السلام عليكم
رحم الله علماءنا الأعلام، فلقد خلطوا بين علم الموسيقى والنوتات والأوزان والموازير وبين علم المقامات.
فموضوع علم المقامات هو تقويم الصوت كما أن موضوع علم النحو هو تقويم اللسان من اللحن، وموضوع علم العروض تقويم الشعر من الكسر.
وهذا العلم إما يتأتى للشخص بالسليقة والطبع، كما تأتى للصحابة الكرام، فكانوا رضي الله عنهم يجيدون المقامات ويتغنون بها قبل الإسلام في حدائهم وشعرهم. وبعد مجيئ الإسلام قرؤوا القران بتلك الأصوات التي كانوا ينشدون بها حداءهم وشعرهم.
أو يأتي بعد رياضة وتمرين. حاله كحال علم النحو والعروض وغيرها من علوم العربية. أو أي من العلوم التي ابتدعت بعد عصر النبي والصحابة.
وأنت سلمك الله لو سألت هؤلاء العلماء أن يقرؤوا القران، لقرؤوه بأحد المقامات، ولن يحيدوا عنها قيد أنملة، إلا إذا نشزوا وصارت أصواتهم كصوت المذكور في سورة لقمان.
بل حتى في كلامنا العادي، فإنا نستخدم المقامات دون أن نشعر. كما أن بعض العوام قد يأتي بشعر في كلامه من دون أن يشعر.
ينتج إذا أن قول البعض: "قراءة القران بالمقامات حرام مطلقا" ليس بصواب. فليس في الدنيا شخص يقرأ القران من دون الإستعانة بالمقامات.
أما قولهم أن "تكلف القراءة بالمقامات لتحسين الصوت حرام" ففيه نظر. انظر جواب أبي موسى الأشعري حيث قال: لحبرته تحبيرا. وهذا عين التكلف. ولكن النبي لم يمنعه. ولقد قال في موضع آخر: ليس منا من لم يتغن بالقران.
وسبب هذه الفتاوى المتضاربة هو سوء الفهم. فما المقامات إلا أصواتا تخرج من الإنسان تعبر عن حالة من حالاته. فصوت الغضب يختلف عن صوت الحزن وهو يختلف عن صوت الفرح الذي يختلف عن صوت الفرح الممزوج بالغضب إلخ...
والموسيقي أخذ هذه الأوصوات وبنى عليها الات موسيقية وجعل هذه الالات تخرج أصواتا مشابهة إذا ضربت بشكل معين. وجعل أوزان معينة لكي تكون ضربات كل الالات متناسبة ومتناسقة فيما بينها كي يطرب الناس.
فما ذنب المقامات إذا أساء استخدامها نفر من الناس? فلم لا نحرم تعلم العروض إذا? ألم يسمع علماؤنا الأعلام بشعر أبي نواس? أما قرؤوا خمرياته وغلمانياته?وأبو نواس استعان بعلم العروض ليقيم شعره كما استعان الموسيقي بعلم المقامات ليطرب الناس
رحم الله من قال: الناس أعداء ما يجهلون.
والسلام