اللهم عرّفنا نعمك بدوامها، ولا تعرّفنا نعمك بزوالهابارك الله فيك يا شيخ مقرئ، كعادتك دائما مدرارا للفوائد، ثبتنا الله وإياك على الحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء: هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" [أخرجه أحمد عن الزبير وإسناده جيد]
وخراب إبليس كان في الكبر الذي أدى به إلى الحسد والذي انتهى به إلى عمي البصيرة، فأصبح لا يفرق بين الكوع والبوع.
فعلى المرئ أن يستقصي عيوب نفسه ولا يكون ذلك إلا بالتقوى الذي أساسه الخوف ولا خوف إلا بتعظيم الله، ولا تعظيم إلا بمعرفته جلّ جلاله.
فإذا استقصى المرئ مواطن شهوته لحق نفسه بإطفاء نارها وزال بذلك دخانها وبزوال دخانها تتضح رؤية صاحبها. اللهم بصّرنا بحقائق الأمور.