بصيرة في أسماء المصادر في كتاب إكمال مغلطاي
يظهر للناظر في أسماء المصادر والروافد العلمية التي ذكرها مغلطاي في كتابه إكمال تهذيب الكمال أنه لا يأتي باسم كتاب على صورة واحدة بل إنه ينوع في ذكر اسم مصادره بشكل دفع إلى النظر في صنيعه هذا وما الغرض منه أو الحامل عليه. وبالنظر وجدت أنه ما كان يهتم بهذا الجانب مطلقا بل كان يذكر الكتاب باسم الفن الذي إليه ينسب وتارة يذكر الكتاب باسمه الذي اشتهر به عند أهل العلم وهكذا فهو لا يلتزم تسمية الكتاب ومثالا على ذلك.
كتاب "الجرح والتعديل" فقد نسبه إلى ابن أبي حاتم وهو كذلك وذلك في أكثر من موضع وكذا نسبه إلى الباجي بهذا الاسم في أكثر من موضع والمعروف أن اسم كتاب الباجي كما هو المشهور التعديل والتجريح، وكذا نسبه إلى العقيلي في أكثر من موضع ، والمشهور للعقيلي كتاب الضعفاء وقد سماه له ولا أدري أن له الجرح والتعديل ، وكذا نسبه بهذا الاسم للساجي وهو كذلك، وكذلك نسبه للنسائي في أكثر من موضع. وكذا فقد ذكر أن للداقطني أيضا كتاب الجرح والتعديل وبالنظر يتضح لك أن المقصود به إنما هو سؤالات الحاكم له وذلك بين في العديد من المواضع.
وقد نسب إلى كل من ابن أبي حاتم ، والباجي ، والساجي ، والعقيلي نفس الكتاب باسم التعديل والتجريح.
وزاد عليهم بأن نسب كتابا بهذا الاسم إلى المنتجالي.
ونسب إلى العقيلي والساجي ، والباجي وابن أبي حاتم نفس الكتاب باسم التجريح والتعديل.
وكذا هو الحال في كافة ما يقوم به من تسمية للمصادر.
ومما لا شك فيه أن في صنيع مغلطاي هذا فوات فائدة يقدرها جيدا المهتمون بالتحقيق وهي نسبة الكتاب إلى مصنفه ومعرفة اسمه من خلال وروده في كتب العلماء السابقين فمسلك مغلطاي هنا مسلك عام يدخل فيه كل كتب الجرح والتعديل على كثرتها وهو أمر موهم.
وكتب:
ناصر علي البدري