59- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّـا
ما أجمل أن يتصف الربّ بصفة العفو ...!!
والأجمل من ذلك أن يحب سبحانه فعل العفو ...!!
فما أحوج أمثالنا إلى جميل صفته ، وكريم تفضله سبحانه بمحبة ما فيه النفع لعباده ...!!
59- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّـا
ما أجمل أن يتصف الربّ بصفة العفو ...!!
والأجمل من ذلك أن يحب سبحانه فعل العفو ...!!
فما أحوج أمثالنا إلى جميل صفته ، وكريم تفضله سبحانه بمحبة ما فيه النفع لعباده ...!!
60- احذر هذا الخلط ...!!
عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :
(( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه . ))
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1677
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يخلط بعض الناس بين عدم المؤاخذة على الخطأ
وبين الحكم الشرعي بالنسبة للعبادة التي وقع فيها الخطأ
و فيما يلي نضرب مثلا ليتضح المراد :
من صلى -ناسيا - بغير وضوء ليس بآثم بنص الحديث المذكور أعلاه ،
ولكن يجب عليه الإعادة لأنه ترك شرطا من شروط صحة الصلاة ..
والعجب كل العجب حين تجد أن بعض الناس يستدل بحديث ابن عباس
على أنه لا يلزم من نسي الوضوء إعادة الصلاة ...!!
وهذا خلط و خطأ يا عباد الله :
- فالحديث عن عدم المؤاخذة بسبب النسيان أو الخطأ أو الاستكراه شيء
- والحديث عن الحكم الشرعي للعبادة وما ينبغي على من وقع منه ذلك شيء آخر فلُيتأمــــــــ ـــــــل .
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
61- مفــــــــــارق ــــــــة ....!!
كلما أزف رحيل ذلك الشهر الفضيل :
أنّ قلبي للفراق ، و عانى نهم الاشتياق ...!!
وجرت من عيني لقرب فراقه الدموع ، تُرى أيطول عمري لأنعم باللقاء و بالرجوع ...!!
ولكن مهـــــــــــــ لا ...:
هناك شبه شعور بالارتياح يغزو نفسي في أناة و صُراح ...!!
كيف يجتمع النقيضان :
ألم شديد لمفارقة شهر فريد ، وشبه راحة على وشيك رحيله و سماحة ..؟!
وحين تأملت هُديتُ إلى جواب علّي لا آثم به بل قد أثاب :
يعلم ربي :
أنه شهر إلى النفس قريب ، وكيف يهون أو يطيب لمحب مفارقة الحبيب ..!!
إلا أنني أخشى التقصير في صيامه أو قيامه ..
أستعن بالله ناظرة بلهفة بلـــــوغ تمامه ...!!
هذا لعمري حال العليل ، الذي يرجو السلامة من تقصير ...!!
فهل لاعتذاري من سبيــــــــل ، أم أنني أقل حبّا لشهركم الفضيــــــــــ ـــل ...؟!
62 -الشحيــــــــــ ـــــح ...!!!
تفكرت يوما : لم يضنّ أحدهم بكلمة طيبة أو بسمة مُطَيِّبة ...؟!
فإن قلنــا : له شبه عذر في الإمساك عن إنفاق الدينار والدرهم
لأن ذلك كلفة تُورث بخيل النفس الشقاء و الهم ...!!
فما تُراه عذره في عدم تكلّفه تطييب الكلام
وماذا تُراه يفقد إن تكلّف قليلا من الابتسام ..!!
ثم هُديت إلى سببين :
1- إن شحيح النفس يفزع من كل ما أطلق عليه
في الشرع لفظ ( صدقة ) (1) فيتمثلها مغرمة مجحفة وكلفة ...!!
2- إنه غير معنيّ بمشاعر من يعاشر : فرضاه أو حتى سخطه
أمر غير ذي بالٍ عنده ...!!
ثم هو لا يسعى لنوال منزلة في قلبه ، فلم يتكلف إدخال السرور على نفسه ...!!
نسأل اللـه : العافيـــــة نسأل اللـه : العافيـــة
وأن يحفظنا بحفظه - سبحانه - من التعاطي
مع مثل تلكم القلوب الشحيحة القاسية .
----------------------------------------
(1)-كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس ، يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها ، أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، ويميط الأذى عن الطريق صدقة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2989
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
*- تبسمك في وجه أخيك ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة . . الحديث
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2321
خلاصة حكم المحدث: حسن
63- عجبــــــــــــ ــــًـا ....!!
إن تعجب فاعجب من بعض الناس إذ يتعدون دون شعور أو إحساس ...!!
تتعاطى معهم فيتطاولون عليك ، يتمادون معك ، يتعدّون حدودك ،
يبخسون حقوقك ، يجرحونك ، يؤلمونك ....!!
- فإن توعدتهم بعدم المسامحة استنكروا عليك في اندهاش :
كيف يا هذا لا تعفو عن أقرب الناس ...!!
فالعفو من شيم الكرام ، وتركه من شيم اللئام ...!!
- فإن قلتَ : يا سادتي لا تعتدوا ...!!
- قالوا : نمازحك أنت صديق لا عدو ...!!
- فإن قلتَ : كفوا ؛ أتضايق ...!!
- قالوا : حسّن - فضلا - أخلاقك ...!!
- فإن قلتَ : وما يدريكم أني سوف أسامح ...!!
- قالوا : ليس خيارا ، عار عليك ، بل بالعفو تُصالح ...!!
ألا تعفو عن أصحابك ، ألا تعفو عن خاصتك وأحبابك ...!!
هذا لعمرك ضعف في إيمانك ، قادح في مرؤتك و أخلاقك ...!!
** حينها يسقط في يديك ويملأ الغضب ما بين جنبيك :
لا يستطيعون كف أنفسهم عن الأذى ، ويستنكرون عليك
ترك العفو لأنك - بزعمهم - مثلٌ يُحْتّذى ...!!
ينكرون على مثلك عدم العفو ، بينما يستحلون لأنفسهم التعدي والظلم ...!!
بالله : أليس هذا من العجب ، ومن غريب الطبائع والأدب ...!!
64- ما أنتم بالحكم الترضى حكومته ...!!
تخاصم طرفان حول إرث بينهم ، فأعْوز أحد الطرفين أوراقا تثبت ما لهم ..!!
ورغم أن الجميع يعلم أنه حقهم ، فقد جحد الطرف الآخر ماجحدوا من إرثهم ...!!
وعلت من هذا الطرف الأصوات : فليأت من يدعي حقا بإثبات ...!!
فلما تعمقت الخصومة تدخل بعض الأتقياء للفصل و للحكومة :
ولأنهم من المقربين كانوا بحقيقة الأمر عالمين ، وعلى حق الطرف الآخر مطلعين ...
فبماذا حكم القوم ليصلحوا ذات البين ؟!
- قال المصلحون للطرف المظلوم :
ضاع نصف حقك لا مفر ، وعليك بالمسامحة و العفو ...!!
- قال المظلوم : ياقوم مالكم كيف تحكمون ...!!
إن كان ولابد من ضياع الحق : فكيف تأمرون في مثل هذا المقام بالعفو ..!!
كذا تعينون الظالم على ظلمه ، وتؤكدون على العفو ليصفو أمره ...!!
هل الشأن شأن المظلوم وحده ، أين حق الله على عبده ...؟!
هبوا أن المظلوم غلب على أمره ، ثم عفا بعد ذلك من قلبه
فما شأن الظالم مع ربّّه ؟! ثم هل أنتم مثابون على عونه ؟!
ياقوم : إن لم تستطيعوا ردّ الحقّ لأربابه ، فلا أقل من الجهر
بأنهم تحملوا من الظلم ، ووقعوا لا محالة في الإثم ..!!
ضنّ الحكام بمحض قول الحق الذي يعلمون ؛
فخاطر القوم بزعمهم كانوا يطيّبون :قالـوا :
مادام أخذ الحق دون أوراق محال ، فعلام يجهرون بقول
قد يسبب غضب بعضهم في المآل ....!!
ولا تعليـــــــــــ ــــق .
65-انتبه أنت مختبر .....!
عنّ لي يوما أن الله يقدر وقوع حدث ما ليستخرج به من عباده ما يسترون
من معتقدات ، و يجلي لهم ما قد وُريَ من أخلاقيات تبدو بعفوية فيما
يقومون به من سلوكيات ، كردة فعل للحدث الذي قدر الله وقوعه لهم
أو أمامهم أو بينهم ، فمنهم من يخرج من ذلك الحدث مأجورا ، ومنهم
من يخرج منه آثما مأزورا ...!!
ثم ينجلي الحدث وتنكشف عن القوم الغمة ، وقد لطف الله فيه بعباده أحسن لطفه وأتمه ...!!
وإن أردنا التقييم لردة الأفعال تلك لزمنا قياسها على المراد منا في الشرع ،
حينها وحينها - فقط - نعلم هل نجحنا أم رسبنا ، هل باعدنا أم سددنا أم قاربنا ...؟!
ثم أي شيء من تلك التجربة فيما يستقبل استفدنا ..؟!
تُرى من منا ستختلف ردة فعله إلى الإيجاب ، ومن منا سُيهدى فيما يستقبل
إلى السداد و الصواب ، ومن منا سيخرج مأجورا سالما من الإثم ليس مأزورا ...؟!
عجزتُ عن سمط خاطرتي على تلكم الآية ...!!
قال تبارك وتعالى :
( إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) فاطر : 14
فقط أرددها فأجد لها مردودا في عميق نفسي ... سبحان الملك !!
أعتقد أختي الكريمة أنه إن استجاب ربنا عز وجل دعاؤك بأن يجعلك للمتقين إماما فسوف يبتليك ويعينك على التحمل الى ان تصلي جواب الدعاء فالله كريم ولن يقطعك في منتصف الدعاء بل سيوصلك لآخره ويتمه عليك...آمين
وأخيتي بكل الأحوال نحن من ابتلاء لآخر فلم لا نتمنى الإمامة في التقوى!!!
بورك في أيامك...آمين
وأعانك على طاعته
ما فهمته من الشيخ العثيمين عن إن شاء الله قال :
فإن كن الانسان عازما على الفعل وبالتأكيد سيفعله فليقل إن شاء الله
فلو جاء بعد العزم والأخذ بالأسباب عارضا يكون صدق في مقولته...
لكن إن لم تشا أن تنجز الفعل وتعلم انك لن تفعله لا تقل إن شاء الله وتعلقه على المشيئة فيعتقد فيك مع التكرار أنك إن قلت إن شاء الله فإنك لن تفعل وهذا سيء...
بارك الله فيك
بل يختلف من حال الى حال
فإن رايت من انسان تلطف وقبول وتعويد منه على كل خير وأني أعني له الكثير ثم انتقص من حقي عليه وتعذر بأعذار لا أقتنع بها فتصير المعادلة
المأمول - المتاح = الشعور بعدم الرضا التام
أما إن لم يضعني في منزلة النفس والروح والوجدان إذا أرضى بالقليل فإن قصر معي سأرضى عن الجزء المتاح ولن أرضى عن الجزء المفقود فتكون المعادلة
المأمول - المتاح = الشعور بعدم رضا مساوٍ للفارق بين المأمول والمتاح
ما شاء الله تبارك الله
أختي الغالية أم هانئ
أسأل الله ان لا يحرمكِ الأجر وأن يحفظكِ ويبارك فيك يارب
دررٌ وأي درر
اثابكِ ربي وحفظكِ ورعاك