أخ أمجد الفلسطيني:
كل كلامك خارج عن محل النزاع ، لابد قبل أن ترد أن تتأمل في كلامنا أما مجرد الرد هذا ليس بطيب:
1- كلامك عن حفظ الأسانيد وأنها زيادة علم نعم هي زيادة علم للملقي أما السامع فلن يستفيد
لأنه لابد من تخصص وأنا لا أقول لا تُحفظ الأسانيد بل تحفظ لكن عن فهم وإدمان في النظر في كتب الرجال حتى يستوعب هذا الفن .
ثم أنا كنت أتكلم عن الإلقاء ليس الحفظ وأنت خلطت بين الأمرين.فالحفظ طيب.
2- العجب ليس هي الأفة الوحيدة بل هناك آفات وأنا أشرت مادام أن سوق السند للحديث الصحيح فقط ليس له فائدة فلم يعرض الإنسان نفسه لهذه الآفات الخطيرة وهي ليست متعلقة به هو فقط بل حتى بالسامع وأنا قد رأيت في هذا المنتدى من يصف فلانا من المشايخ بأنه محدث علامة وهو لا يستحق هذا بمجرد أنه يسوق الحديث الصحيح بأسانيده.
3- قولك من جرب حفظ الأسانيد ومارسها وساقها يعرف ذلك أقول لك هذا رجم بالغيب فأنا والحديث عن النفس صعب للغاية لكن من باب التوضيح كنت في السابق إذا ألقيت خطبة أو كلمة أو درسا ذكرت الأحاديث الصحيحة بأسانيدها ، ولا زلت أحفظ الأسانيد لكن لا ألقيها ما دام أنها صحيحة وذلك بعد نقاشي مع أحد مشايخي في هذا الجانب فعرفت أن الحق مع شيخنا ثم تركت سوق الأسانيد مادام أنها متفق على صحتها لكن مازالت ولله الحمد أحفظ الأسانيد مع حرص على الفهم والتمييز بين الرواة وتتبع كلام أهل الحديث فيهم ولا أكتفي بمجرد ذكرهم في الصحيحين.
4- قولك لا يحتج بفعل المحدث الغير الحافظ على المحدث الحافظ فيه جناية عظيمة لأن ظاهر كلامك تقصد فيه الألباني لأني ذكرته في معرض كلامي ، فأقول لك اتق الله واعرف قدر نفسك وقد صدق الحافظ ابن حجر حينما سمع الهيثمي يسرد الأحاديث من دون سند أيضا على الإمام العراقي سردا عجيبا حتى أن بعضهم قد يتعجب من ذلك وقد يفضله على شيخه العراقي ، فقال ابن حجر معلقاً : وما علموا أن الحفظ هو المعرفة .
والشيخ الألباني إمام الحديث في عصره وعنده معرفة بالأحاديث.
ثم إني قد تحاورت مع من يقال عنه بأنه حافظ زمانه ومحدث عصره عن أحاديث في الصحيحين نعم في الصحيحين فلم يجب ولم يعرف موضعها فضلا عن صحتها ، بل أظن أنه لا يحفظ القرآن أيضا. ولا أريد أذكر اسمه لأن فيه غيبة.
5- قولك : معلوم أن من ساق الأحاديث فقد برئت ذمته ألخ......
عُلم من كلامك أنك في واد ونحن في واد لأننا لا نتكلم عن الأحاديث الضعيفة بل نتكلم عن أحاديث متفق على صحتها يستغنى عن ذكر إسنادها .
وقياسك على الفقيه فيه من البعد مالله به عليم .
6- سوق الإسناد فيه شرف للأمة نعم لكن ليس في كل موطن يساق الحديث وإلا لما غفل عنه العلماء وفطن له طلبة علم.
أخيرا : حوارنا مبني فقط على سوق الأحاديث الصحيحة بأسانيدها ، أما سوق الأحاديث الضعيفة لبيان سبب ضعف رواتها وأنها سبب ضعف الحديث فهو طيب جدا .
أيضا يخرج عن موضوعنا شرح رجال الصحيحين إذا كان الشخص يشرح البخاري أو مسلم طيب جدا هذا ، لان بعض الشيوخ وأنا أعذره لأنه ليس فنه الحديث لا يتطرق للرواة في شرحه والأكمل التكلم عن الرواة وذكر كل شيئ عنهم وهل يقبون مطلقاً أم لا؟ ومتى ترد أحاديثهم ؟ ومن يتوافق معهم في أسمائهم من الرواة وهكذا .
هذا هو العلم.