تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: سؤال عن صحة رواية في كتاب الجليس والأنيس لابن المعافى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي سؤال عن صحة رواية في كتاب الجليس والأنيس لابن المعافى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
    إخوتي وأخواتي الكرام،
    قرأت في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان 2/317-319 ترجمة زفر بن الهذيل ( حكى المعافى بن زكريا في كتاب الجليس والأنيس عن عبد الرحمن ابن مغراء قال جاء رجل إلى أبي حنيفة..إلخ )

    ولما رجعت الى المصدر كتاب الجليس والأنيس لابن المعافى وجدت الآتي (حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن أيوب بن زاذان القربي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد التميمي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن معري، قال: جاء رجل إلى أبي حنيفة، فقال: إني شربت البارحة نبيذاً فلا أدري طلقت امرأتي أم لا، قال: المرأة امرأتك حتى تستيقن أنك طلقتها، ثم أتى سفيان الثوري فقال: يا أبا عبد الله! إني شربت البارحة نبيذاً فلا أدري طلقت امرأتي أم لا، قال: اذهب فراجعها فإن كنت قد طلقتها فقد راجعتها وإن لم تك طلقتها لم تضرك المراجعة شيئاً، ثم أتى شريك بن عبد الله، فقال: يا أبا عبد الله! إني شربت البارحة نبيذاً ولا أدري طلقت امرأتي أم لا، قال: اذهب فطلقها ثم راجعها، ثم أتى زفر بن الهذيل، فقال: يا أبا الهذيل! إني شربت البارحة نبيذاً ولا أدري طلقت امرأتي أم لا، قال: سألت غيري؟ قال: أبا حنيفة، قال: فما قال لك؟ قال: المرأة امرأتك حتى تستيقن أنك قد طلقتها، قال: الصواب قال، قال: فهل سألت غيره؟ قال: سفيان الثوري، قال: فما قال لك؟ قال: اذهب فراجعها فإن كنت قد طلقتها فقد راجعتها وإن لم تك طلقتها لم تضرك المراجعة شيئاً، قال: ما أحسن ما قال! قال: فهل سألت غيره؟ قال: شريك بن عبد الله، قال: فما قال لك؟ قال: اذهب فطلقها ثم راجعها، فضحك زفر وقال: لأضربن لك مثلاً، رجل مر بمثغب يسيل فأصاب ثوبه، قال لك أبو حنيفة: ثوبك طاهر وصلاتك تامة حتى تستيقن أمر الماء، وقال لك سفيان: اغسله فإن يك نجساً فقد طهر، وإن يك نظيفاً زاد نظافة، وقال لك شريك: اذهب فبل عليه ثم اغسله..)

    وسؤالي ما مدى صحت هذه الرواية؟

    وهل هذا السند صحيح؟

    وهل عندما يترضى الثقة على شخص يعد توثيقا لحال ذلك الشخص؟

    وشكرا لإفادتكم

  2. #2

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
    أما بعد:
    هذا القصة أخرجها المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" (1/504-ط.عالم الكتب).
    وهذا إسنادٌ ضعيفٌ جدًا:
    عبد الله بن أيوب بن زاذان القِرَبِيُّ، قال عنه الدارقطني - كما في "سؤالات الحاكم" (ص123/رقم125): [متروك].
    ووالد المعافى هو: زكريا بن يحيى بن حميد، ذكره الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/481-ط.بشار)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولم يذكر عنه روايًا إلا المعافى.
    وترضي المعافى على أبيه لا يعتبر توثيقًا له.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    شكرا لك أخي الفاضل

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    واسمح لي أيضا بسؤال:

    (أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا أبي قال قال لي أبو الحسين بن عياش اجتمعت في أيام المتقي اسحاقات كثيرة فانسحقت خلافة بني العباس..)

    يبدو لي ان علي بن ابي علي البصري من شيوخ الخطيب البغدادي فقد بحثت عن ترجمته ولم أجدها، فهلا أفدتني..وكذلك أبيه وأبو الحسين بن عياش شاكرا لك المساعدة..

  5. #5

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
    أما بعد:
    علي بن أبي علي البصري، هو: علي بن الْمُحَسِّن بن علي بن محمد بن أبي الفَهْم، أبو القاسم، التنوخي.
    قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/604-605/ط.بشار) : [وكان قد قبلت شهادته عند الحكام في حداثته، ولم يزل على ذلك مقبولاً إلى آخر عمره، وكان متحفظًا في الشهادة، محتاطًا، صدوقًا في الحديث، وتقلد قضاء نواحٍ عدة منها: المدائن وأعمالها، ودرزيجان، والبَرَدان، وقِرْمِيسين].
    وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (17/649)، فقال: [القاضي، العالم، المعمر].

    وأبوه: هو الْمُحَسِّن بن علي بن محمد بن أبي الفَهْم، أبو علي، التنوخي.
    قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (15/199-ط.بشار) : [وكان سماعه صحيحًا وكان أديبًا شاعرًا إخباريًا].
    وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (16/524-525)، فقال: [القاضي، العلامة، ...، البصري، الأديب، صاحب التصانيف].

    وأبو الحسين بن عياش، هو: عبد الله بن أحمد بن عياش، القاضي.
    هكذا ذكره ووصفه أبو علي التنوخي في عدة أسانيد. انظر على سبيل المثال: "تاريخ بغداد" (6/615-ط.بشار).

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    شكرا لك أستاذي الفاضل ونفعنا الله بعلمك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    وأبو الحسين بن عياش، هو: عبد الله بن أحمد بن عياش، القاضي.
    هكذا ذكره ووصفه أبو علي التنوخي في عدة أسانيد. انظر على سبيل المثال: "تاريخ بغداد" (6/615-ط.بشار).
    وهل هذا الوصف يدل على شئ؟ الوثاقة مثلا أو الحسن أو أن يكون مقبول الحديث؟؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    يرفع،،
    المشاركة رقم7 نرجوا الإجابة على السؤال

    وشكرا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    قد يدل وصف أحد الرواة بكونه قاض على المكانة والهيئة والعدالة من وجه.
    لكنه لا يدل على الضبط. وهو شرط من شروط قبول الرواية.
    فقد يكون الراوي قاضيا وليس بحافظ أو طرأ عليه ذلك، كما هو الحال في شريك بن عبد الله القاضي، اختلط بعد توليه القضاء؛ فلم تقبل رواية مَنْ سمع منه بعد ما جدَّ عليه.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    أشكرك أستاذي الكريم عبدالله المشرف الموقر،
    ولكن ماذا نعتبر في الخلاصة درجة هذا السند:

    ( أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا أبي قال قال لي أبو الحسين بن عياش... )
    فهل يعتبر حسنا أو مقبولا أو صحيحا باعتبار أن أبو الحسين روى عنه أبو علي التنوخي واصفا إياه بالقاضي في عدة أسانيد...؟

    والسؤال الآخر ما معنى وكان سماعه صحيحا هنا؟:

    وأبوه: هو الْمُحَسِّن بن علي بن محمد بن أبي الفَهْم، أبو علي، التنوخي.
    قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (15/199-ط.بشار) : [وكان سماعه صحيحًا وكان أديبًا شاعرًا إخباريًا].

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم سائل مشاهدة المشاركة
    أشكرك أستاذي الكريم عبدالله المشرف الموقر،
    ولكن ماذا نعتبر في الخلاصة درجة هذا السند:

    ( أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا أبي قال قال لي أبو الحسين بن عياش... )
    فهل يعتبر حسنا أو مقبولا أو صحيحا باعتبار أن أبو الحسين روى عنه أبو علي التنوخي واصفا إياه بالقاضي في عدة أسانيد...؟
    وإياك أخي الكريم.
    بالنسبة للحكم على هذا السند فستحتاج إلى أن تنظر إلى تلميذ علي بن أبي علي، ودرجة توثيقه وسماعه من علي هذا.
    (أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا أبي قال قال لي أبو الحسين بن عياش...)
    فإنك تحتاج إلى توثيق (علي بن أبي علي) وقد تمَّ، ثم توثيق والده، وقد تم.
    ولا تحتاج إلى توثيق "أبي الحسن بن عياش" إذ إنه صاحب القول...
    لكن حداني إلى إجابتك سابقا في قولك هل مثل هذا الوصف يقتضي تعديلا أو تجريحًا= فأجبتك عنه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي مشاهدة المشاركة
    ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين أن المحقق يحكم على رجال السند حتى على المتكلم نفسه !!

    فيأتي إلى سند صحيح متصل إلى الواقدي من قول الواقدي نفسه، فيقول: السند ضعيف جدا لأن الواقدي متهم !
    ويأتي إلى سند لا مغمز فيه إلى الكلبي من قول الكلبي نفسه، فيقول: لا يصح؛ لأن الكلبي متروك !
    ويأتي إلى سند إلى ابن إسحاق من قوله فيقول: إسناده حسن للخلاف في ابن إسحاق !

    ومثل هذا كثير جدا.
    وراجع هذا الرابط ففيه الفائدة السابقة حول ذلك. هنـــا
    نحتاج إلى توثيق أبي الحسين إذا كان راويا متحمِّلا في السند كأن تكون هناك بقية في سلسلة السند. مثل:
    (قال لي أبو الحسين بن عياش: حدثنا فلان عن فلان...)
    في مثل هذه الحال فوصفه بـ"القاضي" لا يعد شيئا في ميزان النقد، فلم يذكر مترجموه جرحا ولا تعديلا، وإن كان قاضيا، فنتنزل أنه من "أهل الفضل والصلاح" يتبقى علينا أن نبحث عن حفظه وعن سماعه من شيخه الناقل عنه، وأمورًا بحثُها في شرط قبول الرواية..
    بالنسبة لقولك: "وكان سماعه صحيحا".
    صحة السماع المقصودة: صحة تلقي الطالب عن الشيخِ مروياتِه.
    والسماع إحدى طرق تحمل الحديث ونقله، والتحديد بسن الخامسة هو الذي استقر عليه عمل أهل الحديث المتأخرين فيكتبون لابن خمس فصاعدا ( سمع ) ولمن لم يبلغ خمسا ( حضر أو : أحضر ).
    وقد اتُّهم بعض الرواة ببطلان سماعهم عن مشايخ زعموا السماع منهم، فكان التقييد بصحة السماع من عدمه أولوية حتمية، وقد أكثر المتأخرون من استخدام هذه العبارة.
    فائدة:
    لكل كتاب من الكتب المروية بالإسناد، طبقاتُ سماع، وقد تكون في أول الكتاب أو آخره - بحسب الصفحات الفارغة في الكتاب المنسوخ- فيعمد الطالب إلى مثل تلك الأماكن فيسجل اسمه فيها ضمن جماعة من الطلبة. ثم يقوم الشيخ بالتوقيع بصحة ذلك بأن يكتب: صحيح؛ وكتب ذلك فلان.
    ثم يتناقله الطلبة جيلا بعد جيل بنفس الأسلوب، فالطالب الأول يُسْمع تلميذه وهكذا.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    سررت بردودك عزيزي المشرف عبدالله،

    تقول عزيزي:
    بالنسبة للحكم على هذا السند فستحتاج إلى أن تنظر إلى تلميذ علي بن أبي علي، ودرجة توثيقه وسماعه من علي هذا.
    (أخبرنا علي بن أبي علي البصري حدثنا أبي قال قال لي أبو الحسين بن عياش...)
    هو الخطيب البغدادي وهذا الكلام من تاريخ بغداد 6/49.. فإذا تلميذه ثقة، وعليه أنا أفهم منك أستاذي المشرف أن سند هذه الحكاية رجاله ثقات.. ولكن كيف عرفنا أن أبو علي التنوخي تمت وثاقته؟


    نحتاج إلى توثيق أبي الحسين إذا كان راويا متحمِّلا في السند كأن تكون هناك بقية في سلسلة السند. مثل:
    (قال لي أبو الحسين بن عياش: حدثنا فلان عن فلان...)
    في مثل هذه الحال فوصفه بـ"القاضي" لا يعد شيئا في ميزان النقد، فلم يذكر مترجموه جرحا ولا تعديلا، وإن كان قاضيا، فنتنزل أنه من "أهل الفضل والصلاح" يتبقى علينا أن نبحث عن حفظه وعن سماعه من شيخه الناقل عنه، وأمورًا بحثُها في شرط قبول الرواية..
    وصلت الفكرة مشكورا

