نقلا عن : تصحيح حديث : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون) .( .............................. .............................. .............................. .......
وقد أخطأ من زعم : أن طريقة الدارقطني في « الغرائب والأفراد » تشبه طريقة العقيلي وابن عدي وابن حبان في كتبهم في « الضعفاء » ! حيث يسوقون في ترجمة الراوي : طرفًا من أحاديثه التي يُضعَّفُ بها ! أو ما أنكرها عليه النقاد !
بل الذي هضمتُه مِنْ تصرُّف الدارقطني في كتابه المشار إليه : أن همه منصرف إلى سرد مطلق الأحاديث الغرائب والأفراد ، سواء الصحيح منها أو ما دون ذلك ! - وإن كان الصحيح منها قليلا في كتابه ! -.
ولذلك : تراه ذكر طائفة من أحاديث « الصحيحين» من تلك الطرق التي أخرج بها الشيخان هذه الأحاديث ! بل قد ينص هو بنفسه على صحة ذلك الطريق الذي يستغربه أو يجزم بتفرد بعض الثقات به !
فمن ذلك :
1- أنه ذكر حديث « حديث أنس قال : والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارع القوم قبل أن يقتلوا.» الحديث .... ثم قال : « تفرد به سليمان بن المغيرة عن أنس عنه، وهو صحيح، أخرجه مسلم عن
عمر بن إبراهيم بن سليط وشيبان بن فَرُّوخ عن سليمان ». راجع أطراف الغرائب [1/47/الطبعة التدمرية]
2- ومنها : أنه ذكر حديث مالك بن أوس بن الحَدَثان عن عمر :« أنه أخرج مائة دينار يصرفها... » الحديث.... ثم قال : « تفرد به إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري، وهو صحيح عنه .» راجع أطراف الغرائب [1/ 67]
3- ومنها: أنه ذكر حديث أنس : « قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أُبَيّ تعوده... الحديث....» ثم قال :« تفرد به معتمرعن أبيه، وهو صحيح، أخرجه البخاري ومسلم من حديثه عن أبيه.» راجع أطراف الأفراد [1/ 195] .
4- ومنها: أنه ذكر حديث عبد الله بن أبي بكر عن أنس : « يتبع الميت ثلاث » الحيث .... ثم قال : « تفرد به سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم. روي عن مالك ولا يصح عنه، وهو صحيح عن ابن عيينة » ) . راجع أطراف الغرائب [1/ 199] .
5- ومنها: أنه ذكر حديث أنس حديث « زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا... الحديث، وفيه: «الأيمن فالأيمن ... » ثم قال : « غريب صحيح من حديث الزهري عن أنس، وغريب من حديث يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجِشُون عن الزهري. » راجع أطراف الغرائب [1/ 241] .
قلتُ : وهناك أمثلة أخرى قد استوعبناها في مكان آخر .
وقديما قال الشمس ابن عبد الهادي في حديث عيسى بن يونس الذي يرويه عن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا : « أنت ومالك لأبيك» قال : « ويوسف بن إسحاق من الثقات المخرج لهم في " الصحيحين " ، وقول الدارقطني فيه : « غريب تفرد به عيسى عن يوسف » لا يضره ؛ فإن غرابة الحديث والتفرد به لا يخرجه عن الصحة ، و [قد] قال الدارقطني في " حديث الاستخارة " : غريب من حديث عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد عن جابر ، [وقال] وفي حديث " رحم الله رجل سمحا إذا باع " : تفرد به أبو غسان عن محمد ،[وقال] في حديث " كل معروف صدقة " : تفرد به علي بن عياش عن محمد ، وكلها مخرجة في " صحيح البخاري " إلى غير ذلك ... » نقله عنه الجمال الزيلعي في نصب الراية [3/ 34].
قلتُ : وأيضا فإن مجرد : « التفرد » لا يُعلُّ به رواية الثقة على الإطلاق !
بل لحذاق النقاد في إعلال بعض أحاديث الثقات بالتفرد : مسالك لا يهتدي إليها كل أحد ! ولا يحسن التذرُّع بها في التنكب عما ينفرد به الأثبات مطلقا ! إلا عند من لا يدري ما وراء الأكمة ؟ .............)