الحرف الأول :أنْ المفتوحة الخفيفة :

وهي حرفٌ أصيلٌ ،كما قال المراديُ[1]، و ليست مخففةً من الثقيلةِ ،والدليلُ على أصالتها أنَّها لا تعملُ بخلافِ المخففةِ، فهي عاملةٌ عند جمهور النحاة، وقد نظم معانيها في هذين البيتين:
وأقسام أن مفتوحة مصــدرية وزائدة، أو مثل أي، ومخففه
ومعنى لـئلا، ثم لا، ثم إذ، حكوا وجازمة أيضا، فخذها بمعرفه

وحديثنا عن الزائدة منها ،فقد ذكر النحاة مواضعَ مضبوطةَ لزيادتها وهي :

1. بعد لمّـا التوقيتية[2]:

وصفَ ابنُ هشامٍ زيادتَها في هذا الموضعِ بـ(الأكثرِ )[3]فيما وصفَ المراديُّ والمالقيُّ تلك الزيادةَ بالاطرادِ([4])ومن ذلك قولُه تعالى:(وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ)[5]

فقد زيدت أنْ بعد لما الشرطية غير الجازمة، والتقدير :(لما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم )
2. أن تقع ببن لو المسبوقة بفعل القسم مذكوراكقول الشاعر[6] :

فَأُقسِمُ أَن لَوِ اِلتَقَينا وَأَنتُمُ لَكانَ لَكُم يَومٌ مِنَ الشَرِّ مُظلِمُ

زيدت أن بعد فعل القسم المذكور ولو الشرطية غير الجازمة ،وهو قولُ سيبويهِ وابنُ عصفور يرى أنَّها حرفٌ جيء به لربط الجواب بالقسم[7]، ويبعده أنَّ الأكثرَ تركُها في كلامِ العربِ، وحروفُ الربطِ لا تحذف[8].
أو متروكا مثل قول الشاعر [9]:

أما والله أن لو كنت حرّا وما بالحرّ أنت ولا العتيق
فقد زيدت أنْ المخففةُ بعد فعلِ القسمِ المحذوفِ ولو الشرطيةِ غيرِ الجازمةِ، وهو كثيٌر في كلام ِ العربِ.
3. أن تقع بين الكاف و مخفوضها:
وقد وصفه ابن هشام بالنادرِ ومثَّلَ له بقولِ أرقمَ اليشكريِّ[10] :

و يوماً تُوافينا بوجه مقسمٍ كأنْ ظِبْيةٍ تعْطُوْ إلى وارِقِ السَّلَم

في روايةِ جرِّ ظبيةٍ[11] فقد زيدَتْ أنْ المخففةُ بين حرفِ الجرِ الكاف وبين مجرورِه ظبيةٍ، وهذا نادرٌ لأنَّ شواهدَه قليلةٌ، وللبيت رواياتٌ كثيرةٌ ،ويحتملُ أنْ تكونَ روايةُ الجرِ من وهم الرواة ،أو من تصحيف المصحفين، فانساق َوراءَها النحاةُ معللين ومحتجين .
4.بـعـــد إذا :ومنه قول الشاعر أوس بن حجر[12] :

فأَمهله حتى إذا أَنْ كأنهُ مُعاطِي يدٍ في لُجَّةِ الماء غامِرُ
زيدتْ أن المخففةُ بعد إذا ولم يذكرْه صاحبُ الجنى ولا صاحب رصف المباني ،وهذا مستغربٌ فالموضعُ مشهورٌ معروفٌ لكنَّ صاحبَ المعجمِ الوافي ذكرَه [13]


معاني زيادة أن :
التوكيد[14]:لا تنصرف زيادة أنْ لغير التوكيد، كما صَّرحَ ابنُ هشامٍ، وجزم بذلك يقول :( ولا معنى لـ أن الزائدة غيرُ التوكيدِ كسائر ِالزوائدِ. )[15]ذكرَ ذلك في معرضِ رأي للزمخشري ذكره ابن حيَّان في أنَّها تفيدُ معنىً آخرَ زائداً على التوكيد.

[1]
-الجنى الداني في حروف المعاني-المرادي 221

[2]
مغني اللبيب ص(50). الجنى الداني في حروف المعاني-المرادي 221 . المعجم الوافي في أدوات النحو ص( 78)رصف المباني ص 116 البرهان في علوم القرآن ج4 ص 227 الأزهية في علم الحروف ص68

[3]
-مغني البيب المعجم الوافي في أدوات النحو ص( 78)

[4]
-ينظر الجنى الداني ص( 221 ) رصف المباني المالقي ص( 116)

[5]
-(وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ } العنكبوت 33

[6]
-المسيب بن علس وهو من شواهد الكتاب سيبويه باب الأفعال في القسم ص ( 107 ) و مغني اللبيب ص50 وخزانة و الأدب ج10ص 80

[7]
الجنى الداني ص222

[8]
مغني اللبيب ص 51.50

[9]
- من شواهد خزانة الادب للبغدادي ج10ص82 وقد أورده عن طريق الفراء رواية له عن امرأة أعرابية مجهولة والإنصاف في مسائل الخلاف ص164

[10]
- مغني اللبيب ص 51.أوضح المسالك ج1ص 377. المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 399 شرح قطر الندى ص 284

[11]
-روي البيت بضم ظبية على أن (كأن )مخففة وعاملة و بنصب (ظبية)على أنها اسم كأن وخبرها جملة تعطو كما رويت مرفوعة

[12]
- مغني اللبيب ص 51

[13]
المعجم الوافي ص 78

[14]
الجنى الداني ص222 مغني اللبيب ص52

[15]
مغني اللبيب ص52