    بالنسبة لقولك: "وكان سماعه صحيحا".
    صحة السماع المقصودة: صحة تلقي الطالب عن الشيخِ مروياتِه.
    والسماع إحدى طرق تحمل الحديث ونقله، والتحديد بسن الخامسة هو الذي استقر عليه عمل أهل الحديث المتأخرين فيكتبون لابن خمس فصاعدا ( سمع ) ولمن لم يبلغ خمسا ( حضر أو : أحضر ).
    وقد اتُّهم بعض الرواة ببطلان سماعهم عن مشايخ زعموا السماع منهم، فكان التقييد بصحة السماع من عدمه أولوية حتمية، وقد أكثر المتأخرون من استخدام هذه العبارة.
    فهمت وشكرا

    فائدة:
    لكل كتاب من الكتب المروية بالإسناد، طبقاتُ سماع، وقد تكون في أول الكتاب أو آخره - بحسب الصفحات الفارغة في الكتاب المنسوخ- فيعمد الطالب إلى مثل تلك الأماكن فيسجل اسمه فيها ضمن جماعة من الطلبة. ثم يقوم الشيخ بالتوقيع بصحة ذلك بأن يكتب: صحيح؛ وكتب ذلك فلان.
    ثم يتناقله الطلبة جيلا بعد جيل بنفس الأسلوب، فالطالب الأول يُسْمع تلميذه وهكذا.
    أفادك الله تعالى بعلمه كما أفدتني أنت أخي الكريم،،

    واعتذر لك يبدوا أني كثير السؤال، فلا تلمني على جهلي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم سائل مشاهدة المشاركة
    وعليه أنا أفهم منك أستاذي المشرف أن سند هذه الحكاية رجاله ثقات.. ولكن كيف عرفنا أن أبو علي التنوخي تمت وثاقته؟
    قولك "رجاله ثقات"؛ لا يعد حكما على الحكاية المذكورة. وقد نبه على ذلك الشيخ الألباني رحمه الله. إذ لا يفهم من تلك العبارة سوى توثيق الرواة في أنفسهم، بقطع النظر عن اتصال السند. فقد يحكم بعض الناس على خبر ما أنه "رجاله ثقات" وربما غفل عن انقطاع بين راو وآخر، ويكثر الهيثمي رحمه الله في كتابه مجمع الزوائد من قوله: رجاله ثقات. أو موثقون أو نحو ذلك.

    فالحكم على الحديث: يكون بالنظر في الرواة وحالهم جرحا وتعديلا، ثم النظر في سماعهم ممَّن رووا عنهم، والنظر في علله، ثم تطبيق مصطلحات الحديث على ما يفرزه حال الرواة وسماعهم والنظر في العلل= على ذلك الخبر.
    فتقول: سند صحيح، سند حسن، حسن لغيره، سند ضعيف. ونحو ذلك.

    فأبو علي المحسن القاضي التنوخي عالم مشهور، فيلتمس من كلمة الذهبي: "العلامة" نوع توثيق له.
    أما علي؛ فقد قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء (17 / 650):
    قال الخطيب : كان متحفظا في الشهادة، عند الحكام، صدوقا في الحديث، تقلد قضاء المدائن، وقرميسين، والبردان.
    وقال أبو الفضل بن خيرون: قيل: كان رأيه الرفض والاعتزال.
    وقال شجاع الذهلي: كان يتشيع، ويذهب إلى الاعتزال.
    قلت (الذهبي): نشأ في الدولة البويهية، وأرجاؤها طافحة بهاتين البدعتين".

    وأقول يصعب في الأزمنة المتأخرة بعد طليعة الثلاثمائة الهجرية الحصول على ترجمات لأهل تلك الفترة بحيث تكون وافية لبعض المترجمين، وتوثيقهم من الصعوبة بمكان، وقد لا تجد له ترجمة أصلا بعد البحث المضني السنين الطوال.

    لفتة: الخبر في كتاب "نشوار المحاضرة" للتنوخي نفسه والد علي. وعليه فيكون صحيحا إن شاء الله. فليس ثمت واسطة سواه، وقد صح ذلك في كتابه.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    اسمحوا لي أن أحشر نفسي في زمرتكم، وأن أدلو بدلوي معكم _ واعذروني على التطفل _؛ فأقول:

    * أما أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي؛ فقد كان من رواة الحديث ومقرئيه، وقد حظي بآخذين عنه كثر وأسماؤهم لامعة معروفة لا يدل أخذ هؤلاء عن مثله إلا علو منزلته ومكانته في الحديث. بل أن شيوخه لأنهم أكبر دليل على مكانته. فالرجل ثقة.
    وما قيل عنه في رأيه فلا أظنه يصدق أو يصح، فالرجل معروف بسلامته وحسن سريرته، يكفي أن ترى مكانة أشياخه، ومكانة تلامذته أيضا.
    ثم هو رحمه الله من روى كتاب (الأشربة) للإمام أحمد رحمه الله.

    * أما والده أبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي، فمحله الثقة والصدق، فرواياته مستقيمة سليمة، وما عرف له جرح قادح أو غير قادح، وقد حظي بأشياخ كبار مشهورين.
    بل كان يعد في وقته قاضي القضاة، فقد كان يستخلف القضاة في البلدان، وهذا يدل على علو منزلته ومكانته رحمه الله.
    له كتاب (نسب تنوخ) حدث به ولده أبو القاسم، وهذا الكتاب له مكانة عظيمة عند العلماء، فقد كانوا يثقون بما كتب فيه، منهم العلامة ابن ماكولا.

    فائدة: روى ابن عساكر في (تاريخ دمشق) قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، نا أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد من حفظه وأصله عدة دفعات؛ وقريء عليه وأنا أسمع مراراً؛ وكان يُسأل عن هذا الحديث...
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    أشكر لكما هذه المداخلات القيمة أساتذتي،،

    تقول أخي المشرف عبدالله:

    لفتة: الخبر في كتاب "نشوار المحاضرة" للتنوخي نفسه والد علي. وعليه فيكون صحيحا إن شاء الله. فليس ثمت واسطة سواه، وقد صح ذلك في كتابه.
    لقد رجعت للمصدر ورأيت هذا السند فيه ( أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا علي بن أبي علي البصري، قال حدثني أبي، قال: قال لي أبو الحسين بن عياش)

    كنت أعتقد أنه إذا كان الكتاب للراوي وهنا يجب أن يكون للقاضي التنوخي ( أبوعلي)، فعليه يجب أن يكون السند هكذا ( قال لي أبو الحسين بن عياش..ويذكر الحكاية) باعتبار أننا نعلم أن الكتاب له نفسه. ولكن من الذي قال أخبرنا القزاز؟؟

    وأشكر الأخ السكران التميمي على هذه المداخلة القيمة


  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم سائل مشاهدة المشاركة
    لقد رجعت للمصدر ورأيت هذا السند فيه ( أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: أخبرنا علي بن أبي علي البصري، قال حدثني أبي، قال: قال لي أبو الحسين بن عياش)
    لعلك رجعت إلى ما في المصادر الألكترونية، والكتاب المطبوع بعيد عني.
    بالنسبة لكتاب نشوار المحاضرة، هو كتاب، وينقل بالإجازة أو المناولة، فطالما أنه ثابت في أصل الكتاب، فالنظر إلى سند الكتاب فيه بعض ترخص.
    وبالنسبة لصورة ما رأيت في الكتاب - إن كانت كذلك في المطبوع- فهذه طريقة معمول بها عند رواة الكتب خاصة العتيقة المغرقة في القدم= أنه إذا مر به جملة من الموضوعات أو الأحاديث أعاد سند روايته مرة أخرى، ربما يكون بسبب تعدد المجالس التي يقرأ فيها الكتاب أو ينسخ أو نحو ذلك.
    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    6,048

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علم سائل مشاهدة المشاركة
    "ولكن من الذي قال أخبرنا القزاز؟؟"
    يظهر مثل ذلك حال العثور على النسخ الخطية للكتاب، أو العثور على مقدمة المحقق فقد تكون الإشارة فيها، وقد لا، وهذا كثير في المخطوطات، يكون في بدايتها: أخبرنا فلان، ولا يعرف القائل.

    وآفة العقلِ الهوى ، فمن علا *** على هواه عقله ، فقد نجا
    ابن دريد

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: مدى صحة هذه الرواية

    نعم، هذا الكتاب الذي امتلكته إلكتروني...

    شكرا لك استاذي على ما افدتنا به

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •