تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح


    الحمد لله وحده
    أما بعد..
    هاشم صالح.. كاتب من بني علمان لم أحظَ "بشرف" السماع باسمه إلا قبل بضعة أيام، حين وقعت على رابط لبعض مقالاته! ولأننا في زمان فتنة، ولأننا قد صار الكلام عندنا حرفة سهلة يحترفها كل أحد، فلا قيمة للتخصص ولا للمؤهلات، ولا اعتبار لشيء من ذلك عند عامة الناس فيمن يأخذون عنه ما يأخذون أيا كان، ولأننا قد صار ضابط القبول والرد عند الأكثرين منا فيما يأخذون مقصورا على ما يراه القارئ وما يعجبه، حقا كان ذلك أو باطلا، ولأننا في زمان إغراق في أوحال الأفكار العفنة أيا ما كان مصدرها، صرنا نصحو كل يوم على ضجيج لمزيد من الجرذان والحشرات التي كانت في زمان عزة الحق لا تجترئ أسلافها على مجرد الخروج من جحورها! وصار التلوث الفكري يأتينا من بين أيدينا ومن تحت أرجلنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، في ظل مبدأ حرية الضلال وحرية نشر الباطل وحرية الكلمة الفاسدة الجاهلة العمياء! وما دام هناك طلاب للبضاعة، فسيبقى لها في السوق باعة!! حتى البعر – أعزكم الله - يجد الآن من يطلبه، وفي وادي "حرية الكلمة" فإن البعر يجد يقينا من يبيعه لطلابه ليأكلوه وهم شاكرون، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
    فهذا جزذ آخر شاء الرب جل وعلا أن أقع على أفكاره ومقالاته في حين سعة من الوقت للرد عليه، فاحتسبته جهادا في سبيله لا لأن الرجل خطير أو لأنه من أعلام القوم ورموزهم التي يحقق من يهدمها بالحجة والبيان نصرا للحق كبيرا، ولا لأنه أولى من غيره بالرد عليه، فهو ليس بشيء من ذلك أصلا.. ولكني عزمت على ذلك لأن الله يضاعف لمن يشاء، ولربما عصمنا من النار بشق تمرة، نسأل الله السلامة.. ففي ظل زمان يقرأ فيه القارئ لأي أحد، ويتلقى الكلام من المجاهيل، يخبط في مصادر معرفته خبط عشواء، فلعله يقع على كلام هذا المجهول الفقير إلى الله قدرا وهو يهيم في وديان النت الفسيحة، فيقدر الله له بذلك خيرا.. نسأل الله العون على ما يحب ويرضى..
    لا شك أن عنوان هذا المقال "الرد الكاسح" من شأنه أن يثير الدم في عروق الرجل وأتباعه، ولعله حين يطلع عليه للوهلة الأولى، يقول في نفسه هازئا مازحا: "هؤلاء الأصوليون الظلاميون لا شيء عندهم إلا سجع الكهان والعيش في أوهام العصور الوسطى!!" وأنا أقول هنيئا لي الأجر عند الله – بإذن الله - إن سخر الرجل وأتباعه من هذا المقال من مجرد مثل هذا العنوان.. وما تحت العنوان أشد وأنكى!
    نعم هكذا كان سلفنا في زمان العزة، في زمان الفخر بالانتساب إلى لسان القرءان، يصوغ الواحد منهم عنوان كتابه صياغة بليغة ذات وقع وصدى، كأنها بيت من أبيات الشعر يبادئ به المؤلف القارئ ويستقبله به استقبال الغزاة الفاتحين بالحق، المفاخرين بما معهم منه.. وما هذا إلا لأن ما تحت العنوان لم يكن يخلو من كونه جهادا وفتحا مبنيا للحق في رجاء صاحبه، يرجو به الأجر والمثوبة في دار الخلد، ويرجو به الخير الكثير لقارئه، خيرا لا يدانيه ما يكتبه أرباب الصناعات الأخرى في كتبهم (على ما قد يكون فيها من الخير)، فلا يستوي ما ينفع الناس في دار البقاء بما ينفعهم في دار الفناء والبلاء، ولا يستوي زاد تلك الرحلة العاجلة في تلك الدار الدنية الوضيعة بزاد اللقاء برب الأرض والسماء.. وما هذا إلا لأن المصنف من علماء أسلافنا كان رجلا حكيما، أخذ الحكمة مما علمه الله خالقه لا من هواه وأوهامه وأوهام بشر أمثاله .. رجلا يعي ما يخرج من رأسه ويعلم أنه أهل للكلام فيما يكتب، ويفخر بما من الله به عليه من شرف اتباع ذلك المتبوع الذي أبلى في اتباعه ما أبلى، صلى الله عليه وسلم! ما كان واحدهم - رضي الله عنهم ورحمهم - من أمثال هؤلاء الرويبضات الذين ملأوا علينا الدنيا حتى صاروا يدخلون إلينا في الهواء الذي نتنفسه!! قوم خواة النفوس ذاهبة هويتهم يتحرون ما يوافقون به أهل الغرب حتى في طريقة اختيار عنوان المقال أو الكتاب، لعلهم يرضون عنهم ويقبلون بهم عبيدا مخلصين في محاريب معابدهم!! لعلهم يمنون عليهم بطريقة صنع شيء من تلك الألعاب والملاهي التي برعوا فيها وتخلف هؤلاء عنها لبلادتهم وغبائهم لا بسبب دينهم كما يأفكون.. يتبعونهم أولا، ثم لعلهم في زمان حرية الاتباع والتقليد يحظون من بعد ذلك بالحظ الوافر من الأتباع في بلادنا على هرائهم هذا كما حظي من تبعوهم من قبل من كهنة تلك المعابد في بلاد الغرب هناك، فإذا هم كهنة وكبار أمثالهم، يحشرون الناس من خلفهم في طريقهم حشرا كما صنع سادتهم من قبل!!
    لا يهم كم درستَ من علوم الشرع حتى تتكلم في دين الله، ولا كم وافقت من الدليل وكم خالفت منه، ولا كم حصَّلت من علم بآلة النظر والاستدلال في نصوص الوحي أصلا، لا.. كل هذا لا يهم ولا قيمة له! إنما المهم كم من الخلق ممن يكبرون في نفسك يعجبهم ما تقول، ويرونه "جوهر القرءان" و"روح الإسلام" و"ميزان الاعتدال والوسطية" إلى آخر ما تدندن به أنت.. المهم مقدار ما يحقق كتابك في مثل ذلك من الرواج بين هؤلاء وهؤلاء!! فإذا كان القوم يتخذون منك عالما متبوعا ومفكرا مرموقا، فلعلك كما يقولون حقا!! بل أنت كذلك ولا شك.. أنت سيدهم ومتبوعهم.. فهنيئا لك!!

    لسان حالهم – وفي كثير من الأحيان مقالهم – يسألك: من الذي قال إن لهذا الدين – أو لأي دين أيا كان - علماء ومن الذي زعم أن الكلام فيه يحتاج إلى تعلم وتأهل؟؟ كلنا علماء في ديننا أيا كان!! ليس الدين بالأمر العظيم الذي يحتاج إلى تأهل أو تعلم (قاتلهم الله)!! نعم، الدين للجميع، لا سيما الإسلام! فليس فيه "كهنوت"!! ومن ثم فإن جميع المسلمين علماء في الإسلام، من أدناهم علما إلى أعلاهم!! ولو أنهم أفنوا أعمارهم في القراءة لكانط وهيجل وسارتر ودوركايم وفرويد وداروين وأضراب هؤلاء، فإنهم ولا شك يصبحون مؤهلين أيما تأهل للنظر "العقلي" في نصوص الإسلام وفهمها الفهم الصحيح الذي يدخلهم في القرن الواحد والعشرين، ويناسب ما ارتقت إليه عقولهم فوق عقول أسلافهم المساكين!! ويصبح "الكاتب" – الذي يتشرف بكونه يعرف كيف "يكتب"!! – أو "المفكر" – الذي لا يفخر بأكثر من كونه يقرأ ما يقرأ ثم... ثم "يفكر"!! – يصبح هذا التافه الرويبضة (الذي اكتشف أخيرا بنفسه وبمحض نبوغه أنه أرقى من القرد!!) من بعد هذا التأهيل إماما متبوعا على تفاهته وسفاهة حلمه، لا لشيء إلا لأنه يكتب ويفكر، نعم.. ألم يقلها إمام من أئمتهم صراحة: "أنا أفكر إذن أنا موجود"؟؟؟ الرجل بلغ به الذكاء والنبوغ أن استدل على وجوده بكونه يفكر!! يا له من فتح مبين!!! كان يشك في وجوده أولا فلما وجد أنه يفكر، عرف أنه موجود!!! ما أعظم هذا التراث الفكري المجيد الذي جاءنا به أمثال هؤلاء الأئمة، سادة العلمانيين ومعلموهم وأساتذتهم!! هل يستطيع القرد مثل هذا؟؟ كلا ولا ريب!! الإنسان حيوان اكتشف ذات يوم صدفة أنه يستطيع أن يفكر!! أخيرا أصبح القرد بوسعه أن "يفكر" و "يكتب"!! فكيف لا يفتخر "المفكر" بمجرد كونه "يفكر"، حتى يصبح "التفكير" عنوانا على اختصاصه وصنعته؟؟
    "أيها الناس، لقد تبين لي أخيرا أنني أحسن التفكير، فاتبعوني أهدكم سبيل الرشاد"!!!
    قد تأهل "المفكر" لكل ما أصبح يتصدى له من مسائل العلوم كلها – بلا استثناء – بكل جرأة وجسارة، على يد أئمته من فلاسفة الإلحاد حتى صار ألحد منهم وأشد إغراقا فيما كانوا فيه مغرقين! ففي النهاية نحن معاشر البشر – عفوا: القردة - المساكين ما عرفنا كيف نفكر، وما تعلم الناس كيف يتبينون الحق من الباطل في أي شيء أصلا إلا من بعد أن تفضلت "الطبيعة" علينا بانتخاب ذلك العقل لنا بمحض الصدفة غير المبررة، ومن ثم ببعث هؤلاء الفلاسفة أنبياء للنور والهداية فيما بيننا، كما يعتقدون!! ألم نكن قردة وارتقينا ثم علمونا كيف نفكر؟؟ ألم نكن متخلفين أغبياء وترقينا وجعلوا منا أصحاب مصانع وتكنولويجا و...؟؟

    والله إنه لخزي الحياة الدنيا لو كانوا يعقلون!!

    نعم هذا الرد جعلت عنوانه "الرد الكاسح" لأن المردود عليه فيه يفخر بتعاليم آخر أنبياء الملاحدة "داروين" ويقدم لكهنة المعاهد الأكاديمية الغربية الملحدة شهادة على أنه قد ارتقى مثلهم فوق جده القرد وصار – أخيرا – يمكنه أن "يفكر"، ثم هو الآن يتصدى لمهمة تعليم هؤلاء المساكين في الشرق الأوسط كيف يفكرون كما يفكر!!
    فأي شيء أسهل من كسح كلام من يفخرون بأن أسلافهم كانوا قردة؟؟؟
    وأي عنوان أوفق لأمثالهم من هذا؟؟؟
    تجد ذلك الطرح لذلك الرجل بشأن القردة في مقال له كتبه بعنوان "هل مات داروين حقا؟" حيث يجتهد في صب قيح فكره وغسّاق نفسه على رؤوس من يتصدون لتلك النظرية المتهافتة (نظرية النشوء والارتقاء) يحذو بذلك سنن أئمته الملاحدة حذو القذة بالقذة، عساهم يرضون عنه ولا يعدونه من جملة "المتخلفين" في بلاد الشرق الأوسط المسكين!! ولأنه يريد أن يبقى له في بلاده حيث يعيش نسبة للإسلام يعلنها ويتكلم من تحتها، فإنك تراه يوهم القارئ بأن الإسلام "الأصولي" – على حد اصطلاحهم التالف – هو وحده الذي يخوض الحرب ضد نظرية داروين المقدسة المجيدة، ويقلد المتطرفون من "الإسلاميين" في ذلك "الانحراف الفكري" نظراءهم من "الأصوليين" النصارى في أمريكا الذين لا يزالون يؤمنون إلى يومنا هذا، في مطلع القرن الواحد والعشرين، بأن الله خلق الكون في ستة أيام!!!!

    دعني أيها القارئ الكريم أستعرض لك ذلك المقال المذكور حتى يتبين لك كيف هي عقلية هذا الرجل (وأترك لك القياس على أمثاله، فكلهم في ذلك سواء).

    يتبع......
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    تابع:

    هاكم متن المقال كاملا:

    هل مات داروين حقا؟
    يبدو أن هذه السنة ستكون سنة شارل داروين، فالرجل ولد قبل مائتي عام بالضبط 1809-2009. وكتابه الشهير «أصل الأنواع»، الذي شرح فيه نظرية التطور التي قلبت الدنيا رأسا على عقب، صدر في منتصف القرن التاسع عشر قبل مائة وخمسين سنة، وبالتالي فالذكرى مزدوجة. ولذلك فإن العالم كله يحتفل به، أو يلعنه، بحسب الجهة التي ننتمي إليها. فإذا كنا من أتباع الحداثة العلمية والانفتاح الفكري صفقنا له وانتعشنا بتذكره أو بذكراه، باعتبار أنه يشكل أحد فتوحات العقل البشري. وإذا كنا من أتباع الأصوليين استعذنا بالله منه ومن الشيطان الرجيم الذي بعثه لنا لكي يقلقنا ويقض مضاجعنا ويزعزع يقينياتنا وعقائدنا.
    ولم يكن من قبيل الصدفة أن حصل تحالف مقدس ضده من قبل الأصوليات الدينية الثلاثة على الرغم من أنها يكره بعضُها بعضا، فالأصولية المسيحية في كلتا نسختيها الكاثوليكية والبروتستانتية تكرهه ولا تطيق سماع اسمه، وقُل الأمر ذاته عن الأصولية اليهودية والأصولية الإسلامية. ولكن يبدو أن الأصولية البروتستانتية الظلامية المنتعشة في أميركا هي التي تشن عليه حملة شعواء حاليا، ومعلوم أنها تمنع تدريس نظريته في المدارس التي تسيطر عليها في الولايات الجنوبية خصوصا، فهي من أتباع نظرية الخلق التوراتية الواردة في سِفر التكوين، والتي تقول بأن الله خلق العالم والإنسان في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع.
    ومعلوم أن داروين كان مؤمنا بها في البداية، بل كان يدرس اللاهوت المسيحي بغية أن يصبح كاهنا أو قسيسا ويكرس نفسه للعبادة والدين. ولكنه انخرط بعدئذ في خط البحث العلمي والرحلة الاستكشافية حول العالم، وكانت النتيجة التي نعرفها. وكان يعرف أن نظرية التطور التي توصل إليها سوف تدخل في صدام مباشر مع الكنيسة المسيحية واللاهوت الديني، ولكنه عندما كان يؤلف كتابه الشهير «أصل الأنواع» فإنه كان لا يزال مؤمنا بالله ومقتنعا بوجوده كمحرك أساسي للكون. والواقع أنه لم يصبح ملحدا طيلة حياته أبدا حتى بعد أن فقد إيمانه الديني على الطريقة التقليدية، كل ما في الأمر هو أنه كان يقول بأن العلم شيء والدين شيء آخر ولا ينبغي الخلط بينهما، فمجال الدين الروحي والتنزيهي الأخلاقي غير مجال العلم التجريبي. وهذا ما يقوله كبار العلماء حاليا.
    ويرى عالِم اللاهوت الفرنسي جاك آرنو أننا نشهد حاليا تشكل تحالف مقدس ضد داروين ونظريته، فبالإضافة إلى الأصولية البروتستانتية الأميركية، التي ينبغي تمييزها فورا عن البروتستانتية الأوروبية التقدمية المستنيرة، هناك الأصولية الإسلامية التي تشن أيضا حربا شعواء على داروين وتعتبره بمثابة الشر المطلق. ويترأس هذا التيار حاليا الكاتب التركي هارون يحيى صاحب كتاب «أطلس الخلق»، وهو من أتباع نظرية الخلق الدينية التقليدية والتفسير الحرفي للكتابات المقدسة، تماما كأعلام البروتستانتية الأميركية، بل وانضم إليهم العديد من الأصوليين اليهود الذين يرفضون أيضا نظريات العلم الحديث، ويعتقدون بالصحة الحرفية لكل ما ورد في التوراة، وبالأخص في سِفر التكوين الشهير.
    ويرى بعض المفكرين هنا أن لهذا التحالف المقدس لكل الاصوليات أبعادا سياسية واضحة، فالعدو المشترك لهم واحد، إنه الحداثة العلمية والفلسفية. ولذلك فإن بعض الجهات قامت بتوزيع كتاب «أطلس الخلق» مجانا على المدارس والجامعات الفرنسية عام 2007، محذرة الطلاب من نظرية داروين. ولكن بما أن فرنسا مستنيرة فإنه لا يخشى عليها من العدوى. وحدها الجاليات المغتربة قد تنخدع بمثل هذه الكتابات اللاعلمية أو الجاهلة بالعلم الحديث.
    وربما لهذا السبب راح الفاتيكان يتمايز عن هذه المواقف بشكل واضح، وهذا موقف ذكي جدا من بابا روما، فهو يريد أن يبدو بمثابة المدافع الوحيد عن روح العلم والاستكشاف وحركة التقدم. هذا في حين أن المسلمين والبروتستانتيين الأميركان يبدون بمثابة المعادين الوحيدين لروح العصور الحديثة. فقد فاجأنا وزير الثقافة في الفاتيكان المطران جيانفرانكو رافاسي بالتصريح التالي: «إن نظرية التطور متوافقة تماما مع الكتاب المقدس، ولا تتعارض إطلاقا مع الإيمان أو اللاهوت المسيحي». وهكذا غيرت الكنيسة الكاثوليكية رأيها رأسا على عقب بعد أن حاربت داروين وشتمته طيلة أكثر من قرن ونصف القرن، وكانت «ضربة معلّم» من قبل الفاتيكان. فهل كان سيقوم بها لولا كتاب هارون يحيى «أطلس الخلق»؟ أشك في ذلك كل الشك؛ فالهدف هو إثبات أن المسلمين هم وحدهم الظلاميون في هذا العالم، وهم وحدهم المعادون لحركة التطور والمكتشفات العلمية التي تمثل زبدة الحضارة البشرية.
    ولهذا السبب أيضا دعا الفاتيكان إلى تنظيم مؤتمر علمي ضخم بين 4 و7 مارس القادم في الجامعة البابوية بروما، تحت عنوان: «التطور البيولوجي: الوقائع والنظريات»، ودعا إليه نخبة الفلاسفة العالميين وعلماء البيولوجيا ورجال الدين.
    فمتى سيتحرك المسلمون لتنظيم مؤتمر مماثل يعبرون فيه عن وجهة نظرهم في كتاب داروين وأطروحاته؟ متى سيطرحون تفسيرا جديدا لكتبنا المقدسة، تفسيرا لا يتعارض مع روح العلم وإنما يتصالح معها ومع المكتسبات الإيجابية للحضارة الحديثة ككل؟ ألم يكن الإسلام هو دين العلم والعقل طيلة قرون وقرون؟ فلماذا يسبقنا بابا روما إذن إلى هذا المنصب، ويحتل كل هذه المكانة الرفيعة والمشرفة محلّنا؟

    انتهى المقال، ولبئس ما قال، فض الله فاه..
    وهاكم كسحنا له بعون الملك..

    يتبع ......
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    تابع:

    يقول الرجل في مستهل المقال: " يبدو أن هذه السنة ستكون سنة شارل داروين، فالرجل ولد قبل مائتي عام بالضبط 1809-2009. وكتابه الشهير «أصل الأنواع»، الذي شرح فيه نظرية التطور التي قلبت الدنيا رأسا على عقب، صدر في منتصف القرن التاسع عشر قبل مائة وخمسين سنة، وبالتالي فالذكرى مزدوجة. ولذلك فإن العالم كله يحتفل به، أو يلعنه، بحسب الجهة التي ننتمي إليها. فإذا كنا من أتباع الحداثة العلمية والانفتاح الفكري صفقنا له وانتعشنا بتذكره أو بذكراه، باعتبار أنه يشكل أحد فتوحات العقل البشري. وإذا كنا من أتباع الأصوليين استعذنا بالله منه ومن الشيطان الرجيم الذي بعثه لنا لكي يقلقنا ويقض مضاجعنا ويزعزع يقينياتنا وعقائدنا. "

    قلت إن كنت أنت يا هذا تنتعش بكلام من يدعي أن جدك قرد وأن النسناس والشمبانزي من أولاد عمومتك، فلا والله لا "ينتعش" عاقل سوي بهذا القيء الفكري أبدا، ولا يعده فتحا من فتوحات العقل البشري بل هو ضلال مبين وخزي مهين! ضلال قد نشأت به ملة جديدة أصبح يدين بها – أو بأكثرها – القاعدة العريضة من الأكاديميين من علماء الطبيعة في بلاد الغرب لا سيما في أوروبا الملحدة، مسقط رأس الفلسفات المادية المعاصرة. نعم هي ملة يدين بها ملاحدة هذا الزمان ويتخذونها سلما للدفاع عن عقيدتهم وإلحادهم وإن جهلت أنت بذلك يا عدو الله! ولو أنك قرأت كلام الملاحدة الجدد الذين يروجون للإلحاد الآن في أوروبا وحربهم الصراح على الدين ولو أنك فهمت تلك النظرية حق فهمها كما فهموها هم وكما هم الآن يروجون لها ولما ينبني على فهمها، لعلمت أنه لا وفاق – قط – بين الأصل الفلسفي الذي تقوم عليه تلك النظرية وبين مفهوم الخلق ووجود الخالق أصلا! ولولا أن ملاحدة هذا الزمان يرونها – على سفاهتهم – طريقا لإثبات صحة الإلحاد وبطلان وجود الخالق – زعموا – عن طريق العلم الإمبيريقي لما عظمت في نفوسهم على هذا النحو العجيب ولما أصبح مفهوم "ارتقاء" الأنواع من بعضها البعض (فضلا عن ارتقاء الأعضاء في النوع الواحد من أصول متخلفة) بمنزلة الحقيقة العلمية التي لا تقبل النزاع! هذا الهراء يا مسكين ليس فساده في بناء الدلالة من الأدلة ولكن في مفهوم الدليل نفسه (فلسفيا) ابتداءً، وما يراد لذلك الدليل من قلب لحقيقة عقلية ضرورية لا ينكرها عاقل! فبأي الفتوحات يا معاشر التفهة جئتمونا فاتحين ولأي شيء تنتصرون، خيبكم الله وأخزاكم!
    لن أبسط القول في نقض فلسفة الدراوينية ها هنا فليس هو محله، ولكن تأمل أيها القارئ هذا المفكر المنتسب إلى الإسلام أي الأفكار يريد أن يوصلها إليك، ويدعوك لاتباعه عليها، والله المستعان على ما يصفون!
    هكذا يحدثكم سائر أئمة القردة، أولاد عمومة الشيمبانزي والنسناس من فوق أريكتهم.. يقولون:
    "يا قومي خذوا ذلك الفتح العقلي العظيم، اقبلوه كما قبله الناس في أوروبا، لعلكم ترتقون كما ارتقوا! فإن رأيتم ما يعارضه في دينكم فاخلعوا عنكم ثوب القرون الوسطى كما فعلوا، وتأولوا ما في القرءان من الموانع حتى يوافقه كما تأولوا هم كتبهم، فلم يرقوا في الدنيا إلا من بعد ذلك! ابحثوا عما يعجبكم من المعاني المحتملة لألفاظه واجعلوها تأويله كما فعل العقلاء من النصارى في أوروبا من قبل.. فإن كان النص المانع حديثا في كتاب من كتب السنة فالأمر يسير جدا! ارموا به عرض الحائط أصلا لا حاجة لكم فيه.. فهو ضعيف ولا شك، إذ لا يمكن أن يكون الرسول قد خالف شارلز داروين! أيعقل هذا؟؟؟ مستحيل! بل الرواة كذبة أو واهمون.. أو لعلهم ما كانوا يفهمون كلام الرسول أصلا وما كانوا يعلقون! نعم.. اقرأوا رواياتهم وسترون! مساكين! أهؤلاء سلفكم؟ دعكم منهم، أنا آتيكم بما لم يستطعه الأولون وبما عجزوا عنه أجمعون!"
    ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)) [آل عمران : 7]
    هذا ديدن هذه الفئة من المرقة أهل الزيغ، انهزمت نفوسهم الخربة حتى انهار الحق والنور فيها، وعظمت في قلوبهم فلسفة الملاحدة السفهاء من بعد ما انطمست قلوبهم ومسخت إلى أمثال قلوب متبوعيهم، فإذا بهم يريدون تأويل ما بين أيديهم من كلام ربهم حتى يوافق ما صاروا به مؤمنين! فبئس ما يأمرهم به إيمانهم لو كانوا يعقلون!
    كيف تريدون رد نظرية داروين؟ يا للمأساة! إنه الحق من أئمتكم أئمة العالم، وقد أجمعت الأكاديميات العلمية الأوروبية عليه.. فكيف تردونه بعقولكم هذه الغارقة في أوحال وأساطير الأولين؟ أفلا تعقلون؟
    يقول الواحد منهم عند مناظرته: ألستم تقولون بحجية إجماع أصحاب الصناعات في صناعاتهم؟ فمالكم الآن تناقضون أنفسكم وتدعون بطلان نظرية داروين وقد أجمع أصحاب علم الأحياء على صحتها؟ وجوابهم في ذلك أيسر مما يتوهمون! فالإجماع المزعوم لا يصح أصلا (إذ يخالفه - على الأقل - أهل تلك الصنعة من المسلمين) هذا أولا، وأما ثانيا، فإجماع أصحاب الصناعات معتبر فيما لا يقوم على أصول فلسفية تخالفها الثوابت العلمية الكبرى وضرورات العقل الأولية، كما هو الحال في أصول نظرية داروين، أو تبطلها أدلة في ذات المنزلة التي استدل بها أصحاب ذلك الإجماع إذا قالوا به (وعندما يكون الحال كذلك فإن الإجماع أصلا لا يتصور انعقاده بينهم غالبا) وهذا هو الحال هنا كما أسلفت، فلا إجماع بأي حال وإن وجد فلا قيمة له! إن نظرية داروين هذه لا تخضع – أصلا – لمبدأ بوبر الذي يؤمن فلاسفة العلم الغربيون بأنه مقياس قبول ورد العلوم التجريبية الإمبيريقية جميعا، وهذا ما حمل "الملاحدة الجدد" Neo-Atheists كأمثال دانيال دينيت وريتشارد دوكينز وسام هاريس على تقسيم فلاسفة العلوم إلى "بوبريين" غلاة (وهم الفلاسفة الذين يرون أن نظرية داروين تخالف هذا المبدأ)، و"بوبريين" معتدلين (وهم من لا يرون ذلك)!
    فأي إجماع هذا وفي أي شيء؟
    لا نامت أعين الإمعات الأغبياء!
    يقول: " ولم يكن من قبيل الصدفة أن حصل تحالف مقدس ضده من قبل الأصوليات الدينية الثلاثة على الرغم من أنها يكره بعضُها بعضا، فالأصولية المسيحية في كلتا نسختيها الكاثوليكية والبروتستانتية تكرهه ولا تطيق سماع اسمه، وقُل الأمر ذاته عن الأصولية اليهودية والأصولية الإسلامية. ولكن يبدو أن الأصولية البروتستانتية الظلامية المنتعشة في أميركا هي التي تشن عليه حملة شعواء حاليا، ومعلوم أنها تمنع تدريس نظريته في المدارس التي تسيطر عليها في الولايات الجنوبية خصوصا، فهي من أتباع نظرية الخلق التوراتية الواردة في سِفر التكوين، والتي تقول بأن الله خلق العالم والإنسان في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع. "

    قلت تأمل أيها القارئ أعزك الله! ما قولك فيمن يقول بأن ما في التوارة من وصف الخلق بأنه جرى في ستة أيام ثم استوى الله على العرش في اليوم السابع (وليس استراح كما في التوراة المحرفة) هذا من قبيل "النظرية التوراتية"؟ فلعله يرى إذن أن القصة موجودة في القرءان كما في قوله تعالى: ((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)) الآية [الأعراف : 54] ونحوه بسبب تأثر "مؤلف القرءان" بالنظرية التوراتية! نعم لابد له من أن ينحو هذا النحو، وإلا فكيف يوجه قوله بأن خلق الكون والإنسان في ستة أيام إنما هو "نظرية توراتية"؟ ما مخرجه من ذلك؟
    خذ البضاعة كلها يا عدو الله وأخرج ما في نفسك، وقل كما قالوا صراحة إنها كلها أساطير الأولين، قبحك الله!


    يتبع ...........
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    تابع:

    ثم يواصل ويقول:
    " ومعلوم أن داروين كان مؤمنا بها في البداية، بل كان يدرس اللاهوت المسيحي بغية أن يصبح كاهنا أو قسيسا ويكرس نفسه للعبادة والدين. ولكنه انخرط بعدئذ في خط البحث العلمي والرحلة الاستكشافية حول العالم، وكانت النتيجة التي نعرفها. وكان يعرف أن نظرية التطور التي توصل إليها سوف تدخل في صدام مباشر مع الكنيسة المسيحية واللاهوت الديني، ولكنه عندما كان يؤلف كتابه الشهير «أصل الأنواع» فإنه كان لا يزال مؤمنا بالله ومقتنعا بوجوده كمحرك أساسي للكون. والواقع أنه لم يصبح ملحدا طيلة حياته أبدا حتى بعد أن فقد إيمانه الديني على الطريقة التقليدية، كل ما في الأمر هو أنه كان يقول بأن العلم شيء والدين شيء آخر ولا ينبغي الخلط بينهما، فمجال الدين الروحي والتنزيهي الأخلاقي غير مجال العلم التجريبي. وهذا ما يقوله كبار العلماء حاليا. "

    قلت تأمل التناقض والكذب! كان داروين مؤمنا "بنظرية الخلق في ستة أيام"، ولم يصبح ملحدا طيلة حياته أبدا ولكنه في نفس الوقت كان يعرف أن نظرية التطور التي توصل إليها سوف تدخل في صدام مباشر مع اللاهوت الديني!! فليت شعري إلى أي شيء تدعونا أيها الجرذ؟؟ إلى أن نؤمن كما آمن داروين – بزعمك - بأن الله موجود "كمحرك أساسي للكون"؟؟ هل تفهم معنى "الطفرة العشوائية" ومعنى "الانتخاب الطبيعي" يا هذا أصلا، وما يلزم من معناهما في حق خالقك الذي تدعي أنك مؤمن بوجوده وربوبيته؟؟؟؟ كفرت بالله العظيم ورب الكعبة لو وافقت داروين على هذا الاعتقاد!! فالله قيوم السماوات والأرض يصرف الأمر كله فيها ولا يعزب عنه مثقال ذرة، لا شيء فيها خارج عن إرادته وعلمه المسبق وخلقه وتقديره، حتى الذر الذي تحمله الرياح، يعلم ربك مستقره ومستودعه، وقد كتبه وقدره تقديرا!! فإما أنك جاهل جهلا مركبا بحقيقة الأسس التي تقوم عليها تلك النظرية – وهذا بعيد، فقد أحسن القوم اصطناعك كما هو واضح!! – وإما أنك منهم تدين بدينهم وتدعي الإسلام، والله المستعان على أمثالك بأي حال!!
    من هم كبار العلماء الذين يقولون – حاليا – بأن مجال الدين روحي تنزيهي أخلاقي وحسب بخلاف مجال العلم التجريبي؟؟؟ علماء في أي علم هؤلاء؟؟ لا أهل الدين يقولون بهذا ولا أهل الإلحاد!! أما سمعت عن شيء في القرءان اسمه خبر الغيب؟؟ أما علمت أن القرءان أخبرنا بحقائق عن أصلنا ونشأتنا وعما هو غائب عنا في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وأن من كذَّب بها بدعوى أن العلم قد أثبت خلافها فقد كفر بالله العظيم وافترى – في ذات الوقت - على صنعة العلم نفسها كذبا وزورا؟؟ كلا والله ليس البحث في أصل الخلق ونشأة الكون بما يُسوغ لعاقل أن يستدل بما يراه الآن من أحوال الكون وآلياته على قصة يتصورها لنشأته الأولى كتصورهم لما أسموه بالانفجار الكبير وما في نحوه! فالفلسفة التي تقوم على افتراض ثبوت سائر النظم على سير واحد وحركة واحدة من أول الخلق إلى يوم الرصد الذي نحن فيه، دونما اختلاف ولا تغير، هذه محل جدال ونزاع بين الفلاسفة أصلا، ولو تأملت يا أيها المسكين المفتخر بأنك "مفكر"، لو تأملت وتفكرت بتجرد للحق لرأيت آية عدم اطرادها في تغيرات كثيرة تجري الآن في الأرض كالاحتباس الحراري وتغير مغناطيسية الأرض وما إلى ذلك من أشياء رصدنا تغيرها وتابعناه في بضعة عقود فقط (فكيف بآلاف السنين؟)، ولعلمت أن الحق المنزل من ربك في قصة الخلق لا يملك عاقل أصلا أن يختبر صحته بالنظر في مخلفات الحيوانات المتحجرة أو في طبقات الأرض المتراكمة أو في حركة النجوم السيارة كما يراها الآن من حوله يستدل بذلك على أن الكون نشأ على نحو كذا وكذا ولا بد!!
    أنتم السفهاء ورب الكعبة وتحسبون أنكم على شيء، ثم يأتي الواحد منكم يقول بأن "مجال الدين" روحي أخلاقي فقط، ولا دخل للعلم به!! أولو كان ما أدخلتموه في العلم الإمبيرقي - زورا وعدوانا عليه - لا تخرجون منه إلا برد وتكذيب ما جاءكم به الوحي من رب العالمين؟؟؟ أولو كنتم ترون بسببه ضرورة مخالفة ما أجمعت قرون الأمة على أنه فهم الصحب والتابعين كما علمه إياهم سيد المرسلين؟؟؟ أي عاقل هذا الذي يقول "العلم" - هكذا - شيء و"الدين" شيء آخر إلا أن يكون تابعا ذليلا للقرد داروين لعنه الله؟؟ ما هو العلم وما حده يا هذا عندك أصلا، حتى تستقيم لنا قاعدة نتخاطب عليها إن أردنا الجدال؟؟؟
    إن كنت لا ترى العلم - اصطلاحا - إلا في العلم الامبيريقي التجريبي وفقط، فأنت إذن أسفه من أن يخاطبك فلاسفة تلك البلاد أنفسهم يا مسكين، الذين وضعت دينك قربانا على مذبحهم!! وإن كنت تراه طريقا لمعرفة الغيبيات المطلقة التي نؤمن نحن بأنه لا سبيل إلى معرفتها إلا بخبر صادق عن رب العالمين، فأنت إذن مثلهم ولا فرق!
    لا الدين يقف ما فيه من العلم عند حد الروحيات والاخلاقيات وفقط كما تدعي، ولا العلم الامبيريقي فيه طريق إلى معرفة الغيبيات المطلقة كما أوهمك سادتك ومعلموك، ولا تدري أنت ما العلم ولا الدين أصلا..
    قاتل الله السفاهة وأهلها!


    ويقول: " ويرى عالِم اللاهوت الفرنسي جاك آرنو أننا نشهد حاليا تشكل تحالف مقدس ضد داروين ونظريته، فبالإضافة إلى الأصولية البروتستانتية الأميركية، التي ينبغي تمييزها فورا عن البروتستانتية الأوروبية التقدمية المستنيرة، هناك الأصولية الإسلامية التي تشن أيضا حربا شعواء على داروين وتعتبره بمثابة الشر المطلق. ويترأس هذا التيار حاليا الكاتب التركي هارون يحيى صاحب كتاب «أطلس الخلق»، وهو من أتباع نظرية الخلق الدينية التقليدية والتفسير الحرفي للكتابات المقدسة، تماما كأعلام البروتستانتية الأميركية، بل وانضم إليهم العديد من الأصوليين اليهود الذين يرفضون أيضا نظريات العلم الحديث، ويعتقدون بالصحة الحرفية لكل ما ورد في التوراة، وبالأخص في سِفر التكوين الشهير. "

    قلت تأمل أيها القارئ الكريم إلى أي مدى غرق هذا "المفكر" في نظريات الملاحدة وعقائدهم!! صار يوافقهم على نسبتهم جميع من يرد عليهم من أهل الملل إلى ما يسمى بنظرية الخلق!!! ولأنه حريص على ألا يظهر ما يبطن فإنه لم يفته أن يستدرك استدراكا ماكرا خبيثا ويقول: "نظرية الخلق الدينية التقليدية، والتفسير الحرفي"!!! الخلق كما نص عليه القرءان أصبح الآن مجرد نظرية، والذي لا يزال بعد يؤمن بها كما أخبر الله بها وكما أطبق الصحابة والمسلمون جميعا عليه، يعد عند صاحبنا هذا "مقلدا" لتلك "النظرية الدينية التقليدية" يعاني من داء التفسير الحرفي "للكتابات المقدسة"!!! أستحلفك بالله أيها القارئ العاقل، أهذا كلام مسلم موحد يشهد بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟؟؟؟؟
    ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)) [هود : 18]

    ثم يواصل فهاهته ويقول: " ويرى بعض المفكرين هنا أن لهذا التحالف المقدس لكل الاصوليات أبعادا سياسية واضحة، فالعدو المشترك لهم واحد، إنه الحداثة العلمية والفلسفية. ولذلك فإن بعض الجهات قامت بتوزيع كتاب «أطلس الخلق» مجانا على المدارس والجامعات الفرنسية عام 2007، محذرة الطلاب من نظرية داروين. ولكن بما أن فرنسا مستنيرة فإنه لا يخشى عليها من العدوى. وحدها الجاليات المغتربة قد تنخدع بمثل هذه الكتابات اللاعلمية أو الجاهلة بالعلم الحديث. "

    قلت أنى لك أن تعقل ما تقول وأنت تجعل الصراع بين قسيمين أحدهما ما تسميه بالحداثة والآخر ما تسميه بالأصولية (تكرهه كما هو شأن سادتك لمجرد أنه موروث قديم يخالف هواك)؟؟؟ أليس في الحداثة باطل قط؟؟ أليس في التراث حق قط؟؟ فأي عاقل هذا الذي يضع الحداثة - بهذا الإطلاق - مع التراث في صراع، وأي "أصولي" هذا - وهو اصطلاح تالف أصلا - من أي ملة كان، الذي يتخذ من الحداثة العلمية بمطلقها عدوا يحاربه؟؟؟ والله إنك لا تعقل ما يخرج من رأسك!! الحق (والعلم) يا هذا هو ما وافق الواقع بدليل قديما كان أو حديثا، والباطل والوهم والضلال ما خالفه!!
    تأمل: ما أحسن ما فعلته "فرنسا المستنيرة" التي "لا يخشى عليها من العدوى" إذ حصنت الناس هناك من أن يتركوا إلحادهم ويدخلوا في الإسلام بسبب مثل هذا الكتاب!!!
    أخرج ما في نفسك يا هذا، قد فضحك الله وكشفك!!


    يتبع...........
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    تابع:

    أنا لا أدافع عن طريقة صاحب كتاب الأطلس هذا في المحاججة العلمية انتصارا للحق، فلي عليه مآخذ منهجية ليس ههنا محل البسط فيها، وخلاصتها أننا لا نثبت وجود رب العالمين وتمام صنعته وعظم خلقه بالنظر في تلك الرمم أصلا ولا حاجة بعاقل إلى ذلك، والله المستعان! فاستعماله طريق النظر في الحفريات كما يصنع النصارى إنما هو السبب في أنهم عدوه من جملة المروجين لما أسموه "بنظرية الخلق" creationism فقد خرج الكلام وكأنه نظرية ترد على نظرية، تواجهها بذات الأدلة التي تستدل بها، فتكسب تلك الأدلة بذلك قيمة نوعية – من حيث لا يدري المجادل - في محل النزاع تقوى موقف الملحد وتوهمه بأنه على شيء بما معه منها على صحة موقفه من الخلق ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولكن كما ذكرت فليس المجال هنا مجال نظر في منهجية الرد في كتاب هارون يحيى، ولا في معتقدات هارون يحيى نفسه وما يدعو إليه، ولكنني أدعو القارئ للتأمل في اعتراض ذلك "المفكر" المحترم على مبدإ الرد على الداروينية ابتداءً، ومبدإ الترويج لوجود الخالق والتمسك في قصة الخلق الأول بما جاء به كتاب رب العالمين!!
    فصاحبنا عنده أن الرد بالحفريات لإثبات حقيقة الخلق يعد من الجهل بالعلم الحديث، بينما استدلال الملاحدة على عقيدتهم بتلك الأدلة نفسها = علم وحداثة و...
    فتأمل أيها القارئ اللبيب أكرمك الله..


    ويقول: " وربما لهذا السبب راح الفاتيكان يتمايز عن هذه المواقف بشكل واضح، وهذا موقف ذكي جدا من بابا روما، فهو يريد أن يبدو بمثابة المدافع الوحيد عن روح العلم والاستكشاف وحركة التقدم. هذا في حين أن المسلمين والبروتستانتيين الأميركان يبدون بمثابة المعادين الوحيدين لروح العصور الحديثة. فقد فاجأنا وزير الثقافة في الفاتيكان المطران جيانفرانكو رافاسي بالتصريح التالي: «إن نظرية التطور متوافقة تماما مع الكتاب المقدس، ولا تتعارض إطلاقا مع الإيمان أو اللاهوت المسيحي». وهكذا غيرت الكنيسة الكاثوليكية رأيها رأسا على عقب بعد أن حاربت داروين وشتمته طيلة أكثر من قرن ونصف القرن، وكانت «ضربة معلّم» من قبل الفاتيكان. فهل كان سيقوم بها لولا كتاب هارون يحيى «أطلس الخلق»؟ أشك في ذلك كل الشك؛ فالهدف هو إثبات أن المسلمين هم وحدهم الظلاميون في هذا العالم، وهم وحدهم المعادون لحركة التطور والمكتشفات العلمية التي تمثل زبدة الحضارة البشرية."

    قلت تأمل يا أيها الموحد أعزك الله بالتوحيد، أي درك من دركات الخزي والمهانة بلغه ذلك الكاتب إذ يدعونا إلى سلوك مسلك بابا الفاتيكان في الرضوخ والخضوع التام والاعتراف بصحة فلسفة داروين والزعم بأنها توافق تماما ما في كتبنا كما رضخ ذلك الجبان في الفاتيكان، حتى لا نشتم أو نهان.. والله المستعان!! فلتنهجوا هذا النهج ولتفعلوا كما فعل بابا الفاتيكان أيها المسلمون لعل أوروبا ترضى عنكم، وتمن عليكم بلقب "البشر" أو بلقب "المستنيرين" و"المتقدمين"!! ألا تريدون التنعم بزبدة الحضارة البشرية؟؟ ألا تريدون البراءة من تهمة المعاداة لحركة التطور والمكتشفات العلمية؟؟؟ تأملوا مكر بابا الفاتيكان وكيف أنه استغل فرصة نشر كتاب هارون يحيى ليثبت للعالم أنكم أنتم وحدكم أهل الظلام فيه!! فانبتهوا لما يمكر بكم البابا معاشر المسلمين!!
    والله لا أدري أأضحك أم أبكي من هذا الهراء المستطير!!!! قاتل الله السفهاء!

    تأمل كيف يواصل على وتيرة هذه الفكرة المتهاوية فيقول: "ولهذا السبب أيضا دعا الفاتيكان إلى تنظيم مؤتمر علمي ضخم بين 4 و7 مارس القادم في الجامعة البابوية بروما، تحت عنوان: «التطور البيولوجي: الوقائع والنظريات»، ودعا إليه نخبة الفلاسفة العالميين وعلماء البيولوجيا ورجال الدين.
    فمتى سيتحرك المسلمون لتنظيم مؤتمر مماثل يعبرون فيه عن وجهة نظرهم في كتاب داروين وأطروحاته؟ متى سيطرحون تفسيرا جديدا لكتبنا المقدسة، تفسيرا لا يتعارض مع روح العلم وإنما يتصالح معها ومع المكتسبات الإيجابية للحضارة الحديثة ككل؟ ألم يكن الإسلام هو دين العلم والعقل طيلة قرون وقرون؟ فلماذا يسبقنا بابا روما إذن إلى هذا المنصب، ويحتل كل هذه المكانة الرفيعة والمشرفة محلّنا؟"

    قلت لا تعليق.. ولا يحتاج الكلام إلى تعليق..

    قد حزنت والله على ثلاث ساعات كاملة أنفقتها من وقتي في كتابة مقالي هذا، ردا على تلك التفاهات، ولكننا في ذاك الزمان.. زمان الهدم في أصول العلم والعقل .. زمان الاستهانة بعقول الأولين وعلومهم، زمان الاستهانة بالكلام في أي شيء وكل شيء.. ولكن قديما قالوا إن كان عدوك نملة، فلا تنم له! وحسبي أني احتسبت ذلك قربة إلى ربي، أسأله الإخلاص والقبول، والله المستعان على ما يقول الظالمون.. سبحانه وتعالى علوا كبيرا، والحمد لله رب العالمين..

    انتهى
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  6. #6

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    أثابك الله وجزاك الله خيرا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    بارك الله فيكم أباالفداء .. وكتب لكم عظيم الأجر
    وماذا تتوقع من تربية " أركون " ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    322

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    بارك الله فيكم يا شيخ ونفع بكم وبجهادكم في سبيل الذب عن الحق ، ودفع الباطل وأهله.
    ولي تعليق على مقدمتكم الرائعة:

    هاشم صالح.. كاتب من بني علمان لم أحظَ "بشرف" السماع باسمه إلا قبل بضعة أيام، حين وقعت على رابط لبعض مقالاته! ولأننا في زمان فتنة، ولأننا قد صار الكلام عندنا حرفة سهلة يحترفها كل أحد، فلا قيمة للتخصص ولا للمؤهلات،
    هم يا شيخ يحترمون كل التخصصات عدا التخصص الشرعي، فهو عندهم لقلة ديانتهم كلأ مباحا لكل ساقط من متردية الليبراليين ونطيحتهم.
    ليس الدين بالأمر العظيم الذي يحتاج إلى تأهل أو تعلم (قاتلهم الله)!! نعم، الدين للجميع، لا سيما الإسلام! فليس فيه "كهنوت"!! ومن ثم فإن جميع المسلمين علماء في الإسلام، من أدناهم علما إلى أعلاهم!!
    نعم والله هو كما قلت..ومما يؤسي ويحزن ويؤلم أن ممن تطاول على الدين وعلى الافتاء في بلادنا بعض كتاب روايات الشذوذ الجنسي ، وبعض من يشيدون بالخمور والعهر والفجور في كتاباتهم.
    والله المستعان ولا حول لنا ولا قوة إلا به.


    ويبقى أن ثمة متأثرين بهم من الملتحين الرابضين في معاطنهم لو رأوا مقالك هذا لصنفوك تكفيريا.
    قال ابن المبارك:
    وجدت الدين لأهل الحديث،والكلام للمعتزلة، والكذب للرافضة، والحيل لأهل الرأي.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    الأخ الفاضل طويلب علم: آمين وإياك.
    الشيخ الحبيب سليمان: صدقتَ.. هي طينة واحدة ((والذي خبث لا يخرج إلا نكدا))
    بارك الله فيك.
    الأخت شذى الجنوب: بارك الله فيك.. لعل الصواب أن يقال إنهم لا يحترمون من التخصصات - أو لا يظهرون من احترامها - إلا ما يعلمون يقينا أنهم لو تسوروه وتكلموا فيه لانفضح جهلهم أمام عامة من يعظمونهم ويثنون عليهم من أقرانهم ومن السفهاء من أتباعهم.. فلأن هؤلاء الأقران، وأولئك السفهاء التابعين لا يرون أن في دين الله ما يلزم تعلمه قبل أن يجترئ الرجل على الكلام فيه والخوض برأيه كما يفعلون جميعا، لم يتهيب الواحد من هؤلاء المجرمين من بث آرائه في الدين في ذلك الملأ.. وإلا فلو أنه وجد نفسه ذات يوم مستهجَنا لما يتكلم به في الدين من جميع من يعنيه التصدر فوقهم أو التقدم بينهم من المتثقفين ويهمه استجلاب رضاهم به وتبجيلهم له، أتحسبين أنه يجترئ حينئذ على مواصلة الكتابة بما يجلب له الاستهجان والتوبيخ من أقرانه وسادته وأتباعه، ويخرجه من دائرة "الصفوة المستنيرة"؟؟ كلا ولا شك!
    وهذا الجاهل هاشم صالح من الواضح أنه ذو بضاعة مزجاة للغاية في فهم نظرية داروين نفسها التي ينافح عنها، وفي فلسفة علم الأحياء المعاصرة وفلسفة العلوم الطبيعية بصفة عامة، وهو يضرب في ذلك يمينا وشمالا ولا يبالي.. فهل تحسبين أنه لو قيل له إن عالما من كبار علماء الأحياء الأوروبيين سيراجع مقالك، أو أن فيلسوفا من كبار فلاسفة "التنوير" الذين يسبح بحمدهم آناء الليل وأطراف النهار سيطالع مقاله هذا ويقيمه، أتحسبين أنه كان يخرج مقاله على هذا النحو المهلهل؟
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    976

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    يبقى ان تعلم ان الكاتب هاشم صالح - سوري مقيم في باريس - له كتاب مفضلة الاصولية الاسلامية ملخص الكتاب -حسب زعمه-ان العالم الإسلامي بحاجة إلى تأويل عقلاني للاسلام لكي يقف في مواجهة التأويل المتزمت المسيطر اليوم، اما صورته فان تسمع بالمعيدي خيرا لك من ان تراه لايبدو عليه اي مظهر من مظاهر الاسلام !!

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    بارك الله فيك

  12. افتراضي رد: الرد الكاسح على المدعو هاشم صالح...

    جزاك الله خيراً أخي أبا الفداء.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •