والله إنها لنبرة جديدة رحمك الله..
على العموم لست متفرغاً الآن لرد كل كلامك يا شيخ.. فمسألة أخي (مجدي) أهم بكثير مما هنا غفرالله لك.
ولعلي أقول خاتماً ما قلت لي خاتماً: (فتأنَّ وتمهَّل ولا تعجل، وتأمل -بارك الله فيك-.)
والله إنها لنبرة جديدة رحمك الله..
على العموم لست متفرغاً الآن لرد كل كلامك يا شيخ.. فمسألة أخي (مجدي) أهم بكثير مما هنا غفرالله لك.
ولعلي أقول خاتماً ما قلت لي خاتماً: (فتأنَّ وتمهَّل ولا تعجل، وتأمل -بارك الله فيك-.)
قد فعلتُ ولم تفعل -بارك الله فيك-، وما ردودك السريعة في هذه المسائل الكبيرة -وغيرها- إلا نموذج لذلك.
وغرضي من تكرار الردِّ هنا بيان شرِّ العجلة، وأهمية التأني والتروِّي، مع لزوم إحكام حبك الكلام وإحكام فهمه حال الخوض في مسائل علمية من دقائق الفن وغوامضه، ولزوم بيان كل أمر فيها بحجته وبرهانه، أو ترك الكلام فيها إذا كان هناك ما هو أهم منها!
والله لا أريد السجال معك يا شيخ( محمد) فأنت عزيز علي.. ولكنك أراك ألجأتني إلى هذا.
إن كنت رحمك الله لم تفرغ لتتبع روايات رشدين، فعلى الأقل تتبع مواضيعي التي رددت فيها بردود سريعة لم أكن فيها متأنياً أو متثبتاً.. أليست هذه نبرة جديدة يا شيخ؟!! وأنا من باب الأمانة كمشرف أطالبك أن تبين لي مشاركاتي التي تعجلت فيها وأكثرت من ذلك بلا تثبت ولا تروي.
ولم نتكلم بأمر ونحن لا نحسنه.. وقد تركنا الكلام لولا سؤالكم؛ ومن ثم محاولة إلقاء اللوم عليّ!!
قلت لك غفر الله لك _ والكثير يعرف هذا _ أنني الآن وأنا أقوم بالرد هنا قد توقفت عمّا وعدت الأخ الفاضل به، حتى تعلم رعاك الله أننا لسنا قعقعات.. فقط نُبْدِئُ الأهم فالأهم.
سامحك الله وستر عليك يا (أبا عبد الله) فما عهدتك هكذا.
على الرحب والسعة أيها الفاضل. ومعذرة في تأخر جوابي؛ إذ تخريجي لـ (ذم الهوى ) لم تَطُلْه يدي إلا الساعة !
وهاك قولي هناك فيما يخص اضطراب ابن لهيعة:انتهى بحروفه من تخريجي لـ (ذم الهوى) [1/رقم/136].لأبي الفرج البغدادي.قلتُ: وقد اختلف في سنده على ابن لهيعة أيضًا ! فرواه عنه قتيبة بن سعيد، وكامل بن طلحة، وسعيد بن شرحبيل، وعمرو بن هاشم البيروتي، وهشام بن عمار، وسعيد بن أبي مريم، وزيد بن أبي الزرقاء، ويحيى النيسابوري، وغيرهم كلهم رووه عن ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر به....
وخالفهم جميعًا ابن وهب المصري ! فرواه عن ابن لهيعة فقال: عن مشرح بن هاعان عن عقبة به .... ! فأسقط منه ( أبا عشانة ) وأبدله بـ ( مشرح بن هاعان ) ! هكذا أخرجه الروياني في مسنده [1/رقم/
222 /طبعة مؤسسة قرطبة] من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري عن عمه ابن وهب به ...
قلتُ:وهذه مخالفة مغموزة عندي ! وأحمد بن عبد الرحمن تناوله غير واحد من النقاد ! وأطلق بعضهم فيه الكذب ! لكن مشاه غير واحد، وكان جماعة من النقلة يعتمدونه في حديث عمه خاصة، لكونه روى عنه نُسَخًا مشهورة عن مشايخه، كما حكاه أبو أحمد الجرجاني عن شيخه أبي محمد الأهوازي الحافظ.
فإن كان حفظه عن عمه، فيبدو لي أن أبا عبد الرحمن ابن عقبة الحضرمي قد اضطرب فيه ! وإلا فالأقرب أن المخالفة لم تثبتْ رأسًا !
ثم رأيتُ ابن أخي ابن وهب قد عاد ورواه مرة أخرى عن عمه ابن وهب مثل رواية الجماعة عن ابن لهيعة على الوجه الأول ! فقال حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر به ... أخرجه الروياني أيضًا [1/ 176 ]قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن به ...
قلتُ: فكأن ابن أخي ابن وهب هو الذي كان يضطرب فيه !
وعلى كل حال: فهذا الوجه عن ابن لهيعة أصح، لموافقته رواية الجماعة عنه كما مضى. لكن يبقى طريق ابن وهب معلول بانفراد ابن أخيه عنه به ... وقد عرفتَ ما فيه !
ثم جاء الإمام الألباني وقال: .....
طيب وكلام الإمام أحمد عن أثر النخعي؟! وهل يتعارض مع ترجيح أبي حاتم؟
لا تعارض إن شاء الله، ومراد أحمد من قوله: ( لا أصل له وليس لهذا الحديث أصل ) يعني مرفوعًا. كما هو الحال في إطلاقات كثير من أئمة هذا الفن.
وربما كان أحمد يعني : أن الحديث لم يثبت مرفوعًا ولا موقوفًا أيضًا! وكأنه أراد أن يدفع بذلك ما قد يتبادر إلى أذهان البعض من قول إبراهيم: ( كانوا يحبون أن تكون للشاب صبوة.) أنه ربما كان ينمي ذلك إلى الرسول وأصحابه ! وفي ذلك ما فيه.
وترجيح أبي حاتم للوجه الموقوف لا يعني أنه يصححه ! فيتلاشى ذلك الاحتمال بتعارض كلامه لكلام أحمد.
والله المستعان لا رب سواه.
بارك الله فيكم
وقول إبراهيم رحمه الله:(كانوا يحبون أن تكون للشاب صبوة) أي ليتذكر ويحذر فيجتهد _كما فسره تلميذه الأعمش_ يفيد معنى معاكس لمعنى حديث ابن لهيعة لا موافق له
فهل لذلك أنكره أحمد وعليه فهو يرجح الرفع في حديث ابن لهيعة أو الوقف أو الضعف لكنه عنده أولى من قول إبراهيم؟ احتملات
ألا يدل قول إبراهيم على ضعف حديث عقبة ؟ ويدل على ضعف معناه؟
لا ، أنا أرى أنه ثابت موقوفا لقول أبي حاتم وأحاول معرفة وجه قوله غير ما ذكرت من الاحتمالين سابقا
فإذا جعلتم رواية الوقف معلة لرواية الرفع كما هو ظاهر كلامكم أعلاه فهذا ترجيح للوقف
ومن رجح الوقف مطالب بتوجيهه من أجل رشدين
ممكن أن يقال احتمالا: وأحمد يرجح الوقف من أجل:
1_ قوله في رشدين في أحاديث الرقاق سابقا
2_ إنكاره لقول النخعي فإنه مخالف لهذا الموقوف
3_ ترجيح تلميذه الرازي
والله أعلم
والله هذا ما قلناه؛ وقررناه؛ ومشاركتنا أعلاه.. ولولا الله ثم مناقشات الأخ الفاضل (أمجد) معنا لما زدنا حرفاً واحداً على هذا.. ومن ثم نتناقش بكل أريحية وعلمية؛ وفجأة.. يحصل ما لم يتوقع، ونوصف بما لم نفعل، ونؤجل الجواب ونتهم بالهروب!!!
والله أيها الحبيب لقد عزمت وعقدت النية على رد الكلام كله، وعلى توضيح ملابسات مداخلتك معي رعاك الله.. ولكن لما أن رأيت الوتيرة قد انتظمت، والفوائد قد تدفقك.. والله ما أردت أن أكون حجر عثرة.. ومشعل فتنة.. فآثرت السكوت على التوضيح _ وإن كان من صالحي _.. وليفهم كلامي بأي فهم كان، فيكفيني أني صادق بما أقول.
أرجو أمرين حفظكم الله:
1) عدم المساس بكلامي هذا.
2) التثبت عند إطلاق الكلام للآخرين أو إرادة مناقشتهم.
وأبشر يا شيخ فلن تجد مشاركاتي _ والتي كثيرٌ منها متعجلٌ فيه متسرع غير متثبت كما زعمت _ بعد اليوم.
يا شيخ أمجد الظن بك كان فوق ما نراه منك هنا !
من أين لك أن ترجيح الوقف يلزم منه تصحيحه ؟!
فأبو حاتم وغيره يرون أن الصواب في هذا الحديث هو الوجه الموقوف على عقبة، وأن من رواه عنه مرفوعًا فقد أخطأ ولا بد !
ولا يلزم من الالتزام بهذا الترجيح أن يكون الموقوف صحيحًا ثابتًا عن عقبة ! لا سيما والموقوف لا يُعرف إلا من طريق رشدين بن سعد، وهو شيخ ضعيف صاحب مناكير عند أبي حاتم نفسه !
ومن ظن أن قول حذاق النقاد في حديث ( الصواب وقفه ) أو أن ( المحفوظ هو الموقوف ) ونحو ذلك، أنهم يصححون هذا الموقوف بإطلاق ! فقد أخطأ شاعرًا أو غير شاعر ! وكيف يخفى هذا على مثلك يا أمجد ؟
( إنَّ ربَّكَ ليعجبُ للشابِّ لا صبوةَ لهُ )
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : الألباني |المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 2843 |خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
للفائدة:
هذا الحديث حسن إسناده قبل الشيخ الألباني:
الحافظ الهيثمي في " مجمع الزوائد" (10/273)،
و الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (151)،
و الحافظ ابن الديبع الشيباني في "تمييز الخبيث" (ص 45)،
و العلامة المناوي في "التيسير" (1/262)،
و العجلوني في "كشف الخفاء" (1/286)،
و الزرقاني المالكي في "مختصر المقاصد" (634)،
و ابن بدران الحنبلي في "شرح كتاب الشهاب" (رقم: 119).
وحسنه أيضا الشيخ عبد الله الدويش في "تنبيه القارئ" (رقم: 272)،
و الشيخ شعيب الأرنؤوط في "تخريج المسند" (رقم: 17371).
والشيخ الألباني كان يميل في أول الأمر إلى تضعيف الحديث كما في "ظلال الجنة" (571)، و "ضعيف الجامع" (1658)، ثم تراجع وحسنه في "السلسلة الصحيحة" (2843).
والله أعلم.