السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أقوله هنا ليس هو المعنى المراد ولكن إيراده حسن
من طلب العلم لله فقليل من الجهد يكفيه، لأن الإخلاص في طلب العلم عزيز وصعب، ولا يوفق له إلا موفق ، ونفسٌ أبية زهدت في نفسها - اللهم إنا نسألك من فضلك.
وعلى ذلك فمن أخلص لله في هذه العبادة العظيمة أعانه الله على طلبه وحفظه وأبعد عنه النسيان وبهذا كفاه قليل من الجهد، وعلَّمه الله ما ينفعه ونفعه بما علَّمه، وزهَّده في عِلْمٍ لا ينفع، لأنه - باختصار - من كان مع الله كان الله معه .
وأما إن طلبت العلم للناس بمعنى رجاء التصدر والمدح، وليس لأجل القيام بواجب الوعظ والتعليم ؛ تشعّبت بك الهموم فقصدت إلى العلوم التي تصدِّرك إلى المجالس، وإلى المسائل التي تذيع اسمك ، ثم تنظر في نفسك وفي علم غيرك ، فتجتهد لتكون أعلم منهم، فتحرص على حفظ النصوص ليقال هو حافظ ، وتمهر في الخلاف ليقال متبحر، وتذكر الكتب وصفحاتها ليقال مطلع، وتحاول ذكر الغرائب ليقال من يجاري هذا البحر، وهكذا ، فتجوب في العلوم إلى بحر لا ساحل له، عاملةُ ناصبة تصلى ناراً حامية , والعياذ بالله.
ولو أننا تعلمنا العلم لنقوم بواجب عجزت عن حمله الجبال لكفانا منه القليل ومن الجهد أيضاً القليل، ثم بعد ذلك تفرغنا لنصر دين الله والخروج إلى الجبهات والمرابطة في الثغور، والقيامة بالدعوة في الأماكن النائية والدول الفقيرة، وقيادة الأمة.
نسأل التوفيق والمغفرة.