أخي الشيخ عدنان : نقلتم أن عليًا رضي الله عنه قال فيهم : (إخواننا بغوا علينا) . والصواب أنه قال هذا في أهل الجمل ، أما الخوارج فقال عنهم : ( قوم بغوا علينا ) . وقد حقق الروايات : الشيخ عبدالمالك رمضاني في كتابه : " تخليص العباد .. " ص 342-344 .
أخي الشيخ عدنان : نقلتم أن عليًا رضي الله عنه قال فيهم : (إخواننا بغوا علينا) . والصواب أنه قال هذا في أهل الجمل ، أما الخوارج فقال عنهم : ( قوم بغوا علينا ) . وقد حقق الروايات : الشيخ عبدالمالك رمضاني في كتابه : " تخليص العباد .. " ص 342-344 .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
صدر حديثاً كتاب ( الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري) 4مجلدات
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2024
أعتذر للأخوة جميعًا عن تأخر ردِّي لقلَّة دخولي للشبكة، فجزاهم الله خيرًا على الإفادة والتفاعل.
ونعود للمسألة فيُقال: لسائل أن يقول : ما عِلَّة تكفيرهم؟ أقصد الخارجين على سلطان المسلمين بالقتال، دون اعتقاد المبتدعات، كخلق القرآن، وتكفير أهل المعاصي...
لا شكَّ أنَّهم باغون معتدون، متنكبون عن أمر الشَّارع، وهدي الإسلام وسبيل المؤمنين، وسُنَّة رسول الله = لكن لمَ يكفرون؟
ألأجل استحلالهم دماء المسلمين بتأوِّلٍ؟ أم لعصيانهم ولي أمر المسلمين وخلع الطاعة عنه؟
والمسألة من المهم تحرير القول فيها، لابتلاء الناس بها في هذه الأزمان؛ إذ ينبني على تكفيرهم ترك الصَّلاة عليهم، والترحم عليهم -حال ترك الاختيار-، ودفنهم في مدافن المسلمين، ومعاملتهم كالمرتدين... الخ.
وحمل مفهوم النُّصوص الواردة فيهم على بعض ما يظهر من معانيها يمكن فعل مثله على النصوص التي قد جاءت في سائر أهل المعاصي، من نفي الإيمان عنهم، أوالحكم بالنار لهم، أو... مما بعض وجوه ظاهره الحكم بكفرهم.
الكتاب لا أعرفه ولا مضمونه، فشكر الله لكم هذه المشاركة وبارك لكم هذه الفائدة.
لكن المقصود أنَّ من تلكم النُّقول الأثريَّة عن أعرف الناس بهم أنَّ عليًّا نفى عنهم الكفر والنفاق حيث سُئِلَ عن ذلك، سواء سمَّاهم إخوانًا أوقومًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد,
عمدة الشيخ ابن باز رحمه الله في تكفير الخوارج هو قوله صلى الله عليه وسلم: " يَمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السَهْم منَ الرَّميَّةِ، ثم لا يعودون فيه حتى يعودَ السهم إلى فوقه ". صحيح البخاري برقم 7396
فلفظة " ثم لا يعودون فيه " وما ورد في معناها هي دليل الشيخ رحمه الله في تكفيرهم وهو قول وجيه والله أعلم بالصواب.
جاء في الفتح من قول الحافظ ابن حجر:
وفيه ” يتركون الإسلام وراء ظهورهم ” وجعل يديه وراء ظهره، وفي رواية أبي إسحاق مولى بني هاشم عن أبي سعيد في آخر الحديث ” لا يتعلقون من الدين بشيء كما لا يتعلق بذلك السهم ” أخرجه الطبري، وفي حديث أنس عن أبي سعيد عند أحمد وأبي داود والطبري ” لا يرجعون إلى الإسلام حتى يرتد السهم إلى فوقه ” وجاء عن ابن عباس عند الطبري وأوله في ابن ماجه بسياق أوضح من هذا ولفظه ” سيخرج قوم من الإسلام خروج السهم من الرمية عرضت للرجال فرموها فانمرق سهم أحدهم منها فخرج فأتاه فنظر إليه فإذا هو لم يتعلق بنصله من الدم شيء، ثم نظر إلى القذذ فلم يره تعلق من الدم بشيء، فقال: إن كنت أصبت فإن بالريش والفوق شيئا من الدم، فنظر فلم ير شيئا تعلق بالريش والفوق، قال: كذلك يخرجون من الإسلام ” وفي رواية بلال بن بقطر عن أبي بكرة ” يأتيهم الشيطان من قبل دينهم ” وللحميدي وابن أبي عمر في مسنديهما من طريق أبي بكر مولى الأنصار عن علي ” إن ناسا يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه أبدا”.
[ كِتَاب اسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ وَالْمُعَانِدِي نَ وَقِتَالِهِم - باب مَنْ تَرَكَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ لِلتَّأَلُّفِ وَأَنْ لَا يَنْفِرَ النَّاسُ عَنْه ]
الخروج أوالمروق من الإسلام ليس لازمًا منه الكفر، فقد يخرجون من أحكامه وشرائعه وفقهه، ويبقى أصله معهم.
وهذا اللَّفظ وما في مثله لا يقلُّ عمَّا جاء به التَّعبير في معاصٍ أخرى، كقوله : (ليس منَّا) من فعل كذا وكذا.
قال الشَّيخ المفيد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وفقه الله إجابة على دلالة المروق على الخروج من الإسلام بالكليَّة: "الصَّواب أنَّه لا يدل على ذلك؛ لأنَّ المروق من الدِّين كما يمرق السَّهم من الرَّميَّة قد يكون مروقًا مع بقاء الأصل، وقد يكون مروقًا كاملًا فهو محتمِل".
ولو ضُمَّ هذا الاحتمال في دلالات التَّكفير لهم مع عدم وجود العِلَّة في تكفيرهم قوي ما رجَّحه الشيخ ابن تيميَّة، وهو ما كان يراه أخبر النَّاس بهم عليٌّ ررر.
وهذا كلُّه فيمن كان حاله كحال من أخبر عنهم رسول الله ، من قتالهم أهل الإسلام وودَعهم أهل الأوثان، لا من أتى بكفريات أخرى كخلق القرآن ونفي الرؤية ونفي الصِّفات ... الخ.
ونحو هذا قاله الشَّيخ المفيد صالح آل الشيخ فقال: "وأمَّا الخوارج الذين ظهروا بعد ذلك ولهم اعتقادات مختلفة فإن هؤلاء يعامل كل بحسب حاله".
وقال وفقه الله أيضًأ: "فإن الخوارج لا يحكم بكفرهم لأن عليا ررر سئل عنهم: أكفارٌ هم؟ فقال من الكفر فرُّوا.
وفي كفرهم روايتان عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، والمنصور من الرِّوَايتين أنَّه لا يطلق القول بتكفير الخوارج؛ لأنَّ الذين قاتلوا عليًّا ررر، وحصل منهم ما حصل مما هو معروف".
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في الضياء الشَّارق: "والشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفر الخوارج، كما أن أكثر أهل العلم لا يكفرونهم.
وقد سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الخوارج: أكفار هم؟ فقال: من الكفر فروا، فقال: منافقون؟ فقال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً، وهؤلاء يذكرون الله كثيراً -أو كلاماً نحو هذا.
فقول العراقي: (ومع كفرهم لم يكفرهم الصحابة ولا التابعون)، جهل عريض، وتناقض بين، وعدم معرفة بمقادير الصحابة وأهل العلم، فإنهم لو كانوا عند الصحابة كفاراً كفراً يخرج من الملة لكفرهم الصحابة والتابعون، فلما قام المانع من تكفيرهم أمسكوا عنه، وهم أعلم الأمة، وأعرفهم بالله، وبدينه، وأخشاهم له، فهذا الكلام ونحوه إنما هو في أهل الأهواء والبدع، كالخوارج وأشباههم من أهل البدع التي لم تخرجهم بدعتهم من الإسلام...".
وقال الإمام النَّووي رحمه الله: "ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه العلماء أنَّ الخوارج لا يكفرون".
وقال الكمال بن الهمام الحنفي وغيره: "وذهب بعض أهل الحديث إلى أنهم مرتدون لهم حكم المرتدين لقوله صلى الله عليه وسلم { يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...
قال ابن المنذر: "ولا أعلم أحدا وافق أهل الحديث على تكفيرهم".
وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء".
وفي نيل الأوطار: "وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فساق ، وأن حكم الإسلام يجري عليهم لتلفظهم بالشهادتين ومواظبتهم على أركان الإسلام ، وإنما فسقوا بتكفير المسلمين مستندين إلى تأويل فاسد ، وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم والشهادة عليهم بالكفر والشرك.
وقال الخطابي : أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام...".