تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

  1. افتراضي برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

    برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..
    توطئة :
    أعلم أن هذا المبحث سيثير ضغائن الأحبة عليّ, بل قد يفقدني صداقات وصفاء قلوب !..
    ولكني أشهد الله أني وضعته راجياً ما عنده , صابراً على ما سيأتيني من نقد وتجريح وتسفيه ..
    كما أنني ما رقمت فيه القلم , ولا حركت الساكن , حسداً أو تعييراً كما يفعل بعض نقّاد العصر! , إنما إنكاراً للمُنْكَر المعلَن(1), وتشهيراً له, وطعناً فيه, وتحذيراً منه..
    وهذه النظرة بمثابة نصيحة أسديها لمن وقعوا في حبائل هذه المهازل من الشعراء المسلمين الذي نراهم على خير, والله من وراء القصد.
    أولاً: تعريفٌ مختصرٌ ببرنامج (أمير الشعراء):
    هو برنامج تقيمه الهيئة العامة في (أبو ظبي) مسابقةً في ميدان الشعر العربي الفصيح, ومباراة بين الشعراء من مختلف دول العالم العربي, ورواد شعره من غير جنسه.
    ويكون على مراحل تبدأ بتصفية الشعراء المتقدمين للمسابقة إلى خمسة وثلاثين وشاعراً وشاعرة, مع تفاوت في العدد بين الذكور والإناث.
    وتبدأ المنافسة بين الشعراء بعد التصفية في (مسرح شاطئ الراحة) بـ(أبو ظبي), وتستمر إلى أن يبقى خمسة شعراء, يُعطى الفائز الأول "مليون ريال" , والثاني "خمسمائة ألف" , وهكذا دواليك.
    وقد بدأ البرنامج قبل ثلاثة أعوام من الآن, وانتهى الموسم الثالث هذا العام (1430هـ) قبل شهر رمضان المبارك.
    يقدّم الشاعر في كل مرحلةٍ يصلُ إليها قصيدة, وتحظى بنقد خمسة من "كبار نقاد العالم العربي" ثم يتم تقييمه, حيث تكون نصف الدرجة من لجنة التقييم, ونصفها من نتيجة التصويت الجمهوريّ له؛ فإن حصل على درجة تفوق أقرانه الذين شاركوه في تلك الحلقة, تأهل للمرحلة التي تليها.
    وأما عن أهدافهم التي رسموها فهي :
    1ـ النهوض بشعر العربية الفصحى، والارتقاء به وبشعرائه، وتثبيته على واجهة الأدب العربي، والترويج له في الأوساط العربية.
    2 ـ إحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة العربية والإنسانية وإبرازه كرسالة محبة وبشير سلام.
    3ـ استقطاب أكبر عدد ممكن من شعراء العربية الفصحى مشكّلين محكاً ثقافياً فاعلاً على أرض أبوظبي عاصمة الثقافة العربية.
    4 ـ اكتشاف المواهب العربية التي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي مسبقاً، وتقديمها بشكل لائق عبر شاشة قناة أبوظبي.
    5 ـ التعرف عن قرب على طموحات وهموم وشجون الكتّاب العرب، بعد أن أصبحت المادة الأدبية الفصيحة متوشحة بمعاناة العصر، وإعادة إنعاش الجانب المشرق من القصيدة الفصحى لمواجهة جميع التيارات الفكرية غير الفاعلة.
    6 ـ تغيير خارطة الأدب العربي بعد مشكلات الإعلام الحديث، وإعادة ترتيب أوراق الساحة الشعرية الفصحى بما يضمن لها رجالاً قادرين على حمل راية الفكر العربي الأصيل
    8 ـ إثراء المكتبة الثقافية العربية بكتب وإصدارات خاصة بالشعر الفصيح بعد أن تقلص عددها طبقا للإحصائيات والأرقام، ما جعلنا نتراجع كثيرا في قائمة التصنيف عن ركب الأدب الغربي والعالمي، ونضمن بهذه الإصدارات عودة الشأن الثقافي العربي إلى واجهة الآداب العالمية الأخرى. (2).
    وفي النظرة الفكرية ستتبين صورة البرنامج أكثر لمن لم يعرفه.
    ثانياً: النظرة الفكرية:
    حسبنا أن نعرف في بداية هذه النظرة أن هذا البرنامج, هو قرين "شاعر المليون" الذي كتبت فيه المقالات, لإظهار خطله, وبيان زيغه, ومغالطاته الشعرية والشرعية (3), ولكن "أمير الشعراء" يتزيا بالزيّ العربيّ الفصيح, ويبثّ سمومه عن طريق القالب اللغوي المحافظ عليه!
    فإليكم الملاحظات التي وقفت عليها..
    أولاً : طليعة الملاحظات التي تذكر أن هذا البرنامج قد انطلق من نَفَسِ القوميّة العربيّة, بدافع الغيرة على اللغة العربية, وشعرها, و((قد أصبحت [القومية العربية] في عصرنا مشكلة؛ مشكلة في العقيدة: لُبِّسَ بها الحقُ بالباطل, ومشكلة في العلم: شُبِّه بها للناس حتى ظُنّ الجهل علماً, والعلم جهلاً)) (4), ولا داعي لسرد ما يتعلق بفكرة القومية العربية, ففي المصدر السابق غنيةٌ, ولكني سأذكر ثلاثة من أهداف النصارى حين نشرت الفكرة قبل سنين متطاولة.
    - تقوية النصارى وتمكينهم من السيطرة على المسلمين, وتمكين النصرانية من الظهور, حيث أنهم إذا قطعوا العرب عن صلة الأخوة الإسلامية, وروجوا لهم فكرة القومية العربية؛ فإن النصارى من العرب, والمسلمين من العرب, يتساوون في العروبة, وإذا اتفقوا على القومية على أساسها فإنه لا يبقى فارق بينهم في الحقوق والامتيازات, بل إن النصارى يمتازون بقوة دولهم المنتصرة الأوربية على دولة الخلافة العثمانية, وهذا هو الذي استقرّ في نفوسهم كامناً وقصدوا إليه.
    - ومن الأهداف التي تذكر قديماً: نفوذ دول الصليب الاستعماريّة في البلاد العربيّة.
    - كما أن أعظم هدف لهم قديماً وحديثاً: مناقضة الإسلام نفسه بفكرة العروبة, حتى يغتر العرب بعبادة قوميتهم عن عبادة الله بالإسلام له وحده, فإذا فعلوا ذلك ينعدم الفرق بين عبادة مخلوق ومخلوق, بل الأقوى أحقّ! (5).
    وما أشبه الليلة بالبارحة !
    إنه ينبغى لنا أن ندرك جيداً أن أغلب التجاوزات التي نذكرها لاحقاً هي جريرة القومية العربية, ونتيجة تطبيقها, والتظاهر بها.
    ثانياً: المجاهرة الجريئة بأفكار الحداثة, بل بصفاقة ووقاحة, مع تصفيق لها من قِبَل الأغرار السُّذّج, من تعدٍ ظاهر في النصوص, وعبث بالمقدسات الإسلامية, والأشدّ من ذلك أنهم ينتسبون للإسلام, حيث يأتي أحد الشعراء يذكرُ قصيدته على الملأ, يذكر فيها صديقاً له قائلاً:
    إِنِّـــــي لأجْـــــزِمُ أَنَّــنَـــا :: نـصـفـان كـلـهُـمَـا أَنَــــا
    لا خَـلْــقَ نَـقْـرِنُـنـا بِــــهِ :: لِـنَـقـولَ نُـشْـبِـهُ غَـيْـرَنـا
    إنْ لَـمْ نَكُـنْ أحْلـى الخَـلا :: ئِــــقِ كُـلّـهــا.. فَـكَـأَنّـنـا
    والــلّــهُ كُــنْــتُ أَظُــنُّـــهُ :: لا شَــيْءَ يَخْـلِـقُ بَـعْـدَنـا
    فَلنـا الشّمـالُ مَـعَ اليَمـيـ :: ـنِ وَمــا تَـبـاعَـدَ أوْ دَنـــا
    وَلَــقَــدْ بَـلَـغْـنَـا مَـبْـلَـغَــاً :: لاَ فَــــــوْقَ إِلاَّ تَـحْـتَــنَــا
    نعوذ بالله مما قال!..
    حيث أنه بلغ درجة العصمة مع صديقه المزعوم, وصار فريداً من جنسه ونوعه, فلم يوجد أحد على الإطلاق من الخلائق يقارن بهما!
    كما أنه تمنى على الله الأماني, فظنّ أن الله لن يخلقَ أحداً بعدهما!
    ولهم كل ما حوى الكون من شمال ويمين وقريب وبعيد!
    كما أنه بلغ مبلغاً عالياً لا شيء إلا تحته!
    اللهم سترك ..
    هذا كلّه, وتجد المصفق والمبتهج والضاحك والفَرِحْ!
    ويأتي شاعرٌ آخر, ليقرر مذهب (وحدة الوجود) , وينال إعجاب النقاد بالإجماع, فيقول:
    البرق من ريبتي .. والرعد من حنقي
    والنّسْم من هدْأتي .. والريح من قلقي !
    وكلّ من قتلوا في الأرض من غضبي
    وكلّ من ولدوا في الدهر من شبقي
    والبحر أطْلَقْتُهُ في كل ناحيةٍ
    وقلت للريح أنّى شئت فانطلقِي
    وإذ تبدّى مخوف الموج من كثبٍ
    رغّبتُ بالدُّر من أرهبت بالفَرَقِ
    والليل مذ غمر الدنيا تملّقني
    خوفاً على سرّي المكنون من أَلَقِي
    والطيف في غفوتي والنجم في سهري
    والبدر مكتملاً بعض من الملَقِ
    ولا يطلّ الضحى ما دمت في سِنَةٍ
    ولا يطول الدجى ما لم يطل أرقي
    والشمس لو أبطأت في أفقها كسلاً
    لجرّها نحوه من شعرها أفقي !
    إن ادعاء التصرف في بعض هذه الأمور تعدٍ واضح, وكذب على الله !.
    وكما كان ابن عربي يرى أن جميع مظاهر الوجود تدلّ على ذلك التجلي من الألوهية !..
    ومن المبالغات الممقوتة, قول إحدى الشاعرات عن أبيها:
    أنت الهدى .. تُوِّجت يا ملك الهدى !
    سحر البيان على ضفافك سلّما
    ولا يخفى على ذي عينين, فضلاً عن صاحب قلبٍ يَقِظٍ أن مثل هذه المبالغات, التي وجد شيءٌ منها في الشطر الأول في البيت السابق, لا يحقّ أن يوصف بها إلا معصوم! وإن أطلقت على غيره فالإطلاق ظلمٌ, وكذب مقيت!..
    ثالثاً: الدعوة إلى ترك ألفاظ القرآن الكريم, ونبذها, والخروج عليها إلى عالم بعيد في اللغة!
    حيث أن بعض الشعراء, بل كثيراً منهم استخدم المضامين الدينية, والقوالب التي تستقى من معين القرآن الكريم, وكتاب الله المعجر ببلاغته وفصاحته, بل وأبدع في ذلك الاستخدام؛ ومع هذا التوجه المحمود يأتي أحد النقاد (العلمانيين) ليقول ما معناه: ينبغي أن تخترقوا هذه الألفاظ التقليدية, وتخرجوا إلى أفق بعيد, وتحطموا كلّ هذه الأمور!.
    ولعمري ؛ إن كفّار الجاهلية لم يقولوا هذا في بلاغة القرآن الكريم المعجزة, ولم يتجرؤوا لهذا الحدّ المخزي, ولم يصلوا لهذه الدرجة السافلة..
    رابعاً: الدعوة إلى نظرة النصوص الحُبلى بالتأويلات!..
    وهي صورة من تلك النظرية البنائية النقدية, التي تعرضنا لها سابقاً في هذا البحث, عندما تكلمنا عن الحداثة!
    كما ينبغي لنا أن نعلم أن صاحب كتاب: النظرة البنائية في النقد, وهو د. صلاح فضل, أحد النقاد الخمسة المشاركين في برنامج "أمير الشعراء".
    خامساً: نشر ثقافة التقريب بين الأديان والفرق السلفية السنية بغيرها!
    فجاء كثيراً في كلام النقاد ما مضمونه: أن هذه المسابقة تجمع بين الفصائل المتناحرة في فلسطين, والعراق.... والتقريب بين الفرق المتباعدة في دول العرب تحت راية واحدة, وهذه الدعوة وإن تغلفت بزخرف من القول ؛ إلا أنها في حقيقتها دعوة إلى محاربة دين الله !..
    يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عنها: ((هي أكبر مكيدة عُرفت لمواجهة الإسلام والمسلمين, اجتمعت عليها كلمة اليهود والنصارى بجامع علتهم المشتركة: بغض الإسلام والمسلمين, وغلفوها بأطباق من الشعارات اللامعة, وهي كاذبة خادعة, ذات مصير مروع مخوف!)).
    ثم يقول الشيخ رحمه الله: ((فهي في حكم الإسلام: دعوة بدعيّة, ضالّة كفريّة, خطة مأثم لهم, ودعوة لهم إلى ردّة شاملة عن الإسلام؛ لأنها تصطدم مع بدهيات الاعتقاد, وتنتهك حرمة الرسل والرسالات, وتبطل صدق القرآن, ونسخه لجميع ما قبله من الكتب ....إلخ)).
    إلى أن قال: ((وليعلم كلّ مسلمٍ عن حقيقة هذه الدعوة: أنها فلسفية النزعة, سياسية النشأة, إلحادية الغاية, تبرز في لباس جديد لأخذ ثأرهم من المسلمين, عقيدة وأرضاً وملكاً)).
    ثم يأتي رحمه الله لتوضيح أهدافها في نقاط, هاكها مجملة:
    • التشويش والبلبلة على الإسلام والمسلمين, وشحنهم بسيل الشبهات والشهوات.
    • قصر المدّ الإسلاميّ واحتوائه.
    • الإتيان على الإسلام من قواعده لنزع الإيمان من قلوب المسلمين ووَأْدِه.
    • حلّ الرابطة الإسلامية بين العالم الإسلامي وإبداله بأخوة الفرق الضالة, من اليهود والنصارى والمشركين.
    • كفّ أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود, ومن كفرهم الله, وكفرهم رسوله.
    • إبطال أحكام الإسلام المفروضة أمام الكافرين.
    • كفّ المسلمين عن ذروة سنام الإسلام: الجهاد في سبيل الله, ومنه الجهاد بالقلم واللسان.
    • هدم قاعدة الإسلام وأصله: ((الولاء والبراء)), و((الحبّ في الله والبغض فيه)), وترتقي هذه النظرية إلى موالاة الكفار والفسقة.
    • صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان, وتفسيخ العالم الإسلام من ديانته.
    • بسط جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم, على العالم بأسره, والإسلامي منه خاصّة(6).
    سادساً: نشر ثقافة الاحتواء للعدوّ المحتلّ..
    فحين قال أحد الشعراء عن العراق وأهله :
    جاء المغول يجرّون الحديد لنا
    والقوم ما لوَّحُوا حتّى بسكّين !
    قال له "الأستاذ الناقد" :
    ((دعني أقف معك وقفة مضمونية أكثر منها شكلية:
    والقوم ما لوحّوا حتى بسكّين !
    نعم .. التلويح بالسلام , خير من التلويح بالسلاح !..
    ليس شرطاً إذا جاء العدوّ أن أقاتله, فالعصريّ له لغة جديدة, شجاعته شجاعة احتواء, لا شجاعة اعتداء!))
    وليته لم يقلها ! فقد أتى بما تأت الأوائل, وتكلف ما ليس له فيه ناقة ولا جملْ, وطرح عباراته المظلمة بلا خطام ولا زمام !
    وسأبين خطأ هذه الأسطر القليلة, وعورتها المهتوكة ..
    - ((ليس شرطاً إذا جاء العدوّ أن أقاتله)) .. هذه كلمة باطلةٌ من أساسها, فالشرع المطهّر, وديننا الحنيف, يأمرنا, بل ويفرض القتال ويعينه في حالة هجوم العدوّ على أرض أحدنا, ويكون الجهاد جهاد دفعٍ لا يحتاج راية, ومن تولّى فقد ارتكب كبيرة من السبع الموبقات وهي: التولّي يوم الزحف!.
    - ((شجاعته شجاعة احتواء)) .. عفواً ! كيف تحتوي عدوّك ؟.. بل وترخي له العنان, ما دام أنه قد احتل أرضك ؟!..
    - ((فالعصريّ له لغة جديدة)) !.. حتى لو خالفت الدين ؟!.. عندهم: نعم.
    - ((شجاعته شجاعة احتواء, لا شجاعة اعتداء))!.. وهذه من أكبر الطوام التي لا يرضا عاقل!.. يوصم المضطهدين, والمنكوبين, والذين قوتلوا, حينما دافعوا عن أنفسهم أنهم هم المعتدون !..
    فبالله عليكم, بعد هذه الأغلوطات الغبيّة, والسخف الواضح, نؤمن بلغة العصر الجديدة التي يدعو إليها هذا "الناقد الكبير" !.. اللهم . لا.
    ولتعلموا أن هذه الثقافة بهذه العبارات وتلك الدعاوى هي مظهر من مظاهر الدعوى الغربية السافرة, يقول الدكتور, باسم خفاجي, عن تقرير راند: ((يوصي التقرير بالتزام سياسة الاحتواء في التعامل مع التيار الإسلاميّ, مع إقامة مؤسسات بديلة, واستخدام القطاع الخاص, ومؤسسات المجتمع المدني في كلّ من الغرب والعالم الإسلاميّ لدعم المشروع الأمريكي الاستراتيجي لإنشاء شبكات مسلمة معتدلة بديلة عن التيار الإسلامي!..)) (7).
    سابعاً: الدعوة للسفور, وهتك الحجاب, والاختلاط!
    حين يظهرون بكل وقاحة وقلة أدب, وبتبجحٍ على الشاشات مناظر المساء الكاسيات العاريات الفاسقات. في قاعتهم الكبيرة, بصورهم التي لا تحلّ رؤيتها, ويجلسن بجانب الرجال المخنثين, نشراً للرذيلة, وفتنة للشباب المسلم, ناهيك عن العري الواضح, وتعمد (مخرج البرنامج) الآثم إظهار صورهن في جنبات القاعة وأروقتها بين الفينة والأخرى!.. والله لا يقرّ هذا قلبٌ يخشى الله!. بل لا يقرّ هذا حياءٌ ولا أدب يتجمهرون له.
    ومن البديهيات أن تشارك النساء عندهم في هذه المسابقة بإلقاء أشعارهم أمام الملأ, ويصفق الدهماء لهنّ وترتجّ القاعة, وهنّ يأتين في كامل زينتهنّ سافراتٍ عن وجوههن, وخادشاتٍ لحيائهن!, بل إن بعضهن من أرض الجزيرة الطاهرة, ممن تنسب لآل البيت!..
    وقد كان البرنامج في سنتيه الماضيتين أخف من العام هذا, ولم تظهر الصور إلا قليلاً, أما الآن فصار ضغثاً على إبّالة, وزيد الطين بلّة, والمرض علّة.
    ثامناً: إحياء الليالي بالغناء والمجون, واستقطاب المغنين العرب من شتى الأماكن, ليبرزوا قيمة (الطرب الأصيل) –على حد زعمهم!-
    وحشو الفواصل في البرنامج للمشاهدين عن طريق التلفاز بالمقاطع الموسيقية والغنائية!.
    تاسعاً: الاستهانة بمصطلح (اللعن) ! وإطلاقه بكلّ جرأة, والهزل والعبث به..
    وقد ظهر هذا في أكثر من موطن, منها يوم ألقى أحد الشعراء قصيدة أعجب بها الدكتور الناقد, فقال له وهو يضحك ((لعنة الله عليك!..)) ..
    ثم في لقاء آخر يقول أحدهم ساخراً: ((يبدوا أن لعنة الدكتور ..... قد أصابتك)) ويضحك الجميع, ويصفق الجمهور !..
    ثم يأتي ثالثهم ليقول في لقاء ثالث لأحد الشعراء: ((أما أنا فلا أقول لك: لعنة الله عليك؛ لأنها تكون للعصاة والفاسقين, ولا أقول لك: رحمة الله عليك؛ لأنها تكون للموتى والمفقودين, ولكني أقول: رضي الله عنك؛ لأنك من الشعراء المفلقين!..))..
    أرأيتم أيها القراء ؟؟.. أرأيتم الجرأة الغريبة ؟!.. بل والمغالطات التي تصدر من كبار نقاد العالم العربي ؟!.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ..
    عاشراً: التعامل الصريح الظاهر "بالقمار" من بعض الشعراء المشاركين !.
    وذلك أن البرنامج يعتمد على تصويت الجمهور, والرسالة في التصويت قيمتها (5 دراهم إماراتية) فيأتي هذا الشاعر ويصوّت لنفسه, وقد بلغني من خبر الثقات أن بعض الشعراء صوّت لنفسه بـعشرين ألف ريال!.. وما خفي كان أعظم,,
    وهذا الفعل فيه دناءة وسفه, وأكل لأموال الناس بالباطل, وارتكاب للميسر الذي حرمه الله..
    .
    .
    هذه الملاحظات التي وقفت عليها مجملة, ولا أدعي أن ذكرتها كلّها, بل هي صورة لما هو موجود في البرنامج وحاصل فيه ..
    وإني لأذكر إخوتي خطر هذا البرنامج, الذي حصل على نسبة كبيرة متابعة من العالم العربي, حتى إن الغرب فرحوا به, وابتهجوا لأجله, حيث جاء في خبر من أخبار موقعهم: ((نشرت صحيفة (الواشنطن بوست) في عددها الصادر اليوم الأربعاء خبراً عن الحلقة النهائية من برنامج أمير الشعراء, والتي تقام يوم غدٍ الخميس على مسرح شاطىء الراحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي, وذكرت الصحيفة في خبرها أن برنامج أمير الشعراء يحظى بمتابعة كبيرة في العالم العربي في نسخته الثانية التي يتنافس على نيل لقبها ستة شعراء من خمس دول عربية هي السعودية ومصر والأردن والجزائر وموريتانيا, مشيرة في الوقت نفسه إلى آلية البرنامج التي تعتمد على تقييم لجنة التحكيم وتصويت المشاهدين من خلال هواتفهم ,, ويأتي نشر هذا الخبر في الصحيفة الأمريكية الشهيرة كدلالة واضحة على أهمية هذا البرنامج عربياً ووصوله إلى أعلى المستويات الإعلامية العالمية)) !..
    أخيراً:
    أوجّه النداء لإخواني من الشعراء المبدعين الملتزمين, احذروا من المخططات الغربية, ولا تكونوا تبعاً لها, وعامل تحريك فيها وأنتم لا تشعرون!.
    ثم إني أدعو العلماء والإسلاميين لاحتواء الشباب, وبذل المال والجهد في إقامة نوادٍ أدبية إسلامية, تكون بديلة عن وقوعهم في مثل هذه الترهات ومتابعتها..
    ثم لتعلموا أن هذه الجهود الغربية التي تظهر بوجوه عربية وغير عربية, هي سبب كبير في انحراف شباب الأمة وصدّهم عن دين الله, ومنعهم من الاستقامة على طريقه!..
    وعليه؛ فلا تجوز المشاركة في مثل هذه البرامج, ولا التصويت فيها, ولا السعي لها مطلقاً, سدّاً للذريعة, وإنكاراً للمنكر, وإقامة لشرع الله..

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أبو الليث الشيراني
    مكة المكرمة
    حرر في : 5/10/1430هـ

    الحواشي :
    (1) يقول ابن تيمية رحمه الله: ((لا يجوز إعلان البدع والمنكرات, فإذا أُعلنت : وجب إنكارها علانيّة, وعقوبة معلنها علانية)) [مجموع الفتاوى, 28/217, 215, 205].
    (2) انظر: موقع أمير الشعراء, على الشبكة.
    (3) انظر: شاعر المليون.. أخطاء شرعيّة, ومغالطة شعريّة, للشيخ: ذياب بن سعد الغامدي.
    (4) فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام, للشيخ: صالح العبود, ص8.
    وأصل هذا الكتاب رسالة قدمت للماجستير, ناقشها عمالقة الفكر الإسلامي في العصر الحديث بتاريخ 5/5/1389هـ.
    (5) المصدر السابق, ص179-187.
    (6) الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان, ش. بكر أبو زيد, ص35-46.
    (7) استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام – قراءة في تقرير راند 2007, د. باسم خفاجي.
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  2. #2

    افتراضي رد: برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

    بارك الله فيكم
    أحسنت أخى الكريم

  3. افتراضي رد: برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

    بورك المرور أبا محمد العمري .
    وفقكم الله .
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    75

    افتراضي رد: برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

    أفدت وأجدت لا فض الله فاك، وإن من أوضح الأشياء التي ظهرت في ذلك البرنامج تعمد المخرج -هداه الله- توجيهه الكامرا إلى تلكم النساء -هداهن الله-

    ومن المواقف الخطيرة (!) التي شاهدتها بنفسي أنه بعد أن جلس المتسابق وألقى قصيدته وقال:( أنت الذي بعد ربي آراك ) فعلق الناقد الدكتور عبدالملك مرتاض بعد أن أكمل الشاعر قصيدته قائلا:
    سأسلك عن مسألة لا تتعلق بالشعر ، وإنما تتعلق بالمعتقد؟ هل ترى أن الرب سبحانه وتعالى يُرى (!!!)
    فتلعثم المتسابق وقال: ليس الرؤيا بالمعنى العينية، بل أراه مخلصا !!!!!!
    فضحك الدكتور وقال له: هل أنت ظاهري ؟؟!!

    وهذه مخالفة واضحة صريحة للكتاب والسنة وما أجمع عليه أهل السنة.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    الجــزائر - البليدة ( حرسها الله )
    المشاركات
    125

    افتراضي رد: برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

    جزاك الله كلّ خير أخي في الله أبو اللّيث الشيراني - أصبت عين الصواب
    - أيُّ قوميّة عربية يكون الدين فيها تحت الأقدام ؟!! ... الله المستعان

  6. افتراضي رد: برنامج "أمير الشعراء" .. والعبث الظاهر !..

    الأحنف بن قيس ,
    أهلاً بك .
    وجزيت خيراً على التعليق !.
    كما أني أود أن أنبه إلى أن النزعة الفلسفية , والصوفية , والعلمانية , والليبرالية كلها تظهر في هذا البرنامج !
    بكافّة صورها وأشكالها ..

    الأخ : أبا حسان محمد الذهبي ,
    حياك المولى وبياك ..
    والافتخار بالقومية العربية هو من أكبر العوامل للبلاء الحاصل بين المسلمين وغيرهم في العصر الحديث !
    والله المستعان .
    رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى..فخرت مواتا تشتـهـيها المقابـر
    ويممــت مجـدافاً تحـرك غيـلة..فحطمتـه هجـوا وإنـي لشـاعر
    أبوالليث

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •