تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: آفة الأديان والفرق... وواجب العلماء والدعاة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    8

    افتراضي آفة الأديان والفرق... وواجب العلماء والدعاة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أساتذتي وإخوتي الفضلاء
    لتتسع صدوركم لكلماتي التي لم أكتبها إلا لأنعش فؤادي برؤاكم الوقادة ، وليتحملني من لم ترق له كلماتي ، وليوجهني من يشعر بألمي وغصتي فيما سطرت ، وما أنا إلا بشر ، قد أخطئ في أحايين كثيرة ، وقد أصيب في حين لاغير.
    إخوتي...
    الخلاف بين الأديان والعقائد العالمية بات من الأمور المشتهرة بين الأنام ، ونحن اليوم أكثر التصاقا بما ينشر عن هذه الموضوعات عما في السابق ، إذ يستطيع الواحد منا التنقل لقراءة تلك الحوارات الساخنة في أصقاع الدنيا وهو متكئ على أريكته في داره، وذلك نتيجة للخطوات الهائلة التي حققتها وسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة.
    من جهة أخرى فالخلاف والفرقة بين فرق المسلمين ليست وليدة اليوم أو الأمس ، ومما تجدر الإشارة إليه أن العالم الإسلامي انطلقت به شرارة هذه القلاقل منذ خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحربه ضد المرتدين ، ولم تزل شرارة تلك القلاقل باتساع حتى أصبحت نارا ملتهبة في جسد العالم الإسلامي وماتلاها من قتل خليفتين من خلفاء رسول الله صلى الله عليه ، ثم كثرت معاول الهدم لتحيط بالمسلمين من كل جانب ،فهذا خليفة عباسي في بغداد ...وذاك خليفة عبيدي ( فاطمي) في القاهرة ، وتلك فرقة من القرامطة تسيطر على جزيرة العرب وتنهب الحجر الأسود ربع قرن من الزمان ، وتنتنشر غيرهم دويلات ومجتمعات هنا وهناك ، كلهم في آن واحد.
    ورغم كل هذا ، فاتساع رقعة الإسلام يتقدم على مضض .
    أما في العصور المتأخرة ، فسيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليست ببعيدة ، ومن يطلع عليها يتضح له الظلام الدامس والشرك العريض في جزيرة العرب التي هي نواة المسلمين ، فكيف بغيرها من ديار الإسلام.
    وأعني بما تقدم تباكي البعض على حال الإسلام وكأنه في أفضل حالاته على مر العصور ولم يجرح إلا في عصرنا ، وليس الأمر كذلك ! وصحف التأريخ والسير تنبئ من جهل.
    ويضاف إلى ماتقدم أن الفرق والأحزاب في توالد وتكاثر ، لايعقم لها رحما وليس بها على بعضها أدنى صلة رحم ! كل حزب يزعم أن الحق في جانبه.
    هذا رأي أكتبه وأنا واحد من عامة المسلمين ، أحب الخير لأمتي أمة أهل السنة والجماعة ، أمة أحمد بن حنبل وابن تيمية وتلاميذهم إلى الألباني وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله أجمعين .
    نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيب سوانا
    في هذا العصر ، لنا أصدقاء ومعارف وإخوة وأبناء درسوا وتغربوا في بلاد غير المسلمين ، فجاءوا بأفكار لاتمت إلى الإسلام بصلة ، ومنهم من درس الفكر الإسلامي من منظور غربي بحت ، بني على أسس منطقية وعقلية ليس للنقل فيها مدخل ، وتشبع بمسألة تخلف المسلمين وفق المنظور الغربي التجاري والعلمي فأصبح هذا الأمر لديه من الحقائق المسلمة ،فاجتمعت تلك الجموع والتأمت بوساطة وسائل الاتصال الحديثة ولم يعد البعد مانعا بين هذه الجموع المتباعدة أجسادا ، المتقاربة أفكارا .
    وهذه معضلة ليس لها في الغابرين مثل ،وفي رأيي المتواضع أن هذه تحديات جديدة
    تحتاج إلى دعاة على قدر كاف من الدراية وإلى سلاح علمي لايشق له غبار ، تماما كاليد العليا مع السفلى لا العكس!
    بعض الدعاة – فيما أحسب- يتحرج من التطرق لمثل هذه المسائل ،وقد يعذر في ذلك ، وهذه المستجدات التي أشرتُ إليها آتية لامحالة ،وأصبحت واقعا ملموسا نشعر بمزاحمته لنا بين الفينة والأخرى ، ولم يبق أمام الأيدي إلا افتكاك العنق ، وإلا حصل ما لايحمد عقباه ، وإن صحت تسمية هذا الجيل الذي عاصر الأنترنت بالجيل المخضرم ، فإن الجيل القادم المكون من أبنائنا ومابعدهم لفي حاجة ماسة منا لتعبيد الطريق أمامهم ، لأن أوقاتهم صرف الكثير منها في مصارف بعيدة عن مصارف العلم والتنشئة الحقة ، أعني بالمصارف البعيدة مصارف القنوات الهابطة وسوء استعمال الانترنت والرياضة ومايطلق عليه الفن بكل أشكاله والتبرج إلخ...
    والسؤال المطروح : هل أدى الدعاة والعلماء واجبهم في هذه الناحية ، أم أن زحمة الحياة أشغلتهم ولم يعد بمقدورهم رتق هذا الخلل؟
    هذا ما لا أعلمه!
    والله الموفق وعليه التكلان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: آفة الأديان والفرق... وواجب العلماء والدعاة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    أخي أباسارة .. وصفت الداء وننتظر الدواء .
    هل من أفكار واقتراحات (( عملية )) ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    244

    افتراضي رد: آفة الأديان والفرق... وواجب العلماء والدعاة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الاختلاف والتفرق من قدر الله الكوني ..

    ولكن لايعني هذا الاستسلام له ؛ لأننا مطالبون بالوحدة شرعاً ..

    فالقضية قضية تمحيص وامتحان ..

    شأنها شأن الحروب والفتن والنكبات...

    نهايتها جنة ونار

    لكن من يفطن ؟!
    كلمات تُرسم وتُمحى...ومعانٍ تُحفر كأوسمة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: آفة الأديان والفرق... وواجب العلماء والدعاة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أحسن الله إليك يا أبا سارة، ووفقك إلى كل خير

    أراك قد لخصت معضلة من معضلات التاريخ الإسلامي، بل التاريخ بعامة، ووصفت ما يعتمله زند الأسى في صدرك مما تراه من حال المسلمين في القديم والحديث !

    فاعلم يا أخي الحبيب أن هذه هي سنة الله في خلقه التي لا تتبدل ولا تتحول؛ قال تعالى: { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم }، وقال تعالى: { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم }، وقال تعالى: { وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون }، وقال تعالى: { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون }

    وهذه السنة الكونية لها فوائد لا تحصى، وإن كان بعض الناس يظنها ضررا على الأمة، ولكن الحقيقة غيرُ ذلك :
    - فهذه السنة يظهر بها الحق على لسان أهل الحق بحمد الله.
    - وهذه السنة يظهر بها بطلان الباطل بدحض حجج أهل الباطل بعون الله.
    - وهذه السنة ميدان واسع لجهاد المجاهدين من العلماء والفقهاء لترفع درجاتهم في الآخرة.
    - وهذه السنة جعلها الله سببا في بقاء لسان الصدق في الدنيا للعلماء العاملين المجاهدين بالقلم واللسان في القديم والحديث.
    - وهذه السنة ميدان واسع أيضا للمنافقين والمغرضين الذين أملى لهم الله عز وجل ليأخذهم بذنوبهم وذنوب من يضلونهم
    - وهذه السنة ابتلاء وامتحان للإنسان في هذه الحياة ليجتهد في معرفة الحق ولا يقنع بالدعة والراحة.
    - وهذه السنة تحقيق لعدل الله في الأرض بترك الناس يختلفون في الدنيا، وأنه إنما يحكم بينهم في اختلافهم يوم القيامة.
    - وهذه السنة من أقوى الدوافع لطلبة العلم على الجد والاجتهاد في التحصيل وطلب العلم ليكونوا على قدر المسئولية.
    - وهذه السنة أيضا فيها من الرحمة ما فيها؛ لأن بعض الاختلاف قد يعذر صاحبه، فلو لم يكن هناك اختلاف البتة ما عذر أحد.
    ........... إلخ

    وقديما قالوا: الحق أبلج والباطل لجلج، والله عز وجل يهدي من يشاء إلى الحق، ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون.

    اللهم اجعلنا ممن أثلجت صدورهم ببرد اليقين وثلج الحق.
    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    8

    افتراضي رد: آفة الأديان والفرق... وواجب العلماء والدعاة

    جزيتم خيرا
    سأعود إن شاء الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •