تعال معي لنستمع سوية الى هذه الواقعة العظيمة والتي تحمل في طياتها دروسا ومعاني جليلة
بينما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يمشي ذات يوم في الهزع الأخير من الليل سمع بكاء طفل فأفزعه البكاء، فذهب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الى البيت الذي سمع منه عويل الطفل وقال لأم الطفل اسكتي طفلك ومرت ساعة وعاد ولم يسكت الطفل فقال لأم الطفل اسكتي طفلك لا أراكِ إلا أم سوء فقالت يا أخا العرب لقد آذيتني إن عمر لا يعطي الأجرة إلا للطفل إذا انفطم ولا يربط له من بيت المال إلا إذا فطم وأنا أعوّده الفطام حتى يكون له من بيت مال المسلمين نصيب ولم تدر أنها تكلم عمر ( رضي الله عنه).
فذهب عمر (رضي الله عنه) ليصلي الفجر فقال عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) والله ما استطعت أن أتبين قراءة القرآن من عمر من شدة بكائه في الصلاة ولما فرغ من الصلاة قلب كفيه حزناً وقال : لكَ الله يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين وما أن طلعت الشمس حتى أصدر أمراً بأن من ولد له مولود فبمجرد ولادته يجري له رزقه من بيت مال المسلمين.
بالله عليكم... هل يوجد مثل هذا الخوف عند حكام المسلمين اليوم ! والله لو تخلق الحكام اليوم بأخلاق عمر لما أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام، ولما رأينا فقيراً ومظلوماً.
عمر كان يخاف خوف من يعتقد أن النار لم تخلق إلا له.. لقد سيطر الخوف على قلبه فأصبح لا ينام في الليل ولا في النهار لأنه إن نام في الليل أضاع حق الله وإن نام في النهار أضاع حق رعيته
.
فلنأخذ درساً من أمير المؤمنين عمر أن الخوف إذا دخل إلى قلبك جعلك تحاسبها على الصغيرة والكبيرة.