عندما كنتُ بعيداً عن أمي
من العريشـــــــــ ــة يا أمَّاهُ أُهديك
أوفى ســـــــــلامٍ فإني مولعٌ فيك
بعدُ المسافاتِ وهجُ الشوقِ قَرَّبَها
ففــــــــي فؤاديَ أنَّى كنتُ , خَلِّيــــــكِ
أرسلتُ ريحَ الصَّبا مني مُضَمَّخَةً
أريــــــــــجَ عطرِ ففاحت في أراضيك
يا منبع العطـــف ما جفًّت مواردُه
حيناً وما أجدبت يومــــــــا بَواديـــــك
إذا ادلهمَّت همومــــي في مخيلتي
كانت همومي بقلـــبٍ منك تُضنيـــــك
وإن ســــــهرتُ الليالي حائراً قلقاً
ما أُغمِضَ الجفنُ من عينيـــك , أفديك
أنسانيَ الوقتُ خطباً كان أرّقنـــي
وأنتِ لا الدهرُ والأيامُ تنْسِــــــــــ ــيك
أتذكرين وليــــــــــــ ـدا نام هدهدةً
وإنْ تواريتِ كان الطفـــلُ يَبكيـــــــك
يا نجمة الليل عشتِ الدهرَ ساهرةً
وذلك الطفـــلُ يغفــــو لا يواســـــــيك
إني أنا الطفلُ يا أمّاهُ وا لَهَفـــــــي!
بشـــــعريَ اليوم يا أمي أُغنّيـــــــــ ك
مهما عملت ومهما أدمعـي كتبت
فبعضَ حقكِ أمــــــي لا أوفِّيـــــــــ ك
لرأســــــك التاجُ من حبِّي أرصِّعُهُ
ولو طلبت حياتي ســــــــوف أعطيك
رضاك في العمر أغلى ما نفوز به
فأنتِ لا شيءَ في الدنيا يســــــــاويك
من غاب منا لأمر كان يشــــــغَلُه
فذكرُه دائما أمــــــــــــا هُ في فيـــــــك
دومي لنا زهرةً في البيت عاطـرةً
والله ربـــــــي إلهُ الكــــــون يحميـك
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس