عن عوف بن مالك قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه : اللهم اغفر له ورحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله ، واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينق الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله ، وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر " أخرجه مسلم في الجنائز
قال العلامة ابن عثيمين: " وزوجاً خيراً من زوجه "أي : سواء كان المصلى عليه رجلاً أو امرأة وهناك إشكال ، لأنه إن كان المصلى عليه رجلاً ، وقلنا : أبدله زوجاً خيراً من زوجه ، فهذا يقتضي أن الحور خير من نساء الدنيا ، وإن كان امرأة فإننا نسأل الله أن يفرق بينها وبين زوجها ، ويبدلها خيراً منه . فهذان إشكالان .
أما الجواب عن الأول : أبدله زوجاً خيراً من زوجه ، فليس فيه دلالة صريحة على أن الحور خير من نساء الدنيا ، لأنه قد يكون المراد خيراً من زوجه بالأخلاق ، لابالخيرية عند الله عز وجل .
والجواب عن الإشكال الثاني : أن خيرية الزوج هنا ليست خيرية في العين ، بل خيرية في الوصف ، وهذا يتضمن أن يجمع الله بينهما في الجنة ، لأن أهل الجنة ينزع الله ما في صدورهم من غل ، ويبقون على أصفى مايكون ، والتبديل كما يكون بالعين يكون بالصفة ، ومنه قوله تعالى : { يوم تبدل الأرضُ غير الأرض والسموات }
فالأرض هي الأرض بعينها ، لاكنها اختلفت ، وكذالك السموات .