الإلــجــام لــشـاتم خـيـر الأنــــــام
(صلى الله عليه وآله وسلم)
محمـدٌ يَنْـعَـمُ فــي قـبـره
وربُّـه يَرفـع مِــن ذِكــرهِ
أطْهَـرُ خَلْـق الله لـم يَنْتَقـص
نَبْحُ كلاب الـرومِ مِـن طُهْـره
ما بالُ باب النـار لـم يستطـع
كَبْتَ لهيب الحقـد فـي صـدره
فكشَّـر الشريـرُ عـن نـابِـهِ
ثم انبـرى ينفـثُ مـن وَحْـرِه
فمـا الـذي أفقـده عقـلَـهُ
وأخرج الثعبـانَ مـن جُحـره
حتى مضى يشتم خيـرَ الـورى
يريـد أن يخفـض مـن قَـدره
والورد لا تنتقـصُ الريـح مِـن
شذاهُ بـل تنشُـر مِـن عطـره
هل خَـرِف الكاهـنُ حتـى إذا
خَلَّط لَـم يُصْـغَ إلـى هـذره
أم راعـه عَجْـزُ أساطيلـهـم
أن تقلع الإسـلام مـن جـذره
أم عَبَق الإسـلام عـمَّ الـورى
فقاءَ كـي يمنـع مـن نشـره
يـا شـاتـمَ الـبَـرِّ لإيمـانـه
ومـادحَ القِـسِّ علـى كُفـره
مَن كان في بيـت زجـاجٍ فـلا
يَـرمِ بأحجـارٍ علـى غـيـره
قـد عجـبَ النـاس لثالوثكـمْ
مِن جَمْعِه تـاراً ومِـن كَسـره
والطفـلُ فـي مِلَّتِكـم مُذنـب
حتـى يحـطَّ القِـسُّ مِـن وِزره
وليـس فـي ملتكـم هــذه
ما يعجز القسيـسُ عـن غَفْـره
يا قدوة الكُهـان كـم كاهـنٍ
لم يَسْلم الأطفـالُ مِـن غَـدره
قد ذاب ما تُبدون مـن زهـده
في بحر ما تُخفـون مـن عُهـره
يا وائـدَ الأفكـار كـم عالِـم
أحرقـه البابـا علـى فِـكْـرِه
في كـل أرض شاهـدٌ صـادق
على الذي نعجز عـن حَصـره
مما أصاب النـاسَ و الأرضَ مِـن
فِسْـق الصليبـيِّ ومِـن جَـوره
تَزلـزلَ الكـونُ لإفسـادكـم
في الجـوِّ و البَـرِّ وفـي بحـره
مَـن نَهـبَ العالـمَ يـا ذارفـاً
دمـعَ تماسيـحٍ علـى فَـقْـره
يا قاضـيَ التفتيـشِ يـا وارثـاً
محاكـمَ التفتيـش فـي عصـره
يا مُلْهِـمَ الفاشـيِّ بُـوشٍ بمـا
تَـردد التاريـخُ فـي سَـطْـره
مَن عَذَّب الأسـرى بمـا رُبمـا
تعـوذ الشيطـانُ مِـن شَــرِّه
فكلُّ مَـن أُوقـعَ فـي أَسْركـم
يُفَضـلُ المـوتَ علـى أَسْـره
وقـد نهـى أحـمـدُ أتْبـاعَـه
عن ظُلم مأسـورٍ وعـن قَسْـره
بَل يُطْعَـم الـزادَ علـى حُبِّـه
ويُمنَـع الآسـرُ مِـن زجــره
يا حامل السِّفـر و كـم حامـل
لا يفهم المخطـوطَ فـي سِفـره
مَن خاتم الرُّسْل الـذي أجمَعَـتْ
شتـى الأناجيـل علـى أمـره
مَـن النبـيُّ العـربـيُّ الــذي
تَفَتَّقَـت فـارانُ عـن فَجْـره
والله لو أنصفـتَ خيـرَ الـورى
لكُنْـتَ بـادرتَ إلـى شُكـره
كنتم أُسـارى لظـلام الدُّجـى
حتـى تراءيتـم سنـا بــدره
ورُبَّ عيـنٍ أَلِـفَـت ظُلْـمَـةً
تنتقـدُ البـدرَ علـى نُــوره
يا رافع الغِربـال كـي يَسْتُـرَنْ
ما عجز الديجـورُ عـن ستـره
يـا شاتـم المُخـتـار آذيتـنـا
نحـنُ ولكـن زدتَ فـي أَجـره
شتمُ معينِ الخيـر لـن يحـرم ال
ـظمآن أن ينهـل مـن نهـره
قـد عصـم الله نبـيَّ الـهـدى
أنْ يُمْكِن الأشـرارَ مِـن ضُـره
قد يستفيـق الـرومُ إن قارنـوا
كِيـرَك يـا هـذا إلـى تِـبـره
وقد يـرُدّ اللهُ – يـا كائـداً -
كيـدَ عـدو اللهِ فـي نـحـره
فيغـرق الماكـرُ فـي مـكـره
ويَعلـق الساحـرُ فـي سحـره
مَن حـارب اللهَ فليسـت بنـا
مِن حاجـةٍ قـطُّ إلـى عُـذره
مثلك يـا غافـل أحـرى بـأنْ
يبكي على ما فات مِـن عمـره
وينتهـي الساعـةَ عـن غـيِّـه
ويُعلـن التوبـة مـن فــوره
فصلِّ – إن شئتَ – على مصطفىً
صلـى عليـه اللهُ فـي ذِكْـرهِ
أو مُت بغيـظٍ وانتظـر خاسئـا
موكبَ مَن سـاروا علـى إثـره
كي يُخرجوا العالمَ مـن شركـم
يـا شاتـم الخيـر إلـى خيـره
ولا يـغُـرَّنَـك إبْـطـاؤنــا
في زمـن الذلـة عـن نصـره
فليـس يستبطئـنـا قــارئٌ
ما نقـش السـؤدد فـي وَعْـره
إذ يومكـم يُنكَـت فـي رملـه
ويومنـا يُنحَـت فـي صخـره