[كتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، ج 11، ص 197 الفريابي = ج 9، ص 31 طبعة محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب]
قال ابن حجر - رحمه الله -:
وقال أبو شامة: لم يرد ابن مجاهد ما نُسِب إليه بل أخطأ مَن نسب إليه ذلك، وقد بالغ أبو طاهر بن أبي هاشم صاحبه في الرَّدّ على مَن نسب إليه أنَّ مراده بالقراءات السَّبع الأحرُف السَّبعة المذكورة في الحديث.
قال ابن أبي هشام [كذا، فهل هي: ابن أبي هاشم المذكور؟]: إن السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها أن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة، وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل. قال: فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعا عن الصحابة بشرط موافقة الخط، وتركوا ما يخالف الخط امتثالا لأمر عثمان الذي وافقه عليه الصحابة؛ لما رأوا في ذلك من الاحتياط للقرآن، فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار مع كونهم متمسكين بحرف واحد من السبعة.
وقال مكي بن أبي طالب: هذه القراءات التي يقرأ بها اليوم وصحت رواياتها عن الأئمة جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن. ثم ساق نحو ما تقدم، قال: وأما من ظن أن قراءة هؤلاء القراء كنافع وعاصم هي الأحرف السبعة التي في الحديث، فقد غلط غلطا عظيمًا.
قال: ويلزم من هذا أن ما خرج عن قراءة هؤلاء السبعة مما ثبت عن الأئمة غيرهم ووافق خط المصحف أن لا يكون قرآنًا، وهذا غلطٌ عظيم فإنَّ الَّذين صنَّفوا القراءات من الأئمَّة المتقدِّمين كأبي عبيدٍ القاسم بن سلام وأبي حاتم السجستاني وأبي جعفر الطبري وإسماعيل بن إسحاق والقاضي [كذا والصواب: القاضي بغير واو فهو إسماعيل نفسه] قد ذكروا أضعاف هؤلاء.
قلت: اقتصر أبو عبيد في كتابه على خمسة عشَرَ رجُلاً، من كل مصر ثلاثة أنفُس، فذَكَر من مكَّة: ابنَ كثير وابنَ محيصِن وحميدًا الأعرج، ومن أهل المدينة: أبا جعفر وشيْبة ونافِعًا، ومن أهل البصرة: أبا عمرٍو وعيسى بن عمر وعبد الله بن أبي إسحاق، ومن أهل الكوفة: يحيى بن وثَّاب وعاصِمًا والأعمش، ومن أهل الشَّام: عبد الله بن عامر ويَحيى بن الحارث، قال: وذهب عني اسم الثَّالث، ولم يذكر في الكوفيِّين حمزة ولا الكسائي بل قال: إنَّ جمهور أهل الكوفة بعد الثَّلاثة صاروا إلى قراءة حمزة ولم يجتمع عليه جماعتهم. قال: وأمَّا الكسائي فكان يتخير القراءات فأخذ من قراءة الكوفيين بعضا وترك بعضا. اهـ.
السؤال: من صاحب القول في: قلت: اقتصر أبو عبيد في كتابه على خمسة عشَرَ رجُلاً؟
هل هو ابن حجر؟
فهل اطلع على كتاب أبي عبيد؟ ولماذا قال: قال: وذهب عني اسم الثَّالث.
أم هو مكي بن أبي طالب؟
فمن أي كتاب ينقل ابن حجر، وهذا الكلام ليس في "الإبانة" التي فيها صدر الكلام؟