(( حرب بلا هوادة على فضائيات الشعوذة ))
لِسَمَاحَة المُفْتِيّ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ آل الشَّيْخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
- حفظه الله ورعاه -
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يواصل ملحق (الرسالة) حملته الإعلامية المكثفة على قنوات الشيطنة والضلال والسحر والشعوذة، التي تستهدف عقول العوام من أبناء هذه الأمة، وتوقعهم في أوهام الشعوذة، ببرامجها السطحية الشركية البعيدة عن صحيح الدين، وتبتز أموالهم بالاتصالات التليفونية الباهظة الثمن للمشاركة في برامجها، وظهور الدجالين والنصابين من السحرة وقراء الكف والنجوم والأبراج والحظ على هذه القنوات، والتي استأثرت بالفنانين والمغنين الذين يداومون على جلسات قراءة الكف والتعرف على حظوظهم.
وتفاعل مفتي عام المملكة مع حملة (الرسالة) وأكد على ضرورة مواجهة هذه الفضائيات شرعيا ببيان خطورتها على عقيدة المسلمين، وعلى عوام الناس، وتربويا بتحذير النشء من شباب وفتيات منها، وإعلاميا بمواجهة قنوات السحر والشعوذة بإعلام إسلامي قوي يفند أكاذيبها، واقتصاديا بعدم الاتصال بها أو الإعلان فيها، وجماهيريا بالإعراض عن هذه القنوات لخطورتها وعلى كافة المستويات.
[ قنوات شيطانية ]
وجاء حديث سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية عن فضائيات السحر والشعوذة قويا وصارما، وفند سماحته أكاذيب هذه القنوات وأكد على حرمة الإنفاق فيها، أو مشاهدتها أو الاتصال بها.
وقال سماحته : إن هذه القنوات التي تنشر السحر وتعلمه، وتحاول تعريب المسلمين للسحرة والكهنة هي قنوات شيطانية.
وأضاف سماحته : انك بمجرد أن تفتح هذه القنوات تجد أرقاما هاتفية خاصة تناديك وتدعوك للاتصال لتجيبك، لتقرأ لك الحظ والمستقبل، وتحدد سعادتك وشفاءك وغناك وفقرك إلى غير ذلك من الخرافات والأكاذيب.
[ قنوات السحر ]
ووصف المفتي العام قنوات السحر والشعوذة بأنها قنوات شيطانية لعينة لا خير فيها، وقاتل الله من أنشأها وأعدها، وانها قنوات تفسد الدين والعقيدة، وان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : (( من أتى كاهنا أو عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما )) وفي لفظ (( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )) صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ : إن هذه القنوات الفاجرة الضالة الكافرة، لا خير في مشاهدتها، ولا خير في النظر إليها فالناظر إليها مرتكب وعيدا شديدا، وإثما عظيما، لأنها مبنية على الكذب والأوهام والتحرضات والظنون الكاذبة، والله يقول: ﴿ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ﴾.
[ الإيمان بقضاء الله ]
وأضاف سماحته : إن علم الأجل والأرزاق علم استأثر به المولى عز وجل ولو اطلعت على شيء أو شكك ان تنهزم وتضعف، فعلى المسلم أن يمضي مؤمنا بقضاء الله وقدره متعاطيا الأسباب النافعة، بعيدا عن الأسباب الضارة، مستعينا بالله، يطلب رحمته ويخشى عذابه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك )) فالمسلم إيمانه بقدر الله، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن هذا هو الحق والعدل.
وتساءل المفتي العام : ماذا تفيد المسلم هذه الأرقام السيئة، وماذا يفيده ما يقوله له الحظ، في رزقه، فقد يصدقونك في جزء من مائة جزء، ولكن ما الفائدة، في إدخال الأوهام على المسلمين أو إدخال الحزن والغم عليه.
[ الابتعاد عنها ]
وطالب المفتي العام المسلمين بالابتعاد عن هذه القنوات لأنها قنوات لعينة خبيثة وفيها العداء للإسلام لأنها تنشر السحر وتدعو إلى تعلمه والله يقول : ﴿ فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ﴾ .
ولذلك فلا يكون المسلم عونا للشيطان، وليتق الله حيثما ينظر إلى الفضائيات، وليختر منها الخير وما يبث الخير، ويبتعد عن الشر، فالقنوات الإلحادية تحارب ثوابت الأمة، والقنوات الخليعة تنشر الشر والفساد وتدعو للرذيلة، بكل ما أوتيت من إمكانات والقنوات السحرية الشيطانية التي لا خير فيها ولا مصلحة للفرد ولا للجماعة ولذلك فالمسلم يكن حذرا فيما يشاهد، ويحذر من الاقتراب من هذه القنوات الفضائية السيئة فربما يستهويه الشيطان فيقع في قلبه شيء من وساوسه ودعاياته المضلة، فلنكن على حذر من قنوات السحر التي تروج له وتعلمه وتدعو إليه.
وقال سماحته : انه لا يحل لأي جهة كائنة أن تعيد قنوات السحر أو تسهيل الاتصال بها، فان من سهل الاتصال بهذه القنوات فهو شريك لهم في الإثم والعدوان.
المصدر : (( صحيفة المدينة )) الجمعة 17 ذو القعدة 1427 - العدد 15934