بسم الله والحمد لله
اللهم وفقنا للصواب الذي يرضيك
أُجيب أولاً على السؤال بأنهما مسألتان مختلفتان.
أما ما ذكره الإخوة -وفقهم الله- فينقصه التحرير:
1- قول الصحابي فيما ليس للرأي فيه مجال؛ له حكم الرفع. (كما في مباحث السنّة من كتب الأصول).
2- قول الصحابي إذا خالفه قول صحابي آخر لا يكون حجة؛ لأن قوله ليس بأولى من قول صاحبه -رضوان الله على الصحابة جميعاً-.
3- قول الصحابي إذا خالف نصاً من كتاب أوسنة؛ فلا يكون حجة.
4- قول الصحابي إذا اشتهر ولم يعلم له مخالف فهو إجماع سكوتي، وبعض الأصوليين يدخله في الخلاف في مسألة قول الصحابي.
5- الخلفاء الراشدون يكفيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه العرباض بن سارية رضي الله عنه: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)) أخرجه أبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح، وأخرجه الإمام أحمد في المسند، وصححه ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 83).
وأخرج الترمذي وحسنه: ((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)) وصححه الجورقاني (1 /288).
ولا كلام لأحد بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبقى إذا قال صحابي قولاً ولم يشتهر، ولم يخالف نصاً، ولم يعلم له مخالف من الصحابة، فهل يكون حجة؟
وقد أطال ابن القيم رحمه الله الكلام على المسألة فراجعه إن شئت.
تنبيه: كثير من الأصوليين إن لم يكن أكثرهم يخص اسم الصحابي بمن طالت صحبته، خلافاً لجمهور المحدّثين.
والله تعالى أعلم.