بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد :
فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس :
هل السواك من باب التعبد فيكون باليد اليمنى ، أو من باب إزالة الأذى ؟
فأجاب :
السواك عبادة عظيمة ، قد أمر بها جبريل - عليه السلام - النبي صلى الله عليه وسلم،
حتى خاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يُدرَد - يعني أن تسقط أسنانه - من كثرة ما أُمِرَ بالسواك ، وسَنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم السواك ، وكان يحب السواك ، حتى أنه وهو في حالة الاحتضار صلى الله عليه وسلم وهو على صدر عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- دخل عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك ، فرفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظره الشريف فعلمت عائشة -رضي الله عنها- أنه يريده ، فأخذته -رضي الله عنها- وأعطته للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يُطِقْه ، من شدة ضعفه ما استطاع ، فقالت -رضي الله عنها- أليِّنه لك يارسول الله ؟ فأخذته فليَّنته بأسنانها وريقها ، فأخذه صلى الله عليه وسلَّم فتسوَّك به ، وخالط ريق أمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها وقبَّح مَن سبَّها- خالط ريقُها ريقَ النبي صلى الله عليه وسلم في آخر لحظاته في الدنيا صلى الله عليه وسلم ، فالسواك عبادة ، لكن اختلف العلماء : هل الأفضل أن يتسوَّك باليمين أم بالشمال ؟ مع الاتفاق على جواز الاثنين ، لكن اختلفوا هل يُتسوَّك باليمين أو بالشمال؟ ، فرأى بعض أهل العلم أنَّه يُتسوَّك باليمين ؛ لأنه عبادة ، ورأى بعض أهل العلم أنه يُتسوَّك بالشمال؛ لأنه عبادة شُرعت لإماطة الأذى ، والأصل في المشروع لإماطة الأذى أن يكون باليسار ، وأقرب الأقوال - والله أعلم - ما ذهب إليه بعض المالكية وهو أنه إذا كان في الفم ما يُزال فإن الأفضل أن يَتسوَّك بالشمال ، وإذا لم يكن في الفم ما يُزال ، بل الفم طيِّب ، ولكن يريد الإنسان أن يتسوَّك كما يفعل عند الصلاة فإنه يتسوَّك باليمين ، وهذا قول وجيهٌ جدًا من حيث المعنى . أ.هـ.
من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429-1430 هـ .
للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 24 من هذا الجزء من شرح ثلاثة الاصول،
http://www.4shared.com/file/11528046...abae3/18_.html