بارك الله فيك
أسأل الله أن يستجيب دعائك اللهم آمين
كما أسأله أن يكون مقصدك خيرا من هذا الدعاء
فإني أخاف أن أكون أصبحت عندك ضالا أحتاج إلى هداية من أجل أني خالفتك في هذه المسألة الفقهية
فقد حصل معي أكثر من مرة أن ناقشت بعض الطلبة في مسألة فقهية
فآل النقاش إلى أن اتهمني بالضلال والبدعة
وبعضهم كان يختم ويبتدأ رده بهذا الدعاء
كما أحب أن أنصحك قبل أن أدخل في الرد ألا يضيق صدرك في بحث الفروع الفقهية وأن لا تدخلها في مسائل الاعتقاد والسلفية
لأن هذا خلاف إجماع الفقهاء والعقلاء
ولأنه سبب في تكثير الفرقة والعداوة بين المسلمين
يا حبذا لو ذكرت وبينت مواطن التعنت والتكلف الظاهر في كلاميتعنيت كثيرا وبالغت في رد قولي مع تكلف ظاهر
حتى يظهر لطالب الحق صدقك
قلتَ:
وحسبنا أن الخبر منقطع فالاستدلال به لا يصح وكم من إمام احتج بخبر ضعيف فلا يكون ذلك بين العبد وربه حجة
لا أحب التكرار
قد أجبتك عن هذا سابقا فأرجو أن ترد عليه وهاهو ملخصا:
أن مخالفك لا يرى أنه ضعيف فقد احتج به أحمد وصححه النووي
أنه حتى لو ترجح انقطاعه فلا يسقطه ذلك عندنا عن مقام الاحتجاج هنا
لأنه على ضعفه قد:
1_ احتج به إمام في نقد الأخبار والفقه وهو الإمام أحمد
2_ لا يوجد شيء في الباب يدفعه والحديث الضعيف أحب إلينا من آراء الرجال
3_ قد وافق الأثر القياسُ وعموم آية وجمهور العلماء
4_ قد صححه غير واحد من أهل العلم
وعموم الآية لم يتفطن للعمل به رسول الله ولا أحد من صحابته
مع توافر الدواعي لذلك
لا أحب التكرار
قد أجبتك عن هذا سابقا فأرجو أن ترد عليه وهاهو ملخصا:
أنه لا يرد على مخالفك كالإمام أحمد ومن سمينا من العلماء لأنهم يحتجون بفعل صحابي وهو عكرمة
أننا قلنا :ووقد أسلفت وقلت في وجه الدلالة من الآية:
اقتباس:
فيدخل في ذلك تحريم جميع صور إهانة الشعيرة كما يدخل فيه جميع صور احترامها
فلو اشترطنا السلف في كل عمل فيه تعظيم للمصحف واحترام له لكان ذلك متعذرا ومحرجا ولأبطلنا هذا المعنى المشروع بالاتفاق وهو تعظيم المصحف واحترامه
يعني في أغلب صوره
وقد قال غيري: من جهة أنَّ فعل الأول داخلٌ في عموم تعظيم حرمات الله وشرائعه، وهو أمر واسعٌ، ليس له حدٌّ أوصورة يلتزم بها حتى يقتصر على الوارد منه، وهذا له أصلٌ كما في الحديث الحسن عند أبي داود وغيره أنَّ النَّبيَّ حين أُتِيَ له بالتوراة نزع وسادةً من تحته ووضع التوراة عليها..ا.هـ
فعلم البدع علم صعب ودقيق
ولذلك تورع الإمام أحمد عن إطلاق وصف البدعة على هذا العمل وتوقف في إحدى الروايات عنه
هذا محل النزاعولو صحّ فلا يرقى لمناهضة القواعدو المقاصد الشرعية في تحديد ماهية البدعة
فجمهور العلماء لا يرون أن هذا العمل مخالف لمقاصد الشريعة ولا يدخل في مسمى البدعة
جلي في فهمك وليس جلي في فهم الإمام أحمد وجمهور العلماء ومن خالفكوكلام أمير المؤمنين عمر جلي في هذا مع علمه أن البيت معظمٌ كله
لما كان الإمام أحمد وأتباعه من أكبر علماء السلفية وذهبوا إلى هذا القول بطل كلامك وإقحامكوأما إقحام السلفية فلأن فقهاءهم أعرف الناس بحقيقة البدعة وضوابطها مع معرفتهم لكلام الإمام أحمد وغيره
مع أن الأصل في المسائل الفقهية أن لا تقحم فيها العقائد
أنا أفهم كلامك فهما حسناوأما رميك إياي بالتناقض فسوء فهم لأن التزام تقبيل المصحف تعبداً
يختلف عما لو استشعر الإنسان ذنبه بإسقاطه فقبله عفويا كسلوك فطري
لو قبلت المصحف احتراما وتعظيما وداومت على ذلك لأنني أستشعر أن المصحف يحتاج إلى احترام وتعظيم مني في كل وقت لأنه كلام ربي وليس عندما يسقط مني فقط
هل يدخل فعلي في البدعة؟
إن قلت نعم تناقضت وإن قلت لا ثبت المطلوب فإن أغلب الناس يفعلون ذلك على هذا الوجه وهذا المعنى
طيب دلل أنت وابحث على خلاف ذلك أم أنك لم تبحث المسألة وتتكلم فيها من غير بحث؟!وأما زعم أن أكثر أهل العلم على قولك فهذا
هذا يحتاج لدليل واستقراء
أما أنا فقد ذكرت المذاهب وبينت بالأدلة أن الجمهور وأكثر أهل العلم على هذا القول
فأرجو أن ترد على ذلك
طيب والإمام أحمد؟!وأما السبكيان والنووي والسيوطي فيحصل منهم أن يسموا البدعة سنة والضعيف صحيحاً ولاسيما السبكيين وأحيانا يصدر ذلك منهم في بدع غليظة
والحنابلة
ثم إني لا أسلم لك ذلك في النووي فهو إمام متبع
ثم إن التصحيح والتضعيف أمر اجتهادي
فيقال ردا عليك وقد يصحح من سميت من أهل العلم ضعيفا
له ثلاثة أقوالوقد سبق أن للإمام أحمد قولين وليس قولا واحداً, أحدهما التوقف
الجواز ذكرها الزركشي الشافعي
الاستحباب ذكرها ابن مفلح
التوقف ذكرها ابن تيمية وابن مفلح
والمذهب الجواز
لم يقل أحد أنه حجة ملزمة....وقد قال الإمام أحمد لابنه عبدالله على حديث رواه البخاري :اضرب عليه , لأنه رآه مخالفاً لما تقرر عنده من وجه آخر,فهذا اجتهاده وليس حجة ملزمة
لا أرى أن هذا من ذاكوقد رد ابن عباس رضي الله عنهما عليك كما في رده على معاوية رضي الله عنه
لو قبلت المصحف احتراما وتعظيما وداومت على ذلك لأنني أستشعر أن المصحف يحتاج إلى احترام وتعظيم مني في كل وقت لأنه كلام ربي وليس عندما يسقط مني فقطمع العلم أن قيدت كلامي بالتزام ذلك على كل حال أعني التزام تقبيله كلما أمسكه
وهذه المسألة فيه دقة أتمنى أن تراجعها
هل يدخل فعلي في البدعة؟
إن قلت نعم تناقضت وإن قلت لا ثبت المطلوب فإن أغلب الناس يفعلون ذلك على هذا الوجه وهذا المعنى
أرجو أن تهدأ قليلا وتأخذ بنصيحتي في المنهج الصحيح لمناقشة المسائل الفقهيةوتتأملها قبل التعجل في الرد
قد أجبت عن هذاوكما قلت لك :لا أعلم عالما من المبرزين في فقه السلف إلا وهو على هذا القول
وذكرنا الإمام أحمد والحنابلة والشيخ ابن باز
والحجة في الآخر بالدليل والبرهان
وكذا يقال عن كلام الشيخ ابن عثيمين وغيره
والله أعلم