السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله جميعا , و جزاكم الله خيرا
الأخوة الأفاضل أبو أويس , و أم تميم , و أبو الوليد
كلامكم سليم و منضبط
و هذا هو محل الخلاف
العلماء اتفقوا على توقيف الأسماء
لكن ما هو التوقيف الذي اتفقوا عليه
التوقيف الذي اتفقوا عليه , ليس معناه وجوب ورود الاسم في القران أو السنة بصيغة الاسم , كما يقول البغض .
العلماء لم يتفقوا على هذا
بل هذا محل الخلاف
العلماء اتفقوا على التوقيف , بمعنى وجوب ورود الاسم , أو ما يدل عليه , كصفة أو فعل .
هذا هو الذي اتفق عليه العلماء , كما تفضلت الأخت الفاضلة أم تميم
فالذين قالوا بعدم جواز الاشتقاق , قالوا يجب ورود الاسم بصيغة الاسم
و الذين قالوا بجواز الاشتقاق , قالوا يجب ورود الاسم او ما يدل عليه من صفة أو فعل
و الكل قال بالتوقيف
الاشتقاق عند سلف الأمة لا ينافي التوقيف , مادامت الأسماء تدل على الكمال المطلق , و إنما الذي ينافيه اختراع أسماء لم ترد , و لم يدل عليها فعل و لا صفة ك ( مهندس الكون العظيم ) , و ( العلة الأولى ) , و نحو ذلك .
قال ابن القيم "رحمه الله" في بدائع الفوائد -كما قدم الأخ- :
السابع : " أن ما يطلق عليه في باب الأسماء و الصفات توقيفي ..... "
و مع هذا قال "رحمه الله" بعدها :
السابع عشر أن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره ,وهو غالب الأسماء كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم , وهذا يسوغ أن يدعى به مفردا ومقترنا بغيره, فتقول : يا عزيز يا حليم يا غفور يا رحيم , وأن يفرد كل اسم , وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع
ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده , بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم , فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو , فهو المعطي المانع , الضار النافع , المنتقم العفو , المعز المذل , لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله , لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيهم عطاء ومنعا , ونفعا وضرا , وعفوا وانتقاما , وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والإنتقام والإضرار فلا يسوغ , فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الإسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض , فهي وإن تعددت جارية مجرى الإسم الواحد , ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه إلا مقترنة فاعلمه
فلو قلت يا مذل , يا ضار , يا مانع , وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه , ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها " بدائع الفوائد ( 1-177)
انظر حفظك الله , ابن القيم يقول انها توقيفة , مع أنه "رحمه الله" يقول أن من أسماءه ( المعطي المانع , الضار النافع , المنتقم العفو , المعز المذل )
وكل هذه أسماء مشتقة
يقول هذا "رحمه الله" لأن الاشتقاق لا ينافي التوقيف
كذلك شيخ الاسلام يقول "رحمه الله" :
" قالوا من أسماء الله تعالى المغيث و الغياث , و قد جاء ذكر المغيث ي حديث أبي هريرة , قالوا و اجتمعت الأمة على ذلك " مجموع الفتاوى ( 1-111 )
و معلوم ان هذه الأسماء لم ترد بسند صحيح بلفظ الاسم مطلقا , و انما استخرجها العلماء بالاشتقاق
و مع هذا يقول : قالوا و اجتمعت الامة على ذلك
لأن الاشتقاق لا ينافي التوقيف
أرجوا أن يكون الكلام واضح
و يراجع ايضا ما كتبه ياسر برهامي في المنة شرح اعتقاد اهل السنة
جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته