تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 59 من 59

الموضوع: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

  1. #41

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    قلتَ( وجبريل هل كان يوحي إلى النبيء بالسنة والكتاب بلسان غير اللسان العربي ابتداء .
    وهل كانت أبواب السماء تفتح للنبيء وجبريل في الإسراء والمعراج بغير اللسان العربي ابتداء ؟ .
    - وألسنة الشياطين هل كانت توسوس لقريش ويهود أو لنا بغير اللسان العربي ثم تترجم تلك الوسوسة ؟ !.

    اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .)

    قلتُ: لم أقل هذا قط، وإنما أقول إن الله ترجم لنا في القرآن أقوال الأنبياء وغيرهم من غير العرب.
    وجبريل عندما كان ينزل على الأنبياء غير العرب هل كان يحدثهم بالعربية، وهل نزل بالتوراة والإنجيل بالعربية؟
    وأدعو الله معك أن يهدينا إلى سواء السبيل.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي ابن عبيد
    أسئلتك مكّوكية فرِفْقاً .
    إما أنه هدهد معلّم ، أو كان يصنع ذلك على سبيل خرق العادة ، لأن صنيعه ليس عادياً ، بل صنيع حكيم من المكلفين من البشر .
    وتعيينه لأنه معرف بأل العهدية ، وقد سأل عنه سليمان حصراً .
    (ففهمناها سليمان) : فيها خاصية لسليمان ، في فهم أمر الحرث والغنم ، فذكرتها هنا استئناساً .
    لو كنا نتعلم كالحيوانات بالإلهام الغريزي لكنا نحن الصنف البشري على منطق واحد كصنف من أصناف الطير ؛ ولكنا نختلف ؛ فدل ذلك على أننا نحن البشر فقط نتعلم اللغات بالتعليم ، وهذا سبب الاختلاف .
    واللسان العربي لم ينعدم أصله ، وإنما هو باق محفوظ ، بكل أسباب بقائه ، واستنبطت العلوم لحمايته ، وتعليمه ، وها نحن نكتب به ونسمعه ونناقش به من مراكش إلى الصومال إلى اندونيسيا إلى ديار بكر .
    ولا أقطع بنفي أو إثبات في الألسنة تحدث عنها القرآن .
    والمعلوم أن الأنبئاء كانوا من سكان الإقليم الرابع ( الجزيرة العربية ) ، وأن ألسنة سكانه كانت متقاربة، إن لم تكن واحدة .
    والترجمة بهذا اللفظ عمل بشري ، فهل تصف الله وكتابه بذلك ؟ لو كان هناك لفظ آخر .
    آية خواتيم النمل (الدابة) تدل أن الله خرق العادة بخلق دابة تكلم الناس ، بكلام ليس ( مترجماً ) ، بل يعرفه من يقرأ ومن لا يقرأ .
    وفقك الله
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  3. #43

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    بوركت أخي عصام، وأنا أكتفي من المحاورة بما سبق، فقد عرضت معظم أفكاري حول المسألة ولن أضيف جديدا، وأتمنى أن تواصل أنت بيان ما أنت بصدد بيانه، وإنا منكم مستفيدون إن شاء الله.
    وقد سعدت واستفدت كثيرا من محاورتك فلك مني التحية.
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    وفيك بارك الله أخي ابن عبيد
    وأنا استفدت منك أيضاً . جزاك الله خيراً .
    ولا زلت أتوقع منك المشاركة والإثراء في بقية الموضوع .....
    ولك مني تحية مباركة طيبة .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  5. #45

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    في الويكيبيديا شرح لجميع اللغات -تقريباً- على هذا الرابط:
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%...BA%D8%A7%D8%AA


    وهذا مفيد في الموضوع:
    الاختلافات بين العربية واللغات السامية
    العربية هي أكثر اللغات السامية احتفاظًا بسمات السامية الأولى فقد احتفظت بمعظم أصوات اللغة السامية وخصائصها النحوية والصرفية.
    فقد احتفظت بأصوات فقدتها بعض اللغات مثل: غ، ح، خ، ض، ظ، ث، ذ. ولا ينافسها في هذه المحافظة إلا العربية الجنوبية.
    احتفظت العربية بعلامات الإعراب بينما فقدتها اللغات السامية الأخرى.
    احتفظت بمعظم الصيغ الاشتقاقية للسامية الأم، اسم الفاعل، المفعول. وتصريف الضمائر مع الأسماء والأفعال: بيتي، بيتك، بيته، رأيته، رآني.
    احتفظت بمعظم الصيغ الأصلية للضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
    يضم معجم العربية الفصحى ثروة لفظية ضخمة لا يعادلها أي معجم سامي آخر. ولهذا أصبحت عونا لعلماء الساميات في إجراء المقارنات اللغوية أو قراءة النصوص السامية القديمة كنصوص الآثار الأكادية والفينيقية والأوغاريتية وحتى نصوص التوراة العبرية.

    وهذا أحسن في الموضوع:
    خصائص اللغة العربية ومميزاتها عن اللغات الأخرى
    -أنها أقدم اللغات السامية.
    -نزل بها القرآن الكريم.
    3--فيها ظاهرة الإعراب التي لا يوجد في أي لغة أخرى.
    4--مناسبة حروف اللغة لمعانيها.
    5-لكل حرف فيها مخرجه وصوته الخاص به.
    6-قدرتها على الاشتقاق، وتوليد المعاني والألفاظ.
    7-سعة مفرداتها وتراكيبها.
    8-سعتها في التعبير.
    9-قدرتها على التعريب، واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة.
    10-فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية.
    11-غزارة صيغها وكثرة أوزانها.
    12-ظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه.
    13-فنون اللفظ ( البلاغة والفصاحة وما تحويه من محسنات).
    14-وجود حرف الضاد للعَرَب خاصة ولا توجد في كلام العجم إِلا في القليل؛ ولذلك قيل في قول أَبي الطيب:
    وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا دَ،وعَوْذُ الجاني، وغَوْثُ الطَّريدِ ذهب به
    إِلى أَنها للعرب خاصة.


    ملحوظة: اللون الأحمر خارج عن مجال البحث.
    " يَا مَعْشَر إيَاد، أَيْنَ الآبَاءُ والأجْدَاد؟ وَأَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ الشِّدَاد؟ أَلَمْ يكُونُوا أَكْثَرَ منْكُمْ مَالاً؟ وأَطْوَلَ آجَالاَ؟!".

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    مشكور يا دكتور حسين على هذه الخلاصة الطيبة .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  7. #47

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    هذا الكتاب يدور على فكرة أن اللغة العربية أصل للغات كلها
    http://majles.alukah.net/showthread....E6%D1%ED%E4%ED

    http://majles.alukah.net/showthread....E6%D1%ED%E4%ED
    أبو محمد المصري

  8. #48

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    قال جلّ ثناؤه: " وإنه لتنزيلُ ربّ العالمين، نَزَل بِهِ الرُّوح المبينُ عَلَى قلبك، لِتكُون من المُنذِرين، بلسان عربيٍّ مبين "
    فوصَفه جلّ ثناؤه بأبلغ مَا يوصَف بِهِ الكلام، وهو البيان.
    قال جلّ ثناؤه: " خَلَق الإنسان، علَّمه البيان " فقدّم جلّ ثناؤه ذكر البيان عَلَى جميع مَا توحَّد بخلقه وتفرَّد بإنشائه، من شمس وقمر ونجم وشجر وغيرِ ذَلِكَ من الخلائق المحْكمة والنشايا المُتْقَنة. فلمّا خصَّ جلَّ ثناؤه اللسانَ العربيَّ بالبيانِ عُلم أن سائر اللغات قاصِرَةٌ عنه وواقعة دونه.
    فإن قال قائل: فقد يقع البيانُ بغير اللسان العربي، لأن كلَّ مَن أفْهَم بكلامه عَلَى شرط لغته فقد بَيَّن. قيل لَهُ: إِن كنتَ تريد أن المتكلّم بغير اللغة العربية قَدْ يُعرِبُ عن نفسه حَتَّى يفهم السامع مراده فهذا أخس مراتب البيان ؛ لأن الأبكم قَدْ يدلُّ بإشارات وحركات لَهُ عَلَى أكثر مراده ثُمَّ لا يسمّى متكلماً، فضلا عن أن يُسمَّى بَيِّناً أَوْ بليغاً. وإن أردت أنَّ سائر اللغات تبيّن إبانة اللغة العربية فهذا غَلط، لأنا لو احتجنا أن تعبِّر عن السيف وأوصافه باللغة الفارسية لما أمكننا ذَلِكَ إِلاَّ باسم واحد، ونحن نذكر للسيف بالعربية صفات كثيرةً، وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياء المسمّاة بالأسماء المترادفة. فأين هَذَا من ذاك، وأين لسائر اللغات من السَّعة مَا للغة العرب؟ هَذَا مَا لا خفاء بِهِ عَلَى ذي نُهيَة.
    وَقَدْ قال بعضُ علمائنا حين ذكر مَا للعرب من الاستعارة والتمثيل والقلب والتقدير والتأخير وغيرها من سنن العرب فِي القرآن فقال: ولذلك لا يقدر أحد من التراجم عَلَى أن ينقله إِلَى شيء من الألسنة كما نُقل الإنجيل عن السريانية إِلَى الحَبشية والرُّومية وترجمت التوراة والزَّبور وسائرُ كتب الله عزّ وجلّ بالعربية، لأن العجم لَمْ تتَّسع فِي المجاز اتساع العرب، ألا ترى أنك لو أردت أن تنقُل قوله جلّ ثناؤه: " وإما تخافَنَّ مِن قوم خِيانةً فانْبذْ إليهم عَلَى سواء " لَمْ تستطع أن تأتي بهذه الألفاظ المؤدِّية عن المعنى الَّذِي أَوْدِعَتْه حَتَّى تبسُط مجموعها وتصِل مقطوعها وتُظهر مستورها فتقول: " إِن كَانَ بَيْنَك وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة ونقضاً فأعلمهم أنّك قَدْ نقضت مَا شرطته لهم وآذِنْهم بالحرب لتكون أنت وهم فِي العلم بالنقض عَلَى استواء " وكذلك قوله جلّ ثناؤه: " فضربنا عَلَى آذانهم فِي الكهف " .
    فإن قال قائل: فهل يوجد فِي سنن العرب ونظومها مَا يجري هَذَا المجرى؟ قيل لَهُ: إِن كلام الله جلّ ثناؤه أعلى وأرفع من أن يُضاهى أَوْ يُقابل أَوْ يعارض بِهِ كلام، وكيف لا يكون كذلك وهو كلام العليّ الأعلى خالق كلّ لغة ولسان، لكنّ الشعراء قَدْ يؤمنون إيماءَ ويأتون بالكلام الَّذِي لو أراد مُريد نقْلُه لاعْتاص وَمَا أمكن إِلاَّ بمبسوطٍ من القول وكثير من اللفظ. ولو أراد أن يعبّر عن قول امرئ القيس:
    فدع عنك نَهْباً صيح فِي حَجَراته
    بالعربية فضلاً عن غيرها لطال عَلَيْهِ. وكذا قول القائل: " والظنُّ عَلَى الكاذبِ " .
    و " نِجارُها نارُها " .
