إحراق العصابات الصهيونية المسجد الأقصى
في مثل هذا اليوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر أغسطس 2009 الموافق الثلاثين من شهر شعبان منذ أربعين عاما أقدمت العصابات الصهيونية على إحراق المسجد الأقصى
ففي مثل هذا اليوم من عام 1969م امتدت يد الإثم والعدوان لإحراق المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في محاولة من الصهاينة للقضاء على الأماكن الإسلامية في فلسطين المحتلة .
وأقدمت العصابات الصهيونية على تلك الفعلة الشنعاء بإيعاز من سلطات الاحتلال الإسرائيلي متجاوزة بذلك كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية التي أعطت لمدينة القدس وضعا وحقوقا خاصة وحفظت لها معالمها الأثرية والحضارية الإسلامية كافة .
وإثر العملية الإجرامية التي استمرت عدة ساعات وأدت إلى إحراق الجناح الشرقي من المسجد المعروف بجامع عمر وسقف المسجد الجنوبي ومحراب صلاح الدين ومنبر السلطان نور الدين سارعت الدول والشعوب الإسلامية إلى استنكار تلك الجريمة وشجبها .
واتخذت مؤتمرات القمة العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز واجتماعات الأمم المتحدة التي عقدت عقب الجريمة قرارات نددت فيها بالجريمة الصهيونية النكراء وبالممارسات التعسفية الصهيونية في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة .
وطالبت بسحب قوات الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة وفى مقدمتها مدينة القدس .
وجاءت جريمة إحراق المسجد الأقصى في إطار سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في أوقات مختلفة وهي اعتداءات مستمرة حتى الآن .
فقد اعتمدت سلطات الاحتلال سياسة تعسفية تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس إذ قامت في مطلع عام 1969م بإزالة حي المغاربة المجاور للمسجد بكامله وهدمت العديد من المساجد والمدارس الإسلامية التي تأسست في عهد الدولة الأموية .
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي الكامل لمدينة القدس عام 1967م قامت سلطات الاحتلال بهدم جميع الأبنية الإسلامية والأثرية الواقعة حول المسجد الأقصى بهدف تغيير وإزالة المعالم الإسلامية التي تتصف بها المدينة .
وتضمنت الإجراءات الإسرائيلية شق الطرق داخل مقابر المسلمين الواقعة بالقرب من الحرم القدسي الشريف وجرفت عدداً منها بينها مقبرة الرحمة واليوسفية إلى جانب الاستيلاء على مواقع أخرى في القدس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية صهيونية .
ومن أشد الإجراءات الإسرائيلية خطورة محاولات تهويد مدينة القدس باستخدام أساليب بعيدة عن الشرعية تضمنت مصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية وممارسة أساليب القهر والإرهاب ضد سكانها العرب والمسلمين من* أجل تهويد المدينة بالكامل ومحاولات تهجير اليهود من دول العالم وتوطينهم في القدس بل واعتبارها عاصمة لإسرائيل .
واستمراراً للسياسة الإسرائيلية في تنفير المسلمين والتضييق عليهم وتخويفهم قام المستوطنون الإسرائيليون في فبراير عام 1994م بارتكاب مجزرة ضد المصلين العزل من المواطنين الفلسطينيين داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل في الضفة الغربية راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى .
كما تقوم مجموعات من الصهاينة المتطرفين بين فترة وأخرى بإطلاق تهديداتهم لاقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه .
وتواصل إسرائيل انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية ومن ذلك بناؤها / جدار الفصل العنصري / الذي أقامته في الضفة الغربية وهو مخطط يهدف إلى تقسيم السكان على أساس عرقي وفصل المواطنين الفلسطينيين عن بعضهم وإعاقة حركتهم من خلال فرض حظر التجول والإغلاق ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضي والممتلكات الفلسطينية التي تعد مصدر الرزق الوحيد لمئات العائلات الفلسطينية مما يعد تقسيماً للهوية الفلسطينية من الناحية الدينية والوطنية والعرقية .
وأصدرت محكمة العدل الدولية في شهر يوليو عام 2004م قرارها بإزالة الجدار وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا القرار مما يعد انتصاراً كبيراً للدبلوماسية الفلسطينية والعربية في مواجهة العدو الإسرائيلي .
وتأتى هذه الذكرى في وقت مازالت فيه إسرائيل تواصل خططها لتهويد القدس ومنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية مع مصادرة المزيد من الأراضي في المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها وحولها لتغيير الوضع الديمغرافي في القدس واستيلائها المتواصل على المؤسسات والمقار الفلسطينية .
وتحل ذكرى إحراق المسجد الأقصى هذا العام في ظل تداعيات خطيرة وظروف بالغة الأهمية بعد أن حولت إسرائيل عملية السلام إلى عملية حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة .
وأضحى اليوم الاعتقال وهدم المنازل وحظر التجول والتوغل بالدبابات والمروحيات وإعادة الاحتلال لمناطق انسحبت منها القوات الإسرائيلية وسقوط الضحايا من المدنيين والآمنين أضحى ذلك نمطا للحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني .(منقول)
المسجد الأقصى يستصرخ : أربعون عاما والحريق ما زال مشتعلاً
القدس المحتلة – وكالات الأنباء - في 7 من حزيران عام 67احتلت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، ودنست ساحاته في أول لحظات الإحتلال، ومن يومها وعلى مدار سني الإحتلال الإثنين والأربعين عاما تعرض المسجد الأقصى لهجمات إحتلالية شرسة وإنتهاكات وإعتداءات لم تتوقف، وكان أبرزها جريمة إحراق أجزاء كبيرة من المسجد الأقصى من ضمنها منبر صلاح الدين الأيوبي، ومر اربعون عاماً وما زال حريق المسجد الأقصى مشتعلاً، وإن تعددت أشكاله ومسمياته.
إلا أن السنين والأشهر الأخيرة بالذات سجلت تصاعداً ملحوظا ومخاطر غير مسبوقة أوقعتها المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية على المسجد الأقصى المبارك، وبات من الواضح أن المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية تخطط لتنفيذ إعتداء كبير على المسجد الأقصى المبارك، خاصة في ظل حكومة إسرائيلية قد ترتكب حماقات وإجراءات هستيرية بحق المسجد الأقصى المبارك.

وتسعى المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية حاليا الى تحقيق حلمها الأسود - الذي لن يتحقق إن شاء الله تعالى - طامعة ببناء هيكل أسطوري تسميه الهيكل الثالث المزعوم، على حساب المسجد الأقصى المبارك، ويتضح ذلك من خلال: قيام جماعات يهودية دينية -بالمئات اسبوعياً وبالآلاف سنوياً- بإقتحام المسجد الأقصى وأداء شعائر دينية وطقوس تلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم مسيرات دينية في ' مسار ديني ' وأداء بعض شعائر ما يسمى ' مراسيم الهيكل ' المزعوم، داخل المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك بحراسة القوات الإسرائيلية الاحتلالية، ومنع أي إنسان من الاقتراب أو التدخل ولو كان حراس الأقصى وسدنته. بالاضافة الى نصب ما يسمى بـ ' شمعدان الهيكل الذهبي ' المزعوم، ومجسم كبير للهيكل الثالث المزعوم قبالة المسجد الأقصى المبارك، من الجهة الغربية قرب ساحة وحائط البراق، على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى استعدادا لإدخاله الى داخل المسجد الأقصى في أقرب وقت حسب حساباتهم وأجندتهم.

- قيام منظمات وجماعات يهودية دينية بتحضير مستلزمات بناء الهيكل المزعوم وكل أدواته لنقلها الى المسجد الأقصى، لبناء الهيكل المزعوم فور الإنتهاء من التحضيرات بحسب تقديرات زمنية عندهم، تترافق مع حملات جمع تبرعات لإنهاء التحضيرات سريعاً.

- زيادة منسوب ' الفتاوى الدينية اليهودية ' و'الآراء والتعاليم الدينية اليهودية ' مما يسمى عندهم بالمرجعيات الدينية وقيادات الجماعات اليهودية الدينية، الداعية الى اقتحام المسجد الأقصى وأداء الشعائر الدينية اليهودية والطقوس التلمودية داخل المسجد الأقصى المبارك، مما صعد من اقتحامات الجماعات اليهودية الى المسجد الأقصى المبارك خاصة من فئة الأطفال والشباب والنساء، وتخصيص الجوائز والمحفزات للمشاركة بهذه الطقوس، كل ذلك بهدف تهيئة أرضية مناسبة لهم لتعميق ضرورة تسريع بناء الهيكل المزعوم.

- إزدياد ملحوظ في عدد المنظمات والجمعيات اليهودية العاملة والناشطة في مجال بناء الهيكل المزعوم، هذه المنظمات تطالب بتسريع بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.
- تلقي الدعم السياسي الرسمي والحزبي والشعبي الصريح والواضح -أكثر من قبل - لكل نشاط او إجراء يصب في تنفيذ مخطط بناء الهيكل المزعوم، ومشاركة الأحزاب السياسية اليهودية في اقتحامات المسجد الأقصى وأداء الشعائر الدينية والتلمودية داخل المسجد الأقصى، وتنظيم الأيام الدراسية والبحثية في الكنيست الإسرائيلي.

- التحضير لبناء مرافق الهيكل المزعوم، كالتحضير لبناء ما يسمونه ' حديقة الملك داوود ' في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، وذلك بعد الإنتهاء من بناء مركز زوار تحت اسم ' مدينة داوود '.

- الإجماع القومي والديني اليهودي على ضرورة التسريع ببناء الهيكل المزعوم كأحد الأهداف الإستراتيجية العملية للحركة الصهيونية والدولة العبرية اليهودية، وان استطلاعات الرأي الأخيرة لتشهد على ذلك.

- التكثيف الإعلامي والتعبوي والتثقيفي إسرائيلياً وعالمياً لبناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى، وافتتاح الدورات والمراكز العالمية الداعية الى بناء الهيكل الأسطوري المزعوم.

- تكثيف دخول المجموعات المسيحية المتصهينة الى المسجد الأقصى، وتنظيم شروحات تدعو الى بناء الهيكل المزعوم كجزء من عقيدة الخلاص المسيحي عند هذه الفرق الإنجيلية المتصهينة او ما يطلق عليها اميركيا المحافظين الجدد، الذين يؤمنون بضرورة بناء الهيكل المزعوم كمقدمة لنزول سيدنا المسيح - عليه السلام -.

كما تسعى المؤسسة الاسرائيلية في هذه الأيام بدأت الى اعداد الخطط والبرامج والتنفيذ المتدرج لمخطط تقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود كما حصل في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، أما أبرز الإشارات الى ذلك :

- قيام المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية بإغلاقات ليلية لأجزاء من المسجد الأقصى، تمتد ما بين مصلى النساء والمتحف الإسلامي غرباً، مروراً بمسطح المصلى المرواني ومنطقة البوابات العملاقة للمصلى المرواني والمنطقة المشجرة شرقاً، ومنع أي من المصلين او حراس المسجد الأقصى من الاقتراب من المكان، ثم إطلاق مسمى 'منطقة مغلقة' في أوقات الإغلاقات من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي.

- قيام المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية بأعمال تصوير واسعة ومسح هندسي بواسطة كاميرات فيديو وفوتوغرافية من قبل مختصين ومهندسين من قبل بلدية الإحتلال في القدس، خاصة في المنطقة المذكورة أعلاه، بالإضافة الى منطقة المسجد الأقصى القديم والمصلى المرواني.

- محاولات قوات الإحتلال الإسرائيلي منع المصلين من تأدية صلواتهم في أماكن معينة من المسجد الأقصى، أو إلقاء الدروس في هذه المنطقة، خاصة في منطقة باب المغاربة من الداخل، وتواجد قوات الإحتلال الإسرائيلي المكثف والدائم في هذه المنطقة بالذات.
- قيام قوات الإحتلال الإسرائيلي بنصب شبكات كهرومغناطسية تعمل بالأشعة في مناطق في المسجد الأقصى، تمكنها من عزل هذه المناطق في المسجد الأقصى المبارك، متى قررت ذلك.

- نشر مخططات إسرائيلية تفصيلية، تسعى الى بناء كنس يهودية داخل المسجد الأقصى، أو تحويل أجزاء من المسجد الأقصى الى كنس يهودية، وأبرز الأماكن المستهدفة، مسجد البراق، المدرسة التنكزية، المسجد الأقصى القديم، المصلى المرواني.

محاولات لتحويل الأقصى الى متنزه عام :

المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية تسعى الى تحويل مساحات واسعة من المسجد الأقصى - علما أن هذه المساحات والساحات هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك - الى ساحات عامة ومتنزه عام وأماكن عامة تابعة لبلدية الإحتلال في القدس، وفرض الأمر الواقع للتعامل مع ساحات المسجد الأقصى بهذا الإعتبار، وأوضح ملامح تنفيذ المخطط :

- إدخال آلاف السياح الأجانب يومياً وعشرات الآلاف سنوياً الى المسجد الأقصى، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بحيث ينتشر آلاف السياح الأجانب شبه عراة في أنحاء المسجد الأقصى المبارك، ويتجولون في المسجد الأقصى بحراسة قوات الإحتلال الإسرائيلي، ويتصرف السياح الأجانب هؤلاء وكأنهم في متنزه عام، وتنتشر في المسجد الأقصى خلال هذه الجولات اليومية مظاهر بذيئة لا تليق بحرمة المسجد الأقصى المبارك، كاللباس الفاضح من النساء والرجال، تشابك الأيدي والعناق والقبلات وكشف العورات والتصوير الجماعي المخل بالأخلاق وبحرمة المسجد الأقصى، وشرب السجائر، بل وتخصيص مكان لشرب السجائر شبه متعارف عليه بين السياح الأجانب والمرشدين السياحيين للفرق السياحة الأجنبية، كل ذلك بترتيب وسياسة إسرائيلية ممنهجة ومتصاعدة.

- قيام قوات الإحتلال الإسرائيلي بأعمال مخلة بالأداب، كالتدخين، وأحيانا شرب الخمر داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك.

- منع قوات الإحتلال الإسرائيلي سدنة المسجد الأقصى المبارك من إستعمال المياه داخل المسجد الأقصى وساحاته، بإدعاء أن هذه ساحات عامة تابعة للبلدية ولا بد من أخذ الإذن من البلدية لإستعمال المياه.

- نشر خرائط ومخططات هندسية من قبل المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية وأذرعها التنفيذية تطلق إسم ساحات ومناطق عامة مفتوحة على ساحات المسجد الأقصى المبارك، وتبقي مسمى المسجد الأقصى فقط على بناء الجامع القبلي المسقوف ومسجد قبة الصخرة، في دلالة واضحة لتحويل مساحات وساحات المسجد الأقصى لساحات عامة تابعة لبلدية الإحتلال الإسرائيلي.

فرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى :
باتت المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية في السنوات والأشهر الأخيرة تسعى الى فرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وتكريس المظاهر الإحتلالية في المسجد الأقصى المبارك، بشكل ملفت يشير الى فرض خطوات ومخططات إحتلالية تشكل خطراً مباشرا على المسجد الأقصى المبارك، ومن أهم مظاهر فرض السيطرة الكاملة :

- منع أعمال الترميم والصيانة والإعمار في المسجد الأقصى المبارك، مع العلم أن المسجد الأقصى بحاجة الى عشرات المشاريع الإعمارية وأعمال الترميم في المسجد الأقصى، والتي تكلف ملايين الدولارات لحفظ المسجد الأقصى ورعايته وإعماره، والمؤسسة الإسرائيلية اليوم تمنع أعمال الترميم ولو أعمال تبليط بسيطة في ساحات المسجد الأقصى المبارك.

- تدخل المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية بشكل سافر في صلاحيات وأعمال دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، ومحاولات لا تتوقف لإعاقة أعمال دائرة الأوقاف مهما كانت بسيطة، وكان آخرها إعتقال مهندس لجنة إعمار المسجد الأقصى وبعض الموظفين من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي بسبب تغيير أحد شبابيك قبة الصخرة المشرفة، بالإضافة الى اعتقال ثم إبعاد أحد أئمة المسجد الأقصى القدامى من القدس الى الضفة.

- قيام قوات الإحتلال الإسرائيلي بنصب عشرات كاميرات المراقبة داخل المسجد الأقصى وعلى جميع الأبواب ونصب أسيجة إلكترونية حول المسجد الأقصى، ترصد أدق التفاصيل في المسجد الأقصى المبارك من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي.

- تصاعد إقتحامات قوات الإحتلال الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية الى كل أجزاء المسجد الأقصى المبارك، والقيام بجولات مشبوهة بأعداد كبيرة في المسجد الأقصى وبدورات زمنية متقاربة تترافق مع أعمال رصد وتصوير وتوثيق وشروحات لا يعرف فحواها إلا ما ندر.

- إدخال المجندات من قوات الإحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف الى المسجد الأقصى وعلى جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم جولات مختلطة من الجنود والجنديات، علماً أن الجنديات لم يكن يدخلن الى المسجد الأقصى المبارك، او حتى الوقوف على أبوابه.

- إحاطة المسجد الأقصى من الداخل والخارج بقوات إحتلالية كبيرة ونصب الحواجز والمتاريس العسكرية حول المسجد الأقصى المبارك.

- تكثيف إقامة المراكز والنقاط التابعة لقوات الإحتلال الإسرائيلي داخل وحول المسجد الأقصى المبارك وزيادة عدد القوات الإسرائيلية الإحتلالية داخل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك.

- منع إدخال وجبات الإفطار للصائمين في المسجد الأقصى المبارك في كثير من الأحيان، بل ومصادرة هذه الوجبات.
- فرض قيود مشددة على الوافدين الى المسجد الأقصى المبارك، وفرض المنع المتكرر لدخول المصلين الى المسجد الأقصى، وفرض الإغلاق على المسجد الأقصى، وتحديد الأجيال التي يسمح لها دخول المسجد الأقصى، هذا بما يتعلق بأهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس ممن هم داخل جدار الفصل العنصري، أما أهل الضفة وقطاع غزة فإنهم ممنوعين من الوصول الى القدس والى المسجد الأقصى، بل هناك قسم من أهل القدس ممن هم اليوم خارج جدار الفصل العنصري يمنعون من دخول القدس وبالتالي الوصول للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، كما يفرض منع دخول المسجد الاقصى لأيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات لبعض المصلين من القدس ومن أهل الداخل الفلسطيني، وكل ذلك بهدف تفريغ المسجد الأقصى من المصلين وعزله عن محيطه الفلسطيني.

- التعرض لصلاحيات حراس وسدنة المسجد الأقصى، والتضييق عليهم، وقد يصل الأمر الى الإعتداء جسدياً عليهم وتهديدهم بملاحقتهم من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي والمخابرات، بل وتهديدهم بأرزاقهم، وقد يمنع حراس الأقصى من دخول الأقصى لأيام أو أسابيع أو أشهر، كل ذلك بهدف تفريغ مهام ووظيفة حارس الأقصى من محتواها، وكل ذلك لتسهيل تمرير مخططات المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية بحق المسجد الأقصى المبارك.

- الإعلان عن بناء جسر عسكري كبير عند باب المغاربة، يمكن المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية من إدخال آلاف عناصر القوات الإسرائيلية والآليات العسكرية دفعة واحدة الى داخل المسجد الأقصى المبارك، وهذا يشير بوضوح الى ما تخطط له المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية عن القريب.

- تكرار مظاهر إنتهاك حرمة المسجد الأقصى من خلال تصرفات قوات الإحتلال الإسرائيلي، كسب الذات الإلهية داخل المسجد الأقصى، تناقل الكلام والألفاظ البذيئة والإباحية عبر أجهزتهم اللاسلكية ومكلماتهم الهاتفية.

- التعرض بالتضييق المشدد أو الإيذاء، الإعتقال، السجن، للإعلاميين من مصورين ومراسلين، ومنع إدخال الكاميرات داخل المسجد الأقصى، كل ذلك لحجب المعلومة والخبر عما يتعرض له المسجد الأقصى، مع العلم أن السياح الأجانب والمجموعات اليهودية تقوم بإدخال الكاميرات والتصوير دون معوقات.

هـ : شبكة من الحفريات والأنفاق :
قامت المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية وما زالت بأعمال حفريات وتنقيب وحفر أنفاق منذ اليوم الأول للإحتلال وحتى اليوم، تحت المسجد الأقصى المبارك وفي محيطه القريب، حتى تشكلت الآن شبكة من الأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه القريب، بعض هذه الحفريات والأنفاق معروفة، والكثير منها لا يعرف مسارها وحجمها الحقيقي، إلا أن القرائن تشير الى أن هذه الأنفاق والحفريات وصلت الى منطقة الكأس في المسجد الأقصى المبارك ما بين الجامع القبلي المسقوف وبين قبة الصخرة المشرفة، وفي الآونة الأخير تكثفت أعمال الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي المحيط القريب منه.

و: تهويد محيط الأقصى :
تسعى المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية الى تهويد المحيط القريب من المسجد الأقصى المبارك وجعله نقاط إنطلاق لإعتداء مباشر على المسجد الأقصى المبارك، وأبرز المظاهر والإجراءات التهويدية كالتالي :

- إحاطة المسجد الأقصى المبارك بنحو مائة كنيس يهودي، وبأبنية وقباب عالية تهدف الى محاولة حجب رؤية قبة الصخرة باعتبارها أحد المعالم الإسلامية البارزة في القدس، هذا الكنس اليهودية لا يبعد بعضها سوى عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى، وترتبط مع شبكة الأنفاق تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك .

- إقرار مخطط إسرائيلي والشروع بتنفيذه يقضي بإحاطة المسجد الأقصى بسبع حدائق توراتية تحت مسمى حدائق وبساتين ومتنزهات عامة.

- الشروع بأعمال تهويد لأسوار البلدة القديمة والبوابات والمواقع الأثرية الإسلامية والعربية، تحت مسمى الترميم والتصليح، والهدف الحقيقي هو طمس المعالم الإسلامية والعربية التاريخية والحضارية في القدس وحول المسجد الأقصى المبارك.

- تواصل وتصاعد الحفريات تحت بيوت أهل القدس في البلدة القديمة، مما أدى الى تصدعات وتشققات واسعة في بيوتهم، تهدد الأهل في بعض الأحيان بترك المنزل خشية الانهيار، خاصة في المنطقة القريبة المحيطة بالمسجد الأقصى، والهدف تقليل الوجود الفلسطيني المقدسي المحيط بالمسجد الأقصى المبارك.

- الإستيلاء على عشرات العقارات المقدسية في البلدة القديمة بالقدس، خاصة تلك القريبة والملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، وتحويل هذه العقارات الفلسطينية المقدسية الى بؤر استيطانية تشكل خطراً مباشراً على المسجد الأقصى المبارك.

- تصعيد هدم البيوت المقدسية في البلدة القديمة بالقدس وفي الأحياء الملاصقة والقريبة من المسجد الأقصى، وحملات إخطارات هدم مئات البيوت الفلسطينية، بهدف تطويق المسجد الأقصى بطوق استيطاني، وإقامة حدائق توراتية فوق الأرض، ترتبط بشبكة أنفاق تمتد في البلدة القديمة بالقدس والى الأحياء المجاورة، خاصة في منطقة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة الى الحفريات الإسرائيلية في هذا المناطق، بهدف تشكيل مدينة يهودية دينية سياحية تحتية، كل ذلك يهدف الى عمليات تطهير عرقي تؤدي الى عزل المسجد الأقصى عن المحيط الفلسطيني الملاصق والقريب، والذي يعتبر خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك.

- تكثيف التواجد اليهودي والسياحي في المحيط القريب من المسجد الأقصى المبارك، عبر خطة ممنهجة ومدروسة لضرب الإقتصاد المقدسي ولتقليل التواجد الفلسطيني، يترافق كل ذلك بحملات إعلانية وإعلامية تضليلية لتاريخ عبري موهوم في القدس، يشمل تغيير الأسماء والمسميات، وترصد لهذه الحملات ميزانيات ضخمة جداً.

من يطفىء الحريق :

إن كل ما ذكر هو محاور مجملة لما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، وكل محور فيه من التفصيلات الكثير، وواضح في الرؤية الشاملة أن هناك مخططاً إستراتيجياً تقوده المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية، تسعى من خلاله الى تحقيقه بالتدريج، ولكن من الملاحظ أن المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية باتت اليوم تسارع الزمن لتحقيق هذا المخطط الذي يتركز في محورين او مرحلتين، الأول تقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، وهو هدف مرحلي مؤقت، تسعى المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية من خلاله الى تحقيق الهدف الثاني وهو بناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، والمؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية اليوم ترصد كل إمكانياتها المالية والمادية واللوجستية والتخطيطية والإعلامية والسياسية لتنفيذ هذا المخطط بحسب مقولة ابن غوريون ' لا قيمة لإسرائيل دون القدس، ولا قيمة للقدس دون الهيكل '.

ولقد بات المسجد الأقصى المبارك اليوم في خطر شديد ومباشر، وكل يوم يمر يزداد ويتصاعد هذا الخطر على المسجد الأقصى المبارك، مما يقتضي وضع خطة إستراتيجة مرحلية وأخرى بعيدة المدى على مستوى الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني لمواجهة المخططات الإسرائيلية، ورصد كل الإمكانيات والآليات والميزانيات لإنقاذ المسجد الأقصى من خطر الهدم او التقسيم او بناء هيكل أسطوري مزعوم، مؤكدين أن المسجد الأقصى المبارك بكل مساحاته وساحاته وأبنيته وأروقته، ما فوق الأرض وما تحت الأرض، هو حق خالص للإسلام والمسلمين وليس لغيرهم فيه حق ولو بذرة تراب واحدة.

وفي هذا التقرير نضع الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني في واقع حال المسجد الأقصى المبارك، ونضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه المسجد الأقصى، مذكرين أن المسجد الأقصى والحفاظ عليه وإنقاذه أمانة في أعناق الجميع على مستوى الحكام والشعوب، وعلى المستوى الرسمي والشعبي، والمسجد الأقصى ينتظر من الأمة جمعاء العمل الجاد والفوري لإنقاذه اليوم قبل غد.

ملف القدس:
http://www.malaf.info/?page=ShowDeta...iles&CatId=264