تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 10 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 184

الموضوع: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    ضرورة التمييز بين:
    الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    لا شكّ أنّ كلمة (التعصُّب) ليست غَرِيبة على طالب العلم...
    فهي لَفظَة تَداوَلها العام والخاص...
    وتحضُر بِقوَّة في المحاورات الفِقهية، والفضاءات العِلمية...

    حتّى أنّ بعضهم مِمَّن ضَعُفت حُجَّته، اختارها سِلاحاً، يُشهِره في وجه مُناظِره، وخاتمة يُنهي بها رُدوده الهزيلة.

    وقد عدَّها بعضهم بأنّها (بِدعة)...وأنّها الاِبن المشؤوم للمذاهب الفقهية..
    وألّف كتاباً..انتهى فيه أنّ: الوسيلة الناجعة للقضاء على التعصُّب المذهبي هي:
    التخلُّص...والتح ر من المذاهب الفقهية (!)، وأعطى بديلا..هو: الأخذ مباشرة من الكتاب والسنَّة !!

    ولا شكَّ أنّ هذه النتيجة عليها جُملَة ملاحظات..
    ومناقشَتُها تتطلَّب الوُقوف على مقدِّماتها التّي كَوَّنتها..
    .........
    ويُعتبر تعريف (التعصُّب)/ المقدِّمة الأولى التي انطلق منها للوصول إلى نتيجته.
    فمن ينظر إلى التعصب على أساس أنَّه: (مخالفة الدليل).
    لا شك أنّه سيربط بينه وبين التمذهب...خصوصاً وأنَّه علِم بما لا يدع شك أن التمذهب يؤدي إلى مخالفة الكثير من الأحاديث.

    ومن أجل ذلك...أصبح بعض من يشتَغِل بالعلم الشرعي يعتقد أنّ ثمَة ارتباط بين الأمرين، لذلك تجد أكثرهم إذا أراد أن يقول أنّه من مذهب فلان، راح يضيف بأنّه ليس من المتعصبين له !!.
    ......
    وجدت لأحدهم خُطبة مُفرَغة في بعض المنتديات في مناقب الإمام مالك رحمه الله استفتحها بقوله:
    "حديثنا عن العلماء ليس تعصبًا لأحد منهم !!، فكل إنسان يُؤخذ منهويُردّ إلا المعصوم".

    ولأنّي - والحمد لله- جُبِلت على حبِّ التطلع والفضول...
    فإنّي حاولت أن أُسطِّر بحثاً أُقرِّر فيه بعض الفروق القائمة بين اللفظين
    عسى أن أستفيد به وإخواني في تحديد الاصطلاح...

    وأحببت بدايةً أن أَضَع تعريفاً لمصطلح التعصُّب..
    ثم تعريفا آخر لـ: (الصلابة في المذهب)
    بعدها أَضَع الفروق التي تمَّ جمعها
    ثم:
    أحببت أن أذّيِّل البحث بذكر بعض التصرفات التّي لا يصلح أن يُوصف صاحبها بالتعصب.

    راجيا من الله عز وجل التوفيق والسداد.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    التعصُّب لغة: الاستقواء، والمحاماة، والمدافعة.
    قال ابن منظور في (لسان العرب):
    التعصب: من العصبية، وهي: "أن يدعو الرجل إلى نُصرَة عَصبتِه، والتألُّب معهم، على من يُنَاوِءهم، ظالمين كانوا أو مظلومين".

    أما في الاصطلاح فهو:
    "انحياز لشيءٍ، والدفاع عنه دون مبرر معقول".
    ويُعبِّر عنه علماء النفس بأنّه:
    " نوع من الانحياز، والدفاع عن مسألة تحت تأثير العواطف".
    ويصفونه بأنَّه وضع غير طبيعي، يتكوَّن ويتَرَاكم، فيتحكَّم في سلوك الإنسان كنوع من الانتقام وإشاعة الأذى للطرف المخالف.
    .........
    أمّا الصلابة في المذهب
    فهي وصف لمن كان تابعاً لمذهب إمام معين، وأصبح صلبا فيه، ثابتاً على قواعده، منافحا عن اختياراته.

    فهي: انحياز لشيء والدفاع عنه انطلاقاً من مُعطيات موضوعية واقعية.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    الفرق الأوّل:
    أنّ الصَلابة في المذهب/ تحمل صَاحِبها أن يعتقد أنّ:
    قوله صحيح يحتمل الخطأ، وأنّ قول غيره خطأ يحتمل الصواب.

    أمّا المتعصِّب/ فإنّه يرى:
    أنّ قوله حقٌُّ وصواب، وقول غيره خطأ وباطل.
    .......
    -والفرق واضح بينهما-:
    إذ من يعتقد صِحَّة قوله، ويحتمل وجود الخطأ فيه يكون مستعِدًا لمناقشة غيره.

    من أجل ذلك كان الشّافعي وهو صاحب هذه المقولة يُنَاظِر أقرانه، ويبحث عن الحق عِندهم.

    فقد ثبت عنه كما في الفقيه والمتفقه (2/ 26) أنّه كان يقول:
    "ما كلَّمت أحداً قطُّ، إلاّ ولم أُبال/ بيَّن الله الحقَّ على لساني أو لِسانه".

    فتأمل، واعتبر:
    يُنقَل عنه أنّه/ كان: يرى أنّ قوله صواب، ثمّ ينتظر أن يُظهِر الله الصواب على لسان مخالفه

    وهذا وجه احتمال وجود الخطأ الذّي قيَّد به قوله.

    وقد بلغ في هذا الباب مبلغاً، حُقَّ لكل من تَبِعه وانتسب إليه أن يفتخر به.
    قال الإمام ابن عبد الحكم كما في أعلام النبلاء (10/ 50):
    "ما رأيت الشّافعي يُناظِر أحداً إلاّ رَحمته، ولو رأيت الشّافعي يناظرك لظننت أنّه سبع يأكلك، وهو الذّي عَلَّم النّاس الحجج".

    هذا بالنسبة لمن كان صلباً في مذهبه

    أمّا من كان متعصبا، فإنّه لا يعطي فرصة لمن خالفه..لأنّه ببساطة تعلَّم أن قوله وفعله حقّ...لا يقبل النقاش
    والأمثلة في ذلك كثيرة:
    فقد روى شمس الدّين الراعي في انتصار الفقير السالك (ص: 304):
    أنّه سافر مع قاضي الشَّام الذّي كان شافعيا، ومعه عبدٌ صغير يؤذِّن لهم في الصلاة.
    قال:
    "فأذّن يوماً فلَحَن في آذانه، فدَعَوته، وأصلحت له اللحن، فلمّا أَذَّن ثانية لم يُربِّع، فدَعَاه وأنكر عليه إِنكاراً عظيماً، وقال له:
    لِمَ أذَّنت مالكياً ؟!!!، ولم يقل له: لِم لا رَبَّعت التكبير ؟
    ثمّ التفت إليَّ منكِراً وقال:
    أنت يا سيِّدنا علَّمته ؟، فقلت له: إنّما أصلحت له اللحن...".
    ......

    فقَارِن !:
    بين من كان صلبًا في مذهبِه في المثال الأوّل، وبين متعصِّب لا يملك إلاّ أن يُخطِّأ النّاس بغير حُجَّة.

    فهذا فرق أوّل فاحفظَه.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    الفرق الثاني:
    أنّ الصلابة في المذهب تجعل صاحبها يعتقد أنّ أتباع المذاهب السُنيِّة الأخرى، التّي خالفته في بعض المسائل الظنية إخواناً له، خالفوه في حُكمِها لأنّهم نَظَروا إلى هذه المسائل من زوايا أخرى، وصَحَّت عندهم بتطبيق قواعد وأصول لها حظٌّ من النظر.
    أمّا المتعصِّب/ قد:
    يبلغ به الأمر أن يرى أنّ أتباع المذاهب الأخرى في الأقوال المخالفة له (هلكى)، و(على ضلال)، و(أصحاب بِدع)، وربما أخرجهم من المِلَّة.
    وقد وقع هذا في الأمة الإسلامية كثيراً
    ومن أمثلته:
    ما جاء في تذكرة الحفاظ (3 / 375)أنّ ابن حاتم الحنبلي قال:
    "من لم يكن حنبليا فليس بمسلم !".
    و روى صاحب مرآة الزمان (8 / 44) أنّ المظفر الطوسي من الشّافعية قال:
    "لو كان لي من الأمر شيء لأَخذت على الحنابلة الجِزية".
    وروى شمس الدين الراعي في انتصاره للإمام مالك، ص: 297.
    أنّ واحدا من قضاة الشافعية كان يقول:
    "لو قَطَع الله أثر مذهب مالك استراحت النّاس مِنه".
    وقال نجم الدّين الطوفي في شرحه على الأربعين، (ص: 260):
    "بلغنا أنّ:
    أهل جيلان من الحنابلة إذا دخل إليهم حنفي قَتَلوه، وجعلوا ماله فيئاً كحُكمِهم في الكفّار".
    ثمّ أضاف:
    "وبلغنا أنّ بعض بلاد ما وراء النهر من بلاد الحنفية كان فيه مسجد واحد للشّافعية، فكان والي البلد يخرج كلّ يوم لصلاة الصبح فيرى ذلك المسجد فيقول:
    أَمَا آااان لهذه الكنيسة أن تُغلَق !
    فلم يَزَل كذلك حتّى أصبح يوماً وقد سُدَّ باب ذلك المسجد بالطين واللبن، فأُعجِب بذلك".
    وحكى صاحب المغني أنّ:
    "الحنابلة أحرقوا مسجدا للشّافعية
    وقام خطباء الحنفية يلعنون الحنابلة والشوافع على المنابر، ووقعت فتنة بين الحنفية والشّافعية فحُرِّقت الأسواق والمدارس".
    .......
    هذا...، وأنصحك إن أردت الاستزادة من مثل هذه الروايات أن تنظر الذّي حكاه ياقوت الحموي في معجم البلدان (1 / 209)، وغيره
    فإنّي لا أحب أن أطيل وأُغرِق.
    ......
    ملاحظة:
    إن كان إلحاق المخالف بأهل الكتاب في طريقة التعامل من آثار التعصب
    فإنّ إلحاقه - أيضا- بأهل البِدع لمخالفته في مسائل ظنِّية: أثر من آثار التعصُّب أيضاً.
    ومثاله، ما يقوله بعض الدُعاة أنّ:
    "الدرس الراتب قبل خطبة الجمعة لا يفعله من أئمة المساجد عندنا إلاّ أهل البِدع منهم !!".
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    الفرق الثّالث:
    أنّ الصَلب في المذهب، يكون متعبِّدا بقول إمامه في المسألة مع:
    عِلمه بدليل الإمام، وبِطريقة استدلاله
    فيكون بعدها مستعِدًا أن يدافع، وينافح عمَّا اعتقده، كما يفعل إِمَامه.
    .........
    أمّا المتعصِّب/
    فيكتفي بتقليده دون بحثٍ عن دليله، فلا يعرف دليل القول الذّي انتحله، فضلاً عن أن يعرف قول مخالفه.
    .........
    فإذا علمت ذلك:
    فلا يكن همك أخي الحبيب أن ترمي مناظِرك بالتعصُّب فَورَ أن تسمع أنّه قال بقول خالف فيه حديثًا (في اعتقادك طبعا !!)، قبل أن تعلم طريقة عرضِه للدليل، لأنّك قد تقع في التعصُّب وأنت تنهى عنه.
    .........
    ومن أمثلة ذلك:
    أنّ أحدهم كَتَب فقرة مَلأَها بعلامات التعجُّب (!)، يُشنِّع على المالكية في إنكارهم لخيار المسجد، قال فيها:
    "مازال!! المالكية!! المتأخرون(!) يتعصبون!!! لهذا القول (!) ولو كان مالكاً رحمه الله حيًّا وَوَصله الحديث لرجع عن قوله إلى قول النبي !!!....".
    وجواب هذا المتعجب، ما رواه الراعي شمس الدِّين في انتصار السالك (ص: 225) أنّ:
    رجلاً قال لمالك:
    "يا أبا عبد الله هل عرفت حديث البيِّعان بالخيار !!! ؟
    قال له: نعم، وأنت تلعب مع الصبيان في البقيع".
    وقال له آخر:
    "لِم رَويت حديث (البيعان بالخيار) في الموطأ ولم تعمل به ؟
    قال له مالك:
    لِيعلم الجاهل مِثلك أنّي على عِلم تركته".
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    الفرق الرابع:

    أنّ الصَلب في مذهبه يرى أنّ إمامه بلغ درجة الاجتهاد المطلق، وفتح الله عليه، إلاّ أنّ الخطأ والزلل قد يقع منه، سواء كان ذلك:
    سهواً منه، أو لانفلات قاعدة فقهية، أو أصولية، أو لغوية أثناء تعامله مع النصوص التي يريد تنزيلها على الحوادث.
    ..........
    أمّا المتعصِّب/
    فلا يعتقد الخطأ من إمامه إطلاقاً.
    .............
    إلاّ أنّه ينبغي أن يفهم أخي القارئ أنّ التخطئة مسألة نِسبية، تختلف من إمام إلى إمام، وكلٌّ ينطلِق من قواعده الخاصَّة، فيرجِّح ما قَوِي عنده، ويضعِّف قول المخالف
    من أجل ذلك يجب أن تكون عندك قواعد.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    تصرفات لا يصلح أن يُوصف صاحبها بالتعصب

    إذا فَهِمت أخي الفاضل ما قُلت لك، وميَّزت الفوارق بين الصلابة في المذهب والتعصُّب المذهبي، يجب أن تفهم أيضا أمورا أخرى، شاعت في كتب بعض أهل العلم، يَصِفون فيها أقرانهم أو مناظريهم، أو من يحكون حالهم بـ: (التعصُّب)، إلاّ أنّك إذا تأملت هذه الصِفات وجدت أن أصحابها لم يفعلوا الشّيء الذّي يستحق أن يوصفوا مِن أَجلِه بالتعصُّب.
    ............

    من ذلك:
    ........
    1. من أُعجِب بمذهبه الفِقهي، ووصَّى النّاس به.
    فإن اعتقد إمام من الأئمة: ترجيح مذهبه على غيره من المذاهب، وتقديمها عليها، بالأدلة الواضحة والبراهين، ثمّ نصح النّاس أن يكونوا على مذهبه

    فلا أظنّ – والله أعلم- أنّه يَصِح لطالب العلم أن يُنكِر عليه.

    فقد وقع من بعض الفضلاء ممن يُعدِّد أخطاء المتعصبين هذا الأمر.

    فإذا قال القاضي عياض مثلاً:
    "ومالك المرتضى لا شك أفضلهم *** إمام دار الهدى والوحي والسنن"
    أو:
    قال محمّد بن إبراهيم البوشنجي الشّافعي:
    "إنّي حياتي شافعي فإن أَمُت *** فوصيتي بعدي بأن يتشفعوا".

    ومثله قول أبو إسماعيل الأنصاري الهروي:
    "أنا حنبلي ما حييت وإن أَمت *** فوصيتي للنّاس أن يتحنبلوا".

    فلا أظنّ أنّ ذلك عيب من العيوب التّي تجوِّز وصف صاحبها بالتعصُّب....
    ......

    فلما رأى الإمام أنّ هذه الطريق أفضل الطرق، وتُرضِي الله عز وجلَّ على أكمل وجه، فما المانع من الوصية.

    بخلاف: ما إذا ادَّعى العِصمة لإمامه، كمن قال:
    "فلعنة ربنا أعداد رمل *** على من ردَّ قول أبي حنيفة".

    فهذا -لا شك- قبيح.
    .............
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    2. أن يستعمل لفظاً قد لا يروق لِمُخالِفه، فيَصِفه بالتعصب.
    فهذا بعض الشّافعية انتقد على القاضي عياض، ونسبه إلى التعصب، وكان يقول: إنّه لم ينصف الشّافعي.
    فسأله بعض المالكية: ما رأيت في كلام القاضي الذّي لم يُنصِف فيه الشَّافعي ؟
    فقال له:
    "لم يُنصِفه بقوله في (الشِفا):
    وشذَّ الشّافعي في وجوب الصلاة على النبي !!".
    ..........
    فهذه لفظة قد تكون من الألفاظ المعتادة لمن عوَّد نفسه على كتب الخلاف، ويوجد ما هو أشنع منها، ولم يوصف أصحابها بالتعصب.
    ................
    هذا...
    وإني أُلفِت إخواني...
    .........
    أن يراجعوا الأسباب التّي جَعلت البعض يرمي بعض الشيوخ والأئمة، فربما كانت الأسباب من هذا النوع...
    فَعَوِّد نفسك الإنصاف، فقد تحتاج يوماً لمن يُنصِفك..
    ..........
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    3. بعض الأقوال التّي قالها أصحابها، فَفهِمَها غيرهم على غير مرادها.
    مثالها: مقولة الإمام أبي الحسن الكرخي
    حيث ثَبت عنه في كتابه (الأصول) أنّه قال:
    "الأصل أنّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنهّا تحمل على النسخ أو على الترجيح، والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق!".
    ............
    وهذه العبارة يذكرها كلّ من أراد أن يتحدَّث عن التعصُّب، يُقلِّد من تكلَّم قبله، وتعلّمها الصِغار فأصبحوا يتناقلونها فَكِهين.
    يقولون: ما به هذا الإمام المتعصب ؟؟!...
    .............
    فقلت واعجباه ! إمام:
    "ترأس مذهب أبي حنيفة في زمانه، وترك طلبةً كانوا عُمدةً للمذهب بعده.
    قال الصيمري في أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: 168).
    "ولو ذكرنا ما عندنا من أخبار أبي الحسن وأخبار أبي خازم لاحتجنا إلى كتاب مفرد"..
    ولا يكاد يخلو كتاب أصولي من آرائه
    كان نظَّاراً، مولعا بالجدل، يناظر أقرانه فيغلِبهم
    ..............
    أَتُراه كان يُواجِه خصمه بقول أبي حنيفة الذّي نسخ القرآن !!...
    عجيب أمر من لا يبذل أدنى جهد ليُحسِن الظنَّ في حملة هذا الدّين.
    ..................
    ومقولة الإمام الكرخي هذه...
    صاحبها أَجلُّ أن يَقصِد بها/ أنّ:
    قول إِمامه هو الأصل، والقرآن والسنَّة هما الفرع
    كما يقول ذلك من لا يحسن إلاَّ ترديد ما سَمِع..
    وإنّما هي مقولة يُروَّض بها الناشئة والمبتدئون الذّين يقرأون المتون الفقهية
    حتىّ إذا عَلِم حديثا أو آية ظهر له منها أنّها تخالف ما ذهب إليه صاحب المتن، قيل له:
    إنّ هذه الآية أو الحديث منسوخ، أو مؤول
    حتىّ يُلقِ في قلبه طمأنينة لما يقرأه
    فإذا تعلم كيفية استنباط الأحكام أُخبِر بالطريقة.
    فهي مقولة للتدريب و الترويض.
    .............
    وإن أردت أن تدرك فائدة هذه المقولة، فانظر في حال من أُخبِر في بِداية تفقهه أنّ الإمام الذّي يقرأ متنه الفقهي يخالف آيات صريحة، وأحاديث صحيحة لا تُعدُّ ولا تستقصى...!!
    .............
    نسأل الله أن يوفق معلِّمينا إلى منهجيةالطلب قبل الطلب.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    في الأخير:

    أدعوك أخي أن تنفض الغبار عن جسدك، فإن أردت أن تكون فقيهاً فابتعد عن هذه الاتهامات.
    .............
    فما أثنى الله على الفقهاء خير ثناء،
    وما قال نبيه : "من يُرِد الله به خيراً يفقه في الدين"، إلاَّ لمنزلة هذا الفنّ.
    .........

    وأنصحك أخي الحبيب، وأقبل منه التعقيب (مهما كانت صِفته):
    إذا فَهِمت أنّ التعصب أمر قبيح، وآثاره وخيمة على الأمة، وعلى دين الله
    وأردت أن تُحاربه، فلتحرر معناه أوّلاً....
    ولتُفرِّق بينه وبين بعض المصطلحات القريبة إليه
    ثمّ:
    اُسلك طريق أئمتنا في محاربته.
    فقد حاربه الإمام الشّاطبي رحمه الله، وقال في أصحابه أشنع الأقاويل في أواخر كتابه الاعتصام، ولكنّه -رحمه الله- لم ينصح النّاس بترك إتّباع المذاهب مطلقاً.

    وأقرَّ أنّ الحجة في كلام الشّارع (كما يقول كلّ مسلم)، إلاّ أنّه قال في خاتمة كتابه الاعتصام:
    "إذا ثَبَت أنّ الحقَّ هو المعتبر دون الرجال، فالحقَّ أيضاً: لا يُعرَف دون وسائطهم، بل بهم يُتوَّصل إليه، وهم الأدلاء على طريقه".
    ..................
    وهذا الإمام ابن العربي عيَّر المتعصبة في كتبه، إلاّ أنّه كان يفتخر بأنّه ناصر مذهب مالك.
    ..........
    وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم: عُلِم من كتبهما (إنكار التعصب)، ويستدل بعضهم بأقوالهما للتحرر من المذاهب جميعاً، وقد كانا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ررر.
    ......
    وأمّا من يقول لك، إنّهما لم يكونا مقلدين للإمام أحمد، بل كانا يتبعان الدليل
    ...........
    فقل له:
    "وهل الإمام أحمد كان على غير الدليل !!!".
    ............
    اِفهم أخي....اِفهم...وار ق بنفسك
    فإنّ بين التمذهب والتعصُّب الذّي فرَّق المسلمين فارق، فلا تُخلِط.
    ..............
    قال الإمام البشير الإبراهيمي في الآثار (ص: 1/ 165):
    "المذاهب الفقهية في حدِّ ذاتها ليست هي التّي فرَّقت المسلمين...".
    ...............

    انتهى من كتابته: أبو سعيد بن المبارك بوعزة.
    يوم: 23 ذي الحجة 1430هـ.
    بالجزائر الحبيبة بلاد الإمام البشير الإبراهيمي.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    Lightbulb رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    جزاكم الله خيرا
    على هذا البحث الدقيق
    والمهم جدا
    اقترح ان يطبع في مجلة علمية محكمة
    و بعد ذلك في كتيب مستقل
    فهو ينطلق من عمق و نضج
    بوركت جهودكم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    616

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    قرأت المقال الذي تفضل به أبو سعيد الباتني ، و أعجبتني طريقته في العرض و المحاورة ، غير أني لا أستطيع الجزم بأنه مخطئ في رأيه الذي يراه ، و تفريقه بين " الصلابة " و بين " التعصب " صحيح نظريا ، متصور عقليا ، إلا أنه غير واقعي ، بل لم يأت بمثال واحد يوصف فيه عالم أو فقيه بأنه " كان صلبا في مذهب أبي حنيفة أو في مذهب مالك " مثلا ، لأن هذا هو البرهان على التفريق بين المصطلحين ، و ذلك حتى لا نتهم المشاهير الأعلام بأنهم متعصبون على مذاهب أيمتهم ، و إنما نعتقد فيهم أنهم ذوو صلابة فيها فحسب ، و الجاري عادةً في التراجم أن يذكروا كون فلان صلبا في دينه صلبا في السنة شديدا على المبتدعة و الروافض مثلا ، ثم يذكروا أنه كان شافعيا أو حنبليا و أنه كان متخيرا أو واقفا على حدود مذهبه ، و أرجو إن كانت هناك عبارات تصف المترجَم بأنه كان صلبا في مالكيته و حنفيته و تحنبله و تشفعه أرجو أن أحظى بمطلاعتها حتى أستفيد - بارك الله فيكم - ،
    إن العودة إلى عصور التمذهب يعتبر مرتعا وخيما في المسيرة العلمية ، إذ المذاهب كالقبائل و الأقاليم تورث العصبية و الانحياز خاصة عند الشباب ، لذا فدراسة الفقه تكون أجدى ما تكون إذا درست على طريقة السلف الصالحين ، و ذلك بحفظ النصوص القرآنية و النبوية في أبواب الفقه و شرحها شرحا ميسرا سهلا على الطلاب أول الطلب ، ثم لا يزالون يتدرجون في مراقي العلم و درجات الكمال حتى يوفقهم الله للتوسع و الاطلاع على اختلافات العلماء و أقاويلهم حسب مذاهبهم فيتخير المجتهد منها ما تيقن أنه الصواب عنده ، و بهذا يكون التأسيس الصحيح لنفسية طالب العلم بإذن الله ، و لم يكن شيخنا أبو عبد المعز محمد فركوس - أعزه الله تعالى - إلا ناصحا لنا بهذا الطريقة و لم يكن ينصح لا بالرسالة و لا بمتن ابن عاشر و لا بغيرهما ، نعم و لست أحذر منهما و لا من غيرهما من الكتب المذهبية ، و قد سألت شيخنا أبا أحمد محمد ابن مكِّيٍّ العاصمي - حفظه الله - عن دراسة الفقه فنصحني بـ"التلقين" للقاضي عبد الوهاب الغدادي - رحمه الله تعالى - ، فلم أتذمر من نصحه بل فرحت به بل و ها أنا أعمل به و أدرس التلقين - أسأل الله أن يعينني على إتقانه - ، و بالله التوفيق ...
    أخوكم : الطيب بن محمد العامري الجزائري ،،،

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    503

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    ملاحظة الطيب صياد
    لذا فدراسة الفقه تكون أجدى ما تكون إذا درست على طريقة السلف الصالحين
    تنا قش بسؤال
    الا تمثل المذاهب طريقة السلف
    اليست نتاج زمن السلف

  14. #14

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة
    3. بعض الأقوال التّي قالها أصحابها، فَفهِمَها غيرهم على غير مرادها.
    مثالها: مقولة الإمام أبي الحسن الكرخي
    حيث ثَبت عنه في كتابه (الأصول) أنّه قال:

    "الأصل أنّ كلّ آية تخالف قول أصحابنا فإنهّا تحمل على النسخ أو على الترجيح، والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق!".

    ............

    وهذه العبارة يذكرها كلّ من أراد أن يتحدَّث عن التعصُّب، يُقلِّد من تكلَّم قبله، وتعلّمها الصِغار فأصبحوا يتناقلونها فَكِهين.

    يقولون: ما به هذا الإمام المتعصب ؟؟!...

    .............

    فقلت واعجباه ! إمام:

    "ترأس مذهب أبي حنيفة في زمانه، وترك طلبةً كانوا عُمدةً للمذهب بعده.

    قال الصيمري في أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: 168).

    "ولو ذكرنا ما عندنا من أخبار أبي الحسن وأخبار أبي خازم لاحتجنا إلى كتاب مفرد"..

    ولا يكاد يخلو كتاب أصولي من آرائه

    كان نظَّاراً، مولعا بالجدل، يناظر أقرانه فيغلِبهم

    ..............

    أَتُراه كان يُواجِه خصمه بقول أبي حنيفة الذّي نسخ القرآن !!...

    عجيب أمر من لا يبذل أدنى جهد ليُحسِن الظنَّ في حملة هذا الدّين.

    ..................

    ومقولة الإمام الكرخي هذه...

    صاحبها أَجلُّ أن يَقصِد بها/ أنّ:

    قول إِمامه هو الأصل، والقرآن والسنَّة هما الفرع

    كما يقول ذلك من لا يحسن إلاَّ ترديد ما سَمِع..

    وإنّما هي مقولة يُروَّض بها الناشئة والمبتدئون الذّين يقرأون المتون الفقهية

    حتىّ إذا عَلِم حديثا أو آية ظهر له منها أنّها تخالف ما ذهب إليه صاحب المتن، قيل له:

    إنّ هذه الآية أو الحديث منسوخ، أو مؤول

    حتىّ يُلقِ في قلبه طمأنينة لما يقرأه

    فإذا تعلم كيفية استنباط الأحكام أُخبِر بالطريقة.

    فهي مقولة للتدريب و الترويض.

    .............

    وإن أردت أن تدرك فائدة هذه المقولة، فانظر في حال من أُخبِر في بِداية تفقهه أنّ الإمام الذّي يقرأ متنه الفقهي يخالف آيات صريحة، وأحاديث صحيحة لا تُعدُّ ولا تستقصى...!!

    .............

    نسأل الله أن يوفق معلِّمينا إلى منهجيةالطلب قبل الطلب.
    هذا التأويل بعيد بارك الله فيك ...

  15. #15

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    حقيقة موضوع جيد.
    وإني أعتبره ابداع.
    وأما قول الأخ الطيب بن صياد أن الأخ أبا سعيد لم يذكر مثالاً على من كان صلبا في مذهبه غير متعصب فالأمثلة كثيرة:
    خذ منها:
    الإمام النووي فهل يقول أحد ممن عرفه بأنه متعصب؟!
    ابن حجر الهيتمي.
    الإمام ابن عبدالبر.
    ابن عابدين الحنفي صاحب حاشية رد المحتار.
    كل هؤلاء نصروا مذاهبهم ولم يحيدوا عنها طرفة عين, ومع ذلك لم يرمهم أحد بالتعصب.
    أما إذا توقفنا عن مدح الأشخاص حتى نجد مدحهم قس كتب التراجم فهذا قول من لم يخبر أحوال العلماء وهو قول من السجاذة بمكان.
    لأن كثيرا من الأمور تعرف بتتبع كلام الإمام في مؤلفاته, في وصل القارئ إلى نتجية معينة عند طريق الاستقراء فلا مانع من أن يحكم بها وإن لم يجدها منصوصة في كتب التراجم.

  16. #16

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعيد الباتني مشاهدة المشاركة
    ............
    فإنّ بين التمذهب والتعصُّب الذّي فرَّق المسلمين فارق، فلا تُخلِط.
    ..............
    ذكًرني قولك هذا بمقولة للعلامة الألباني رحمه الله يرد فيها بعضا من إدعاءات في كتاب عن السلفية فكان مما جاء فيها : ( نحن لا ننكر التقليد بل ننكر التديُن بالتقليد ) ولعلّها توضح الفارق المشار إليه والله أعلم
    قال الشيخ العلامة حمود بن عبدالله التويجرى - رحمه الله - :" الألبانى علم على السنة والطعن فيه طعن فى السنة "

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    42

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الحبيب، والصديق القريب أبو سعيد**
    عودة ميمونة، شفاك الله
    قرأت شيئا من موضوعكم، وأصارحكم القول أني أعجبت بطريقة طرحكم وربطكم للجزئيات وتوضيفكم لأخبار السلف
    وسأعود لقراءة باقي ما ورد فيه
    وننتظر منكم المزيد، فعندكم ما نستفيد منه
    وأنتظركم على الياهو، فلا تنسى أحبابك.

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الجزائر - باتنة -
    المشاركات
    486

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    جزاكم الله خيرا إخواني الأفاضل
    وأشكر لكم حسن ظنكم بي.
    ولا شك أن بعض الكلام يحتاج إلى تعليق.
    المشاركة الأصلية: الطيب صياد
    إن العودة إلى عصور التمذهب يعتبر مرتعا وخيما في المسيرة العلمية ، إذ المذاهب كالقبائل و الأقاليم تورث العصبية و الانحياز خاصة عند الشباب ، لذا فدراسة الفقه تكون أجدى ما تكون إذا درست على طريقة السلف الصالحين
    قولكم أخي الفاضل أن التمذهب "مرتع وخيم" لا يصلح أخي الكريم
    فالتمذهب ليس فترة، وإنما هو طريقة وسبيل أئمتنا مذ عهد الصحابة رضي الله عنهم.
    وأما قولكم أن المذاهب تورث العصبية، فمنه بدأت موضوعي هذا...
    والإنسان مجبول على العصبية، فإن لم يرثها من التمذهب ورثها من غيره.
    وعلى ذكر الشباب، فإن كثيرا منهم اليوم لا يعرف شيئا عن التمذهب، وانظر إلى مظاهر العصبية بينهم.

    المشاركة الأصلية: أسامة بن الزهراء
    هذا التأويل بعيد بارك الله فيك ....
    لا أظن أخي أنه تأويل بعيد، بل أراه أقرب التفاسير التي تليق بإمام قرأت ترجمته، فوجدت أنه شديد الورع، كثير العبادة.

    المشاركة الأصلية: العاصمي من الجزائر
    ذكًرني قولك هذا بمقولة للعلامة الألباني رحمه الله يرد فيها على كتاب السلفية فكان مما جاء فيها : ( نحن لا ننكر التقليد بل ننكر التديُن بالتقليد ) ولعلّها توضح الفارق المشار إليه والله أعلم
    أرجو أخي أن توضح لنا الفارق بين التقليد، والتدين بالتقليد ؟.

    هذا وإن الشكر موصول لإخواني: أبا المظفر الشافعي، وأسامة ضيف الله، وجمانة أنس...
    وبارك الله في الجميع.
    قال الإمام الشاطبي:
    "خذ من العلم لبه، ولا تستكثر من ملحه، وإياك وأغاليطه".

  19. #19

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    لا أظن أخي أنه تأويل بعيد، بل أراه أقرب التفاسير التي تليق بإمام قرأت ترجمته، فوجدت أنه شديد الورع، كثير العبادة.
    وما علاقة الزهد والورع بما نحن فيه ؟!

    وهل القاضي عياض - رضي الله عنه - ما كان شديد الورع كثير العبادة ؟!
    وقد قال : ومالك المرتضى لا شك أَفضلهم ... إِمام دار الهدى والوحي والسنن
    وهل شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي عليه رحمة الله ما كان زاهداً ؟!
    فقد قال : أَنا حنبليٌّ ما حييت واِن أَمت ... فوصيتي للناس أَن يتحنبلوا

    التأويل الذي ذكرته فاسد فساد مقولة الكرخي - رحمه الله - نفسها، والرد عليها وبيان بطلانها لايعني الطعن في صلاحه وعلمه وعبادته ...

    وأنت تعلم أن نسبة مذهب من المذاهب إلى إمام من الأئمة لا يخلو من تسامح، فلم يكن مالك، أو الشافعي، أو غيرهم من الأئمة يدعون أحدهم إلى التمسك بأقوالهم، ولهم في ذلك كلمات نيرة، رحمهم الله أجمعين ...

    وقد فصل كل هذا العلامة بكر القضاعي - رحمه الله - في كتابه الماتع : المدخل المفصل، انظر : 1 / 31 وما بعدها ...

  20. #20

    افتراضي رد: ضرورة التمييز بين: الصلابة في المذهب/ والتعصُّب المذهبي.

    وقد صدق ابن حزم رحمه الله تعالى : " وَلَوْ حَقَّقَ كُلُّ ذِي قَوْلٍ قَوْلَهُ، وَحَاسَبَ نَفْسَهُ بِأَنْ لا يَقُولَ فِي الدِّينِ إلا مَا جَاءَ بِهِ قُرْآنٌ أَوْ سُنَّةً؛ لَقَلَّ الْخَطَأُ، وَلَكَانَ أَسْلَمَ لِكُلِّ قَائِلٍ، وَمَا تَوْفِيقُنَا إلا بِاَللَّهِ الْعَظِيمِ " .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •