بسم الله ، و الصلاةُ و السلام على رَسولَه ، و آله و صحبه ، و بعدُ :

لا أدري مدى فائدة الكتابة عن أمثال هذه القضايا ، و لكن فقد ينطلقُ كاتب من فكرةٍ جزئيةٍ إلى كليّةٍ بمثال ، كنتُ من قريب قد نفضتُ يدي عن كتاب ( شرقُ عَدَن .. غربُ الله ) للتافه محمد الماغوط - اشتهتْ رُوحهُ اللعنات - ، و ما هوَ إلا أنموذجٌ من تفهاهات القوم ، أهل الحداثة ، .. فأقول :
- من المهم النظرُ إلى الفَرق بين الحداثويين العرب ، و بين مشايخهم الغربيين ، و أنّ مثقفينا ما هُم إلا مقلّدين لأسيادهم ، بل - وأنا مُتأكدٌ من هذا - أنّ هؤلاء القوم لا يعرفون ، و لم يقرأو في (جذور الفِكر الحداثي) ..
- فهيَ أساسٌ فكريّ لجميع مجالات العلوم و أنساقُها ، من اجتماعٍ و ساسية و علم نفسٍ و اقتصاد .
- الكثيرُ منهم غير مثقفين ، و هذا الرجل أكبر مثالٍ على هذا ، فيقول : أنا لم أحبّ القراءة َ يوماً ما .
- فمن أين أتى بما كتبَ ؟ ، باعتبار الكتابة انعكاسٌ للثقافة المتراكمة في الذهنِ .
- يقولُ : من المجتمع و الواقع ..! ، و كَذبَ ؟ ، فالمجتمع ليس من مظاهره التطاول على الذات العليةّ الله - جلّ و علا - ، و هذا ديدنهم في أشعارهم - إنْ كان شِعراً - ، بل هذا من تخيُّلاتِهِ و باطنيّتِه .
- في الأغلب الأعم ما تكون الباطنيّة مرعىً خصب للحداثة ، و الطيورٌ على أشكالِها تقعُ ، فهذا كيمياء الشعر ( أدونيس ) أكبر مثال على هذا ، و الماغوط : إسماعيلي المعتقد .
- دائماً ما تتوافق النصرانيةّ مع أمثال هذه الصرعات و تحاول المشي بالتوازي معها ، فغالبُ مسرحيات دريد لحام و أفلامِهِ هيَ من كتابةِ هذا الزنديق .
- و على هذا فلنفهم : جذور القضيّة : النصاري العرب و أثرهُم في سقوط الخلافة ، و خاصةً في لبنان ، و المناداة بالقوميّة العربية معتقداً ، مما تلقفتها أيدي هؤلاء الحداثويين .
- هؤلاء القوم لا يثبتون على شيء ، فلا ثابتً لديهم أبداً ، كلّ شي متطور ، و لا أدري على أيّ ناموسٍ يسيرون ، فهذا أدونيس بعد تأليفه رسالة الدكتوراه ( الثابت و المتحول ) ، ينقلب حتى على كتابه ، و يقول : لا أدري إن كنتُ أعتقد ما في كتابي الآن .. فكلّ شي متحرك متغيّر متطوّر .
- فلا أعلم ، لِمَ لا يسيرون مع التيّار فقد أتت ( ما بعد الحداثة .. , الواقعيّة ، اللامعقول .. ) و هذا من سماتِ الفكرِ الغربيّ - أي التطوّر اللامعقول - .
- أتى علمُ النفس ، فلم يُعجبهم ، فثنّو بما وراء النفس ( البارا سايكولوجي ) ، و إنها لخطيرةُ تحوي في مضمونها ( التخاطر ، و الاستحواذ ، و الخروج من الجسد ، .. ) فانظرْ إن شئتَ ( الروحيّة الهدامة - محمد محمد حسين ) ، و هناك أبحاثٌ جيّدة للدكتورة : فوز كردي - ولها موقع - .
- و أتت في مجالٍ آخر ، و في اللغة : البُنيويّة ، ثم التفكيكيّة ، ثم ..
- لا يعني هذا أن الفكرَ بخير ، فالفكرُ دون أساسٍ لا شيءْ ، و هُم كلَّ يوم ينقضون أُسسهم .
- كثيراً ما تتلبّس الحداثة بالغموض ، لكي تقول لنا : نحنُ مثقفون ، و فلاسفة ، و لنا نظرةٌ للحياة ، و نعرفُ جذورنا ، و نسير عبر منطقيّةٍ فكريّة ، و أنتم - لقلّة ذكائكم - لا تفهمونا ...!
- فنعود إلى الحداثة ، و نقول : لا داعي لذكر أمثلةٍ تفوح منها رائحتهم ، و رائحةُ كفرهم ظاهرةٌ للعيان ، إنما التنبيهُ إلى مجموعة كتبٍ تصوّر لك القضية واضحةً :
(1) مقدمة في الفكر الأوروبي و الحداثة
(2) الحداثة طبيعتها ، و أسباب نموّها - جين بروتر .
(3) كل ما هوَ صلد ، يذوب في الهواء : اختبارٌ للحداثة - مارشال بيرمان.
(4) الثابت و المتحول - أدونيس .
(5) الإتجاهات الأدبيّة الحديثة في فلسطين و الأردن - ناصر الدين الأسد .
(7) الإتجاهات الوطنيّة في الأدب المعاصر - محمد محمد حسين .
(8) إتجاهات الأدب العربي في السنين المئة الأخيرة - محمود تيمور .
(9) نظرةٌ سريعة إلى مؤلفاتهم ، نثرهم و شعرهم ، يدلّ على مدى تفاهتم .

ومن جميلِ ما قرأتُ قصيدة لأخينا الراجز الواحدي - عامله الله بالإحسان - في المجلس بعنوان : خفّ القطين ( عن الحداثة و المحدثين .. ) ، و خاصةً ما قال فيها : ... ( أو تعلمون .. فكلُّهما جميلة ) .

- أمّا معنى العنوان ..؟ ، فلا أعلمُ إنْ كان شِعرُ الحداثة يُعقل كالرصاصة التي تلفُّ الكوع ، و قد كانَ شيخُنا عبد القادر الأرناؤوط - رحمةُ الله على روحه - يستلقي ضاحكاً من مثل أقوال هؤلاء ..
و السلامُ عليكم ..