الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد.
يمر بنا في كثبر من الأحيان بعض الحكايات التي تنسب إلى بعض علماء الكلام.
تشترك هذه الحكايات في أنّ المتكلم إذا ضاقت روحه من الأدلة العقلية والنقاشات الكلامية, يصيبه نوع من الرجوع والاستكانة لربه عز وجل فيرفع كفيه إلى السماء ويقول:
( اللهم إيمانا كإيمان العجائز )
وهذه العبارة - في رأيي القاصر - لاتصح عن من تنسب إليه.
وإن صحت فهي خطأ.
والصواب - والله أعلم - أن يقال:
( اللهم إيمانا كإيمان الصحابة رضي الله عنهم )
وذلك لأمرين:
الأول: أنّ العوام أو العجائز - رغم صفاء عقائدهم وطهارة قلوبهم - قد لا يصمدون أمام كل ما يواجه الإيمان من محنة و ابتلاء, كالصبر عند المصائب, أو قوة اليقين بما عند الله تعالى.
بخلاف الصحابة فقوة يقينهم وصبرهم عند الشدائد مما لا ينكره عاقل.
الثاني: أنّ العوام قد يحصل عندهم شيئ من التشبيه بسبب ضعف أفهامهم.
أما الصحابة فلا يرتاب أحد في صحة عقائدهم ولم يأخذ علماء أهل السنة التنزيه إلا منهم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم