تناقشت مع بعض الاخوة المتغيرين عن منهجهم المتدين الاول ..
وقد تركوا ما يظن الانسان انه تراجع عن الحق
خاصة اذا كان هذا التغير يدخل في التدين العام كإلقاء الدروس والبحث وطلب العلم .
وقد كان هذا الاخ من اهل هذا المضمار , فقد كان يشرح صحيح مسلم وبعض متون المعتقد وغيرها ..
وتناقشت معه حول بعض المسائل الدائرة كقضية الحجاب , والزمته فيما اذا طلبت منه زوجته كشف وجهها اذا رأت ان القول الصحيح في الحجاب هو كشف الوجه .
وعلى عادة هؤلاء المساكين , فقد امتنع من الاجابة , ورأى ان اسلوبي الحواري غير صحيح , وانني فيني كذا وكذا ..
ثم قال بعد نقاش طويل .. حتى الشافعي انتقل من قوله الاول .
وهذا الاحتجاج يلتف اليه هؤلاء عند العجز عن الاجابة .!
فقلت له الشافعي لم ينتقل الا الى قول يرى انه اصوب من قوله الاول معتمدا على الدليل لا على الهوى والشهوة ..
واذكر ان القصيبي كان يطالب بتغيير الفتوى , فهل استجاب امثال هؤلاء له ..!؟
ومع ان مصطلح القول القديم والجديد لم يصرح الشافعي به فيما اعلم
فالذين يقول ان الشافعي انتقل عن رأيه يقولون كان سبب ذلك امور :
الاول انه اطلع على اثار لم يكن يعلم بها
الثاني تغيره عن رأيه كان في امور تعتمد على العادات ولها حظ من تأييد الشرع
الثالث انها مسائل قليلة معدودة .
الرابع انه يقول اذا صح الحديث فهو مذهبي حتى لو كان قال به في العراق .
الخامس انه اوصى الامام احمد اذا صح الحديث ان يخبره بذلك حتى يقول به .
فأين منهج الشافعي رحمه الله وبين منهج من عرف الحق وضرب به عرض الحائط , مع قرارة نفسه بان الحق من المخالف , لكن التطور والسفر للخارج وضعف النفس والايمان وغير ذلك كان السبب في تغير هؤلاء حتى عن بعض مسلمات الدين .
القضية ليست في مسألة او مسألتين او اقل او اكثر
بل منهج عام يدعو الى الانفتاح على المناهج الاخرى بخلاف منهج اهل الدين والعلم ..
قلت هذا متمنيا التعليق على قضية تغير الشافعي بين القديم والجديد بطرح اكثر دقة ..
وفق الله الجميع لكل خير .