    و " عَيَّ بالأسْناف " .
    و " انْشأِي يُرمَ لكِ " .
    و " هو باقِعة " .
    و " قلبٌ لَو رَفع " .
    و " عَلَى يَد فاخْضَمْ " .
    وشأنُك إِلاَّ تركُه مُتفاقم
    وهو كثير بمثله طالت لغةُ العرب اللغات. ولو أراد معبّرٌ بالأعجمية أن يعبر عن الغنيمة والإخفاق واليقين والشكّ والظاهر والباطن والحق والباطل والمبين والمشكل والاعتزاز والاستسلام لعيّ بِهِ. والله جلّ ثناؤه أعلم حَيْثُ يجعل الفضل.
    ومما اختُصت بِهِ لغةُ العرب - بعد الَّذِي تقدم ذِكرناهُ قلبهُم الحروف عن جهاتها، ليكون الثاني أخفَّ من الأول، نحو قولهم: " ميعاد " وَلَمْ يقولوا " مِوْعاد " وهما من الوعد، إِلاَّ أن اللفظ الثاني أخفُّ.
    ومن ذَلِكَ تركهم الجمعَ بَيْنَ السَّاكنَينِ، وَقَدْ تجتمع فِي لغة العجم ثلاث سواكن. ومنه قولهم: " يَا حارِ " ميلاً إِلَى التخفيف.
    ومن اختلاسهم الحركات فِي مثل:
    فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُسْتَحقِبٍ
    ومنه الإدغامُ، وتخفيفُ الكلمة بالحذف، نحو " لَمْ يَكُ " و " لَمْ أُبَلْ " ومن ذَلِكَ إضمارهم الأفعال، نحو " امرأ أتقى الله " و أمرَ مُبكياتِكِ، لا أمرَ مضْحكاتِكِ " .
    وممّا لا يمكن نقْله البتَّةَ أوصافُ السيف والأسد والرمح وغير ذَلِكَ من الأسماء المترادفة. ومعلوم أن العَجَم لا تعرف للأسد غير اسم واحد، فأما نحن فنُخرج لَهُ خمسين ومائة اسم.
    وحدثني أحمد بن محمد بن بندار قال: سمعت أبا عبد الله بن خالَوَيْهِ الهمذاني " يقول: جمعت للأسد خمس مائة اسم وللحيَّة مائتين.
    وأخبرني عليُّ بنُ أحمد بنِ الصبَّاح قال: حدثنا أبو بكر بن دريد قال: حدثنا ابن أخي الأصمعي عن عمه أن الرشيد سأله عن شعر ل ابن حزام العُكْلِيّ ففسره، فقال: " يَا أصمعي، إِن الغريب عندك لغَيْرُ غريب " فقال: " يَا أمير المؤمنين، ألا أكون كذلك وَقَدْ حفظتُ للحَجَر سبعين اسماً؟ " . وهذا كما قاله الأصمعي. ولكافي الكفاة أدام الله أيامه وأبقى للمسلمين فضله - فِي ذَلِكَ كتاب مجرد.
    فأين لسائر الأمم مَا للعرب؟ ومن ذا يمكنه أن يُعبّر عن قولهم: ذات الزُّمَيْن، وكَثْرَة ذات اليد، ويد الدهر، وتخاوَصَت النجوم، ومَجَّت الشمسُ ريقها، ودَرأ الفيءَ، ومفاصل القول، وأتى بالأمر من فصِّه، وهو رَ حْب العَطَن، وغَمْرُ الرداء، ويخْلق، ويَفري، وهو ضيّق المَجَمّ، قلِق الوَضِين، رابط الجأش، وهو ألْوى، بعيد المُسْتَمَرّ، وهو شراب بِأنقع، وهو جُذَيْلُها المحكَّك وعُذَيقُها المُرَجَّب، وَمَا اشبه هَذَا من بارع كلامهم ومن الإيماء اللطيف والإشارة الدّالة.
    وَمَا فِي كتاب الله جلّ ثناؤه من الخطاب العالي أكثر وأكثر، قال الله جلّ وعزّ: " ولكم فِي القصاص حياة " و " يحسبون كلَّ صَيْحة عليهم " ، و " وأُخرى لن تَقْدروا عَلَيْهَا قَدْ أحاط الله بِهَا " و " إِن يتّبعون إِلاَّ الظَّنَّ وإن الظن لا يُغني من الحقّ شيئاً " و " إنما بَغيكم عَلَى أنفسكم " ، " ولا يُحيق المكر السّيّئ إِلاَّ بأهله " وهو أكثر من أن نأتي عَلَيْهِ.
    وللعرب بعد ذَلِكَ كَلِم تلوح فِي أثناء كلامهم كالمصابيح فِي الدُّجى، كقولهم للجَموع للخير: قَثُوم، وهذا أمر قاتِم الأعماق، أسود النواحي، واقتحف الشرابَ كلّه، وَفِي هَذَا الأمر مصاعبُ وقُحَم، وامرأة حييّة قدِعة، وتَقَادَعوا تقادُعَ الفراش فِي النار، وَلَهُ قَدَم صِدق، وذا أمر أنت أردته ودبّرته، وتقاذَفَتْ بِنَا النَّوى، واشْتَفَّ الشراب، ولك قُرعة هَذَا الأمر خياره، وَمَا دخلت لفلان قريعة بيت، وهو يَبْهَر القرينة إِذَا جاذبته، وهم عَلَى قرو واحد أي طريقة، وهؤلاء قَرَابينُ الملك، وهو قشع إِذَا لَمْ يثبت عَلَى أمر، وقشبه بقبيح لطخه وصبي قصِع لا يكادُ يشبّ، وأقلت مَقاصِرُ الظلام، وقطَّع الفرسُ الخيلَ تقطيعاً إِذَا خلَّفها، وَلَيْسَ أقعَس لا يكاد يبرح، وهو منزول قفر.
    وهذه كلمات من قرحة واحدة، فكيف إِذَا جال الطرف فِي سائر الحروف فجالَه؟ ولو تقصينا ذَلِكَ لجاوزنا الغرض ولما حوته أجلاد وأجلاد.


  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي أبا محمد جزاك الله خيراً على المرور والإفادة .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    أخي أبا الفرج جزاك الله خيراً وبارك فيك على ما تفضلت به من فوائد ونوادر وجوامع تثري صلب الموضوع .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  11. #51

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفرج المنصوري مشاهدة المشاركة
    قال جلّ ثناؤه: " وإنه لتنزيلُ ربّ العالمين، نَزَل بِهِ الرُّوح المبينُ عَلَى قلبك، لِتكُون من المُنذِرين، بلسان عربيٍّ مبين "

    وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    إخوتي الفضلاء

    ( مذاكرة وتوضيح )

    أودّ أن أنبّه - ونحن في صدد هذا الموضوع - أننا نبحث عن آلات اللسان العربي العميقة والثابتة على الزمان في قانون اللسان العربي .
    وتلك الآلات هي الأصول التي كانت مستقرة في الذهن العربي ، وهي بنية اللسان التي تكونت منها أصول أصواته وأصول كلماته وأصول جمله التي اعتمد عليها العربي في التعبير بتلك الدوال عن المدلولات .
    وتلك الأصول هي التي كونت النسيج اللغوي في ذهن الناطق بالعربية بالسماع عن العرب أو بمطالعة كلامهم المأثور عنهم .
    وعلى تلك الأصول أو الآلات كانت ثروة اللسان العربي اللفظية والمعنوية ، كوناً ذهنياً حكيماً يتفاعل معه ذهن الإنسان تفاعلاً لا يسمح به كون ذهني آخر .

    وقد بدأتُ الكلام عن الحروف العربية الفصاح والحسان والهجان ، وهي أصول الأصوات العربية ، مورداً في صدره كلام الإمام سيبويه في ذلك .
    تلك الحروف الفصاح هي التي عليها مدار التأليف الصوتي العربي ، منقسمة إلى حروف صحاح وعلل وأبعاض علل ، وأن العلل وأبعاضها تدور في فلك الأحرف الصحاح ، وهذه القسمة تجعل الكلام يتناغم بين حركاته وسكناته المتغيرة ، التي تجري على الحروف الثابتة في أصل الكلمة وتؤوّب معها .
    هذا هو الأصل الأول .
    وكوّن هذا التناغم نسيجاً صوتياً ، اكتسب به اللسان العربي نمطاً أدائياً غنائياً ترنّمياً متناسقاً متساوقاً منسجم الصفات متوازناً ، نسيجاً يحاكي النسيج الكوْني الخلاب .
    وقد تجد كتب التجويد حين تصف مخارج الحروف وصفاءهن = تحكي لك أن الألف فيه صوت أُلفة ، وأن الباء فيه شدة وقوة ، وأن في السين همساً ووسوسة كصوت هجرة الطيور ، وفي الصاد صفيراً ، وفي الزاي دويّاً ، وفي الطاء اصطكاكاً ، وفي الشين تفشياً ، وفي الغنة اعتلاجاً ، وفي الضاد فصاحة ...
    وهذا النسيج يتشكل في ذهن الإنسان منذ نعومة أظفاره ، ويتكامل مع بلوغه سنّ التمييز .
    ويتكوّن مع هذا النسيج الصوتي ، انطباعات معنوية للأصوات البسيطة والمركبة ، تكون هي اللغة التي يعتبرها الإنسان لغته الأم .
    وتلك الانطباعات قد فسرها بعضهم بأنها اقترانات شرطية ، اكتُسبت من تكرار العلامات اللغوية / الأصوات / الأسماء ، مرتبطة بذواتها وأحداثها وملابساتها ، على الذهن .
    وقارنت بين هذه الأصول العربية والأصول التي انبنت عليها ألسنة أخرى ، فكانت تلك الألسنة ناقصة الأصول نقصاً بيّناً جامدة التأليف كدرة النطق مبهمة اللفظ .

    وثنيت بالكلام عن الكلمات العربية ، مورداً كلام سيبويه ؛ أن كلام العرب ينقسم إلى أقسام ثلاثة ؛ تقسيماً يفسر بساطة تكوينات هذا اللسان وعمق تعبيره عن حاجة النفس والعقل ، وأنه في هذا التقسيم يختلف عن تقاسيم الألسنة الأخرى التي لم تستطع أن تجاريه في تلك البساطة وذلك العمق .
    وللكلمة العربية المتكونة من أصوات = نسيج بارع بديع ، وذلك أن الأصوات العربية الفصيحة ذات النسيج البديع هي التي كوّنت هذه الكلمات ، فكانت هذه الكلمات ذات صيغ محلاة بأنساق موزونة ، بميزان دقيق ، يفرق بين الأصول والفروع ، والمجرد والمزيد ، والجامد والمتصرف ، والمبني والمعرب ، والثابت والمتغير .
    هذا الميزان هو الميزان الصرفي ، ولكنّ عناصره أربعة : الحروف الأصول (فعل) ، وحروف الزيادة (سألتمونيها) ، وحروف العلة ( ا و ي ء ) ، وحروف الإبدال ( هدأتَ موطيا ) . وشرحها بأمثلتها يطول .
    وينسحب قانون الفصاحة العربية العالي الكفاءة والدقيق المعيار على النسيج الصوتي بحروفه الصحاح والعلل وأبعاضها ، وعلى تشكلات هذا النسيج المتكوّن من الكلمات والجمل وسائر أجزاء الكلام ؛ ليكون ذلك النسيج في آخر صورة قطعةً فنية بديعة ، تؤدي فيه تلك الدوال المنظومة مدلولاتها بأحسن ما يكون الأداء .
    ومثال هذا النسيج يصدق على صورتين :
    صورة من كلام البشر وهي المتجلية في الشعر العربي ، الذي بلغ الذروة البيانية ، بشهادة النقاد المتعاقبين مع الزمان .
    وصورة من كلام الله تعالى ، وهي المتجلية في كتابه العزيز المعجز ، بشهادة العرب الذين بلغوا تلك الذروة .

    فتحصل لدينا إلى الآن آلتان :

    (1) آلة الحروف بحركاتها وسكناتها .
    (2) آلة الكلمات بثوابتها ومتغيراتها .

    والله الموفق .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    الأوسع طواعية !

    قبل الانتقال إلى نحو الجملة لنرى ما فيه من فضائل .. لا بد أن نستجلي أمراً فضيلاً ، قد يخفى من نحو الكلمة .
    وهو كامن في العلم الذي سمي متن اللغة ، الذي هو قاعدة ما سلف من الكلام عن آلة التجريد والتصريف والجمود والاشتقاق ، وقاعدة ما يأتي من أنحاء وآلات .
    ذلك العلم الذي أحاطت به المعجمات العربية ، ابتداء من معجم العين المنسوب إلى الخليل إلى المعجم الوسيط الذي صنعه مجمع القاهرة ، فلم يشذ عنها منه شيء ، إلا ما لا خطر له ، حتى استوى معجم اللسان العربي موثقاً بالنقل منظماً بالعقل واضحاً كالشمس .
    وامتد بناء المعجم العربي منذ أن بدأ التدوين مع القرن الهجري الأول إلى الآن (أي : أربعة عشر قرناً ) بغير انقطاع ، فاجتمع له عراقة وتهذيب ومتانة لم ينلها معجم آخر في آثار الألسنة الأخرى .
    فما تراه (في الجملة) من الأصول في تاج العروس تراه في المعجم الوسيط ، وتراه في العين والتهذيب والمحيط والصحاح والبارع والمخصص واللسان والقاموس والمصباح .
    والأمر الذي أريد أن نستجليه هنا في هذه المحاورة هو أن هذا ( المتن ) انبنى بأصوات كلام العرب ، التي سلفت ، وأن تلك الأصوات المؤلفة في كلمات كانت مفصلة على أسس رفيعة من الحكمة والانسجام والتناظر والقياس ، الذي يحكم أبوابها وفصولها وتقاليبها ومقاييسها وحروفها ودلالاتها ، حكمة تدخل إلى العقل الريب في أنه من اصطلاح بشر .
    وخلاصة هذا البحث أمران :
    - أن لأصول الكلمة دلالةً عامة تسري في معاني تصاريفها .
    - أن للكلمات التي تماثل حرفان من أصولها فأكثر = دلالة عامة تسري في معاني جذورها .
    ***
    وأستميحكم عذراً بسرد هذه الأمور التي هي تقدمة للفكرة :
    أول معجم حاول جمع أبنية العربية هو معجم العين المنسوب إلى الخليل بن أحمد (-175).
    ولا نزاع في أن الخليل كان سبب وضع أصل هذا الكتاب وراسم خطة أبوابه (منهجه) ، أما حشوه (تتميمه) فمن صنع تلميذه الليث بن المظفر (-180) وغيره من العلماء .
    اختار - أو اقترح - الخليل للمعجم أن يبنى على أمرين ، وفق فيهما كل التوفيق (مقدمة العين):
    1) أن ترتب حروفه على ترتيبها الصوتي بدءاً من الجوف وانتهاءً بالشفتين والخيشوم .
    2) أن يركب من هذه الحروف كلمات ، تقلب أصولها الستة وما يتصرف منها ، حتى يأتي على كل الأصول ، دالة في تقاليبها الستة على مدلول واحد عامّ .
    فمثلاً ( سلم ) تُقلب إلى : سمل ، ملم ، ملس ، ملل ، لمم = الإصحاب والملاينة ...
    وتبعه على هذا النهج الأزهري في التهذيب ، والقالي في البارع ، والصاحب في المحيط ، وابن سيده في المحكم .
    وكان البحث في هذه الدواوين الكبيرة مركزاً في تثبيت تفاصيل المنهج وتصحيح المواد وإحكامها، حتى قال ابن منظور في اللسان : ما رأيت أجمل من التهذيب للأزهري ولا أكمل من المحكم لابن سيدة .
    ***
    وبعد هذه التقدمة الموجزة ، أنبه أن اختيار الخليل بن أحمد لطريقة التقليب هذه هو اختيار للأصعب لا للأسهل ، كما لا يخفى ، ولا أحسب (شهيد التعليم والتيسير !) عدل عن الأسهل إلى الأصعب إلا لحكم في نفسه ، أظهرها في مواضع من العين كما قال ابن فارس .
    (قال ابن فارس إن الفضل في بناء معجمه يعود إلى الخليل وإشاراته في كتابه).
    وجاء أبو الفتح بن جني (-392) ، ولفت النظر إلى حكم ترتيب معجم العين للخليل ، وسمى ذلك الترتيب تقليباً [الخصائص 2/134-139]، فتكلم عن الاشتقاق ، وعدّه واحداً من خصائص العربية .
    وقد قسم ذلك الاشتقاق إلى اشتقاق أصغر ، ( وهو أن تأخذ أصلاً من الأصول ، فتتقراه ( تستقرئه )، فتجمع بين معانيه ، وإن اختلفت صيغه ومبانيه ، كتركيب (س ل م) فتصرفه بمعنى السلامة على سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم .
    وإلى اشتقاق أكبر ، و"هو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية ، فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً ، تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك عنه رُدّ بلطف الصنعة والتأويل إليه ؛ كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد ".
    وضرب على ذلك أمثلة: تقليب الكلام (ك ل م) والقول (ق و ل) والجبر (ج ب ر) والقسوة (ق س و) والسلام (س ل م).
    فتقاليب (الكلام) ترجع إلى القوة والشدة .
    وتقاليب (القول) ترجع إلى الإسراع والخفة .
    وتقليب (الجبر) ترجع إلى القوة والشدة .
    وتقاليب (القسو) ترجع إلى القوة والاجتماع .
    وتقاليب (السلام) ترجع إلى الإصحاب والملاينة .
    فهو يرى ومعه أبو علي الفارسي أنها مادة واحدة شكّلت على صور مختلفة ، فكأنها لفظة واحدة ، وأن اختلاف صورها اختلاف تنويع وتفصيل وتقييد .
    ابن جني يقارن بين تصاريف جذور الكلم ، ويقارن تصاريف جذر الكلمة الواحدة ، وقد رأى في كلّ معاني جامعة ومشتركة .
    وتوقف ابن جني عند جواز طرد الاشتقاقين في كل اللغة ، لأن ذلك يفوق طوق آحاد الخلق .
    ومن هنا لفت النظر إلى حكمة من حكم الوضع العربي .
    واستبان ذلك أيضاً لأحمد بن فارس (-395).
    وليس كل كلام العرب جارياً على هذا القياس والحكم والطرد ، فقد استبعد ابن فارس من ذلك : المعرّب والمبدل والمقلوب والمؤتلف من أصل واحد وحكاية الصوت وأسماء النبت والمكان والأعلام والألقاب والإتباع والمنحوت والمبهم والحروف والأدوات ؛ فهذه ألفاظ لا يدخلها قياس ، وأعفى نفسه من إدخالها في معجمه : (معجم مقاييس اللغة).
    ولكن ما بقي مما استثناه ابن فارس = شيء كثير استوعبه في كتابه : معجم مقاييس اللغة (2650 صفحة) في ستة مجلدات (ط هارون).
    ومن أمثلة هذا الاشتقاق : قول ابن فارس :"وإن لله في كل شيء سراً ولطيفة ، وقد تأملت هذا الباب (باب الدال مع اللام) ، من أوله إلى آخره ، فلا ترى الدال مؤتلفة مع اللام بحرف ثالث إلا وهي تدل على حركة ومجيء ، وذهاب وزوال ، من مكان إلى مكان". المقاييس 2/298.
    وقول الزبيدي : "نقل شيخنا عن الزمخشري في الكشاف أنه قال : لو استقرئ أحد الألفاظ التي فاؤها نون ، وعينها فاء ، لوجدها دالة على معنى الذهاب والخروج ". التاج (نفد).

    إن لك أن ترى هنا آلتين أخريين في هذا الباب :
    3) آلة انتظام الجذور في معنى أو اثنين ... أو خمسة .
    4) آلة اشتراك بعض المتقاربات الأصوات في معان عامة .

    وما أحوجنا اليوم إلى البحث في هذه الأبواب من الاشتقاق والتنقير فيها وتوسيعها .

    ***

    فائدة : جاء في كتاب العين ( مادة : كنع ): أن لغة الكنعانيين تشبه العربية ! .
    والكنعانيون هم أبناء سام بن نوح .


    ***
    . . . ( يتبع ) . . .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    حاشية :

    ظهر كتاب سيبويه (-180 هـ) كاملاً ، وظهر كتاب العين (180هـ تقريباً) منقوصاً ، ولم يستتم المعجم العربي إلا بعد ذلك .
    ويظهر الفرق واسعاً بين العين والتهذيب والمحكم واللسان والتاج ! .
    وسبب ذلك أن ضبط أقيسة الكلام العربي (المدونة في كتاب سيبويه) أيسر من ضبط مادته (المدونة في العين).
    وفي هذا عذر للخليل بن أحمد ، وهو أصل الكتابين ، وعذر لأتباعه بإحسان ، الذين صنعوا ما صنعوا من معجمات فرادى !.
    يدلنا هذا أن اللسان العربي سهل البناء والأقيسة من جهة ، عميق الجذور واسع المادة من جهة أخرى .
    وأمر قياس العروض كالنحو تماماً .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    .



    ثالثاً : نحو الجملة والكلام


    من الأصوات كلمات ، ومن الكلمات جمل ، ومن الجمل كلام



    آلة تكوين الكلام في ذهن العربي


    قال سيبويه [ الكتاب 1 / 23 ]:
    "هذا باب المسند والمسند إليه
    وهما ما لا يَغْنَى واحدٌ منهما عن الآخر ولا يَجد المتكلّمُ منه بداً .
    فمن ذلك الاسمُ المبتدأُ والمبنىُّ عليه .
    وهو قولك عبدُ الله أخوك وهذا أخوك .
    ومثل ذلك يذهب عبد الله ؛ فلا بدَّ للفعل من الاسم كما لم يكن للاسم الأوَّلِ بدٌ من الآخرِ في الابتداء .
    ومما يكون بمنزلة الابتداء قولك كانَ عبدُ الله منطلقاً ولَيْتَ زيداً منطلقٌ ؛ لأن هذا يَحتاج إلى ما بعده ، كاحتياج المبتدأ إلى ما بعده .
    واعلم أن الاسم أولُ أحواله الابتداء وإنما يَدخل الناصبُ والرافع سوى الابتداء والجارُّ على المبتدأ .
    ألا ترى أن ما كان مبتدأ قد تَدخل عليه هذه الأشياء حتى يكون غير مبتدأ ولا تصل إلى الابتداء ما دام مع ما ذكرت لك إلا أن تَدعَه .
    وذلك أنّك إذا قلت : عبدُ الله منطلقٌ ، إن شئت أدخلت " رأيتُ " عليه ؛ فقلت : رأيتُ عبدَ الله منطلقا ، أو قلت : كان عبدُ الله منطلقا ، أو مررتُ بعبد الله منطلقا ؛ فالمبتدأ أول جزء كما كان الواحدُ أول العدد والنكرةُ قبل المعرفة ".

    قسمة الجملة في العربية ليست بعيدة عن القسمة الثلاثية للكلام ، فالاسم إذا ابتدئ به يكوّن جملة اسمية ، والفعل إذا ابتدئ به يكوّن جملة فعلية .
    أما الحرف (ثالث الثلاثة) فلا ؛ لأنه ناقص الدلالة في نفسه (لا يخبر به ولا يخبَر عنه)، فسموه في حال التركيب شبه جملة .
    واستقراء سيبويه ومن قبله من النحويين للكلامَ العربي المدونة قواعده في كتبهم = قسّمه إلى ما فصله في هذا الباب : (باب المسند والمسند إليه)
    واصطلح النحويون من بعده على تسمية رُكنَيْ ذلك الإسناد : العُمَد : جمع عُمْدة ، أي الذي عليه مدار تركيب الكلام (وهما ما لا يَغْنَى واحدٌ منهما عن الآخر ولا يَجد المتكلّمُ منه بداً ).
    فعمد الجملة الاسمية : المبتدأ والخبر .
    وعمد الجملة الفعلية : الفعل والفاعل أو نائبه .
    الغالب في إدراة كلامهم اعتمادهم على هذه العمد .
    فإذا بني عليها الكلام لحقتها ما اصطلح عليه بـ(الفضلات: وهي ما يجوز على يبنى الكلام من غيرها) .
    والفضلات تأتي على ثلاثة مواقع : المنصوبات من غير العمد ( وهي ثمانية أو تسعة ) ، والمجرورات ( وهي اثنان ) ، والتوابع ( وهي خمسة ).
    والغالب أن تسبق هذه العمد بأدوات تتنوع في اختصاصها بالجملة الاسمية أو الفعلية أو جواز دخولها على الجملتين .
    وهي أدوات كثيرة (أورد منها ابن هشام في المغني 120) .
    فتحصل مما تقدم :
    أن نظام الكلام العربي في مستواه التركيبي الأول يتكون من :
    - عمد .
    - فضلات .
    - أدوات .
    وتصوير ذلك كالآتي :
    ( أداة ) – ( جملة ) – ( فضلة )
    والجملة لا يغتنى عنها في كل كلام ، بخلاف مجاوراتها .

    هذه هي آلة تكوين الكلام ، في الذهنية العربية ، في أبسط صورها .
    آلة يتعلمها العربي منذ بدء تكونه اللغوي .




    . . . ( يتبع ) . . .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    إضاءة


    الكلام هنا - كما أشرت من البدء - فيه شرح للعلوم العربية باعتبارها خير مصور لفنون اللسان العربي، وفيه اهتمام بالكليات أكثر من الجزئيات ، واهتمام ببعض الكليات التي هي من أهم أركان المعمار البياني ، وليس بها كلها .
    والاهتمام بعض الشيء دون بعضه هو فرع عن أهميته .
    ولا يعني ذلك الاهتمام أنه لا ترابط بين أجزائه ، فإن ( الكل ) لفظ يحتوي ( الجزء ) ضمناً .
    ولو شبهنا هذا الذي نصنعه لكشف فضيلة العربية على ما سواها لقلنا مثلاً : هي كالشجرة ، والأصوات مظهرها ومحتواها ، والكلمات أجزاؤها وأقسامها ، والجمل أصلها وفروعها ، والمعاني أزهارها وثمارها ..
    وإذا قارنا هذه الشجرة بغيرها من أنواع الشجر لبان الفرق ، في الحجم والطول واللون والمذاق والظل والمدة والبيئة والإثمار والإزهار والاخضرار والثبات والقرار والعافية والدواء إلخ ! ....

    وعلى ذكر الشجر ..
    ورد أن سيبويه لما حضرته الوفاة أنشأ أبياتاً يقول فيها :

    فعاش يروي أصول النخيل .. فعاش الفسيل ومات الرجل .
    ....


    وأحسب أنه - رحمه الله - استحضر الصلة الجامعة بين الشجر ، وبين كتابه الذي صور فيها شجرة اللسان العربي المبين !.
    وإذا جزأنا وفصلنا فعلي نية الربط والوصل .
    ولذلك سترى في نحو الجملة هنا آثاراً من نحو الصوت ونحو الكلمة ونحو المعنى = من غير خلط ؛ إن شاء الله .
    ***
    إذا عرفت هذا ، وعرفت أن الكلام المركب انقسم في تركيبه الأوليّ إلى : عمدة وفضلات لاحقة غالباً وأدوات سابقة ..
    فقد آن لك أن تعرف سبب تقسيم هذه العمد إلى جملتين : اسمية وفعلية .
    هل الابتداء بواحدة من الجملتين أمر حكيم أو أمر متكلف ( على ما يقول بعضهم ) ؟.
    ما هو الأصل في الشروع في الكلام .
    إن العربي - كما يقول ابن فارس في الصاحبي وغيره - متكلم حكيم ، لا ينطق بشيء إلا لحكمة . (وهذه قاعدة ، ولها شواهد صدق!)
    فلماذا يختار الاسمية في سياق ؟ ، والفعلية في سياق آخر ؟ .

    . . . ( يتبع ) . . .

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    ملخص قول عبد القاهر الجرجاني ( - 474) في دلائل الإعجاز 176 وما بعدها .. في سبب انقسام الجملة إلى : الجملة الاسمية والجملة الفعلية = ما يلي :
    أن المتكلم يخبر بما يخبر لإثبات أمر أو نفيه .
    أن هذا الإثبات يختلف نوعه باختلاف الاسمية والفعلية .
    أن الفعل يثبت به المعنى للشيء ويقتضي تجدده شيئاً بعد شيء ومزاولته وتزجيته ، ومثله : زيدٌ منطلقٌ .
    وأن الاسم يثبت به المعنى للشيء من غير أن يقتضي تجدده ، ومثله : زيد ينطلق .
    واستشهد لذلك بأمثلة ، منها قوله :
    "فانظر إلى قوله تعالى ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ) فإن أحداً لا يشك في امتناع الفعل هاهنا ، وأن قولنا : كلبهم يبسط ذراعيه لا يؤدي الغرض . وليس ذلك إلا لأن الفعل يقتضي مزاولة وتجدد الصفة في الوقت ، ويقتضي الاسم ثبوت الصفة وحصولها من غير أن يكون هناك مزاولة وتزجية فعل ومعنى يحدث شيئاً فشيئاً. ولا فرق بين (وكلبهم باسط)، وبين أن يقول : وكلبهم واحد مثلاً ؛ في أنك لا تثبت مزاولة ، ولا تجعل الكلب يفعل شيئاً ، بل تثبته بصفة هو عليها . فالغرض إذا تأدية هيئة الكلب".
    وجرى على ذلك السكاكي وملخصوه .
    والخلاصة أن الجملة الاسمية تدل على الثبوت والاستمرار .
    وأن الجملة الفعلة تدل على الحدوث والتجدد ( بحسب نوع الفعل ).

    ***
    تتناغم الجملتان : الاسمية والفعلية في سوق الخبر إلى المخاطب .
    وتتجلى قدرة الجملة الفعلية في تصوير الحدث المرتبط بالزمن بمرونة كبيرة ، مستفيدةً ذلك من طواعية بنية الأفعال ، وسهولة تصرفها مع الأزمنة ، واستقلالها عن أن تبدأ باسم أو ضمير في أحوالها الثلاثة لا في الأمر فقط ، واستغنائها في لسان العرب عن الأفعال المساعدة [ الكينونة (verb to be)/ الملكية (verb to have)/ الفعل المطلق (verb to do) ].
    وتتمكن الأفعال فيها من إضمار الفاعلين والمفعولين بالحذف والاستتار في داخل بنيتها .
    أما الجملة الاسمية فهي قطب الرحى الذي تدور حوله الجمل الفعلية ، فإن المتغير يدور في فلك ما هو أثبت منه كما نعلم .
    وفي كلام العرب حذف الفضول ، وولع باللمحة الدالة ، ولا حذف إلا لعمدة ، وذلك إذا كان المحذوف معلوماً من السياق أو الحال .
    أما الإعراب فظاهرة تتناغم مع التركيب تناغماً صوتياً من جهة ، ومعنوياً من جهة أخرى ، وتناغماً تجريدياً بين الوقف والابتداء والفصل والوصل .
    ومن أجلّ فوائد الإعراب أنه يضفي مرونة على الصياغة بجواز التقديم والتأخير ، واستبانة مواقع الكلم ، ولفت الأسماع إلى التمييز والتفهم ...
    ولا ننسى أن الرفع علامة على العمد غالباً ؛ لأن الرفع من الرفعة ، والرفعة للأثبت ، الأثبت معتمد عليه ، وملتف حوله ، وأنه يكون مع النصب والجر في الفضلات ، والأدوات السابقة مبنية .
    قال عبد القاهر : الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها .




    . . . ( يتبع ) . . .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  18. #58
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    181

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    الحروف وحولها الحركات .
    والجذور وحولها الزيادات .
    والعمد وحولها الفضلات والأدوات .
    هذه هي الآلات اللفظية التي صورها لنا النحويون تصوير العظام بأشعة (x) = هي هي التي انطبعت في ذهن العربي من لدن كان .. إلى الآن .
    وهذا البقاء لبنية اللسان العربي أحسبه مبشراً بأن اللسان الغربي باقٍ لم يمسسه سوء ، رغم كل الادعاءات .
    ***

    وأخيراً..
    وصف الله تعالي للسان في ذاته بأنه مبين في قوله تعالى : ( بلسان عربي مبين ) ، وقوله ( وهذا لسان عربي مبين ) من أعظم الأدلة النقلية على تفضيل ذلك اللسان .
    فهو موصوف بالعربية : وهي كلمة ذات معان لطيفة وشريفة ، وموصوف بالإبانة : وهي خاصية من أكبر خواص الإنسان .
    والمقابل القرآني للسان العربي هو اللسان الأعجمي .
    وأقل ما يقال في اللسان الأعجمي أنه هو الذي لم يبلغ مبلغ اللسان العربي .
    إن الألسنة اختلفت ، وهي في اختلافها تفاضلت ، وأفضلها هو اللسان الذي لم يعلم الناس مباديه ؛ لأنها مغرقة في عمق التاريخ ، ولم يشهد الناس يوماً أنه هرم ، لأنه ما زال ينافس الألسنة المعاصرة المسنودة بالمال والسلاح والبحث والتقنية .
    ما زالت الناس تطرب لآياته ، وللفصيح والبليغ من أشعاره ، أكثر مما تطرب لأشعار العوام والنبطي ونحوه .
    ولا زال كتاب الله مغدقاً مورقاً ، يقرأه سكان الأرض ، فيعرّب ألسنة أعجمية ، ويهذب ألفاظاً وحشية .. كتاباً لا يغسله الماء .
    إن القول بأن اللسان العربي اصطلاح وتواضع بشري = قول روجه المعتزلة قديماً ؛ اعتماداً على ترجيحهم العقل على النقل ، وأشاعه المستشرقون حديثاً ؛ قياساً على ألسنتهم المحرفة عن أصولها ، وتلقاه كثير من الباحثين في هذا العصر ..
    وقد تظاهرت أقوال سلف هذه الأمة الأطهار على أنها لغة شريفة الأصوات المسموعة والحروف المكتوبة ، وأنها وحي من الله ( وعلم آدم الأسماء كلها ).
    ***

    وكنت أحب أن أرسم آلة الكلمة وآلة الجملة في دوائر توضيحية ؛ لتوضيح بساطة تركيبهما وعمقه ؛ للتقريب ، وعسى أن يكون ذلك قريباً (في موضوع جديد).
    والحق أن الموضوع طويل وعميق وواسع .. ولكن مجال النظر فيه كبير وفوائده لطلاب العلم النافع من الباحثين والمقارنين لا تحصى .

    وأشكر من كان سبباً في فتح هذا الباب (الأخ الفاضل ابن عبيد الفيومي والشيخ الفاضل أبو مالك العوضي)، ومن دخل فيه بإحسان ، وأدلى فيه بدلوه ، وزاد أو استزاد ، وأكمل النقص ، ورتب المشوش ، واختصر الطويل ، وطول الوجيز ، وصور الكلمات ، وتكلم عن الصور ....

    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
    اللهم اكلأنا بعينك التي لا تنام
    آمــين

  19. #59

    افتراضي رد: هل للعربية فضل على غيرها ؟ ( محاورة )

    بارك الله فيك أخي عصام ونفع بعلمك، وأنتم أصحاب اليد الطولى في الموضوع، وما لنا إلا سؤال المتعلم.
    تحياتي
    تزود في الـحيــاة بخيـر زاد
    يعينك في الممـات وفي النـشور
    صلاة أو زكــاة أو صيــام
    ولا تركن إلى دار الغـــرور

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •