بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
اقتراحي الأخير الذي قد يوافقني فيه أغلب الأعضاء المشاركين، هو أنَّك تدرس ما شئت من المذاهب، ولكن أضف إلى دراستك دراسة علم أصول الفقه فهو يختصر لك الوقت اختصارا وتعرف به الأدلَّة المعتبرة وغير المعتبرة، وتضبط به الفروع الفقهيَّة المتشتِّتة التي أصلها واحد، وتعرف به سبب الخلاف، ومن فوائده أيضا التماس الأعذار للعلماء، وفتح أبواب الاجتهاد وإعمال العقل في المسائل ونبذ التقليد.
فمثلا: إذا أنت علمت أن الأمر يفيد الوجوب إلاّ لقرينة أو دليل، فهذه القاعدة الأصوليّة إذا تركزت عندك تمشي بها في جميع الفروع الفقهية، كالأمر في قوله
: ((اعفوا اللِّحى))، وقوله في الذي دخل المقبرة بسبتيَّتيه: ((يا صاحب السّبتيَّتين ألق سبتيَّتيك))، وقوله: ((خذ بيمينك وأعط بيمينك))، وقوله: ((صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي))؛ فإذا جاء الفقيه ولم يأت مثلا بقرينة يصرف فيها الوجوب إلى الاستحباب، فلا تأخذ بقوله، وهكذا تفعل مع جميع كتب المذاهب إن كانت لك عزيمة على الأخذ منها كلّها، وتجد أنك لم تتعصَّب لأيّ أحد.
وفي الأخير: نحن مجرّد طلبة علم لم نصل بعد إلى درجة الاجتهاد، وهذه مجرد اقتراحات ومشاورات نتداولها في هذا المنتدى العلميّ فإن أصبنا فمن الله، وإن أخطأنا فمن الشيطان، ونسغفر الله؛ والله أعلم، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد.