والخشوعُ انكسارُ القلبِ بين يدَي الله تعالى وامتلاؤُه مهابةً له وتوقيرًا ، وسكونُ الخواطر الدنيويّة ، واستحضارُ عظمةِ الباري سبحانه ، والاشتغالُ بالكلّيّة بالصّلاة مع الوقارِ والسكينة ، عند ذلك تسكُن الجوارح ويُطرِق البصر.
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) [النساء: 43]، وكم من مصلٍّ لم يشرَبْ خمرًا هو في صلاتِه لا يعلم ما يقول ، قد أسكرَته الدنيا بهمومِها والعياذ بالله ، ليسوا بسكارى العقول ، ولكنهم سكارى الدنيا وحظوظها الفانية .
يدخل أحدهم الصلاة فلا يدري ما قرأ ، وكم صلى ؟ فهل هذه صلاة مقبولة ؟! والله يقول : ( حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) .
أين الخشوع ، وأين استحضار القلب لما في الصلاة من قراءة وذكر وتسبيح وتعظيم لله تعالى ؟ قال تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) [طه14]، وقال سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) [المؤمنون: 1، 2].
عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( ما من امرِئٍ مسلمٍ تحضره صلاة مكتوبةٌ فيحسِن وضوءها وخشوعَها وركوعها إلا كانت كفّارةً لما قبلها من الذّنوب ما لم تُؤتَ كبيرة، وذلك الدّهرَ كلّه )) رواه مسلم .