بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و من اتبعهم بإحسان الى يوم الدين و سلم تسليما كثيرا أما بعد .....
حصل معي موقف في يوم من الأيام مع أحد الاخوة المتنطعين الذين لا يقبلون إلا رأيهم , حيث انه طعن و لمز و غمز بي , و ذلك لأني وضعت تحت خانة " المهنة " كلمة " طالب علم " , فأصبح اذا رأى مني خطأ ( برأيه هو ) أو شيء لا يوافق ما يراه أخذ يقول : العتب على من يقول عن نفسه انه سلفي و يرفع شعار العلم ! .
فتضايقت من هذا الكلام و سألت بعض مشايخنا الكرام عبر الرسائل القصيرة في الهاتف عن مشروعية اطلاق الشخص هذا الوصف على نفسه , فلم يجبني أحد و كأنهم توقفوا فيها , إلا شيخ واحد قال لي " إذا كانت على سبيل أنك تذهب الى المكتبة و تقول لهم أنا طالب علم و أريد كتب فهذه ليست تزكية , اما إذا أطلقتها فتكون تزكية .
استغربت من هذا الكلام نوعا ما , كيف تكون تزكية و الناس يطلقونها على علوم الدنيا ؟
أليس نحن أولى بها خاصة إننا نطلب أشرف العلوم ؟
ان سلمنا للبعض انها تزكية , فلا يخفى عليكم أن طلب العلم درجات متفاوتة
فنبي الله موسى رحل في طلب العلم عند الخضر عليهما السلام ..... و هم لهم درجتهم و فضلهم
و الإمام أحمد رحمه الله طلب العلم و رحل في طلبه و له درجته و فضله
و علمائنا طلبوا العلم و رحلوا في طلبه و لهم درجتهم و فضلهم
و طلاب العلم طلبوا العلم و ثنوا الركب في المساجد في سبيل تحصيل العلم
و غيرهم من هم أدنى منهم استمعوا للأشرطة و الفضائيات النافعة
و غيرهم قرأ الكتب
و غيرهم حفظ المتون
و غيرهم يحضر مجالس الخير
و بعضهم جمع الكثير من هذه الفضائل
و الكثير من الدرجات المتفاوتة .....
فكل هؤلاء طلبة علم و كل واحد منهم له درجة و فضل متفاوت عن غيره
فلماذا التشنيع على من سمى نفسه طالب علم ؟
أهو من الورع ؟
أم انه من التأديب لكي لا يدخل العجب على صاحب هذا الوصف ؟
أم أنه احتكار للعلم حيث لا نقبل أن نقول عن أحد طالب علم حتى يوافقنا بما نقول و يوافقنا في تبديعنا للمشايخ و إلا فهو ليس كذلك ؟