضِ التَّنْقِيحِ"، ثُمَّ شَرَحَهُ سَعْدُ الدِّينِ التَّفْتَزَانِي فِي "شَرْحِ التَّلْوِيحِ عَلَى التَّوْضِيحِ" .
    وَبَدَأَ الابْتِكَارُ يَتَوَقَّفُ فِي هَذَا العِلْمِ لِدَعْوَى مَزْعُومَةٍ بِأَنَّ الاجْتِهَادَ تَوَقَّفَ فَاقْتَصَرَ التَّأْلِيفُ عَلَى النَّظْمِ وَالتَّرْتِيبِ وَالشَّرْحِ.

  12. #12

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    تنبيه: هذا الطرح كان معدا لإحدى الهيئات وكان ممنوعا ذكر المراجع ولما توقف العمل عليه بدأ أطرحه في المنتديات ولعلي إن تهيأت ذكرت المراجع إن شاء الله

    تنبيه آخر: ما أنا إلا جامع ومرتب ومهذب أنتقي أحسن الكلام وأوفق بينه والله المستعان
    والسلام

  13. #13

    افتراضي رد: ثالثا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب أشرف المصري مشاهدة المشاركة

    1. المنهج الفروعي:....وَالدَّبُوسِيُّ .
    كثيرون من ينطقها بتشديد الدال وهذا خطأ، والصحيح أنها مخففة (أنظر ذلك في شذرات الذهب لابن العماد، و الجواهر المضية في طبقات الحنفية لعبد القادر بن أبي الوفاء القرشي، و مغاني الأخيار لمحمود بن أحمد الغيتابي).

    كذا أشير إلى نقص في المناهج المشار إليها!.
    ولا أنسى أن أشيد بإبداعك فقد لمسناه منك من قبل في موضوعك: "أصول الفقه على طريقة المحدثين".
    بارك الله فيك ونفع ،،،

    قال العلامة محمد المختار السوسي في كتابه " رجالات العلم " :" وَ المُعَاصَرَة ُتَنْفِي المُنَاصَرَة "
    alhasaniy@hotmail.fr
    مولاي أحمد بن محمد أمناي الحسني

  14. #14

    افتراضي رد: ثالثا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العسل التسامرتي مشاهدة المشاركة
    كثيرون من ينطقها بتشديد الدال وهذا خطأ، والصحيح أنها مخففة (أنظر ذلك في شذرات الذهب لابن العماد، و الجواهر المضية في طبقات الحنفية لعبد القادر بن أبي الوفاء القرشي، و مغاني الأخيار لمحمود بن أحمد الغيتابي).

    كذا أشير إلى نقص في المناهج المشار إليها!.
    ولا أنسى أن أشيد بإبداعك فقد لمسناه منك من قبل في موضوعك: "أصول الفقه على طريقة المحدثين".
    بارك الله فيك ونفع ،،،

    أمتعنا الله بملاحظاتك أخي الكريم ولست هناكم والله، ولكن لي سؤال -وأما السائل فلا تنهر-
    كيف يكون التخفيف في حرف الدال وهي من الشمسيات ؟؟
    أم لعلك تقصد بتخفيف الباء ؟
    بارك الله فيك

  15. #15

    افتراضي رد: ثالثا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب أشرف المصري مشاهدة المشاركة
    أمتعنا الله بملاحظاتك أخي الكريم ولست هناكم والله، ولكن لي سؤال -وأما السائل فلا تنهر-
    كيف يكون التخفيف في حرف الدال وهي من الشمسيات ؟؟
    أم لعلك تقصد بتخفيف الباء ؟
    بارك الله فيك
    اي نعم هو كما إليه أشرتَ، فقد وهمت (لأنني كتبته وإقامة الصلاة على عجلة).
    وأذكر أن بعض المحدثين يُضبط اسمه بتشديد الباء (ينظر ذلك في توضيح المشتبه لابن ناصر).
    قال العلامة محمد المختار السوسي في كتابه " رجالات العلم " :" وَ المُعَاصَرَة ُتَنْفِي المُنَاصَرَة "
    alhasaniy@hotmail.fr
    مولاي أحمد بن محمد أمناي الحسني

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    189

    افتراضي رد: ثالثا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صهيب أشرف المصري مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليكم وغفر لي ولكم وجزاكم الله خيرا




    ثالثا


    𞉀فكَانَ الشَّافِعِيُّ أَوَّلَ مَنْ دَوَّنَ عِلْمَ أُصُولِ الفِقْهِ اسْتِقْلَالًا وَإِنْ لَمْ يَسْتَوْعِبْ وَذَلِكَ فِي رِسَالَتِهِ المَشْهُورَةِ بِـ"الرِّسَالَة" . وَعَلى هَذَا الضَّرْبِ سَارَ عُلَمَاءُ المُسْلِمِينَ فَأَخَذُوا يُوَسِّعُونَ مَبَاحِثَهُ وَيُكْثِرُونَ مَسَائِلَهُ، فَسَلَكُوا فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ مَنَاهِجَ:
    1. المنهج الفروعي: وَسَمَّاهُ البَعْضُ بِالمَنْهَجِ الحَنَفِيِّ لِأَنَّهُم أَوَّلُ مَنْ بَدَعَهُ. وَهُوَ المَنْهَجُ الَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الأُصُولِ مِنْ فُرُوعِ الأَئِمَّةِ بَلْ وَالتَّصَرُّفِ فِي القَوَاعِدِ أَحْيَانًا إِذَا لَمْ تُلَائِمْ أَحْكَامَ الأَئِمَّةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ أَلْصَقُ إِلَى الفِقْهِ مِنْهَا إِلَى الأُصُولِ. وَمِمَّنْ كَتَبُوا فِيهَا: البَزْدَوِيُّ وَالدَّبُوسِيُّ وَالجَصَّاصُ الرَّازِيُّ ثَلَاثَتُهُم فِي كِتَابِ "الأُصُولِ"، وَالنَّسَفِيُّ فِي كِتَابِ "المَنَارِ"
    2. المنهج الكلامي: وَسَمَّاهُ بَعْضُهُم بِالمَنْهَجِ الشَّافِعِيِّ نِسْبَةً لِأَرْبَابِ المَدْرَسَةِ الشَّافِعِيَّةِ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَنْ كَتَبَ فِيهِ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ .وَهُوَ تَحْقِيقُ الأُصُولِ وَفْقًا لِلمَنْقُولِ وَالمَعْقُولِ دُونَ التِفَاتٍ لِكَلَامِ أَحَدٍ. وَيَتَمَيَّزُ هَذَا المَنْهَجُ عَنْ سَابِقِهِ بِكَثْرَةِ الافْتِرَاضَاتِ وَمُنَاقَشَةِ المُحَالَاتِ وَقِلَّةِ التَّفْرِيعَاتِ . مَعَ ضَرْبِ الأَمْثِلَةِ. فَكَانَ مِنْ بَاكُورَةِ الإِنْتَاجِ العِلْمِيِّ عَلَى هَذَا المَنْهَجِ كِتَابُ أَبِي المَعَالِي الجُوَيْنِيِّ "البُرْهَانُ"، وَكِتَابُ أَبِي حَامِدٍ الغَزَّالِيِّ "المُسْتَصْفِ "، وَغَيْرُهُمَا. وَجَاءَ مِنْ بَعْدِهِم جِيلٌ سَارُوا عَلَى هَذَا المَنْهَجِ أَمْثَالُ: فَخْرِ الدِّينِ الرَّازِيِّ فِي "المَحْصُولِ" وَسِيفِ الدِّينِ الآمِدِيِّ فِي "الإِحْكَامِ"، وَالبَيْضَاوِيّ ِ فِي المِنْهَاجِ، مُلَخِّصِينَ تِلْكَ الكُتُبَ السَّابِقَةِ.
    3. المنهج الشمولي: وَهُوَ مَا يَجْمَعُ بَيْنَ الطَّرِيقَتَيْن ِ-الكَلَامِيَّةِ وَالفُرُوعِيَّة ِ-لِتَحْقِيقِ الغَايَةِ مِنْ عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ وَهِيَ التَّنْظِيرُ الصَّحِيحُ لِقَضَايَا الشَّرْعِ وَالتَّطْبِيقُ العَمَلِيُّ لَهَا. وَمِمَّنْ كَتَبُوا فِيهِ: مظهر الدين أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّاعَاتِي الحَنَفِيُّ فِي "بَدِيعِ النِّظَامِ" الجَامِعِ بَيْنَ أُصُولِ البَزْدَوِيِّ وَالإِحْكَامِ. وَصَدْرُ الشَّرِيعَةِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ البُخَارِيُّ فِي "تَنْقِيحِ الأُصُولِ" الجَامِعِ بَيْنَ أُصُولِ البَزْدَوِيِّ وَالمَحْصُولِ ثُمَّ شَرَحَهُ فِي "التَّوْضِيحِ فِي حَلِّ غَوَامِضِ التَّنْقِيحِ"، ثُمَّ شَرَحَهُ سَعْدُ الدِّينِ التَّفْتَزَانِي فِي "شَرْحِ التَّلْوِيحِ عَلَى التَّوْضِيحِ" .
    وَبَدَأَ الابْتِكَارُ يَتَوَقَّفُ فِي هَذَا العِلْمِ لِدَعْوَى مَزْعُومَةٍ بِأَنَّ الاجْتِهَادَ تَوَقَّفَ فَاقْتَصَرَ التَّأْلِيفُ عَلَى النَّظْمِ وَالتَّرْتِيبِ وَالشَّرْحِ.
    أخي بارك الله فيك!
    هل يمكنك من فضلك ضرب أمثلة على كل واحد من هاته الأقسام لمزيد التوضيح؟
    وجزاك الله خيرا
    يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما ** كعود زاده الإحراق طيبا

  17. #17

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    أخي الكريم كم أنا سعيد بهذه المداخلات وتيك الملاحظات مهما يكن من أمر
    بالنسبة لطلبك فالأمر كما ترى مجرد مقدمة نظرية تعد مدخلا ثقافيا لهذه الدراسة، وبالنسبة للأمثلة فيمكن مطالعة الكتب المذكورة أعلاه وإن كنت لا أرجح ذلك لأن الفائدة العملية قليلة
    لكن على أية حال يحضرني الآن مما ذكر في شأن المنهج الحنفي قولهم: القاعدة أن اللفظ لا يستعمل في حقيقته ومجازه معا والمشترك لا يستعمل إلا في معنى واحد من معانيه. قم من فروعه مذهبهم أن الابن يحرم عليه الزواج بمن زنى بها أبوه مستدلين بقوله تعالى {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ....} مفسرين النكاح بمعنى الوطء. ومن فروعهم أيضا أن الولد لا يجوز له نكاح من عقد عليها أبوه مستدلين بنفس الآية ، مفسرين النكاح فيها بمعنى العقد أيضا
    وبذلك استعملوا المعنين معا فعدلوا القاعدة بقولهم: لا مانع ما استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه معا أو في معنييه إذا كان مشتركا متى كان ذلك في سياق النفي كما هنا
    وبالنسبة للأمثلة على المناهج الأخرى فدونك المصنفات المذكورة. وإن كان لك ملاحظة أخي الكريم فأتحفنا بها ولا تبخل علينا فأنا لازلت أتزي بزي المتعلمين ولم أخلع بعدُ عباءة المستفيدين
    لكن رجاء عدم إطالة النفس في مثل هذه المسائل
    جزاك الله خيرا

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    417

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    متابعون جزاك الله خيرا
    متى الامتحان؟ المادة بدأت تطول وتتشعب

  19. #19

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مروان مشاهدة المشاركة
    متابعون جزاك الله خيرا
    متى الامتحان؟ المادة بدأت تطول وتتشعب
    هل أنت جاد ؟!

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    417

    افتراضي رد: تيسير الوصول إلى علم الأصول

    بالنسبة لطول المادة نعم تحتاج منا إلى تمحيص وتلخيص وحفظ.
    أما بالنسبة للامتحان فالأمر يعود إليكم ، إن شئتم وضع بعض الأسئلة قصد الاختبار والمنافسة فلكم ذلك وإلا فاعتبر الأمر مجرد انبساط أخي

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •