تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 31

الموضوع: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    .بسم الله الرحمان الرحيم


    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى ثم بعد:


    صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين

    إعداد:جمال البليدي
    -ستر الله عيوبه-

    كنت قد جمعت بحثا بعنوان(دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) على عجالة-كما ذكرت في المقدمة- وبينت فيه الأدلة على إثبات نزول رب العالمين في الثلث الأخير من الليل كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام ورددت على شبه الفلسفية السوفساطئية التي يرددها أهل الكلام مبارزين بذلك كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا بأحد الجهمية المشاغبين يكتب موضوعا بعنوان(دك حصون الحشوية وإثبات التزوير في موضوع دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين) يزعم فيه أنه يرد على موضوعي السابق لكن هيهات هيهات فالحق أبلج والباطل لجج ,ومن عادة أهل البدع أنهم لا يردون بعلم ولا بحجة إنما فقط سباب وكذب وخروج عن الموضوع فقد سود صفحات موضوعه بنقاط خارج البحث لم ولن يستطع أن يرد على حججي في إثبات نزول رب العالمين بل راح ينقل من هنا وهناك ويستغيث بكتب الكوثري وسعيد فودة ويطعن في علماء أهل السنة بالكذب تارة وبالتدليس أخرى, وحقيقة لم أستغرب من هذا فقد تعودنا على هذا من كبارئهم فضلا عن صغارهم ومقلديهم, وموضوعه هذا لم يزد موضوعي إلا قوة في الحجة والبيان فليته سكت لعله بذلك لا يشهر بموضوعي الذي دك حصونهم وكشف عوارهم وأبطل فلسفتهم وتناقضاتهم ورقصهم مابين محرف ومعطل لكن أبى الله إلا أن يظهر الحق على فلتات لسانه فمازاد موضوعي إلا قمعا لبدعهم وكشفا لباطلهم ,ورده علي لم يكن إلا سباب وخروج عن موضوع ولم يستطع أن يناقش أي نقطة من موضوعي ألبتة ,ولم يجد من يسعفه من كتب أشياخهم فراح ينقل عن كتاب(الأشاعرة أهل السنة) وعن كتب الكوثري مالا علاقة له بالبحث ليس إلا لغرض واحد وهو ملأ الصفحات وتكثير الجمل والحروفات .
    وهاهنا سأكشف لكم مدى تلبيسه وكذبه على أهل العلم ومدى تعصبه للرجال سائلا المولى عز وجل التوفيق والسداد والإخلاص والرشاد.






    1-خلطه بين المفرد والجمع وبين السلفية كمنهج والسلفية كأفراد:



    لقد افتتح ذاك الجهمي موضوعه بالطعن وسب أهل السنة ووصفه إياهم بالحشوية فكان عنوانه(دك حصون الحشوية), وهذا في حقيقة قد استغربت منه كثير لأنني فرد واحد وإن أخطأت فخطئي على نفسي فلِمَ يدخل أهل السنة كلهم في موضوعي(دك حصون المفترين)؟ويكتب موضوعه بصيغة الجمع(الحشوية)؟ هل هذا من الإنصاف والعدل؟ أم من الظلم والجور؟
    لذلك أقول وبالله وحده أصول: إنني لا أمثل إلا نفسي وإن أخطات فإن خطئي مردود علي ولا علاقة لخطئي بالسلفية الذي سماها هذا المتسول بالحشوية بل السلفية نهج معصوم بخلاف المنتسبين إليها فإنهم بشر يصيبون ويخطئون فليعلم هذا جيدا فقد رأيت الرجل ينقل بعض أخطاء أهل السنة ويلزم السلفيين بها متناسيا أن السلفيين ليس لهم متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم لا يعتقدون العصمة في بشر كائنا كان إلا الأنبياء.
    قال في كتابه(الحجج السلفية في الرد على أراء ابن فرحان المالكي البدعية)

    ((عقيدة أهل السنة والجماعة السلفيين عقيدة موروثة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأهلها الجامعون للحق كله دون غيرهم؛ لأن سيماهم الاتباع والتحذير من الابتداع، فمعتقدهم هو معتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه – رضي الله عنهم – وليس لهم رأس وإنما إمامهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف غيرهم من الطوائف، فإن رأس الجهمية جهم بن صفوان الذي أخذ معتقده عن الجعد بن درهم، ورأس المعتزلة واصل بن عطاء، ورأس الأشاعرة أبو الحسن الأشعري، ورأس الماتريدية أبو منصور الماتريدي وهكذا… ، وبقي أهل السنة السلفيون هكذا يتوارثون معتقدهم جيلاً بعد جيل، وأمة بعد أمة، مصداقاً لما ثبت في الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس".)) انتهى كلامه.


    2-حول مصطلح الحشوية والوهابية:


    من سنن‎ ‎الله الجارية في خلقه، أنه‎ –‎تعالى- ما‏‎ ‎أرسل نبيًا إلا وعاداه ‏قومه ونبذوه، وبالباطل لمزوه، مصداقًا لقوله‎: "‎وكذلك جعلنا لكل نبي‎ ‎عدوًا شياطين الإنس والجن‎ ‎يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ‏غرورًا‎".
    ولما أرسل محمدًا -صلى الله عليه‎ ‎وسلم- للخلق ليدعوهم إلى عبادة ‏الله وحده ويخرجهم من الظلمات إلى النور قال‎ ‎الكافرون: إنما يريد ‏محمد أن يفرق شملنا ويشتت جمعنا، وقالوا عنه: إنه ساحر، وإنه‎ ‎كاهن، ووصفوه بكل قبيح؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- فرق بين ‏الحق والباطل، ولكن‎ ‎الظالمين بآيات الله يجحدون‎.
    وهكذا أهل‎ ‎البدع والأهواء‎ –‎في كل زمان ومكان- يطعنون في كل من ‏يريد الإصلاح،‎ ‎وينبذونه بالألقاب السيئة، ويثيرون حوله الشبهات، ‏ويحذرون منه كي ينفروا الناس‎ ‎ويبعدوهم عنه.‏
    ومن جملة تلك التسميات المنفرة قولهم(حشوية-مشبهة-مجسمة-‏وهابية-باديسية) للتنفير عن أهل الحديث والطعن فيهم وانتقاصهم ‏‏,و(تلك الأسماء ليست مطابقة ‏لمسماها,بل هي من ‏جنس تسمية الأوثان((آلهة‎)) ‎‏و((أربابا)),وت مية ‏‏((مسيلمة الكذاب)) وأمثاله((أنبياء)) ‏‎: ‎‏((إِنْ ‏هِيَ‎ ‎إِلاَّ أَسْمَاءٌ ‏سَمَّيْتُمُوه ا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا‎ ‎مِن سُلْطَانٍ إِن ‏يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ‏الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ‎ ‎جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ‏الْهُدَى‎ )) ‎النجم23(2‏‎)‎.
    وهذا المصطلح إنما يطلقه أهل البدع عبر العصور على أهل السنة والجماعة فلكل قوم وارث
    قال أبو عبد الله : وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ‏ينسب إلى نوع الإلحاد‎ ‎والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا ‏بعين الحقارة‎ ‎ويسميها‎ ‎الحشوية‎ .
    معرفة علوم الحديث‎ (35)
    وجاء في طبقات الحنابلة (2|208) في وصف أهل‎ ‎الحديث‎
    ‎"‎وهي الفرقة الناجية والجماعة العادلة والطائفة‎ ‎المنصورة إلى يوم القيامة فهم أصحاب ‏الحديث والأثر والوالد السعيد تابعهم هم خلفاء‎ ‎الرسول وورثة علمه وسفرته بينه ‏وبين أمته بهم يلحق التالي وإليهم يرجع العالي‎ ‎وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال ‏وقائلو الزور والمحال أنهم مشبهة‎ ‎جهال ونسبوهم إلى الحشو والطغام‎ .
    ومن ذلك قول الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني لما سئل عن‎ ‎البخاري قال‎ : ‎ومن البخاري ؟! حشوي لا يعول عليه‎
    .
    سير أعلام النبلاء‎ (16|512)‎
    وحتى تكون على بينة من الأمر ، وتتضح لك: جلية الحال ، وتعرف المقصود بهذه ‏الألقـــاب والمسميات ، وتعرف قدمها ، فإني أتركك مع شيخ الإسلام ، الإمام ، ‏أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الشافعي (373-449 ) من علماء القرن ‏الرابع والخامس الهجري – رحمه الله – الذي قال عنه الإمام عبد الوهاب السبكي – ‏رحمه الله – في كتاب [ طبقات الشافعية الكبرى ](3/291 ) : ( كان مجمعا على ‏دينه ، وسيادته ، وعلمه ، لا يختلف عليه أحد من الفرق ) حيث قال شيخ الإسلام ‏الصابوني في رسالته التي ألفها في [السنة ] :‏
    ‏ ( وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية ، وأظهر علاماتهم : شدة معاداتهم ‏لحملة أخبار النبي – صلى الله عليه وسلم - ، واحتقارهم لهم ، وتسميتهم إياهم ‏حشــوية ، وجهلة ، وظاهرية ، ومشبهة ، اعتقادا منهم في أخبار رسول الله – ‏صلى الله عليه وسلم – أنها بمعزل عن العلم ، وأن العلم ما يلقيه الشيـطان إليهم ، ‏من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدورهم المظلمة ، ، وهواجس قلوبهم الخالية ‏من الخير ، العاطلة ، وحججهم – بل شبههم – الداحضة الباطلة : ( أولئك الذين ‏لعنهم الله ، فأصمهم وأعمى أبصارهم )[سورة محمد الآية 33 ] ، ( ومن يهن الله فما ‏له من مكرم ) [ سورة الحج الآية 18 ] ) . ‏
    ‏ ثم ذكر – رحمه الله تعالى – بإسناده بعض الآثار في شرف أهل الحديث ، وفيها ‏الإشارة إلى ما يروجه المبتدعة عنهم من قالة السوء ، ثم قال – رحمه الله – في هذا ‏السياق ‏ ‏ :‏
    ‏ ( سمعت الأستاذ أبا منصور محمد بن عبدالله حمشاد ، العالم الزاهد يقول : سمعت ‏أبا القاسم جعفر بن أحمد المقري الرازي ، يقول : قرىء على أبى عبدالرحمن بن أبي ‏حاتم الرازي ، وأنا أسمع : سمعت أبي يقول – عنى به الإمام في بلده أباه أبا حاتم محمد ‏بن إدريس الحنظلي ، يقول : ‏
    ‏ " علامة أهل البدع : الوقيعة في أهل الأثر (‏ ‏) .‏
    وعلامة الزنادقـــة : تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون بذلك إبطال الآثار . ‏
    وعلامة القدريـــة : تسميتهم أهل السنة مجبرة .‏
    وعلامة الجهميـــة : تسميتهم أهل السنة مشبهة .‏
    وعلامة الرافضـــة : تسميتهم أهل الأثر نابتة وناصبة . ‏)).
    وقال الإمام ابن قتيبة ((فأهل البدع لقبوا أهل السنة‎ ‎بالحشوية والنابتة والمجبرة وربما قالوا الجبرية وسموهم ‏الغثاء والغثر وهذه كلها‎ ‎أنباز لم يأت بها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أتى عنه ‏في القدرية أنهم‎ ‎مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم‎([1]), ‎وفي ‏الخوارج يمرقون من الدين كما يمرق‎ ‎السهم من الرمية‎ ([2]) ‎، فهذه أسماء من رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم وتلك‎ ‎أسماء مصنوعة‎.(‎‏ أنظر تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (80/81‏‎).‎

    وما قيل في الحشوية يقال في مصطلح الوهابية التي ينسبون أهل السنة إليها مع أننا سلفيون ولسنا متعصبين لأحد بحمد الله بل كل يؤخذ من قوله ويرد وما محمد ابن عبد الوهاب إلا مجدد قد خلى المجددون من قبله.
    فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ""إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".رواه أبو داوود"
    والإمام محمد بن عبد الوهاب نحسبه منهم مثله كمثل الإمام أحمد وابن تييمة وابن باديس في الجزائر وتقي الدين الهلالي في المغرب و صديق حسن خان والشيخ نذير حسين والعظيم أبادي والشيخ ثناء الله الأمرستري وأسرة الدهلوي، وغيرهم من كبار علماء الحديث والتوحيد في شبه القارة الهندية، و الشيخ محمد حامد الفقي وأحمد محمد شاكر وإخوانهما في مصر، و الشيخ الألباني في الشام وغيرهم كثير فلماذا نسيتموهم وركزتم على مجددي السعودية دون غيرهم مع أن هؤلاء رغم تباعد الأزمان والأقطار بينهم نجدهم على عقيدة واحدة ومنهج واحد قوامه الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.
    قال الإمام ابن باديس(" قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوة دينية ، فتبعه عليها قوم فلقبوا بـ : " الوهابيين " . لم يدع إلى مذهب مستقل في الفقه ؛ فإن أتباع النجديين كانوا قلبه ولا زالوا إلى الآن بعده حنبليين ؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة ، ولم يدع إلى مذهب مستقل في العقائد ؛ فإن أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سنيين سلفيين ؛ أهل إثبات وتنزيه ، يؤمنون بالقدر ويثبتون الكسب والاختيار ، ويصدقون بالرؤية ، ويثبتون الشفاعة ، ويرضون عن جميع السلف ، ولا يكفرون بالكبيرة ، ويثبتون الكرامة .
    وإنما كانت غاية دعوة ابن عبد الوهاب تطهير الدين من كل ما أحدث فيه المحدثون من البدع ، في الأقوال والأعمال والعقائد ، والرجوع بالمسلمين إلى الصراط السوي من دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير ، وزيغهم المبين
    ).



    3-قال ذاك الجهمي:


    لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع أن الحشوية ديدنهم الكذب والتزوير والتلبيس ولذلك نكتب هذا الموضوع ليكون جلاء لقلوب كثير من المتشككين وسنظل بفضل الله نرد على بدعهم وضلالتهم وتحريفهم الكلم.
    أقول:ضربني وبكى سبقني واشتكى
    «إن هذا الكلام ليس فيه من الحجة والدليل ما يستحق أن يخاطب به أهل العلم؛ فإن الرد بمجرد ((الشتم والتهويل)) لا يعجز عنه أحد!!، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب!!؛ لكان عليه أن يذكر من ((الحجة)) ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم. فقد قال الله عز وجل لنبيه ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة ((الحسنة)) وجادلهم ((بالتي هي أحسن))، وقال تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا ((بالتي هي أحسن)). فلو كان خصم من يتكلم بهذا الكلام؛ من أشهر الطوائف بالبدع كالرافضة!!؛ لكان ينبغي أن يذكر ((الحجة)) ويعدل عما ((لا فائدة فيه)) إذ كان في مقام الرد عليهم »اهـ عن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/ 186) باختصار.

    وأنت لم ترد على موضوعي ولم تعقب على أدلتي إنما رحت تخرج عن الموضوع وتكذب وتدلس على أهل العلم كما سأبين لك بالأدلة والحجج فلست ممن يتهم جزافا لينصر باطله كما هو حالك للأسف الشديد .
    ولست أدري أين التزوير, وأنا لست إلا ناقل لك كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وناقل كلام أئمة السلف عبر القرون ؟!
    إن كان إثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة كذبا وتدليسا فما قولكم في تحريفها وإخراجها على ظاهرها بحجة أن عقولكم لم تستوعبها؟!
    أما عن التحريف فليت شعري:من الذي حرف النزول وزعم أن الله لا ينزل إنما ملائكته ومن الذي حرف اليد إلى النعمة ومن الذي حرف الإستواء إلى الإستيلاء إن كانت لكم كل هذه الجرأة على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة لتحرفوها وتتفنون تارة في تأويلها وتارة في تعطليها فما الذي يمنعك بعد هذا من تحريف كلام اهل العلم ؟!



    4-قال الجهمي:


    ويبدو أن كاتب المقال دك حصون المفترين بإثبات نزول رب العالمين يهوى الكتابة كثيرًاحتى أنه يأتي بكل ما يخص الموضوع من بعيد أو بعيد
    فتارة يتحدث عن اليدين وتارة عن الاستواء وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه !!.
    أقول:
    أولا:هذا موضوعي منشور على النت وقد قرأه الكثيرون فأين كلامي عن اليد أو الإستواء أو غيرها من الصفات فكل ما في أمر أنني نقلت كلام أئمة السنة عبر العصور حول حديث النزول وقد يتخلله أحيانا الكلام عن اليد وبعض الصفات لأن نهج السلف في الصفات واحد بحمد الله فلا يفرقون بين صفات الله تعالى فيثبتون سبعة ويحرفون الباقي دون دليل ولا برهان!.
    ثانيا:قولك((وموضوعه عن النزول وإنتقال الله وتحركه !!.)) هذا الكلام غير صحيح وهو من الكذب علي بل أنا تكلمت عن النزول ولم أتكلم عن الإنتقال والحركة ,ولكن مشكلتكم أنكم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تفهمونه من صفات المخلوق فلا تفهمون من العلو إلا الجهة والمكان, ولا تفهمون من اليد إلا الجارحة ,ولا تفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال وخلو العرش, فهذا فهمكم المبني على التشبيه فأنتم المشبهة أولا فالمعطلة ثانيا فالمحرفة ثالثا .
    أما نحن فنقول(ينزل إلى السماء الدنيا) كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم نزولا يليق بجلاله ولا نقول كيف .
    ونقول الله فوق العرش عال على خلقه ولا نقول كيف.
    ونقول لله يدين كما أخبر ولا نقول كيف.
    ومعنى هذه الألفاظ واضح في اللغة العربية لكنكم لا تفهمون منها إلا ما ترونه في المخلوقات فتظنون أن الظاهر منها هو ما تشاهدنه في المخلوقات .
    جاء في رسالة(إثبات الفوقية) المنسوبة للجويني: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).

    والمشكلة الكبرى والطامة العظمى أن صحاب الموضوع قد بنى موضوعه الخاوي على عروشه على دعوى أنني أقول بالحركة والإنتقال وغيرها من الألفاظ التي أحدثوها في دينهم فجل موضوعه لا علاقة له بالنزول إنما عن الحركة والإنتقال!.
    وهذه هي حالهم للأسف الشديد نحن في واد وهم في واد آخر:

    نحن نتكلم عن النزول وهم يتكلمون عن الحركة والإنتقال!
    نحن نتكلم عن العلو وهم يتكلمون عن الجهة والحيز والمكان!
    نحن نتكلم عن اليد وهم يتكلمون ع الجارحة!

    وقس على هذا إثباتنا لباقي الصفات الواردة في الكتاب والسنة دون تمثيل ولا تكييف.

    معنى قول السلف(أجروها على ظاهرها):


    5-قال الجهمي:


    ((فقول الأئمة : (اجراؤها على ظاهرها) الذي أستشهد به كثيراً المقصود منه اثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه بدليل نفيهم لمعاني هذا الظاهر في مواضع أخرى
    وهناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة وهو ليس بمعنى حقيقي للصفة بل معنى لمتعلقاتها ، بينما الذين
    يدعونه معنى حقيقي للصفة وفهمهم لمعنى الصفة على حقيقتها هو فرع عن معرفة الماهية التي ينكرون معرفتها وهو تناقض ظاهر .
    فادعاؤهم معرفة الصفة على ظاهرها على أنه معنى حقيقي للصفة لاشك هو معرفة للماهية بوجه ما .)).
    أقول:
    أولا: لقد ادعيت أيها الجهمي أن ظاهر القرآن,الذي هو حجة الله ‏على عباده ,والذي هو خير الكلام ,وأصدقه,وأحسنه,و فصحه,وهو الذي ‏هدى الله به عباده,وجعله شفاء لما في الصدور,وهدى ورحمة ‏للمؤمنين,ولم ينزل كتاب من السماء أهدى منه ,ولا أحسن ,ولا ‏أكمل,فانتهكت حرمته ,وادعيت أن ظاهره يستلزم التشبيه والتجسيم ‏‏(1).وهذا الإلزام إنما هو لمن جاء بالنصوص الدالة على علو الله على ‏عرشه أوالنصوص الدالة على نزوله وإتيانه,وتكلم بها,ودعا الأمة إلى الإيمان بها ومعرفتها,ونهاهم عن ‏تحريفها وتبدليها.‏
    يا قوم والله العظيم أسأتم***بأئئمة الإسلام ظن الشأنِ.‏
    ما ذنبهم ونبيهم قد قال***ما قالوا كذلك منزل الفرقانِ
    ما الذنب إلا للنصوص لديكم***إذ جسمت بل شبهت صنفان ِ‏
    ما ذنب من قد قال ما نطقت به***مِنْ غير تحريفٍ ولا عدوانِ


    ثانيا:ان معنى قول السلف أمروها كما جاءت أو قولهم(أجروها على ظاهرها) أي اعتقدوها وءامنوا بها وبما دلت عليه من المعنى دون التعرض لها بالتحريف ولا بالتأويل ولا بالتشبيه ولابالتمثيل مع عدم التعرض للكيفية .
    ولذلك فان بعض الروايات كما عند البيهقي في الاعتقاد واللالكائي في اعتقادأهل السنة والذهبي في العلو (أمروها كما جاءت بلا كيف ) وهذا نص صريح في الايمان بها وبمعناها دون التعرض للكيفية, ولو لم يكونوا يؤمنون بمعناها ما كان لتخصيص ذكر الكيفية فائدة.
    ثالثا: إن كنت تقصد بالمعنى "المعنى الخاص" بالمخلوقات كتفسير نزول الخالق بنزول المخلوق وتفسير علو الله بعلو المخلوق فهذا المعنى الباطل وإن كنت تقصد بالمعنى أي القول بأن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير لكن نؤمن ونجزم بأن نزوله ليس كنزول المخلوق وعلوه على العرش ليس كعلو المخلوق فهذا المعنى حق وهذا المعنى هو الظاهر اللهم إلا عندما من نكست فطرتهم وتبدد عقله.
    قال شيخ الإسلام بن تيمية : (( ولو كان القوم – أي السلف – قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه لما قالوا: ( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ) ولما قالوا: ( أمروها كما جاءت بلا كيف ) فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنـزلة حروف المعجم ، فقولهم : ( أمروها كما جاءت) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظاً دالةً على معاني… ))

    [ مجموع الفتاوى ( 5 / 41 ) ]

    وحقيقة (( القول بالتفويض )) هي أن فيه فيه (( نسبةُ الجهل إلى الأنبياء والمرسلين )) وأنهم كانوا (( يجهلون معاني )) نصوص صفـات الله تعالى وأنهم كانـوا (( يخـاطبـوننا بما لم يكونوا يعرفوا معناه )) .
    ولهذا لما سُئل الإمامُ ( أبو جعفر الترمذي ) فقيه بغداد وعالمها عن كيفية نزول الله تعالى ؟؟ قال : (( النـزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ))
    قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً على هذا الكلام : (( صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه ، إذ السؤال عن النـزول ماهو ؟ عيٌّ ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة ، وإلا فالنـزول والكلام والسمـع و البصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع ، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ )) أهـ .

    [ العلو للعلي الغفار الذهبي ص 156 ]
    رابعا:وما يدل على ان السلف أثبتوا المعنى اللائق بالله تعالى دون تمثيل ولا تكييف هذه النصوص:
    النص الأول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا[أي فرحه]. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته". أخرجه مسلم.

    هكذا يعتني عليه الصلاة والسلام ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح ففي صفة الفرح ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الفرح وهو فرح رجل في صحراء مهلكة قد انفلتت دابته وعليها طعامه وشرابه فأيس منها واستظل بظل شجرة ينتظر الموت فإذا براحلته وعليها طعامه وشرابه ففرح الرجل بذلك وليس في المخلوق فرح أشد من هذا فإذا عقل السامع عظم هذ الفرحة وشدتها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أشد فرحا بتوبة عبده، من هذا الرجل براحلته وهل هناك تحقيق للمراد وتوضيحه أكثر من هذا .؟

    النص الثاني: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).رواه البخاري.
    وهاهنا في صفة الرحمة ضرب لهم مثلاً بأشد ما يكون فيه الرحمة وهو رحمة امرأة بحثت عن رضيعها واشتد حزنها وهمها وبعد مدة وجدته وألصقته بصدرها ترضعه فقال: (أترون هذه طارحة ولدها في النار) وليس في المخلوق رحمة أشد من هذه الرحمه فإذا عقل السامع عظم هذه الرحمه وفهمها فقد بين صلى الله عليه وسلم أن الله أرحم بعباده من هذه بولدها ، سبحانه وتعالى عما يعطل المعطلون.
    النص الثالث: قال صلى الله عليه وسلم ((يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا الله-[وجعل رسول الله] يقبض أصابعه ويبسطها-. أنا الملك)) حتى قال ابن عمر :نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه. حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    والحديث أخرجه مسلم و أبو داود في الرد على الجهمية وابن خزيمه في التوحيد (باب تمجيد الرب عز وجل نفسه)


    لماذا يقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ويبسطها حين ذكر أن الله يأخذ سماواته وأرضيه بيديه ؟
    طبعاً لا يريد التشبيه بل هو صلى الله عليه وسلم يعتني ببيان المعاني لأصحابه وتوضيح المراد غاية التوضيح كما وضحنا من قبل .
    هذا ونصوص السلف والأئمة كثير لا تحصى لكنكم دائما تفهمون من ظاهر النصوص ما تفهمونه من المخلوق مع أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

    خامسا:هل أنتم تثبتون الصفات على ظاهرها كما تدعون؟أم أنك تحرفون الكلم عن مواضعه؟ لماذا إذن رحت تنسب التأويل للسلف فهل أنت مفوض أم مؤول أم كلاهما؟!.




    إستنكاره إطلاق لفظ(بذاته) و(حقيقة) على النزول :

    6-قال الجهمي:




    وقول الوهابية أدعياء السلفية : أن الله تعالى ( ينزل بذاته ) وأنه سبحانه
    ( ينزل نزول حقيقي ) (وأنه إذا لزمه الحركة تحرك)
    ويقولون هذا من حمل النصوص علي ظواهرها
    نقول: هذا المذهب مذهب مناقض للوحي مرذول من حيث العقل وقد نص أئمة على أن هذا المذهب ليس هو مذهب السلف بل هو مذهب المجسمة المشبهة فقولهم حقيقةً وأنه انتقال وحركه من علو لسفل
    يعني أن لله جهة ولا يخفي علي كل باحث أن الأعلى والأسفل جهات فكيف يدافع هؤلاء عن الجهات وينسبونها لله تعالى
    ثم يقولون من أين لفظ الجهة؟؟
    وقد قال صاحب الطحاوية (لاتحويه الجهات الست) أليست هذه عقيدة أهل السنة ؟
    وحتى الآن صار لله عند الوهابية من هذا المقال كما رأيناه
    جهتين أعلى وأسفل ماعدا أن الأسفل هي للثلث الأخير من الليل
    بل يلزمه صعود فما هذا الجهل الذي به يقولون حركة نزول وصعود؟
    أقول:
    أولا:إن إستنكارك للفظ "بذاته" ولفظ(حقيقة) وادعاءك أنه مذهب مرذول مردود عليك من أوجه:
    الوجه الأول:لقد ثبتت هذه الألفاظ عن السلف فقد قال القرطبي رحمه الله في تفسيره((وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة. وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها. وهذا القدر كاف، ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء. والاستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار. )).
    بل قد نقل الإمام أبو نصر السجزي الإجماع على ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان )).
    وسبقه المزني حيث قال في شرح(أصول السنة) :((عال على عرشه في مجده بذاته)) ثم حكى الإجماع على ذلك فقال((هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى,وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى
    ).
    ونقل الطلمنكي الإجماع كذلك كما في كتابه الوصول إلى معرفة الأصول : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله وهو معكم أينما كنتم ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء. وقال أهل السنة في قوله الرحمن على العرش استوى إن الإستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز)
    وقد قالها عبد القادر الجيلاني ومن قبله الحارث المحاسبي
    وقالها أبو المظفر السمعاني إمام الشافعية في زمانه في قصيدته التي شرح بها عقيدة ‏أهل السنة:‏
    عقائدهم أن الإله بذاته على عرشه مع علمه بالغوائب‏.

    الوجه الثاني:إن قول من قال من السلف((بذاته)) هو من باب التأكيد والتنصيص,والرد على المعطلة الذين يفسرون صفات الله تعالى بما قام بغيره,وينكرون أن يقوم بذات الله تعالى صفة متعلقة بمشيئته.فيقولون: نزوله نزول أمره وملائكته ومجيئه مجيئ ثوابه,وهكذا.
    وكذا قولهم "حقيقة" تأكيد لحقيقة الصفة ,ورد على من جعلها مجازا.
    وهذا كما زاد السلف لفظ(بائن) في إثباتهم لعلو الله تعالى فقالوا"على عرشه بائن من خلقه" وذلك ردا على الجهمية الذين يزعمون أن الله في مكان بذاته ,تعالى الله عن ذلك.
    ومعلوم أن الخبر وقع عن نفس ذات الله تعالى لا عن غيره,كما في قوله((الرحمان على العرش استوى)) ,وقول النبي صلى الله عليه وسلم((إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)) وهذا خبر عن مسمى هذا الإسم العظيم.
    فيقال لهم:كيف سوغتم لأنفسكم هذه الزيادات في النفي كنفي الجهة والحيز ونحو ذلك من الألفاظ التي اخترعتموها ثم ونفيتموها لتنفوا بها بعد ذلك الصفات الثابتة في الكتاب والسنة ,وفي المقابل نجد عندكم التقصير في الإثبات على ما أوجبه الكتاب و السنة,وأنكرتم على أئمة الدين ردهم لبدعة ابتدعها أهل التعطيل والتهجيم مضمونها إنكار حقائق صفات الله تعالى,وعبروا عن ذلك بعبارة كقوله(بذاته) و(حقيقة),فأثبتوا تلك العبارة ليبينوا ثبوت المعنى الذي نفاه أولئك؟!وأين في الكتاب والسنة أنه يحرم رد الباطل بعبارة مطابقة له,فإن هذه الألفاظ لم تثبت صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة ,بل بينت ما عطله المبطلون من حقيقة اتصافه بصفات الكمال.
    الوجه الثالث: أن يقال لهم: أمامكم واحدة من اثنتين: إما أن تقولوا استوى بذاته أو تقولوا استوى بغيره. أنتم تجعلون لله صفة القيام بالنفس مع أن الله ذكر بأنه قائم على كل نفس. فلماذا قلتم هو قائم بالنفس وليس على كل نفس. فقولنا: استوى بذاته لا بغيره كقولكم قائم بنفسه لا بغيره.

    وبهذه الأوجه يتبين أن كلامك هو المرذول المنبوذ عند أئمة السلف والسنة .
    ثانيا:إنك للأسف لم تفهم من ظاهر الصفات إلا ما تفهمه من صفات المخلوقات فأنت لا تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال ولا تفهم من العلو إلا الجهة والجهات .
    لذلك أقول لك:إن ألفاظك المبتدعة(جهة-حد-حيز-حركة-إنتقال)لم تأتي لا في كتاب ولا في سنة ونحن معشر أهل السنة لا نثبت إلا ما أثبته الله لنفسه فإن كنتم تقصدون بالحركة والإنتقال أن الله ينزل ويأتي ويجيء فهذا حق ولن نترك كلام ربنا لتسميتك إياه حركة أو إنتقال.
    وإن كنتم تقصدون بالجهة أن الله فوق العرش عال على خلقه فهذا حق ولن نترك كلام ربنا لتسميتك له بالجهة (إن هي إلا أسماء سميتموها).
    أما إن كنتم تقصدون بالحركة أن الله يماثل المخلوقات في تحركاتهم وانتقالاتهم فهذا باطل ننفيه جملة وفصيلا وكذلك إن كنتم تقصدون بالجهة أن الله تحتويه الجهات فهذا باطل ننفيه تماما مثلما نفاه الإمام الطحاوي رحمه الله في قوله(ولا تحتويه الجهات الست).
    ثالثا:أما كلامك عن صعود ونزول فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ينزل فهل نكذبه إستنادا لعقلك الذي لا يفهم غير التشبيه؟!
    أما عن الصعود فلم يخبرنا به ربنا فلا نقول به بل نقول (ينزل) ولا نقول كيف ولا نخوض فيما بعد ذلك بل نؤمن بأن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ونؤمن بأن الله عال على خلقه فوق العرش ولا تعارض بين علو تعالى وبين نزوله إلى السماء الدنيا لأننا لا نعرف لا كيفية النزول ولا كيفية العلو بل نؤمن بها بعيد عن التحريف بعيدا عن التعطيل أو التمثيل .


    7-أما قولك أيها الجهمي:


    ((ونقولات كاتب المقال كلها تضاد فماذا يريد كاتب هذا المقال الحشوي؟
    فهذا المعنى الحقيقي من حركة وإنتقال الذي يثبتة غير لائق بالله تعالى))).
    فأقول:
    دعوى أن نقولاتي كلها تضاد مردودة عليك في المقال نفسه فهل أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم تضاد؟ وهل أقول أئمة السنة والهدى تضاد؟.
    بل كلامك وردك الهزيل هذا هو التضاد وللصواب محاد وإلا قلي بربك:هل أنت مفوض أم مؤول أم كلاهما؟فمالي أراك تارة تشيد بمذهب التفويض وتارة بمذهب التأويل فهل يجتمع النقيضين؟!
    ثم من قال لك أنني أثبت لله الحركة أصلا؟ .

    إن لفظ الحركة والسكون إنما هي ألفاظ اخترعتموها لتبارزوا بها كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فليس منا إلا أن نستفصل منكم؟
    فإن كنتم تقصدون بالحركة أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ويأتي يوم القيامة للفصل بين العباد فهذا حق نثبته لأنه ثابت في الكتاب والسنة سواء سميتموه حركة أم سميتموه سكون ولا زم الحق حق.
    وإن كنتم تقصدون بالحركة ما يماثل تحركات المخلوقات فهذا لا نقول به ولا نثبته فبيننا وبينكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم أقوال السلف من أهل القرون المفضلى قبل أن يظهر الجهمي والأشعري والماتوريدي!


    8-إلزمات فاسدة:
    والعجب كل العجب أن صاحب الرد الهزيل يعيد نفس الشبهات التي رددت عليها في موضوعي السابق وهذا دليل على عدم تمكنه من مناقشة ردودي على شبهاتهم فهاهو يعيد نفس الشبهات فيقول:


    لأنه يقتضي أمورا فاسدة وهي :
    1- الجسمية .
    2- الحلول في السماء عند النزول.
    والجواب عليه:
    أولا: دعواك أن النزول يقتضي التجسيم فهذا الكلام من الهذيان بلا ريب ولم أسمع بأحد قاله ولو كان حقا لأخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فلخصمك أن يقول إن إثباتك للسمع والبصر يقتضي التجسيم؟ بل وقد قال لكم خصومكم المعتزلة إن إثباتكم للرؤية يقتضي التشبيه والتجسيم! فما الظابط في معرفة ما يقتضيه التجسيم؟ ثم من قال لكم أن نزول الخالق كنزول المخلوق أصلا حتى قلتم بهذا اللازم الباطل العاطل؟ أم أنك لا تفهم من صفات الخالق إلا ما تفهمه من صفات المخلوقات؟ أوليس هذا الكلام منك دخول في الكيفية؟
    ‎وقولكم أن هذه الأمور كالمجيئ والإتيان ‏والنزول من خصائص أجسام قول باطل قطعا لأن ‏الأعراض كذلك توصف بذلك فيقال ‏‎:‎جاء البرد ,جاء ‏الحر,جاء الصيف ,وجاءت الحمى...فهل هذه أجسام ‏عندكم؟وبالتال قولكم هذا من الهذيان والهراء والحمد ‏لله .‏
    ثانيا : أما لازم الحلول في السماء؟! فهذا لأنك لم تفهم من النزول إلا ما تراه في النزول المخلوقات بل أقول لك:
    إن الله تعالى أعظمُ منْ أنْ يظنَّ ذلكَ بهِ، وإنَّما يظنُّهُ الذينَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67] .
    قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: العليُّ الأعلى العظيمُ، فهو أعلى منْ كلِّ شيءٍ، وأعظمُ منْ كلِّ شيءٍ. فلا يكونُ نزولهُ وإتيانهُ بحيثُ تكونُ المخلوقاتُ تحيطُ بهِ، أو تكونُ أعظمَ منهُ وأكبرَ، وهذا ممتنعٌ .
    فالمخلوقُ إذا نزلَ من علوٍّ إلى سفلٍ زالَ وصفهُ بالعلوِّ وتبدَّلَ إلى وصفهِ بالسُّفولِ، وصارَ غيرهُ أعلى منهُ.
    والرَّبُّ تعالى لا يكونُ شيءٌ أعلى منهُ قطُّ، بلْ هوَ العليُّ الأعلى، ولا يزالُ هوَ العليُّ الأعلى مع أنَّهُ يقربُ إلى عبادهِ ويدنو منهم، وينزلُ إلى حيثُ شاءَ، ويأتي كما شاءَ. وهو في ذلكَ العليُّ الأعلى، الكبيرُ المتعال، عليٌّ في دنوِّه، قريبٌ في علوِّهِ.
    فهذا وإنْ لمْ يتَّصفْ بهِ غيرهُ فلعجزِ المخلوقِ أنْ يجمعَ بينَ هذا وهذا. كمَا يعجزُ أنْ يكونَ هو الأولَ والآخرَ والظاهرَ والباطنَ .

    وقَالَ ابنُ القيِّم رحمه الله: ونزولهُ كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا سلامٌ ممَّا يضادُّ علوَّهُ، وسلامٌ مما يضادُّ غناهُ وكمالهُ، سلامٌ منْ كلِّ ما يتوهَّمُ معطِّلٌ أو مشبِّهٌ، وسلامٌ منْ أنْ يصيرَ تحتَ شيءٍ أو محصورًا في شيءٍ. تعالى الله ربُّنا عن كلِّ ما يضادُّ كمالَهُ .
    فتبيَّنَ بهذا الكلامِ النفيسِ، بطلانُ ما ذكرهُ السَّقافُ؛ وأنَّهُ مبنيٌّ على شفا جرفٍ هارٍ منَ الخيالاتِ والأوهامِ.
    وليتأمَّل هذا الجهمي وأمثالهُ منْ أهلِ الكلامِ الأثرَ التالي:
    قالَ محمَّدُ بنُ حاتمٍ المظفريُّ: سمعتُ عمرو بن محمد يقولُ: كانَ أبو معاوية الضريرُ يحدِّثُ هارونَ الرشيد، فحدثَّهُ بحديثِ أبي هريرةَ: «احتجَّ آدمُ وموسى» فقالَ عليُّ بنُ جعفرٍ: كيفَ هذا وبينَ آدمَ وموسى ما بينهما؟! قالَ: فوثبَ بهِ هارونُ وقالَ: يحدِّثكَ عَنِ الرسول صلى الله عليه وسلم وتعارضهُ بكيفَ؟! فما زالَ يقولُ حتَّى سكتَ عنهُ .
    قالَ المحدِّثُ الصابونيُّ معقِّبًا: هكذا ينبغي للمرءِ أنْ يعظِّمَ أخبارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ويقابلها بالقبولِ والتسليمِ والتَّصديقِ، وينكرُ أشدَّ الإنكارِ على منْ يسلكُ فيها غيرَ هذا الطريقِ الذي سلكهُ هارونُ الرشيدُ رحمه الله معَ مَنِ اعترضَ على الخبرِ الصَّحيحِ الذي سمعهُ بـ«كيف»؟! على طريقِ الإنكارِ لهُ، والابتعادِ عنهُ، ولمْ يتلقَّهُ بالقبولِ كمَا يجبُ أنْ يتلقَّى جميعُ ما يردُ مِنَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
    جعلنا الله سبحانهُ مِنَ الذينَ يستمعونَ القولَ ويتَّبعونَ أحسنهُ ويتمسَّكونَ في دنياهم مدَّةَ حياتهم بالكتابِ والسنَّةِ، وجنَّبنا الأهواءَ المضلَّةَ والآراءَ المضمحلةَ والأسواءَ المذلَّةَ، فضلًا منهُ ومنَّةً



    9-أسئلة تشبيهية :
    وقد طرح الجهمي بعض الأسئلة التي تدل على مدى التشبيه الذي يعتقدون به في صفات الله تعالى فقال:
    1- فهل تكون الذات العليه نازله على الدوام؟
    أقول: بل الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ولا نقول كيف.


    2- و إن قالوا نازل على الدوام أو غير الدوام هل يخلو العرش من الذات عند النزول؟
    الجواب:لقد أخبرنا الله تعالى أنه فوق العرش عال على خلقه وكذلك أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بأنه ينزل إلى السماء الدينا كل ليلة فآمنا بالله ورسوله فقلنا:أن الله تعالى فوق عرشه وقلنا أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ولا تعارض بينهما لأن الله(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) لكن كاتب الموضوع وأمثاله لمْ يفهموا منْ نزولِ الخالقِ إلى السَّماءِ الدنيا إلَّا كمَا فهموا منْ نزولِ المخلوقاتِ، «وهذا عينُ التمثيلِ، ثَّم إنَّهم بعدَ ذلكَ جعلوهُ كالواحدِ العاجزِ منهم الذي لا يمكنهُ أنْ يجمعَ منَ الأفعالِ ما يعجزُ غيرهُ عنْ جمعهِ» . وكذبوا في هذا الفهمِ، وضلُّوا في هذا الظنِّ والوهمِ الكاسدِ.
    فإنَّ الله سبحانه وتعالى قالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ *} [الزمر: 67].
    وعن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: «يطوي الله عزَّ وجلَّ السمواتِ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذهنَّ بيدهِ اليمنى، ثمَّ يقول: أنا الملكُ. أينَ الجبَّارونَ؟ أينَ المتكبِّرونَ؟ ُثمَّ يطوي الأرضينَ بشمالهِ ثمَّ يقولُ: أنا الملكُ أينَ الجبَّارونَ أينَ المتكبرونَ؟!» .
    فمنْ هذهِ عظمتهُ، كيفَ يحصرهُ مخلوقٌ مِنَ المخلوقاتِ. سماءٌ أو غيرُ سماءٍ؟! حتَّى يقال: إنَّهُ إذا نزلَ إلى السماء الدنيا صارَ العرشُ فوقهُ، أو يصيرُ شيءٌ مِنَ المخلوقاتِ يحصرهُ ويحيطُ بهِ سبحانه وتعالى .


    3- و إن قالوا لا يخلوا العرش فهل يثبتوا الذات فى مكانين فى نفس الوقت؟
    بل إن مصطلح"المكان" من ألفاظكم المبتدعة التي اخترعتموها فما علينا إلا أن نستفصل منكم فإن كنتم تقصدون بالمكان أن الله تعالى حال في خلقه والمخلوقات تحيط به فهذا المعنى باطل لا نقول به أما إن كنتم تقصدون بالمكان أن الله تعالى فوق العرش فهذا حق دل عليه الكتاب والسنة ولن نتركه لتسميتكم له (مكان) .
    وبالتالي نقول: إن الله بذاته فوق العرش وبذاته ينزل إلى السماء الدنيا ولا نقول(كيف) وسؤالك هذا سؤال عن الكيفية ولسان حالك يقول:كيف ينزل وهو فوق عرشه فجوابنا: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل ينزل وهو فوق عرشه كما شاء ومتى شاء.
    أما إستشهاداتك بما جاء في التوراة فمردود عليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم(لا تصدقوهم ولا تكذبوهم) بل العبرة بماجاء في الكتاب والسنة فيكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم((ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول)) فلسنا بحاجة للتوراة لكي نثبت عقيدتنا أو نردها بل ما وافق الكتاب والسنة نقول به وماخالفه نضرب به عرض الحائط.



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    موقفنا من الإمام النووي وابن حجر:

    10-قال الجهمي:


    بل و هذا المدعي كاتب المقال بكل وقاحة يكون في مراجعة رسالة قبيحة من أحد العوام المدعين للعلم بإسم الردود والتعقيبات على أخطاء النووي في الصفات
    أصبح الإمام النووي عند بني وهبان من أصحاب الأخطاء
    ولا عجب فكبيرهم قال قال:
    ابن حجر العسقلاني والنووي دول ما عندهم أخطاء دول عندهم بدع.
    فادخلهم في زمرة المبتدعة الفسقة والعياذ بالله في العقائد والفقه ..!
    وهو وجميع الوهابية عاله على كتب هؤلاء الأئمة لفهم الدين.
    ولا عجب أيضاً فقد قال شيخهم ابن عثيمين أن ابن حجر العسقلاني والنووي ليسا من أهل السنة والجماعة في الصفات والعقيدة..
    أقول:
    أولا:إن الأخطاء لا يسلم منها أحد لكن الحد الفاصل بيننا وبينكم أنكم تتعصبون وتقسدون الأشخاص ولا ترضون أي نقد لهم ورد عليهم لأنكم تظنون أن الرد على المخالف يقتضي الطعن فيه كما ظننتم أن القول بالعلو يقتضي المكان وظننتم أن النزول ؤ
    يقتضي الحركة والحلول فهذه الإلزمات منكم لا نقول بها ولا نعتقدها بحمد الله تعالى ,وردود أهل العلم السلفيين على النووي وابن حجر غرضها بيان الحق وتبيان الصواب فكل يؤخذ من قوله ويرد.
    ثانيا: أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين ، لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون ، ولا ينقصون قدرهم ، ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل ، والتأول له ، والترحم عليه ، كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه ؛ لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه ، وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .
    وبيان خطأ المخطئ في الشرع سواء كانت هذه الأخطاء بدعا أو دون ذلك لا يعتبر سبا ولا منقصة بل هو من تمام العدل والإنصاف والنصح لدين الله .ومات ذكره الشيخين لا غبار عليه فهو عين الحق والإنصاف إذ من المعلوم أن الإمام النووي وابن حجر قد وقعوا في بعض البدع فهم ليسوا من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل بدع ومن أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة فهل هناك عدل وإنصاف أكبر من هذا؟!
    أم أنكم تريدون منا أن نتجمل مع أخطاء الناس في دين الله؛ فنصبح كاليهود الذين {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ}؟!
    {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ؟!
    هذا وليعلم هؤلاء أن السلفيين يفرقون بين الأخطاء الصادرة عن علماء الإسلام مما أصلوا دعواتهم على منهج أهل السنة فتكون من قبيل الإجتهاد الذي يؤجرون عليه أجرا واحدا وخطؤهم مردود وبين أخطاء دعاة البدعة ممن كانت أصولهم قائمة إبتداءا على غير منهج أهل السنة فتحمل أخطائهم على البدعة
    وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :لا يخلوا المنسوب إلى البدعة أن يكون :مجتهدا فيها أو مقلدا....ثم قال : فالقسم الأول على ضربين :أحدهما : أن يصح كونه مجتهدا فالإبتداع منه لا يقع إلا فلتة وبالعرض لا بالذات وإنما تسمى غلطة أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه ظهر له الحق أذعن له وأقر به والثاني : وأما إن لم يصح بمسبار العلم أنه من المجتهدين فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع كما تقدم إذ وقع له مع الجهل بقواعد الشرع الهوى الباعث عليه في الأصل وهو التبعية » الإعتصام(1/193/-197).
    .
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله((( وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه ،وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة )) .
    ويقول((( إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم، فاغتفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول، فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم ، فهذا أصل عظيم، فتدبره فغنه نافع )) .
    ويقول((((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43].
    ثالثا: إن مشايخ أهل السنة والجماعة لما ردوا على النووي وابن حجر وغيرهم من كبار أهل العلم إنما ردوا عليهم بعلم وأدب وترحموا عليهم أما أنت أيها الجهمي فقد طعنت في الشيخ مشهور والعلامة العثيمين رحمه الله بجهل وهوى وتعصب فقط فليس لك حجة فيما قلت إلا التهويل والتشويش فحسبك هذا الفرق بيننا وبينكم.



    طعونات الأشاعرة في الإمام النووي وابن حجر:



    قال شيخ الجهمية المعروف(الكوثري) عن ابن حجر العسقلاني: وابن شيبة هذا جهله ابن حجر فيما جهل مع أنه معروف عند الحافظ عبد القادر القرشي.وابن دقماق المؤرخ.والتقي المقيزي،والبدر العيني،والشمس بن طولون الحافظ فنعد صنيع ابن حجر هذا من تجاهلاته المعروفة-لحاجة في النفس-وقانا الله من اتباع الهوى.(التأنيب ص7)
    وقال السقاف في (( زهر الريحان )) ص (137 ) : (( والقسم الثالث : نواصب وهم على نوعين ! نواصب بالتوارث دون قصد أمثال النووي ، ونواصب عن قصد وهم مثل الجوزجاني وابن العربي المالكي صاحب القواصم واحترت في الهيتمي هل هو قائل بالنصب وراثة متأثرا بالأجواء التي عاش بها أم أنه متعمد قاصد لكن تصنيفه لذلك الكتاب الفارط يرجح القصد والتعمد ! )) .
    وبهذه النقولات عن شيوخ جهمية العصر يتبين من هم الذين يسبون العلماء وينتقصونهم ومن هم الذين يعتذرون لهم ويبينون أخطاءه نصحا لدين الله.




    الجهمي لا يفرق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة:



    11-قال الجهمي:


    فسبحان الله ملكوا صكوك الغفران كبابوات روما في السابق.
    عليهم من الله ما يستحقون.
    ولا نعلم إذا كان ابن حجر العسقلاني والنووي الأئمة الجهابذة
    مبتدعة وعقائدهم فاسدة كما يقولون.
    وهم من لا تخلو مكتبة من شروحاتهم للبخاري ومسلم ومن لا يملك شروحاتهم فلا يفقة في العلم كوعه من بوعه
    قلت:وهذا الكلام يدل على مدى الغلو في التكفير عند هذا الجهمي فهو يتصور (نظرا لغلوه في التكفير) أن الرد على المخالف وبيان خطأه يقتضي تكفيره وإخراجه من الإسلام والحكم عليه بالنار!!!
    لهذا راح يتحدث عن صكوك غفران!ولست أدري من طعن في الإمام ابن حجر غير شيخهم الكوثري وطعن في النووي واتهمه بالنصب غير شيخهم السقاف!
    وليعلم هذا الجهمي أن بيان خطأ المخطئ, والكلام في النّاس تعديلا ومدحا أو تجريحا وقدحا؛ لا علاقة ‏له‎ ‎بمقاديرهم عند الله, ولا بمصائرهم في الدّار الآخرة؛ فهذا للّه وحده, وبيان الخطأ‎ ‎والكلام جرحا وتعديلا ‏عند الحاجة واجب على أهل العلم ممّن توفّرت فيهم شروطه, وحقّ‎ ‎للأمّة في أعناق أهل العلم لا يسعهم - ‏أعني أهل العلم - عدم أدائه, لا علاقة للكلام‎ ‎في بيان خطأ المخطئ وبدعة المبتدع بغفران الله ربّ العالمين ‏للمخطئ أو للمبتدع, ولا‎ ‎بمصيره عند ربّه, هذا بمعزل عن الكلام فيه؛ أمر يعلمه الله ربّ العالمين‎.
    ذكر‎ ‎الخطيب في ((الكفاية)) أنّ عبد الرحمن بن أبي حاتم دخل عليه يوسف بن الحسين الرازيّ‎ ‎وهو ‏الصوفيّ, وكان عبد الرحمن يقرأ في كتابه في ((الجرح والتعديل)), فقال له يوسف‎ ‎الصوفيّ‎: (‎كم من هؤلاء ‏القوم قد حطّوا رحالهم في الجنّة منذ مئة‎ ‎سنة أو مئتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟‎) ‎فبكى عبد الرحمن‎.
    وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
    وهذا الذي نقلته قد قاله هؤلاء الأئمة في المبتدعة وكبارهم فمن باب أولى أن يقال في الأئمة الكبار كالحافظ ابن حجر والنووي .
    قال العلامة أمان جامي رحمه الله: الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله.....)
    إلى أن قال: ((وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء)) من شريط قرة عيون السلفية بالإجابات على الأسئلة الكويتية.


    هذا مع العلم أن ابن حجر قد انتقد الأشاعرة باسمهم الصريح بل وصرح بمخالفتهم لإمام أحمد
    قال الحافظ (13/469) (( وقالت الأشاعرة كلام الله ليس بحرف ولا صوت وأثبتت الكلام النفسي، وحقيقته معنى قائم بالنفس وإن اختلفت عنه العبارة كالعربية والعجمية، واختلافها لا يدل على اختلاف المعبر عنه، والكلام النفسي هو ذلك المعبر عنه، وأثبتت الحنابلة أن الله متكلم بحرف وصوت، أما الحروف فللتصريح بها في ظاهر القرآن، وأما الصوت فمن منع قال إن الصوت هو الهواء المنقطع المسموع من الحجرة، وأجاب من أثبته بأن الصوت الموصوف بذلك هو المعهود من الآدميين كالسمع والبصر، وصفات الرب بخلاف ذلك فلا يلزم المحذور المذكور مع اعتقاد التنزيه وعدم التشبيه، وأنه يجوز أن يكون من غير الحنجرة فلا يلزم التشبيه، وقد قال عبد الله بن أحمد ابن حنبل في كتاب السنة سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت، فقال لي أبي: بل تكلم بصوت، هذه الأحاديث تروى كما جاءت وذكر حديث ابن مسعود وغيره)).


    (و في هذا النص فوائد
    الأولى: نقض شبهة منكر صفة الصوت
    الثانية: اظهار التباين بين عقد الأشاعرة وعقد الإمام أحمد
    الثالثة :عدم وصف الحافظ لمثبت الحرف والصوت بالتجسيم .)(1)
    فما قول هؤلاء الجهمية هل سيصبح الحافظ ابن حجر مبتدع عندهم إستنادا لتصورهم الفاسد وهل سيحكمون عليه بالنار ولا يترحمون عليه .
    ولو سردنا مخالفات الأشاعرة للنووي وابن حجر لما انتهى البحث لكن يكفينا ما نقلناه عن ابن حجر لكن جهمية العصر يتمسكون بزلات العلماء ويبنون عليها أصولهم على أنها وحي منزل فلا يقبلون فيهم ردا ولا بيانا!

    12-قال الجهمي:



    ف
    السلف الصالح كانوا ينفون عن الله المكان والحركة والسكون والانتقال وسائر صفات المخلوقين وكل هذا يعطيه قول الله سبحانه وتعالى:
    ( ليس كمثله شيء) .
    أقول: بل السلف لم يتلفظوا بهذه الألفاظ المبتدعة لا نفيا ولا إثباتا إنما نطقوا بما جاء في الكتاب والسنة وآمنوا بماجاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعلوا آيات الصفات كالحروف الهجائية في بعض أوائل السور ألبتة بل معناها معلوم والكيف فيها مجهول هذا هو الذي ثبت عن السلف وكذلك لم يفهموا من الصفات تلك اللوزام الموجودة في المخلوقات بل هم يعلمون أنه( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ولم يثبت أن أي أحد منهم تحريف نصوص الصفات ولم نسمع منهم إثبات سبعة وترك الباقي كما هو حال الأشاعرة اليوم .


    13-قال الجهمي:


    وإن أردت إثبات النزول كما جاء في الخبر فكلامك صحيح وإن أردت النزول بمعناه الحقيقي فانت مجسم قد نبذت عقلك وراء ظهرك وتتظاهر بالعقل .
    وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله.
    أقول: هذا الكلام في غاية التناقض وإلا فمن أين لك تقسيم الكلام إلى حقيقة وخيال؟.
    إن الذي جاء في الخبر معلوم وكيفه مجهول فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا حقيقة كما نؤمن بأن الله خلقنا حقيقة ويأتي يوم القيامة حقيقة ويتكلم حقيقة ويحاسبنا حقيقة ويدخل الكفار إلى النار حقيقة والأبرار إلى الجنة حقيقة ونراه يوم القيامة حقيقة .
    فهل من العربية أن تسأل المتكلم عن أي شيء، كأن تقول له: هل أتى أبوك حقيقة ؟ هل أنت هنا حقيقة ؟ هل أمك ولدتك حقيقةا؟ بل هل يعقل أن يقول قائل: هل الله موجود حقيقة؟
    ونزول الله لا يلزم منه حركة ولا انتقال بل الله(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فإن كان نزول المخلوق يلزم منه خلو مكان وإعمار مكان ويلزم منه حركة وانتقال فإن الله تعالى لا يماثل أحد من خلقه فهو على عرشه كما شاء وينزل كما شاء وكل هذا حقيقة وليس خيال لأن الأصل في الكلام الحقيقة وليس الخيال إنما الخيال تجده في منامات الصوفية والجهمية فقط .
    أ فيظن الجاهل أنَّا نجحد علو الله على عرشه,لأسماء سموها,هم ‏وسلفهم,ما أنزل الله بها من سلطان,وألقاب وضعوها من تلقاء ‏أنفسهم,لم يأت بها سنة ولا قرآن ,وشبهات قذفت بها قلوب,ما ‏استنارت بنور الوحي,ولا خالطتها بشاشة الإيمان,وخيالات هي من ‏تخييلات الممرورين,وأصحا الهوس,أشبه منها بقضايا العقل ‏والبرهان,ووهمي ات نسبتها إلى العقل الصحيح كنسبة السراب إلى ‏الأبصار في القيعان.‏
    فدعونا من هذه الدعاوي الباطلة ,التي لا تفيد إلا تضييع ‏الزمان,وإتعاب الأذهان,وكثرة الهذيان,وحاكمون إلى الوحي,لا إلى ‏نخالة الأفكار وزبالة الأذهان وعفارة الآراء,ووساوس الصدور,التي لا ‏حقيقة لها في التحقيق ,ولا تثبت على قدم الحق والتصديق,فملأتم بها ‏الأوراق سوادا ,والقلوب شكوكا,والعالم فاسدا.‏

    يا قومنا والله إن لقولنا‎ ‎ألفا تدل عليه بل ألفان
    عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ‎ ‎ولى وذوق حلاوة القرآن
    كل يدل بأنه سبحانه‎ ‎فوق السماء مباين الأكوان
    أترون أنا تاركون ذا كله‎ ‎لجعاجع التعطيل والهذيان

    يتبع...

  3. #3

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    كنت مارا على المجلس مرور الكرام فاستوقفني مقالك فشدني وقرأته ودعوت الله لك بكل خير وأن يصرف عنك كل شر وقبلها قرأت موضوعك في الرد على رسالة المعاند الأفاك عبدالرؤوف مبارك جمعة البحريني الملقب نفسه بالأزهري فجزاك الله الخيرات وأراك المسرات وأدخلك الجنات .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    بارك الله فيك أخي الكريم أبي الحسن الأزهري على مرورك فهذا لا شك شرف لي فأسأل الله تعالى أن يجزيك كل خير وأعتذر عن الأخطاء الكتابية لعلي أصححها على الوورد بعد أن أكمل الرد إن شاء الله.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    14-قال الجهمي:
    وهذا ما اتضح بعد الاطلاع علي كامل الموضوع أنك تريد النزول بالمعني الحقيقي من الحركة والإنتقال من أعلى لأسفل والعياذ بالله.

    أقول:بل الموضوع برمته لا يتحدث عن حركة أو سكون بل عن النزول لكنكم لا تفهمون من النزول إلا الحركة والإنتقال كما أنكم لا تفهمون من العلو إلا المكان والحيز والحد ,ولا تفهمون من اليد إلا الجارحة .

    أما ما رحت تقتبسه من كلامي فكل ذلك لا علاقة له بإثبات الحركة أو نفيها بل إنني رددت على من زعم أن النزول الحقيقي يستلزم الحركة والإنتقال فقلت بكل وضوح:
    إن كان‎ ‎قصدكم بالحركة أن الله إستوى العرش وكلم ‏موسى وينزل كل ليلة في الثلث الأخير وأنه‎ ‎خلق ‏السموات وخلق الخلق وأنه أنزل الله الكتب وأنه يجيء ‏يوم القيامة ليحاسب العباد‎ ‎فهذا المعنى حق دل عليه ‏الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة‎ ((‎واتفق أهل‎ ‎السنة ‏على القول بمقتضى ما دل عليه الكتاب والسنة من ‏ذلك غير خائضين فيه ، ولا‎ ‎محرفين للكلم عن ‏مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله . وهذه النصوص ‏في إثبات الفعل ،‎ ‎والمجيء ، والاستواء ، والنزول ‏إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله‎ ‎فالحركة ‏له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها ، وإن ‏كنا لا نعقل كيفية هذه‎ ‎الحركة‎.(...إلى آخر كلامي الذي نقلته عن أئمة الهدى كما ذكرت في الهامش.

    فليس في كلامي هذا الذي بنيت عليه كل موضوعك(وهذا من إنصافك الغريب العجيب) إثباتا للحركة ولا نفيها لأن لفظ(الحركة) لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة!
    إنما كان هذا إستفصال في المعنى فقد يراد بالحركة النزول والاستواء والمجيء والخلق فهذا المعنى حق ثابت في الكتاب والسنة لكن اللفظ غير ثابت فالأفضل والأسلم والأجدر تركه وإن قال به بعض الأئمة الكبار كالإمام الدارمي وبعض أهل السنة لكننا لسنا مقلدين لأحد .
    الذين أثبتوا الحركة قد قصدوا بها النزول والإستواء والمجيء ولم يقصدوا غير ذلك كما هو واضح في كتبهم بدليل أنهم قالوا بها في مقام ردهم على الجهمية(أجدادكم القدامى) المنكرين للنزول والإستواء بحجة أن هذا يستلزم الحركة والانتقال-زعموا- .
    وأما إن كنت تقصد بالحركة ما يماثل حركات المخلوقات فهذا باطل ننفيه جملة وتفصيلا.
    و كلام الإمام الدارمي رحمه الله الذي ألزمتني به ليس وحياً من الله تعالى و لا هو بالمعصوم فليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم فلتعلموا هذا جيدا لأننا سلفيون ولسنا دارميون بل كل يؤخذ من قوله ويرد, و كلام الدارمي جاء في مقابلة من زعم أن الله تعالى لا يفعل , فقابل الدارمي نفي الفعل بإثبات الحركة .

    و قد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية المسألة فخلص الى ان جماعة من أهل العلم أثبتوا الحركة على معنى الفعل , و منهم من توقف في اللفظ و هو الأحسن و الأحكم لا لأن ابن تيمية قاله بل لأنه الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الاستقامة (76-79):

    "وكذلك لفظ الحركة أثبته طوائف من أهل السنة والحديث وهو الذي ذكره حرب بن اسماعيل الكرماني في السنة التي حكاها عن الشيوخ الذين أدركهم كالحميدي وأحمد بن حنبل وسعيد بن منصور واسحاق بن إبراهيم ....
    ونفاه طوائف منهم أبو الحسن التميمي وأبو سليمان الخطابي ....
    والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة وإن أثبت أنواعا قد يدرجها المثبت في جنس الحركة....
    وقد نقل عنه في رسالة عنه إثبات لفظ الحركة مثل مافي العقيدة التي كتبها حرب بن إسماعيل وليست هذه العقيدة ثابتة عن الإمام أحمد بألفاظها فإني تأملت لها ثلاثة أسانيد مظلمة برجال مجاهيل والألفاظ هي ألفاظ حرب بن إسماعيل لا ألفاظ الإمام أحمد ولم يذكرها المعنيون بجمع كلام الإمام أحمد كأبي بكر الخلال في كتاب السنة وغيره من العراقيين العالمين بكتاب أحمد ولارواها المعروفون بنقل كلام الإمام لاسيما مثل هذه الرسالة الكبيرة وإن كانت راجت على كثير من المتأخرين
    "ا.هـ

    و قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه "فتح الباري شرح صحيح البخاري"(6/533):

    "أهل الحديث في النـزول على ثلاث فرق:
    فرقة منهم تجعل النـزول من الأفعال الاختيارية التي يفعلها الله بمشيئته وقدرته وهو المروي عن ابن المبارك ونعيم بن حماد وإسحاق بن راهويه وعثمان الدارمي
    وهو قول طائفة من أصحابنا ومنهم : من يصرح بلوازم ذلك من إثبات الحركة .
    وقد صنف بعض المحدثين المتأخرين من أصحابنا مصنفاً في إثبات ذلك ورواه عن الامام أحمد من وجوه كلها ضعيفة لا يثبت عنه منها شيء
    "ا.هـ.


    و الأمر كما قال شيخ الإسلام في مسألة الحركة في موضعه من الفتاوى

    ( والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل، والسمي، والكفؤ، والند ) اهـ.
    فلا داعي لتكثير الجمل والحروف بالنقل عن بعض الأئمة الكبار بل نحن ليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم وماعدا ذلك كل يؤخذ من قوله ويرد.
    وهب جدلا أننا نثبت الحركة كما ادعيت وافتريت –لتُوهِمَ الصوفية الذين يقرؤون لك أنك استطعت أن ترد على موضوعي الذي حيرهم وأفزعهم – فقلي ما وجه استنكارك لذلك؟ هل لأن اللفظ لم يرد في الكتاب أو السنة؟ .
    فإن كانت هذه حجتك فأين في الكتاب أو السنة أو كلام السلف الصالح مصطلح(الكلام النفسي) الذي أثبتموه لله جلا جلاله!.
    وأين مصطلح(البدعة الحسنة) بل أين أصلها في الكتاب والسنة أم من كلام سلف الأمة هذا إن لم يكن سلفك إلا جهم وزمرته!
    أم أن حجتك أن هذا من التشبيه ؟فإن كان كذلك فأنت المشبه لله بالجماد لأن الذي لا يتحرك ولا ينزل و لا يأتي ولا يجيء ولا يتكلم فلا يكون إلا جمادا فهنيئا لكم التشبيه الجديد بهروبك من التشبيه المُتوَهَمْ الذي لا أصل له إلا في عقولكم المتشبعة بالفلسفة والمنامات وكثرة الوسوسات .
    وكذلك الذي لا يكون خارج العالم ولا داخله ولا فوق ولا تحت فهذا لا يكون إلا عدما فكيف سولت لكم أنفسكم أن جعلتم ظاهر كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام تشبيها وتناسيتم أن ظاهر كلامكم الجديد هو التشبيه بعينه!
    فقد هرب بكم الشيطان من تشبيه غرسه في عقولكم إلى تشبيه زينه في قلوبكم كما قال تعالى((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))
    وبهذا التزيين الشيطاني أصبحتم ترون الإثبات تشبيه والتحريف تأويل والتعطيل تفويض وتنزيه



    فيا أيها القوم:

    لا تجعلوا الإثبات تشبيها له يا فرقة التشبيه والطغيان ‏
    كم ترتقون بسلم التنزيه للتـــــــــعطي ل ترويجا على العميان
    فالله أكبر أن تكون صفاته كصفاتنا جل عظيم الشَّانِ
    هذا هو التشبيه لا إثبات أوصاف كمال فما هما سِيَّانِ
    سميتم التحريف تأويلا كذا التعطيل تنزيها هما لقبان
    وأضفتم أمرا إلى ذا ثالثا شرا وأقبح منه ذا بهتان
    فجعلتم الإثبات تجسيما و تشبيها وذا من أقبح العدوان
    فقلبتم تلك الحقائق مثل ما قُلِبَتْ قلوبكم عن الإيمان‏
    وجعلتم الممدوح مذموما كذا بالعكس حتى استكمل اللّبْسَانِ.


    15-أما قولك أيها ال
    جهمي:

    و في كتاب الرد على الجهمية للدارمي ص/ 36 يقول:
    " قال الضاحك ابن مزاحم: ثم ينـزل الله في بهائه و جماله و معه ما شاء من الملائكة على مجنّبته اليسرى جهنم"

    في كتاب "معارج القبول" تأليف حافظ حكمي عَلّق عليه صلاح عويضه و أحمد القادري - الطبعة الأولى طبعة دار الكتب العلمية الجزء الأول ص / 235 - يقول:" قال النبى: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي ، فإذا نزل إلى السماء الدنيا ثم مد ساعديه ، فإذا كان عند الصبح ارتفع فجلس على كرسيه".

    في كتاب " معارج القبول " - الجزء الأول لحافظ حكمي ص/ 243 يقول:"يهبط الرب من السماء السابعة إلى المقام الذي قائمه"
    وينسب هذا الكفر إلى رسول الله.

    ويقول ابن تيمية في كتاب " شرح حديث النـزول "- طبع دار العاصمة ص/ 198 نسب ابن تيمية إلى الرسول أنه قال:
    " إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا"


    أقول:
    بادئ ذي بدأ يجب أن تعلم بل يجب أن تضع هذا نصب عينك أننا سلفيون ولسنا تيميون ولا دارميون فاحفظ هذا حتى تقتصد الكثير من الجمل والإلزامات التي سودت بها موضوعك.
    ثم:
    الدارمي فيما نقلت عنه إنما نقل أثر عن أحد السلف ألا وهو الضاحك ابن مزاحم فإن كان صحيحا فهو صحيح فهل ستطعن في الإمام الضاحك ابن مزاحم مثلما طعنتم في جمهور علماء السنة بل حتى بعض علماء الأشاعرة !
    أما إن كان ضعيفا فنقول :لقد أخطأ الإمام الدارمي في نقله للأثر لأنه ضعيف .
    وما قيل يقال في باقي الكلام الذي نقلته عن الحافظ الحكمي وابن تيمية فكلاهما ينقلان أثار وأحاديث فإن كانت صحيحة أثبتناها بكل ثقة واطمئنان مهما هولتم وشنعتم وإن كانت ضعيفة رددناها واعتذرنا للأئمة الذين اعتبروها صحيحة عن اجتهاد منهم فنحن كما قلت ولا أزال أقول:سلفيون ولسنا دارميون ولا تيميون ولا حكميون!
    لكن أبشرك بأنك بترت كلام الحافظ الحكمي فإنه بعد أن ذكر حديث((: إن الله ينـزل إلى السماء الدنيا و له فى كل سماء كرسي......)) قال :(( رواه ابن منده قال وله أصل مرسل)) فالحديث مرسل فلا داعي أن تنشع لا الحكمي ولا على الحديث(وهذا منك ومن أمثالك غير مستغرب).
    أما الحديث الثاني الذي ذكره الحكمي فلا علاقة له بالدنيا إنما عن الآخرة وهو ضعيف والحكمي لم يحكم لا بصحته ولا بضعفه إنما نقله ليقوي به أدلة نزول الله تعالى إلى الخلائق يوم القيامة للحساب فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة نزل الرب إلى العباد رواه مسلم.
    فما قولكم في هذا الحديث هل ستنزل الملائكة لتحاسب الخلق يوم القيامة أم الله جلا جلاله!
    فهل بعد هذا تبقى تتهم غيرك بالكذب والتدليس يا من حملت لواءه؟!


    ومن تدليسك أنك ادعيت أن شيخ الإسلام ابن تيمية نسب للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال((" إن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا)) وهذا كذب على شيخ الإسلام إنما ابن تيمية نقل ذلك عن ابن مندة فقط.
    قال رحمه الله((فهذا تلخيص ما ذكره عبد الرحمن بن منده،مع أنه استوعب طرق هذا الحديث وذكر ألفاظه مثل قوله‏:‏ ‏(‏ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا إذا مضى ثلث الليل الأول‏,‏ فيقول‏:‏ أنا الملك، من ذا الذي يسألني فأعطيه‏؟‏ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له‏؟‏ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له‏؟‏ فلا يزال كذلك إلى الفجر‏)‏‏.‏ وفي لفظ‏:‏ ‏(‏إذا بقي من الليل ثلثاه يهبط الرب إلى سماء الدنيا‏)‏ وفي لفظ‏: ‏"‏حتى ينشق الفجر ثم يرتفع‏"، وفي رواية يقول‏:‏ ‏"لا أسأل عن عبادي غيري‏,‏ من ذا الذي يسألني فأعطيه‏"‏‏،‏ وفي رواية عمرو بن عبسة‏:‏ ‏"أن الرب يتدلى في جوف الليل إلى السماء الدنيا‏"‏، وفي لفظ‏:‏ "‏حتى ينشق الفجر، ثم يرتفع‏"‏ وذكر نزوله عشية عرفة من عدة طرق) انتهى كلامه من المصدر الذي أحلتني إليه!!!
    فأنظر واعدد كذباتك فليس لي الوقت الكافي لعدها وحصرها .
    لكن السؤال المهم هو أن يقال لك:لما استنكرت الحديث ألأنك درست طرقه فبان لك ضعفه أم لأنه لم يتقبله عقلك !
    فإن كانت الأولى فأين حجتك في بيان ضعفه؟! وإن كانت الثانية فقد أظهرت للناس مدى تهجمك على أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وأن عداوتك بل عداوتكم (لأنك تنسخ من غيرك) ليست للدارمي وابن تيمية والحكمي فحسب بل لأقوال الله تعالى ورسوله التي تناولتموها تارة بالتحريف وتارة بالتعطيل ,ولا عجب فأنتم لم تتقبلوا لفظ(ينزل) فلما تقبلون لفظ(يتدلى)!!!!

    16-قال الجهمي:
    ونقول النزول في حق الله لا يلزم منه الانتقال كما تدعون فإن لم يكن معنى النزول عندك هو الانتقال تابعاً لعقيدة الحشوية مثل من ذكرنا فاسكت كما سكت بعض السلف
    ولا تتكلم على ما لم يفسر السلف!
    ولا نعتقد انك ستصمت لان عقيدتك كشفت للجميع.!!
    أقول: بل لم تحرفوا النزول إلا لأنكم فهمتم منه الحركة والإنتقال فأنتم لا تفهمون من صفات الخالق إلا ما تشاهدوه في المخلوق فتقيسون الغائب على الشاهد تماما مثل اليهود والنصارى ,ودعواك أننا نقول بالحركة قد تم بيان زيفها ولله الحمد والمنة ,وحقيقة لقد صدعت رؤوسنا بالكلام عن الحركة والإنتقال مع أنني لم أثبتها ولم أنفيها وإلى الآن لم نراك ترد على حججي ولا على ردودي!!! فعن أي تزوير تتحدث وعن أي تدليس تدندن !!
    إن كنت تريد خداع معجبيك من الصوفية والجهمية فهم مخدوعين من الأول لأن عقولهم لم تستنر بالوحي المنزل وإن كنت تريد خداع عوام الناس فإن أغلب العوام بل جلهم يقولون بما ورد في الكتاب والسنة من الصفات ولا يفهمون منها تشبيها بالرغم من أنهم لم يدرسوا في الجامعات الجهمية ولا الأشعرية ولا الإعتزالية ولا حتى السلفية بل لأنها الفطرة التي جعلت شيوخكم يتمنون لو يموتوا على عقيدة العجائز فقبل أن تريد مني أن أصمت على بهتانك وجهالاتك عليك أن تسكت أنت على اتهام غيرك فلا ترمي غيرك بالحجارة وبيتك من زجاج.
    ومن فضلك لا تتكلم عن السلف فمذهبك ليس له سلف إلا جهم الذي أخذ دينه عن فلاسفة اليونان فمنذ متى كنتم تستشهدون بالسلف أصلا!
    فهل مما عليه النبي صلى‏‎ ‎الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة : تقديم العقل ‏على النقل أو نفي الصفات ما عدا‎ ‎المعنوية والمعاني ، أو الاستدلال بدليل ‏الحدوث والقدم ، أو الكلام على الجوهر‎ ‎والعرض والجسم والحال ، أو أن الإيمان ‏هو مجرد التصديق القلبي ،‎ ‎أو القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ‏ولا تحته ، أو الكلام النفسي‎ ‎الذي لا صيغة له ، أو نفي قدرة العبد وتأثير ‏المخلوقات ، أو إنكار الحكمة والتعليل‎ … ‎إلى آخر ما في عقيدتكم ؟
    إننا نربأ بكل مسلم أن يظن‎ ‎ذلك أو يقوله .‏
    بل نحن نزيدكم إيضاحاً‎ ‎فنقول :‏‎ ‎
    إن هذه العقائد التي‎ ‎أدخلتموها في الإسلام وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية ‏بزعمكم ، هي ما كان عليه‎ ‎فلاسفة اليونان ومشركوا الصابئة وزنادقة أهل ‏الكتاب .‏
    لكن ورثها عنهم الجهم بن‎ ‎صفوان وبشر المريسي وابن كلاب وأنتم ورثتموها عن ‏هؤلاء ، فهي من تركة الفلاسفة‎ ‎والابتداع وليست من ميراث النبوة والكتاب .‏
    ومن أوضح الأدلة على ذلك‎ ‎أننا ما نزال حتى اليوم نرد عليكم بما ألفه أئمة ‏السنة الأولون من كتب في الردود‎ ‎على‎ ‎‏"‏‎ ‎الجهمية‎ ‎‏"‏‎ ‎كتبوها قبل ظهور مذهبكم‎ ‎بزمان ، ومنهم الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والدارمي وابن أبي حاتم …‏
    فدل هذا على أن سلفكم أولئك‎ ‎الثلاثة وأشباههم مع مازدتم عليهم وركبتم من ‏كلامهم من بدع جديدة .‏
    على أن المراء حول الفرقة‎ ‎الناجية ليس جديداً من الأشاعرة ، فقد عقدوا ‏لشيخ الإسلام ابن تيمية محاكمة كبرى‎ ‎بسبب تأليفه‎ ‎‏"‏‎ ‎العقيدة الواسطية‎ ‎‏"‏‎ ‎وكان ‏من أهم التهم الموجهة إليه أنه قال في أولها :‏‎ ‎‏"‏‎ ‎فهذا اعتقاد الفرقة الناجية…‏‎ ‎‏"‏‎ ‎‎.‎
    إذ وجدوا هذا مخالفاً لما‎ ‎تقرر لديهم من الفرقة الناجية هي الأشاعرة والماتريدية ‏ ‏.‏
    وكان من جواب شيخ الإسلام‎ ‎لهم أنه أحضر أكثر من خمسين كتاباً من كتب ‏المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية‎ ‎والمتكلمين كلها توافق ما في الواسطية ‏وبعضها ينقل إجماع السلف على مضمون تلك‎ ‎العقيدة .‏
    وتحداهم رحمه الله قائلاً :‏‎ ‎‏"‏‎ ‎قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث ‏سنين ،‎ ‎فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة … يخالف ما ‏ذكرت فأنا أرجع عن ذلك‎ ‎‏"‏‎ .‎
    قال :‏‎ ‎‏"‏‎ ‎ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ‏ما يناقض‎ ‎ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه‎ ‎‏"‏‎ .‎
    فهل يريد الأشاعرة‎ ‎المعاصرون أن نجدد التحدي ونمدد المهلة أم يكفي أن نقول ‏لهم ناصحين :‏‎ ‎
    إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد‎ ‎في الابتداع ، وإنما النجاة كل النجاة في التمسك ‏والاتباع .‏
    ترجو النجاة ولم تسلك‎ ‎مسالكها إن السفينة لا تجري ‏على اليبس.‏

    يتبع...











  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    163

    Arrow رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    السلام عليكم ورحمة الله .
    بارك الله فيك أخي جمال وجزاك الله خير الجزاء وأحسنه .

    هم والله الكذابون المجسمون .. إذ لا يفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال ،
    وكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالي : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ( 11 : الشورى )
    فقد نفي الله تعالى أن يشبهه شيئاً من خلقه ، وأثبت لنفسه السمع والبصر !

    فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46 : الحج )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    17-وقد حاول الجهمي أن يضعف أثر الإمام الشافعي الذي فيه((القول في السُّنة التي أنا عليها ‏ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم‎ ‎وأخذت عنهم مثل ‏سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن‎ ‎محمداً ‏رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف ‏شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎)).

    مع أن الأثر لا يوجد فيه لا حركة ولا انتقال إنما فيه إثبات ما أثبت الله لنفسه مع عدم الخوض في الكيف !!!. فقد أفصح هذا الجهمي على ما في قلبه فهو لا ينكر الحركة والإنتقال أو غيرها من الألفاظ التي أحدثوها بأنفسهم إنما هو ينكر ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله!!!.

    وبالرغم من أن هكاري الذي نسب هذا القول للإمام الشافعي( لم يكن موثقا ويغلب على حديثه الغرائب والمنكرات إلا أن الكتاب المنسوب للشافعي من طرف الهكاري قد أثبته علماء أجلاء وأئمة محققون منهم:

    ابن قدامة في العلو
    والذهبي في العلو
    وفي السير وسماه معتقد الشافعي
    والسبكي في الطبقات
    والروداني في صلة الخلف
    والسيوطي في الأمر بالاتباع
    ولو كان السند في قول الشافعي هنا ضعيف ؛ فإثبات عقيدة الشافعي رحمه الله نص عليها أكثر من واحد وهي موافقة لعقيدة السلف .
    ورسالة الهكاري , وإن كانت ضعيفة , فقد قبلها العلماء ونقلوا عنها لأنها لا تخالف ما ثبت في اعتقاده من غير طريق الهكاري)(1) .

    قال الحافظ ابن حجرفي الفتح (13/418) الطبعة السلفية (( وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونسبن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها، ومن خالف بعدثبوت الحجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لايدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر، فثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه))

    قلت هذا سندٌ صحيح فلا عشاري هنا ولا هكاري ولا حتى مقدسي وكتاب مناقب الشافعي لابن أبي حاتم من مرويات الحافظ في معجمه المفهرس (183)

    وليس في سنده العشاري أو الهكاري أو المقدسي ونفي الشافعي للتشبيه يدل على أنه يثبت الصفات _ كما صرح بذلك _ إذ أن المفوض لا يثبت شيئاً فلا يرد عليه استلزام التشبيه _الذي يتصوره أصحاب العقول المريضة_ (2).





    الذب عن عرض الإمام الدارمي :

    18-قال الجهمي معلقا على قول الإمام الدارمي الآتي:

    والآثار التي جاءت عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله ‏عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه))انتهى كلام الإمام الدارمي.

    فقال هذا الجهمي معلقا:

    فهذا الدرامي مجسم مشهور عنه التجسيم وفي أقواله ما يشين الإسلام ، فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس الذين ءامنوا من بشاعة الذي فيه
    .





    أقول:

    كان عليك أن ترد على كلام الدارمي بالحجة والبرهان لا الخروج عن الموضوع والتهجم على شخص الإمام الدارمي رحمه الله فلسنا هاهنا نتكلم عن عقيدة هذا أو ذاك بل عن الأدلة والنصوص الأثرية فلا تخلط بين الدليل وبين صاحبه !.

    لكنك أثبت عجزك وهروبك عن الرد على الإمام الدرامي فلم تجد سبيلا إلا التهجم عليه مع أن كلامه لا يخالف أئمة أهل السنة في شيء

    فقد قال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على حديث ‏النزول ‏‎: ‎‏ هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في السماء دون ‏الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله تعالى)).



    وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح ‏الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته و فيه دليل على أن الله عز و ‏جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل مكان كما ‏قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر,ثم ذكر الآيات الدالة على علو ‏الله عز وجل(

    أما فرية التجسيم والتشبيه فليست بجديدة من أتباع المريسي وجهم بن صفوان فقد تعودنا عليها منهم فكل من آمن بصفات الله عز وجل فهوعندكم تارة مشبه وتارة مجسم أما المكذبون المحرفون والمعطلون فهم عندكم منزهون. وما هم والله إلا جاهلون بعيدون عن نور الكتاب والسنة فهم لا يفهمون من النصوص إلا التشبيه والتجسيم كما بينت آنفا.

    إن نفيكم لعلو الله تعالى على العرش أو نزوله إلى السماء الدنيا كل ليلة ‏بدعوى التجسيم خطأ في اللفظ والمعنى ,وجناية على ألفاظ الوحي.‏
    أما اللفظي ‏‎:‎فتسميتكم علو الله على العرش أونزوله إلى السماء الدنيا تجسيما وتشبيها ‏وتحيزا.وتواصيك م بهذا المكر الكبار إلى نفي ما دل عليه الوحي,والعقل ‏والفطرة,فكذبتم على القرآن وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ‏وعلى اللغة,ووضعتم لصفاته ألفاظا منكم بدأت وإليكم تعود.‏
    وأما خطأكم في المعنى ‏‎:‎‏ فنفيكم,وتعطيلكم لعلو الرحمن أو نزوله بواسطة هذه ‏التسميات والألقاب ,فنفيتم المعنى الحق وسميتموه بالاسم المنكر ,وكنتم ‏في ذلك بمنزلة من سمع أن في العسل شفاء ولم يراه,فسأل عنه فقيل له ‏‎:‎‏ ‏مائع رقيق أصفر يشبه العذرة تتقيأه الزنابير,ومن لم يعرف العسل ينفر ‏عنه بهذا التعريف ,ومن عرفه وذاقه لم يزده هذا التعريف عنده إلا محبة ‏له,ورغبة فيه,وما أحسن ما قال القائل ‏‎:‎
    تقول هذا جني النحل تمدحه***وإن تشاء قل ذا قيئ الزنابير‏
    مدحا وذما وما جاوزت وصفهما***والحق قد يعتريه سوء التعبير.

    ومن عادة أهل السنة أنهم يستفصلون في مثل هذه الألفاظ التي أحدثتموها فنقول لكم:

    وإذا أردتم بالجسم المركب وهو ما كان مفترقا فركبه غيره, والمركب المعقول هو ما كان مفترقا فركبه ‏غيره كما تركب المصنوعات من الأطعمة والثياب والأبنية ونحو ذلك من أجزائها المفترقة
    والله تعالى أجل وأعظم من أن يوصف بذلك بل من مخلوقاته ما لا يوصف بذلك ومن قال ذلك فهو ‏من أكفر الناس وأضلهم وأجهلهم وأشدهم محاربة لله.‏
    وإن أردتم بالجسم ما يوصف بالصفات ,و يُرَى بالأبصار,ويتكلم, و يُكلِمْ,ويسمع,وي بصر,ويرضى ‏ويغضب,فهذه المعاني ثابة للرب تعالى وهو موصوف بها,فلا ننفيها عنه بتسميتكم للموصوف بها جسما,ولا ‏نرد ما أخبر به الصادق عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله لتسمية الأعداء الحديث لنا حشوية,ولا نجحد ‏صفات خالقنا وعلوه على خلقه وإستواءه على عرشه,لتسمية الفرعونية المعطلة لمن أثبت ذلك مجسما ‏مشبها.‏
    فإن كان تجسيما ثبوت استوائه ***على عرشه إني إذا لمجسم ‏
    وإن كان تشبيها ثبوت صفاته***فمن ذلك التشبيه لا أتكتم
    وإن كان تنزيها جحود استوائه***وأوصاف أو كونه يتكلم
    فعن ذلك التنزيه نزهت ربنا***بتوفيقه والله أعلى وأعلم.‏
    وإن أردتم بالجسم ما يشار إليه إشارة حسية,فقد أشار إليه أعرف الخلق بأصبعه رافعا لها إلى السماء, يُشْهِدُ ‏الجمع الأعظم مشيرا له.‏
    وإن أردتم بالجسم ما يقال أين هو؟فقد سأل أعلم الخلق به عنه بأين منبها على علوه على عرشه.‏
    وإن أردتم بالجسم ما يلحقه(من) و(إلى) فقد نزل جبريل من عنده ,ونزل كلامه من عنده,وعلاج برسوله ‏صلى الله عليه وسلم إليه,وإليه يصعد الكلم الطيب,وعنده المسيح رفع إليه.‏
    وإن أردتم بالجسم ما يكون فوق غيره ,ومستويا على غيره ,فهو سبحانه فوق عباده مستو على عرشه.‏
    أما قولك((فانظروا إلى من يأخذون بأقوالهم .. فله كتاب تشمئزُّ منه نفوس))فهذا جهل كبير منك لأن كتاب الدارمي قد أثنى عليه الأئمة الكبار بل ونقلوا منه لكونه ثقة من إمام ثقة

    فلو كان الأمر على طريقتك أيها الجهمي لما اعتمده الحافظ ابن حجر قط ولا الحافظ الذهبي ولاابن كثير وغيرهم من الحفاظ الجبال الذين اعتمدوه في عزو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم


    و نحن نذكر صورا من إعتمادهم على هذا الكتاب في العزو :


    قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ( الاية 11 من سورة الواقعة ) :

    وقد روى هذا الأثر الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه: "الرد على الجهمية"، ولفظه: فقال الله عز وجل: "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي، كمن قلت له: كن فكان" ) اهـ ج7 ص517


    و قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 18 ص 215 :

    وَقَدْ اخْتُلِفَ فِي سَنَدِهِ عَلَى الْوَلِيد فَأَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيّ فِي " النَّقْض عَلَى الْمَرِيسِيّ " عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ الْوَلِيد فَقَالَ : عَنْ خُلَيْد بْن دَعْلَج عَنْ قَتَادَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَهُ بِدُونِ التَّعْيِين ، قَالَ الْوَلِيد وَحَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز مِثْل ذَلِكَ وَقَالَ : كُلّهَا فِي الْقُرْآن ( هُوَ اللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم ) وَسَرْد الْأَسْمَاء .. ) اهـ

    و قال في الفتح ج 20 ص 484 :

    وَقَدْ أَخْرَجَهُ عُثْمَان الدَّارِمِيُّ فِي كِتَاب الرَّدّ عَلَى بِشْر الْمَرِيسِيّ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل مِثْله ) اهـ


    و قال السيوطي في الدر المنثور ( تفسير الاية 29 من سورة البقرة ):
    (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي والبيهقي عن ابن مسعود قال : بين السماء والأرض خمسمائة عام ، وما بين كل سماءين خمسمائة عام ، ومصير كل سماء يعني غلظ ذلك مسيرة خمسمائة عام ، وما بين السماء إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام ، وما بين ذلك الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام . والعرش على الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه . ) اهـ

    و قال في موضع آخر ( تفسير الاية 8 من سورة التغابن) :

    (وأخرج عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهميه عن ابن عباس قال : سيد السموات السماء التي فيها العرش ، وسيد الأرضين التي نحن عليها ) اهـ


    و قال المتقي الهندي – ت 975 هـ - في كنز العمال :
    (1545 - عن عمر قال قلت يا رسول الله أرايت ما نعمل فيه امر مبتدع أو مبتدا أو ما قد فرغ منه قال فيما قد فرغ منه قلنا أفلانتكل قال فاعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر لما خلق له ومنكان من أهل السعادة فانه يعمل بالسعادة أو للسعادة واما من كان من اهل الشقاوة فانه يعمل بالشقاء أو للشقاوة { ط حم ورواه مسدد إلى قوله وقد فرغ منه وزاد قلت ففيم العمل قال لا ينال إلا بالعمل قلت إذا نجتهد والشاشى قط في الافراد وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد
    على الجهمية ص خ في خلق افعال العباد ابن جرير وحسين في الاستقامة
    } ) اهـ ج1 / 338-339
    و قال أيضا في موضع آخر من الكتاب :

    4158 - عن عمر قال : ان هذا القرآن كلام الله ، فلا أعرفنكم ما عطفتموه على أهوائكم.
    (الدارمي عثمان بن سعيد في الرد على الجهمية ق في الاسماء والصفات).) اهـ ج2 /329

    و ذكره في كتابه هذا في أكثر من موضع


    و جاء في فتاوى الرملي للعلامة شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي – ت - :

    ( سُئِلَ ) أَيُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ أَفْضَلُ ؟ ( فَأَجَابَ ) أَخْرَجَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَيِّدُ السَّمَوَاتِ السَّمَاءُ الَّتِي فِيهَا الْعَرْشُ وَسَيِّدُ الْأَرْضِينَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا .
    ا هـ .


    و بعد هذا : أفيليق بابن كثير و ابن حجر و السيوطي و المتقي الهندي و غيرهم كثير : ان يعتمدوا في تخريج أحاديث النبي الأمين عليه الصلاة و السلام على كتاب طافح بالتجسيم كما ذكرت وتوهمت!.






    وأمثلة على ذلك
    الله له لسان عند الدرامي المجسم
    نعم لله ( تعالى الله ) لسان عن الدرامي حيث يقول عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي ص316 ما نصه: (الكلام لا يقوم بنفسه شيئاً يرى ويحس إلا بلسان متكلم به).


    قلت:ولا يوجد في هذا الكلام الذي نقلته عن الإمام الدارمي إضافة اللسان للرب تبارك وتعالى!!!.

    لكنني أعذرك فأنت تنسخ من غيرك وليس لك سلف في قولك إلا شيخك الكوثري المعروف بتهجمه على أهل العلم بما فيهم الحافظ ابن حجر الذي تمسحت به.





    ص/ 81 من مطبوعة السويد سنة 1960 يقول الدارمي:" قال كعب الأحبار: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه طفق موسى يقول: أي رب ما أفقه هذا حتى كلّمه ءاخر الألسنة بلسانه بمثل صوته يعني بمثل لسان موسى و بمثل صوت موسى".


    أقول: ولا يوجد هاهنا إثبات اللسان لله تبارك وتعالى إنما إثبات اللغة التي تكلم بها الله عز وجل فاللسان يطلق على اللغة كذلك أفلم تقرأ قوله تعالى((( وإنه لتنزيل رب العالمين ( 192 ) نزل به الروح الأمين ( 193 ) على قلبك لتكون من المنذرين ( 194 ) بلسان عربي مبين ( 195 ) ))).

    فالله عز وجل تكلم باللسان العربي أي باللغة العربية وليس ها هنا إثبات اللسان بالمفهوم الذي ترمي إليه.

    وهذا الكلام الذي نقلته إنما هو منسوب لكعب الأحبار فليس الدارمي إلا ناقل لوكنت تفقه!!!









    الله اذا أراد يستقر علي ظهر بعوضة تُقِلُه والعياذ بالله

    قوله (1/458) : " ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم " .






    والجواب عليك من ثلاث أوجه:

    الأول: أن هذا الكلام قد قاله الإمام الدارمي في مقام النقض والرد لا مقام التقرير فالفرق شاسع بينهما فهو يرد على المريسي الذي أنكر علو الله تعالى ,ومقام الرد غير مقام التقرير, وشيوخك الجهمية إلى يومنا هذا لم يجدوا في الكتب السلفية ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالتجأوا إلى نقل عبارات لبعض الأئمة السلفيين قد تكون أحيانا مطلقة لها تقييد في مقام الآخر فأخذوا بالمطلق وتركوا المقيد أو تكون أحيانا في مقام الرد على أهل البدع فجعلها شيوخك تقريرا وحجة للطعن في نهج السلف الصالح.

    الثاني:الإمام الدارمي لم يجزم في كلامه بل إستعمل لفظ(لو قد شاء) وأنت توهم الناس بتشنيعك أنه يجزم.

    الثالث:على فرض خطأ الدارمي فإنه رغم إمامته ومكانته لدى علماء الأمة إلا أنه يبقى بشر يصيب ويخطئ فلا داعي لكل هذا التهويل والتشويش وقارع الحجة بالحجة فإنك لم تفند شيئا ولم ترد على شيئ!!!.



    19-لقد اقتبس الجهمي كلام الإمام الطبري الآتي((

    وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى ‏السماء الدنيا,لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم))(

    ثم علق عليه قائلا:

    نقول لم يقصد الإمام الطبري الحركة والإنتقال كما تصرحون في كتبكم وأن الله ينزل حقيقة ويتحرك كيفما شاء فهذه عقيدة فاسده
    فينبغي لمن استند إلى هذا المقال والحالة أنه يرتضي كلام الإمام ابن جرير الطبري ويأخذ بأقواله أن يتبع محكم كلام الطبري الواضح الصريح ويقدمه على متشابهه وفي نفس الكتاب ليعلم القاصي والداني أن من الدلائل على أن هؤلاء النقلة لا يتقون الله عز وجل ولا يخافون من يوم الحساب أنهم ينقلون ما يريدون مما يؤيد مذهبهم ولا ينقلون كل المعاني ويحررون موطن النزاع ..

    وقد صرح الإمام الطبري في كتاب التبصير (ص 201)
    (باجتماع الموحدين من أهل القبلة وغيرهم على فساد وصف الله تعالى بالحركة والسكون.)
    وهذا نص صريح قاطع لا يحتمل التأويل في نفي حمل الهبوط ـ إن صح- على حقيقته المعهودة في الأجسام ولو مع نفي العلم بكيفية ذلك الهبوط بخلاف لفظ الهبوط فهو من حيث اللغة والفهم وقبول التأويل كلفظ النزول فصار نفي الحركة والسكون على الله تعالى من طرف الإمام الطبري ونقله الإجماع على ذلك من باب الكلام المحكم الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا وأما إثبات الهبوط والنزول فهو من باب إثبات المتشابه الذي له مجموعة احتمالات منها احتمال مقطوع بفساده وهو الاحتمال الملازم للحركة والسكون ومنها احتمالات أخرى تصح نسبتها إلى الله تعالى ولا يعلم حقيقة تأويلها إلا الله تعالى والذي يهمنا هنا أنّا إذا صححنا إرادة الإمام الطبري للمعنى الحقيقي المعهود بيننا من الهبوط والنزول ومع ذلك صححنا نفيه للحركة والسكون على الله تعالى جعلناه متناقضا تناقضاً صريحاً ويتنزه الإمام الطبري عن مثل هذه التناقض الذي لا يقع فيه إلى غبي مجسم فلم يبق إلا اتباع المحكم من كلامه وهو نفي الحركة والسكون على الله تعالى ونبذ المعنى الفاسد من المتشابه وحمله على محامل صحيحية أو تفويض علم حقيقته إلى الله تعالى كما صرح بذلك ابن قدامة مثلا في روضة المناظر وفي هذا كفاية للمتأمل.



    أقول:

    لا زلت أيها الجهمي تصدع رؤوسنا بالكلام على ألفاظك المبتدعة(حركة –سكون) مع أننا نثبت النزول ولا نقول لا بالحركة ولا بالسكون إنما نثبت ما أثبت الله لنفسه وقد تقدم الكلام عن هذا مرارا وتكرارا .

    والمضحك أنك تدندن حول الرجوع إلى الكلام المحكم وكأن هذا الكلام غامض يحتاج منك إلى تحريف جديد فبعد أن حرفتم النزول إلى عدة تحريفات ها أنت تحاول جاهدا تحريف الهبوط مع أن النزول والهبوط معنى واحد ,وفي هذا أقوى رد على بطلان بدعة التعطيل الذي تسمونها تفويض أو تنزيه فهاهو الإمام الطبري لا يتوقف عن تفسير لفظ( النزول) بل يصرح ويقول باللفظ المرادف له ألا وهو (الهبوط) فهل ستسألني مثلما يفعل شؤيوخك عن معنى (الهبوط) بعد أن سألتم عن معنى (النزول) وكأنكم أعاجم لا تفهمون اللغة العربية؟!...إن الذي له الحق في السؤال هم أهل السنة والجماعة عن ألفاظكم المبتدعة المجملة المحدثة(حركة-سكون-حيز-حد-جهة-جسم-جارحة) والله نحن أولى من السؤال عن هذه الألفاظ منكم لأن ألفاظنا نطق بها الكتاب والسنة أما ألفاظكم فليس إلا خزعبلات صدعتم بها رؤوسنا فـتأمل!.

    ولا تناقض بين إثبات النزول ونفي الحركة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن النزول ولم يخبرنا عن كيفيته فنؤمن بأن الله ينزل إلى السماء الدينا ولا نفوض الكيفية فالغباء غباءك والتجسيم تجسيمك لأنك لا تفهم من صفات الله إلا ما تراه في المخلوقات.

    وقد أثبت الإمام الطبري صفة العلو لله تعالى كما فسر الاستواء بالعلو والإرتفاع مما يدل على أنه لم يكن معطلا ولا محرفا بل مثبتا سلفيا

    قال رحمه في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . ( ‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎ )



    ‎ ‎و قال رحمه الله في تفسيره : (وأولى المعاني بقول الله جل‎ ‎ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن‎ } ‎علا عليهن‎ ‎وارتفع‎ ‎فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات‎ )
    و قال رحمه‎ ‎الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو‎ ‎الله‎ ))
    ‎ ‎و قال ايضا رحمه الله : (وعني‎ ‎بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو‎ ‎على عرشه‎ )

    وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره‎: ‎تصعد‎ ‎الملائكة والروح، وهو جبريل عليه ‏السلام إليه،‎ ‎يعني‎ ‎إلى الله‎ ‎عز و جل
    ))




    20-ومن عجيب صنع هذا الجهمي المتعالم أنه أورد شبهة قد رددت عليها في نفس الموضوع الذي يدعي أنه يرد علي فيه مما يدل على أنه رد علي حتى يقال له لقد رد

    فقال هذا الجهمي:

    كما أن حديث النزول يمكن أن يؤول بحديث آخر فلماذا التجسيم واجب في تشبيه رب العباد والقول انه يتحرك ينتقل من علو لسفل ومن سفل لعلو فقولوا خيراً أو اسكتوا أفضل لكم أيها الحشوية.



    ( إن الله يمهل حتى إذا كان شطر الليل الآخر أرسل ملكاً...... وفي رواية أمر منادياً)
    هذا الحديث في شعب الإيمان للبيهقي ج3/ص335
    _عمل اليوم والليلة النسائي ج/1ص340
    الطبراني ج9/ص55
    مسند إسحاق بن راهويه
    إعتقاد أهل السنة اللالكائي ج1/222
    وكذلك من حديث معاذ بن جبل رضى الله عنه في
    ج1/ ص234 الترغيب والترهيب ج1/ص320
    والترغيب والترهيب ج2/ص61
    وفيه كل ليلة من رمضان فيض القديرج2/316
    وعلل الترمذي ج1/ص83
    ونيل الأوطار ج3/ص70 وج4/ص420
    وغير هذا كثير.
    وهكذا يجب التوفيق بين الأحاديث
    فلا ينبغي الإقتصار على رواية واحدة طالما يمكننا الجمع بين الروايات وحمل بعضها على بعض وفق الشروط المعتبرة عند العلماء.
    أقول: وكأنك أيها الجهمي لم تقرأ ردي على هذه الشبهة أم أنك تجاهلته ليقال : لقد رد...

    فأعذرني أيها الراد المتهور أن أنقل ردي القديم على تخبط الجسيم وبهتانك الأثيم :



    أولاً: أن هذه الرواية لا ذكر فيها: لا لنزول الله ولا نزول الملك، فمن أين ‏حكمت بأن النزول هو نزول الملك بأمره؟ فالتعويل على هذه الرواية يلغي موضوع ‏النزول برمته.‏
    ثانياً: أنه تفرد بهذه اللفظة حفص بن غياث وهو ‏ممن تغير حفظه قليلا بأخرة,وخالفه غير‎ ‎واحد من ‏الثقات ,مثل:شعبة ومنصور بن المعتمر وفضيل بن ‏غزوان ومعمر بن راشد,فرووه‎ ‎بلفظ((إن‎ ‎الله يمهمل ‏حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول ,نزل إلى السماء‎ ‎الدنيا,فيقول:ه من مستغفر‎....)).
    فروايته السابقة شاذة وإن صحت فلها وجه‎ ‎وهو‎:‎
    الثالث ‏‎:‎‏ إن هذا إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم فإن الرب يقول ذلك,..ويأمر مناديا‎ ‎فينادي...لا ‏أن المنادي يقول((من يدعوني فاستجيب له)) ومن ‏روى عن النبي صلى الله‎ ‎عليه وسلم أن المنادي يقول ‏ذلك فقد علمنا أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم فإنه-مع أنه خلاف اللفظ المستفيض المتواتر ‏الذي نقلته الأمة خلفا عن‎ ‎السلف-فاسد في ‏المعقول,يعلم أنه من كذب بعض المبتدعين,كما روى ‏بعضهم((يُنزِّل ‎)) ‎بالضم وكما قرأ بعضهم(وكلم اللهَ ‏موسى تكليما))(39) ونحو ذلك من تحريفهم للفظ‎ ‎والمعنى‎ .‎
    الرابع ‏‎:‎‏ أن الرواية على ضعفها خبر آحاد وتمسككم ينقض ما زعمتم ‏التزامه وهو عدم الاحتجاج بحديث الآحاد في العقائد.‏
    الخامس ‏‎:‎‏ أن تحريفكم هذا يحقق حكم أبي الحسن الأشعري فيكم أنكم من ‏أهل الزيغ والضلالة. فقد روى الحافظ ابن عساكر عن أبي الحسن الأشعري أن الله هو ‏الذي "يقول (هل من سائل هل من مستغفر) خلافاً لما قاله أهل الزيغ والضلالة.
    وقال "ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون الأشياء كلها، ما نقله ‏أهل الرواية عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ قال: ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إلى السماء الدنيا(.
    فاعدد: كم من المسائل خالفت بها الأشعري ووافقت بها المعتزلة.‏



    فهلا رددت على هذا بدلا من سياسة الهروب إلى الأمام .


    21-قال الجهمي:

    ولتوضيح المقصود
    حديث: مرضت فلم تعدني، بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟
    فهم يأولون الحديث هنا بأنه ليس الله بنفسه وذاته يوجد عند العبد فمن أين لهم هذا الفهم ولماذا لجأوا للتأويل ولم يقولوا إن الله عند العبد بنفسه وذاته كما يدعون في جميع أقوالهم في فهم الاحاديث والآيات؟؟
    فيقولون إن الحديث مفسر
    فنقول لهم فلماذا لا يأول حديث النزول بتتمة الحديث: بقوله: هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه، فالنزول هو نزوله بهذه الكلمات عن طريق الملك...
    أقول:

    أولا: لقد أثبت لكل قارئ منصف أنك متخبط في ضلالك غير واضخ في عقيدتك فتارة تشيد بالتعطيل والآن تميل إلى التحريف فاثبت على قول ودع عنك الرقص بين النقيضين واختر أحدهما إما تعطيل أو إما تحريف.

    ثانيا:إننا ولله الحمد والمنة نثبت ما أثبت الله لنفسه ونفسر آيات الصفات على ظاهرها والظاهر لا يعرف إلامن سياق الكلام فظاهر حديث(بـ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)) أي وجدت ثوابى عنده وكرامتى ورحمتى والدليل على ذلك ما قاله عز وجل بعد ذلك ( لو أطعمته لوجدت ذلك عندى ) أى لوجدت ثوابه وجزاءه عندى .

    وفي هذا يقول الإمام النووي((ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه والله اعلم[

    ثم إن العندية لا تستلزم المخالطة والمماسة ومن الأدلة قوله تعالى { ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}

    وقوله عليه الصلاة والسلام .:(( لما قضى الله الخلق كتاب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي ))

    فالملائكة عند الله ؛ وهذا الكتاب عند الله ولا يفهم المخالطة والمماسة , وهذا لازم له .



    فلا يوجد تأويل هاهنا ألبتة , وكذلك في حديث النزول فأن ظاهره أن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول عند نزوله((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب علي)) فنزوله حقيقة وكلامه بهذه الكلمات حقيقة فكما أن الكلام منسوب إليه وحده فكذلك النزول منسوب إليه وحده فهو وحده الذي ينزل وهو وحده الذي يقول((هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له)) فتدبر وكف عنك التحريف فإنه طريق مسدود ومن رب العباد مردود.



    وأما قولك بعد ذلك(فهذا قولنا في النزول ولا نقول نزول على الحقيقة)).

    فهذا من التناقض الذي سودت به موضوعك فالأصل في الكلام الحقيقة لا الخيال فهل تقول بأن الله لم يخلقك حقيقة ولم يكتب رزقك حقيقة ولا يحاسبك يوم القيامة حقيقة ولم يخلق السموات والأرضون حقيقة!!!

    فدعك إذن من هذا الهذيان!.

    --------------
    (1)من رسالة خاصة للأخ عبد الباسط بن يوسف الغريب.

    (2) من رسالة خاصة للأخ عبد الله خليفي.






    ‎‎‎‎

  8. #8

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    جزاك الله خيرا وبارك فيك

  9. #9

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    أحييك اخى جمال علىحماستك مع سنك الصغير
    لكنى استغرب انى منذ رأيتك هنا لم أرك تشارك فى موضوع خارج الاسماء والصفات أو تكتب موضوع خارحه ؟!! مالسبب

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    153

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    اخى من تحاور ؟!

    الانصاف يقتضى ان تحاور من يملك الرد عليك فى نفس الموقع

    الاخ صقر الاسلام يصول ويجول فى منتديات الصوفية والاشاعرة ولايجد من يرد عليه ردا يشفى الغليل اللهم الا الضعفاء امثالى وغالبا ليس لهم النفس الطويل فلايكملون الحوار

    لقد رد على موضوعكم وزعم انه نقض الموضوع فياليتكم تردون عليه فى تلك المواقع حتى يكون الحوار متكافئا

    جعلكم الله تعالى ممن يذودون عن الحق وينصرون السنة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمدي أبوزيد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله .
    بارك الله فيك أخي جمال وجزاك الله خير الجزاء وأحسنه .

    هم والله الكذابون المجسمون .. إذ لا يفهمون من النزول إلا الحركة والانتقال ،
    وكأنهم لم يقرؤوا قوله تعالي : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " ( 11 : الشورى )
    فقد نفي الله تعالى أن يشبهه شيئاً من خلقه ، وأثبت لنفسه السمع والبصر !

    فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46 : الحج )
    وفيك بارك الله أخي الفاضل وجزاك الله خيرا على تعليقك المفيد.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط بن يوسف الغريب مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا وبارك فيك
    وإياكم شيخنا الفاضل ونشكر لكم توجيهكم وإفادتكم لي .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المرسى مشاهدة المشاركة
    أحييك اخى جمال علىحماستك مع سنك الصغير
    لكنى استغرب انى منذ رأيتك هنا لم أرك تشارك فى موضوع خارج الاسماء والصفات أو تكتب موضوع خارحه ؟!! مالسبب
    العفو أخي الكريم .
    يمكنك زيارة مدونتي لتجيب على سؤالك(ابتسامة).

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومعاذالمصرى مشاهدة المشاركة
    اخى من تحاور ؟!

    الانصاف يقتضى ان تحاور من يملك الرد عليك فى نفس الموقع

    الاخ صقر الاسلام يصول ويجول فى منتديات الصوفية والاشاعرة ولايجد من يرد عليه ردا يشفى الغليل اللهم الا الضعفاء امثالى وغالبا ليس لهم النفس الطويل فلايكملون الحوار

    لقد رد على موضوعكم وزعم انه نقض الموضوع فياليتكم تردون عليه فى تلك المواقع حتى يكون الحوار متكافئا

    جعلكم الله تعالى ممن يذودون عن الحق وينصرون السنة
    للأسف فالأمر ليس كما قلت فموقعهم حذف لي الكثير من ردودي ففضلت الرد عليهم بعيدا .
    فقولك(ليس لهم النفس الطويل) فهذا غير صحيح فإنك لا تدري ماذا يجري وراء الكواليس فقد حذفوا لي عدة ردود وهي عندي مصورة إن شئت أرفعها لك لترى كم حذفوا لي من ردود علمية هناك.
    والمدعوا صقر الإسلام ليس إلا ناسخ إلكتروني كما تبين لي فلا يغرنك تقلبه في المنتديات فهو لا يبلغ مرتبة طويلب علم .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    22-قال الجهمي :
    و قد حكى الإمام الشهرستاني عن المشبهة والحشوية أمثالكم فقال:
    " معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض, إما روحانية وإما جسمانية, ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن) الملل ص 105

    أقول:
    لقد حرفت كلام الشهرستاني بالرغم من أنه أشعري (وأنت جهمي) فإليك بيان تحريفك وتدليسك :
    قال الشهرستاني:
    (فأما أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصفهاني وجماعة من أئمة السلف, فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث, مثل : مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان, وسلكوا طريق السلامة فقالوا : نؤمن بما ورد به الكتاب والسنة, ولا نتعرض للتأويل, بعد أن نعلم قطعا أن الله عز وجل لا يشبه شيئا من المخلوقات) الملل ص 104
    قلت: وهذه العقيدة التي نقلها الشهرستاني هي عقيدة السلفيين الذين سميتهم مجسمة ومشبهة وغيرها من الألقاب التنفيرية متناسيا أنك المشبه لله بالجماد والمشبه لله بالعدم!
    ثم بعدها ببضعة سطور قال الشهرستاني:
    " غير أن جماعة من الشيعة الغالية وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه مثل : الهشاميين من الشيعة ومثل مضر وكهمس وأحمد الهجيمي وغيرهم من الحشوية قالوا : معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض إما روحانية وإما جسمانية ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن ..."الملل ص105.
    فكلام الشهرستاني يدور عن الشيعة والروافض لا عن السلف والسلفيين فتأمل ودع عنك التدليس والتلبيس فإنه من صنع ابليس.



    الجهمي يكذب علي علنا:


    23-ثم اقتبس الجهمي كلام الإمام أبو عمر الداني رحمه الله(ت440) الذي كنت نقلته في موضوعي:
    ((ومن قولهم ‏‎:‎‏ أن الله جلا ‏جلاله وتقدست أسماؤه ‏‎:‎‏ ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث ‏الباقي من اليل ,فيقول(هل من داعي يدعوني فاستجيب له,وهل من سائل ‏يسألني فاعطيه,وهل من مستغفر يستغفرني فاغفر له؟)حتى ينفجر ‏الصبح,على ما صحت به الأخبار ,وتواترت به الآثار عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم .نزوله تبارك وتعالى كيف شاء,بلا حد ولا ‏تكييف.وهذا دين الأمة وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمر كما ‏جاءت بغير تحديد ولا تكييف,فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها ‏ومثلها بشيء من جوارحنا وآلتنا فقد ضل واعتدى ,وابتدع في الدين ما ‏ليس منه,وخرق إجماع المسلمين,وفارق أئئمة الدين)

    ثم علق الجهمي قائلا:

    والعجيب أن مصدرك رسالة من حشوية الوهابية وهي الرسالة الوافية للمدعو أبي بشار
    عبد الغني القعشمي اليريمي تلميذ الحجوري فما أعطيتنا مصدر نرجع إليه إلا بحث لأحد طلاب الحجوري وهم من الحشوية كما لا يخفى علي كل عاقل مطلع..


    قلت:
    وهذا من الكذب الصراح والبهت الوقاح فإنني قد ذكرت المصدر ولم أنقل شيء من رسالة تلميذ الحجوري السلفي بالرغم من أنني لا أعرفه إلا أنني تأكدت من سلفيته وسنيته لوصفك إياه بالحشوية إذ من المعلوم انه من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر .
    أما مصدر ما نقلته عن الإمام أبو عمر الداني رحمه الله فهو عن الرسالة الوافية لأبي عمر الداني رحمه الله كما بينت لك في الهامش فلست أدري ما الذي أعماك عن رؤية ذلك أم أنه رد من أجل الرد؟!
    ثم ألست أنت من كنت تقول وتدعي أنك تقول بالنزول دون كيف فما مشكلتك إذن فيما نقلت لك عن الإمام أبو عمر الداني!!!!!!!!!!.

    ثانياً:- قول الإمام الداني لا يعني الحركة والأنتقال الذي به تقولون فما هو سر وضعك لهذا القول في وسط الأقوال وهذه ليست المره الاولي التي تقوم بذلك؟؟
    الحمد لله إذن فقد أفتيت نفسك بنفسك فما سر تدخلك واتهامك لي بالقول بالحركة وغيرها من ألفاظك المبتدعة فها أنا أنقل كلام الأئمة الأعلام الذي لا يوجد فيه لفظ الحركة لا تصريحا ولا تلميحا! فما الذي جعلك تبني ردك الهزيل على لفظ(الحركة) الذي لم اقل به في كل موضوعي ولم أثبته إطلاقا!!!!..

    أما قولك أيها الجهمي:

    في الحديث جاء أن الله ينزل ومذهب أهل السنة والجماعة التفويض والتأويل فما هو إعتراضك لا نعلم !! أتريد أن تثبت أن الإمام الداني يقول بالحركة والإنتقال مثلكم؟
    حاشاه أن يقول بذلك.


    فأقول:
    نعم في الحديث أن الله ينزل والنزول معلوم والكيف مجهول لكنك تتناقض وترقص ما بين تعطيل وتحريف فكيف سولت لك نفسك أن عطلت صفة النزول وقلت بالتفويض أو ذهبت بعيدا وقلت بالتحريف فزعمت أن الله لا ينزل بل تنزل رحمته أو ينزل ملائكته بل والأدهى والأمر أن نسبت هذا القول المشين إلى أهل السنة والجماعة وأئمتهم بالرغم من النقولات التي نقلتها لك (والتي لم تستطع أن ترد عليها ببنت شفة) تعري كلامك تماما فالتجأت إلى الكلام عن ألفاظك الفلسفية المبتدعة (حركة-سكون-جسم...) بدلا من مقارعة الحجة بالحجة ,ويا سبحان الله كيف يجتمع النقيضين فتارة تفويض وتارة تأويل فهل أهل السنة منقسمين إلى مؤؤلة ومفوضة ؟وهل نسي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أن يحسم هذه المسألة العقائدية المتعلقة برب العباد ولم ينسى أن يعلمنا كيف ندخل بيت الخلاء؟.كلا ورب الكعبة فقد تركنا النبي عليه الصلاة والسلام على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع عنها إلا هالك فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن ربنا ينزل ولم يأمرنا لا بالتأويل ولا بالتحريف بل لقد تقدمت الأحاديث النبوية في إثبات معاني الكثير من الصفات فما كان منا إلا أن صدقناه وأخذنا بقوله ثم بقول أصحابه الذين عايشوه في الإيمان بهذه الصفات على ظاهرها دون تحريفها أو تعطيلها.
    وعلى هذا سار أئمة أهل السنة والجماعة عبر العصور فلم ثبت عنهم شيء من التأويل أو التفويض ألبتة ويدل على هذا نفيهم للكفية إذ لو كانوا مفوضة لما تكلموا عن الكيفية أصلا لأن المفوض لا يثبت شيء فما حاجته للكلام عن الكيفية؟!!!
    وأما المؤول فلم يؤول إلا بعد أن توهم التشبيه بعد أن دخل بعقله المريض في الكيفية فكان يسعه أن يثبت وينفي الكفية لكن بعد أن خاض في الكيفية ولم يفهم من الصفة إلا ما يراه في المخلوقات التجأ إلى التحريف فلو كان هؤلاء مؤولة لما احتاجوا إلى الكلام عن الكيفية أصلا فتأمل.
    قال الإمام الترمذي صاحب السنن بعد روايته حديث: "إِنَّ اللهَ يَقبَلُ الصَّدَقَةَ وَيَأْخُذُها بِيَمِينِه"- الترمذي (662)- وتصحيحه له: (وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يُتوهم، ولا يقال: كيف). هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك، أنهم قالوا في هذه الأحاديث: (أمروها بلا كيف). وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: (هذا تشبيه). وقد ذكر الله عز وجل، في غير موضع من كتابه اليد، والسمع، والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات، ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: (إن الله لم يخلق آدم بيده). وقالوا: (إن معنى اليد هاهنا القوة). وقال إسحاق بن إبراهيم: (إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع. فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع. فهذا التشبيه، وأما إذا قال، كما قال الله تعالى: يد، وسمع، وبصر. ولا يقول: كيف. ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهًا، وهو كما قال الله تعالى، في كتابه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الشورى: 11] السنن (3/50، 51).

    أما عن الحركة والإنتقال وغيرها من الألفاظ المبتدعة فقد تقدم الكلام عنها مرارا وتكرارا وموضوعنا يدور عن صفة النزول الثابتة في الكتاب والسنة وليس عن الحركة التي لم يثبت لفظها إلا في عقولكم فلا تخلط الحابل بالنابل .



    حول عقيدة الإمام أبو عمر الداني رحمه الله:

    24-وقد حاول الجهمي جاهدا إثبات أشعرية مزعومة للإمام أبو عمر الداني رحمه الله مع أن موضوعنا لا يدور عن عقيدة كائنا من كان غير عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه لكن يبدوا أن عقدة الإستكثار بالرجال وتقديسهم أصبحت أصل من أصول جهمية العصر فقد قال هذا الجهمي:

    وهو الإمام أبي عمر الداني الأشعري رضي الله عنه تلميذ
    شيخ أهل السنة القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري
    وهو علي مذهب أهل السنة والجماعة السادة الأشاعرة ومذهبه هو التفويض والتأويل فما هو الجديد في نقلك؟؟

    قلت:
    1-دعواك بأن الإمام أبو عمر الداني رحمه الله قد تتلمذ على أبي بكر الباقلاني الأشعري إنما هي دعوة تحتاج إلى دليل فإنني بحثت في التراجم ولم أجد شيئا من ذلك فيا حبذا لو تتكرم علينا بمصدر ماذكرته فقد ألفنا منكم التدليس والتلبيس .وعلى فرض صدق ما قلته فإن هذا ليس دليل على جهمية أو أشعرية الإمام أبو عمر الداني إذ أن مشايخه كثيرون وقد توقي الإمام الداني بعد قرابة 30 سنة من وفاة الباقلاني فتأمل.
    ومن مشايخ الإمام أبو عمر الداني رحمه الله:
    عبد العزيز بن جعفر بن خواستي الفارسي.
    - أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد.
    - محمد بن يوسف، خال أبي عمرو الداني ويعرف بالنجاد أيضا
    - عبد الله بن أبي عبد الرحمٰن المصاحفي.
    - أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب، سمع منه كتاب السبعة لابن مجاهد.
    - أحمد بن عمر بن محفوظ.
    - محمد بن عبد الواحد البغدادي.
    - الحسن بن سليمان الأنطاكي.


    - الحسن بن محمد بن إبراهيم البغدادي.
    وغيرهم كثير
    2-وأما دعواك بأنه كان مفوض أو محرفا مثلك فهذه الدعوى منقوضة بأدلة كثيرة منها ما ذكرت أنت بنفسك حيث نقلت عنه-رحمه الله- أنه قال:
    (واستواؤه جلّ جلاله علوّه بغير كيفية ولا تحديد ولا مجاورة ولا مماسة) اهـ
    وهذا تفسير منه للإستواء بالعلو مع عدم الخوض في الكيفية والألفاظ الفلسفية الجهمية المبتدعة(حد-مماسة-مجاورة....) على طريقة أهل السنة السلفيين الذين سميتهم حشويين وقد قيل (ضربني وبكى سبقني واشتكى) خلافا للمحرفة الذين فسروه بالإستلاء على العرش أو المعطلة الذين جعلوه كلاما أعجميا مبهما مثله مثل كلمات الحيوانات والدواب!!!!.
    وكذلك قد نقلت عنه أيها الجهمي قوله((
    (ونزوله تبـارك وتعـالى كيف شـاء، بلا حدّ، ولا تكييـف، ولا وصف بانتقال ولا زوال) اهـ.

    وهذا إثباتا منه للنزول بعيدا عن الخوض في الكيفية والألفاظ المحدثة(حد-انتقال-زوال...) فهل أنت تثبت نزول رب العالمين أم أنك من الراقصين على وتر التحريف تارة والتعطيل تارات؟!.
    3-وأما قوله رحمه الله (((( وأنه سبحانه فوق سماواته، مستو على عرشه، مستولٍ على جميع خلقه). وتحميلك له مالم يحتمل بقولك العجيب:

    وهذا تفسير منه للإستواء بمعنى الاستيلاء .

    فهذه من إحدى غرائبك-وما أكثرها- إذ لا يوجد في ما ذكره أبي عمر الداني تحريف الإستواء إلى الإستلاء كما ادعيت بل إنه رحمه الله أثبت لله تعالى :
    -الفوقية بقوله(وأنه فوق سماواته مستو على عرشه) بخلاف جهيمة العصر الذين ضيعوا ربهم وضلوا ضلالا بعيدا فقالوا بأن الله لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا...ولا ..إلى آخر تلك الجهالات والضلالات .
    -الإستلاء على الخلق فهذا أمر ثثبته أهل السنة والجهمية والأشاعرة بل وجل الطوائف الإسلامية فكلنا متفقون بأن مستول على خلقه وقاهر لكننا نقول بأنه فوق سمواته على عرشه وأنتم تقولون لا داخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت.
    فلا تخلط بين هذا وذاك.
    هذا أولا ..
    وثانيا: لقد حرفت وبترت كعادتك كلام الإمام الداني رحمه الله فلم تكمل باقي كلامه الذي يكشف عوارك ويعري اتهامك ويبين لمعجبيك مدى تعصبك وقبح كذبك وافتراءك وإني أوجه ندائي للقراء خاصة المعجبين منهم والمطبلين لهذا الذي يدعي أنه يرد على السلفيين في تلك المنتديات الجهمية وغيرها أن يعدوا كذبات وتدليسات هذا الرجل فقد عجزت عن عدها لكثرتها-والله المستعان- وإليك كلام الإمام الداني بسباقه ولحاقه :
    «ومنْ قولهم: إنَّهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ سماواتهِ مستوٍ عَلَى عرشه، ومُسْتَوْلٍ على جميعِ خلقهِ، وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ، بلْ علمهُ محيطٌ بهم، يعلمُ سرَّهم وجهرهم، ويعلمُ ما يكسبونَ عَلَى ما وردَ بِهِ خبرهُ الصَّادقُ، وكتابهُ النَّاطقُ فقالَ تَعَالَى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5]، واستواؤه جلّ جلاله عُلُوُّه بغير كيفيةٍ، ولا تحديدٍ، ولا مجاورةٍ ولا مماسةٍ...
    قالَ جلّ جلاله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [الحديد: 4]. يعني أَنَّ علمَهُ محيطٌ بهم حيثما كانوا، بدليلِ قولهِ: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12]. وقال عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10]. وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16]، {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك: 17]، وقال: {تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: 4]، وقال: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ} [السجدة: 5] وقال: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50]، وقال: {يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]، وقال: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]، وقال مخبرًا عَنْ فرعون: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} [غافر: 36] الآية.
    وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} [الأنعام: 3] الآية. المعنى: وَهُوَ المعبودُ فِي السَّمَاوَاتِ وفي الأرضِ...
    وقوله تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] يعني: أَنَّهُ إلهُ أهلِ السَّمَاءِ، وإلهُ أهلِ الأرضِ.
    وقولُهُ سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128]: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69] و: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] يعني: أنَّه يحفظهم وينصرهم ويؤيدهم، لا أنَّ ذاته معهم، تعالى الله عنْ ذلكَ علوًا كبيرًا، وقوله عزَّ وجلَّ: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] الآية. يعني: أنَّه تبارك وتعالى عالمٌ بهم وبما خَفِيَ منْ سرِّهم ونجواهم بدليلِ قولهِ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [المجادلة: 7]، وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7] فابتدأَ الآيةَ بالعِلْمِ، وختمها بالعِلْمِ
    » [
    الرسالة الوافية (ص129 - 132)، طبعة دار الإمام أحمد - الكويت - تحقيق: دغش بن شبيب العجمي.

    فأين في كلامه هذا تفيسير الإستواء بالإستلاء أو القول بأن الله لا داخل ولا خارج ؟
    وليتأمل القارئ جيدا قوله مباشرة بعد الكلام المبتور الذي نقله الجهمي((وبائنٌ منهم بذاتهِ، غيرُ بائنٍ بعلمهِ)) فبعد أن ذكر الإمام الداني إستيلاء الله على جميع خلقه ذكر بينونته وفوقيته عليهم لكن صاحبنا الجهمي بتر ذلك فما قول المنصفين العقلاء في هذا وغيره كثير !!!
    4-ومما يبطل افتراءك على هذا الإمام رحمه الله هو قوله في «أرجوزته» التي في عقودِ الدِّيانةِ:
    كَلَّمَ مُوسى عبدَهُ تكليمًا ولـم يَـزَلْ مُدَبِّـرًا حَكِيمـًا
    كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ وهو فوقَ عَرْشِـهِ العَظِيـمُ

    والقـولُ فـي كتابِـهِ المُفَضَّـلُ بأنَّهُ كلامُهُ المُنَزَّلُ
    علـى رَسُـولـِـهِ النَّـبِيِّ الصَّـادِقِ ليسَ بمخلـوقٍ ولا بِخَالـِـقٍ)
    )
    فهل بعد كل هذا يصح اتهام هذا الإمام بالأشعرية أو الجهمية؟!
    5-ومن عجيب صنع هذا الجهمي أنه نقل كلام الإمام الداني الذي فيه إثبات بعض الصفات التي هي محل اتفاق بين السلفيين والأشاعرة ليلصق بدعة التمشعر بهذا الإمام فقد نقل إثبات الإمام الداني لكل من هذه الصفات(الحياة -القدرة-العلم-الإرادة-السمع-البصر –الكلام-البقاء) وكأن السلفيين لا يثبتونها! وكأن السلفيين يحرفونها أو يعطلونها!!!! وما درى المسكين أن إثبات الأشاعرة لهذه الصفات لهو حجة عليهم إذ ما الذي منعهم هاهنا من التحريف أو التعطيل الذي هو أصل من أصولهم!!
    فلما أثبتهم هذه الصفات ولم تثبتوا البقية هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟!
    إن إثباتكم لهذه الصفات وتحريفك أو تعطيلك للباقي بحجة التشبيه أو غيرها من الحجج الواهيات لهو أقوى ما ينقض أصولكم ويهدم بدعكم فإننا نلزمكم بأمرين للخروج من هذا التناقض:
    الأول: - تأويل جميع الصفات دون تفريق بين الصفات الفعلية والصفات الذاتية طرداً للباب، وهي الطريقة العملية مع بطلانها.
    الثاني :أن تغلقوا باب التأويل وتمروا نصوص الصفات على ظاهرها على ما يليق بالله فيلحقوا بالمثبتة من سلف هذه الأمة الذين عافاهم الله مما ابتلي به غيرهم من التناقض لتسليمهم لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام هذا المنهج السليم الموافق للعقل السليم والنقل الصحيح، ولسلامة هذا المنهج وبعده من التناقض ومن التكلف رجع إليه كثير من علماء الكلام في آخر حياتهم كما سيأتي.
    ولأبي الوليد الأندلسي موقف فريد من المؤولة الذين يسرفون في التأويل كالمعتزلة ويدعون الناس إلى الأخذ بتأويلهم ويضرب لذلك مثلاً رائعاً حيث يقول: "ومثال من أول شيئاً من الشرع وزعم أن ما أوله هو ما قصد الشرع وصرح بذلك التأويل للجمهور، مثال من أتى إلى دواء قد ركبه طبيب ماهر ليحفظ صحة جميع الناس أو الأكثر فجاء رجل فلم يلائمه ذلك الدواء المركب العظيم لرداءة مزاج كان به ليس يعرض إلا للأقل من الناس، فزعم أن بعض تلك الأدوية، الذي صرح باسمه الطبيب الأول في ذلك الدواء العام المنفعة المركب لم يرد به ذلك الدواء الذي جرت العادة أن يدل بذلك الاسم عليه، وإنما أريد به دواء آخر مما يمكن أن يدل عليه بذلك الاسم باستعارة بعيدة، فأزال ذلك الدواء الأول من ذلك المركب الأعظم، وجعل في بدل الدواء الذي ظن أنه الذي قصده الطبيب، وقال للناس: هذا هو الذي قصده الطبيب الأول فاستعمل الناس ذلك الدواء المركب على الوجه الذي تأوله عليه المتأول، ففسدت به أمزجة كثير من الناس، فجاء آخرون شعروا بفساد أمزجة الناس من ذلك الدواء المركب، فرأوا إصلاحه بأن أبدلوا بعض أدويته بدواء آخر غير الدواء الأول، فعرض من ذلك للناس نوع من المرض غير النوع الأول، فجاء ثالث فتأول في أدوية ذلك المركب غير التأويل الأول والثاني فعرض للناس من ذلك نوع ثالث من المرض غير النوعين المتقدمين، فجاء متأول رابع فتأول دواء آخر غير الأدوية المتقدمة، فعرض منه للناس نوع رابع من المرض، غير الأمراض المتقدمة، فلما طال الزمان بهذا المركب الأعظم، وسلط الناس التأويل على أدويته وغيروها وبدلوها، عرض منه للناس أمراض شتى حتى فسدت المنفعة المقصودة بذلك الدواء المركب في حق أكثر الناس، ثم قال أبو الوليد: وهذه هي حال الفرقة الحادثة في هذه الطريقة مع الشريعة، وذلك أن كل فرقة منهم تأولت في الشريعة تأويلاً غير التأويل الذي تأولته الفرقة الأخرى، وزعمت أنه الذي قصده الشرع، حتى تمزق كل ممزق، وبعد جداً عن موضعه الأول. ولما علم صاحب الشرع عليه الصلاة والسلام أن مثل هذا يعرض - ولا بد - في شريعته قال: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة"(1).
    نقول تعليقاً على هذا المثل المضروب للمتأولة: "اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً". وأبو الوليد له تجربة طويلة مع علماء الكلام وله معهم صولة وجولة، فهو خير من يشهد لهم أو عليهم. واستشهادنا بكلامه لا يعني أنه محل رضانا مطلقاً، بل يؤخذ من كلامه ويرد كغيره من الرجال، بل هو فيلسوف أرسطي ومع ذلك له كلام يؤخذ بل يقدر كما رأيت. وقريب مما أنكره ابن رشد على أهل الكلام من الإسراف في التأويل، قول سهل بن عبد الله التستري حيث يقول: لا يخرجنكم تنـزيه الله إلى التلاشي ولا يخرجنكم تثبيته إلى الجسد، أي التجسيد (الله يتجلى كيف يشاء)(2)

    6-إننا بلا شك لا ننكر أن الإمام الداني قد وقع في بعض أخطاء الأشاعرة وبدعهم فإننا ولله الحمد والمنة ليس لنا متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم لكننا نفرق بين الأخطاء الصادرة من علماء الإسلام الذين ينطلقون من أصول سنية سلفية فنعتذر لخطئهم ونرد عليهم وبين علماء البدعة و الهوى الذي تعتبر أخطاؤهم من قبيل البدع لكونها تنطلق من أصول بدعية فالإمام الداني رحمه الله قد خالف الأشاعرة فمسائل عدة ولا تحصى ووافق أهل السنة السلفيين في أصولهم إلا أنه وقع فيه بعض ما وقع في الأشاعرة لكن ليس كل من وافق قوم ألحق بهم وأنصح كل عاقل منصف أن يتجرد للحق ويعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال كما هو حال هذا الجهمي فقد خرح بنا عن لب الموضوع إلى الكلام في الرجال وأشخاصهم والإستكثار بهم وكأن الحق يعرف بهم؟!!


    يتبع....


    -----------
    (1)ٍ الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة بتحقيق مصطفى عبد الجواد عمران الطبعة الثالثة في 1388هـ.
    (2) راجع المعارضة والرد لسهل بن عبد الله التستري المتوفي 283هـ، تحقيق وتعليق الدكتور كمال جعفر ص: 75.







  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    25-كعادة هذا الجهمي: لقد اقتبس كلام الإمام ابن عبد البر السلفي المعروف ثم بدلا من أن يتعقبه حاول جاهدا الحيدة عنه بإثبات أشعرية مزعومة لهذا الإمام رحمه الله فاقتبس كلاما كنت قد اشتهدت به في موضوعي(دك حصون المفترين بإثبات النزول رب العالمين) وهذا نصه:
    ((وقد قال قوم:إنه ينزل ‏أمره وتنزل رحمته‎ ‎ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن ‏أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا‎ ‎تقويت ثلث الليل ولا غيره))..
    ثم علق عليه قائلا:
    أ
    نظر الي جهل الاخ واذا كان قد اطلع علي كتب الامام ابن عبدالبر وجمع بين النصوص لفهم معني قول ابن عبدالبر ولكنه الهوي الوهابي!!!!

    قلت: بل الجهل جهلك فإنك لا تفتأ تحرف كلام الله ثم كلام خلقه إذ هذا الكلام للإمام ابن عبد البر في غاية البيان والوضوح فهو يرد على تحريفكم للنزول بنزول الأمر والرحمة ويبين لكم أن نزول رحمته وأمره ليس خاصا بالثلث الأخير من الليل فقط بل هو نزول على الدوام فليس في كلامه ما يحتاج إلى تحريف على طريقة المعتزلة والجهمية لكنك استحييت أن تصف هذا الإمام بالتجسيم وترميه بالوهابية فابشرك يا من تدعي الأشعرية أن الإمام ابن عبد البر قد انتقدكم وبدعكم بإسمكم الصريح بل وذهب إلى أكثر من ذلك فرد شهادتكم وأمر بهجركم وتأديبك فقال رحمه الله: لا تجوز شهادة أهل البدع و أهل الأهواء . أهل الأهواء عند مالك و سائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء و البدع أشعرياً كان أو غير أشعري و لا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً و يهجر و يؤدّب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب ". (جامع بيان العلم و فضله 2/96)ا.هـ .
    فهل بعد هذا تزعم أنه كان أشعريا وهو يبدعهم ولا يرى صحة شهادتهم بل يأمر بهجرهم وتأديبهم؟!

    ذكر الرواية ابن عبدالبر في (التمهيد) 7/143 عن مالك (بأنه ينزل أمره ورحمته) فلم يستبعدها لا من حيث السند ولا من حيث المتن بل قدمها أولاً بقوله :
    (( وقد قال قوم من أهل الأثر أيضا أنه ينزل أمره وتنزل رحمته )) اهـ.
    ثم ذكر إسنادها إلى مالك .. وعقب عليها بقوله :
    (( وقد يحتمل أن يكون كما قال مالك رحمه الله على معنى أنه تتنزل رحمته وقضاؤه بالعفو والاستجابة، وذلك من أمره أي أكثر ما يكون في ذلك الوقت ، والله أعلم...)) اهـ.

    قلت:
    هذا من تلبيس وتدليسك وبيان ذلك من أوجه:
    الأول: إن الرواية التي ساقها الإمام ابن عبد البر قد تعقبها بعد ذلك بقوله(((( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك ، وغيره )) ، فلم ينسبه لمالك .
    الثاني: إن الإمام ابن عبد البر لم يحرف نزول رب العالمين إلى نزول الرحمة إنما أثبت نزوله أولا ثم نزول رحمته ثانيا وبعدها بين مقصود كلام الإمام المالك-في حالة إن صح- فبرأ الإمام المالك من التحريف رواية ودراية.. أما رواية فقد ضعفها بقوله(( وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك) أي لم ينسبها للإمام مالك وأما دراية فبين أن هذا القول ليس بتحريف بل هو إثبات الأمرين معا:
    -نزول رب العالمين.
    -ونزول رحمته وعفوه واستجابته .

    ومما يدل على أن الإمام ابن عبد البر لا يجزم بصحة هذه الرواية المنسوبة للإمام مالك رحمه الله هو قوله في كتابه الإستذكار((ولو صح ما روي في ذلك عن مالك كان معناه أن الأغلب من استجابته دعاء من دعاه من عباده برحمته وعفوه يكون في ذلك الوقت))الاستذكار ق/79) مخطوط في المحمودية.

    أما تحريف نزول رب العاملين إلى نزول رحمته فقط فقد رد عليها بقوله((وقد قال قوم:إنه ينزل ‏أمره وتنزل رحمته‎ ‎ونعمته.وهذا ليس بشيء ,لأن ‏أمره بما شاء من رحمته ونقمه ينزل بالليل والنهار بلا‎ ‎تقويت ثلث الليل ولا غيره)) وبهذا نكون قد جمعنا كل كلام الإمام ابن عبد ليتبين قوله الفصل في المسألة كما يتبين تلبيسك ومراوغتك البائسة في ذلك.

    وأما قوله رحمه الله((وقد قالت فرقة منتسبة إلى السنة : إنه ينزل بذاته ! ، وهذا قول مهجور، لأنه تعالى ذكره ليس بمحل للحركات ولا فيه شيء من علامات المخلوقات )) اهـ .
    فليس فيه إثبات أشعرية هذا الإمام خاصة وأنه بدعهم وأمر بهجرهم لأن لفظ(بذاته) لم ترد في الكتاب ولا في السنة فلا حاجة لعقد الولاء والبراء على هذه الألفاظ أصلا وهو إنما يرد اللفظ لا المعنى فقد قال رحمه الله(("أهل السنة مجمعون على الإقرار ‏بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على ‏المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة" أهـ.‏
    هذا وقد ذكر رحمه الله من الأقوال في النزول بأن الله ينزل بذاته ((وروى عن نعيم بن حماد قوله:حديث النزول يرد على الجهمية قولهم وقال نعيم: ينزل بذاته وهو على كرسيه))التمهيد(7/144).
    ولكنه-رحمه الله- لم يرتضي هذا القول بل رده معللا ذلك بأنه يلزم منه التكييف كما نقل صاحبنا الجهمي عنه ذلك.
    وقد تكلم أبو قاسم التميمي عن هذا اللفظ(بذاته)بعد أن روى حديثا ضعيف حول ذلك فقال ((وقد يكون المعنى صحيحا وإن كان اللفظ نفسه ليس بمأثور ,كما لو قيل إن الله هو بنفسه وبذاته خلق السموات والأرض,وهوبنفسه وذاته كلم موسى تكليما وهو بنفسه وذاته استوى على العرش,ونحو ذلك من أفعاله التي فعلها بنفسه وهو بنفسه فعلها فالمعنى صحيح,وليس كل ما بين به معنى القرآن والحديث من اللفظ يكون من القرآن مرفوعا))شرح حديث النزول لشيخ الإسلام ابن تيمية .
    وإن كان الإمام ابن عبد البر ينكر هذا اللفظ فغيره كثير من السلف الصالح وغيرهم يثبتها كما نقل الإمام أبو نصر السجزي قول الكثير من السلف في ذلك فقال في الإبانة((وأئمتنا كسفيان الثوري,ومالك بن أنس,وسفيان بن عيينة ,وحماد بن زيد,وحماد بن سلمة,وعبد الله بن المبارك,وفضيل بن عياض,وأحمد بن حنبل,وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي, متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان ))..
    وقد تقدمت أثار السلف حول هذا في أول البحث فلا داعي للتكرار.

    والجدير بالذكر أن ابن القيم-رحمه الله- ذكر أن أهل السنة(=السلفيين) اختلفوا في جواز اطلاق بأن الله تعالى ينزل بذاته أولا.على ثلاثة أقوال:
    أحدهما:أن ينزل بذاته
    الثاني: لا ينزل بذاته
    الثالث:ينزل لكن لا يقال بذاته ولا بغير ذاته,بل يطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ,ويسكت عما سكت عنه
    ))مختصر الصواعق(2/252-253).
    وهذا الأخير هو الذي قرره ابن عبد البر .ولا شك أن قول لأهل السنة السلفيين.
    أما تقييد النزول بأنه بذاته فهذا لم يكن معروفا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما أطلقه الأئمة-رحمهم الله- لمواجهة المبتدعة من الجهمية ونحوهم ممن يقول إن الله في كل مكان أو يقول أن النازل أمره ورحمته ونحو ذلك.
    ويلاحظ أن تقييد من قيد النزول بأنه بالذات ,إنما يأتي غالبا في الرد على الخصوم ,لا في معرض تقرير العقيدة ابتداء والفرق بين المقامين واضح.
    ولا يلزم على قول من قال بنزل بذاته شيء من التكييف لأن من قال بذلك يقول إنه ينزل بذاته كيف يشاء سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ولا يشبه نزول المخلوقين .
    وأما نقلك لنفي الإمام ابن عبد البر لألفاظكم المبتدعة(جسم-حد-حركة) فهذا أقوى دليل على سلفيته الخالصة إذ أن طريقة السلفيين في رد ألفاظكم المبتدعة على ضربين:
    الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا كما فعل الإمام ابن عبد البر.
    الثاني: أو الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.
    وهذه بعض نصوص الإمام ابن عبد البر تبين سلفيته المحضة وبراءته من الأشعرية والجهمية:
    -لقد تقدم تبديع ابن عبد البر لأهل الكلام بما فيهم الجهمية والأشاعرة وقوله بهجرانهم وتأديبهم

    موقفه من نصوص الصفات:
    -قال رحمه الله((لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه,على ما تقدم ذكرنا له من وصفه لنفسه لا شريك له.ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن))التمهيد(7/137)
    -وقال رحمه الله((ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ماجاء منصوصا في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمعت عليه الأمة,وما جاء من أخبار الأحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه)جامع بيان العلم وفضله (2/96).
    -وقال رحمه الله((ولا يصفه ذوو العقول إلا بخير,ولا خبر في صفات الله إلا ما وصف نفسه به في كتابه,أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم,فلا نتعدى إلى تشبيه أو قياس أو تمثيل أو تنظير ,فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد(7/145).
    ويقصد بالقياس هنا قياس صفات الخالق على صفات المخلوقين كما هو حالكم معشر الجهمية والأشاعرة فإنكم لم تلتجأوا إلى بدعة التحريف أو التعطيل إلا بعد أن توهمت عقولكم المريضة التشبيه فقاست خالقها على المخلوقات والحسيات فهربت من هذا المرض إلى مرض آخر سمته بالتأويل أو التنزيه وكان الأولى أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتعلم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع والبصير.
    -وقد أنكر رحمه الله حمل نصوص الصفات على المجاز ونقل الإجماع على ذلك كما تقدم ..وقال كذلك((ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته,حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز ,إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزلنا إلينا من ربنا إلا على ذلك))(7/131)
    -ويقرر رحمه الله بأن الجهل بكيفية الصفة لا يلزم نفي معناها فيقول((وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء.وقد أدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح ,يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه))التمهيد(7/137).
    -ولا ينسى ابن عبد البر في هذا المقام أن يرد على المعطلة أمثالكم الذين يصفون مثبتة الصفات من أهل السنة بالمشبهة .فيرد عليهم ويبين أن إثبات الصفات الواردة في الشرع ليس من التكييف ولا من التشبيه في شيء : وفي هذا يقول ((ومحال أن يكون من قال عن الله ما هو في كتابه منصوص مشبها إذا لم يكيف شيئا وأقر أنه ليس كمثله شيء))الاستذكار ق/78 مخطوط المحمودية.

    -والإمام ابن عبد البر يرى إثبات صفة العلو ويدلل عليها ويرد على شبهات من نفاها من الجهمية والأشاعرة .
    ومن ذلك قوله في معرض حديثه عن النزول:
    ((وفيه دليل على أن الله-عز وجل-في السماء على العرش من فوق سبع سماوات,كما قالت جماعة,وهو من حججهم على المعتزلة والجهمية,في قولهم أن الله في كل مكان ,وليس على العرش ,والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله-عز وجل- ((الرحمان على العرش استوى)) ..وقوله(إليه يصعد الكلم الطيب)) ..وقال جل ذكره(سبح اسم ربك الأعلى)) وهذا من العلو ..والجهمي يزعم أنه أسفل ..وقال لعيسى(إني متوفيك ورافعك إلي)..وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة)التمهي (7/129-131) باختصار.
    ويذكر الدليل الفطري فيقول((ولم يزل المسلمون في كل زمان إذا داهمهم أمر وكربهم غمر يرفعون وجوههم وأيديهم إلى السماء رغبة إلى الله -عز وجل- في الكشف عنهم))التمهيد(8/106) مخطوط في المكتبة الملكية.



    26-ولا يزال الجهمي جاهدا يحاول إلصاق تهمة الأشعرية وبدعتها على الأئمة الذين استشهدت بأقوالهم حتى يهرب من الرد عليهم بالحجج والبراهين فقد اقتبس الجهمي كلام الإمام السلفي الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله(449ه) : والذي فيه قوله((( ويثبت ‏أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ‏من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما ‏أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر ‏الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله )
    وكنت قد علقت عليه بقولي: ((قوله ‏‏: ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله ‏بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال ‏الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ‏وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ سورة الشورى ، الآية : 11 ]) .

    فاستنكر علي الجهمي ذلك فراح يسب ويشتم ليواري ضعف حجته فقال :
    أقول انظر الي أصحاب السفه والفهم السقيم
    ييستند الي أقول الإمام العلامة الصابوني الأشعري علي طريقة أهل الحديث الصوفي بل ويشرح معني كلماته !! أرأيتم سفه أكبر من ذلك وتحريف بغيض أبغض من ذلك؟؟
    فالإمام الصابوني يقول
    ( ويثبت ‏أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ‏من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما ‏أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر ‏الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله)

    فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
    اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه
    فيأتي الاخ بقول جديد فيقول
    قلت : قوله ‏‏: ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله ‏بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال ‏الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل

    وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
    فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟؟
    فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه... فالفرق واضح للأعمي قبل البصير فلا تنشر أكاذيبك في المنتديات لتفتن الناس في دينهم.
    هناك فرق بين إثبات المعنى الظاهر للصفة وبين إثبات معنى تتعلق به الصفة فكلام الإمام الصابوني بلا تمثيل ولا تكييف بل إثباتها وتقف عند هذا الحد فلا تتعدى وتقول معناها معروف فهذا من التشبيه القبيح.
    كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية.
    وقبل سردها نقول لك اتنقل من صوفي أشعري على طريقة أهل الحديث ومنهجه التفويض وهو مذهب بعض السلف الصالح وهو مذهب
    السادة الأشاعرة ومذهبنا التفويض والتأويل!!.
    قال ابن القيم
    اجتماع الجيوش الإسلامية [ جزء 1 - صفحة 155 ]
    الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
    إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته

    أقول وبالله أصول وأجول:

    أولا: إن رميك لي بالسفه والفهم السقيم لهو دليل على إفلاسك وضعف حجتك وبعدك عن جادة السلف إذ لو كان لك حجة في بيان مقصد قول الإمام الصابوني لذكرتها لكنك لم ولن تتمكن من إثبات أشعرية أو جهمية لهذا الإمام السلفي.. وإلا فقد ثبتت عليك الكذبات وانتشرت عنك التحريفات, وموضوعك هذا نموذج حي للتدليس والكذب والسفه الذي أصبح أكبر علامات بني جنسك من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة.
    ثانيا:إن السفه كل السفه أن تزعم بلا حياء أن ظاهر كلام الله يوهم التشبيه بقولك(((فقوله: من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف
    اي إثباتها كما وردت من غير زيادة ولانقصان وليس أن معناها هو ظاهرها الموهم للتشبيه
    ))..
    بل إن كلام الصابوني الذي تناولته بتحريفك لأقوى رد على من زعم وادعى وافترى بأن ظاهر الآيات يوهم التشبيه فهو على طريقة أهل السنة يثبت الصفة على ظاهرها ثم ينفي عنها التشبيه والتكييف بخلافكم أيها الجهمية فإنكم تحرفونها وتعطلونها بعد أن تتهموا التشبيه فيها فأنتم المشبهة الأولى ثم المحرفة ثانيا فالمعطلة

    ثالثا:لقد ابعدت النجعة في قولك((وما النزول إلا حركة والإنتقال الذي ترمي اليه منذ بداية مقالك!!
    فأين قصد شيخ الإسلام الصابوني ما قلت؟
    ؟)) لأن هذا الفهم للنزول إنما هو فهمك الذي دفعك إلى التحريف والتعطيل فأنت لم تفهم من النزول إلا الحركة والإنتقال كما لم تفهم من اليد إلا جارحة فأردت أن تهرب من هذا الفهم السقيم فلم تجد ما يسعفك إلا التحريف أو التعطيل لك مذهبا تتشربه وليتك وقفت عند هذا الحد بل رحت تفتري على أهل السنة السلفيين وزعمت أنه يقولون بذاك الفهم الذي أورده الشيطان في ذهنك لتهرب منه فرميتنا بما توهمت في الأول لتواري سوء فعلتك وتغطي بدعة التعطيل والتأويل التي أنتم عليها.
    رابعا:-أما قول الصابوني رحمه الله((ويَكِلون علمه إلى الله ))
    فهوفي غاية الوضوح فإنه يريد به حقيقة ما عليه الصفة وكيفيتها بدليل إثباته لها على ظاهرها ومنعه من التعرض لها بتأويل وغيره .فلو كان اللفظ غير مفهوم لم يكن إمراره على ظاهره معنى ,كيف وقد بين وجوب إمراره بلا تشبيه ولا تكييف , ونقل إجماع الأمة على علو الله تعالى على خلقه واستواءه على عرشه بمعنى العلو فقال في الإستواء والعلو كما في رسالته في السنة :((ويعتقد أصحاب الحديث ، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه ، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه ، وعرشه فوق سمواته ). انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .
    وقد ذكر رحمه الله حديث الجارية(أين الله) ثم قال((فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء ,وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية))عقيدة السلف وأهل الحديث(ص44-45).
    وكذلك مما يبطل بدعة التعطيل عن هذا الإمام هو قوله الفصل في هذه المسألة الذي أورده قبل الكلام الذي اقتبسته أنت ثم حرفته فكان لا بد أن نأتي بكلامه سباقا ولحاقا :
    قال رحمه الله حاكيا عن عقيدة أهل الحديث((

    ويثبتون له جلا جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه ,وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ,ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ,فيقولون: خلق آدم بيده ,كما نص سبحانه عليه في قوله-عز من قائل-((يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت ببدي)ص75 ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين ,تحريف المعتزلة الجهمية ,أهلكهم الله ,ولا يكيفونها بكيف أو تشبيههما بأيدي المخلوقين ,تشبيه المشبهة خذلهم الله ,وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتكييف ,ومن عليهم بالتعريف والتفهيم,حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه,وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه واتبعوا قول الله عز وجل(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى11
    وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح؛ من السمع،والبصر، والعين، والوجه، والعلم، والقوة، والقدرة، والعزة، والعظمة، والإرادة، والمشيئة،والقول ، والكلام، والرضى ،والسخط ، والحب والبغض، والفرح ، والضحك، وغيرها؛ من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين؛ بل ينتهون فيها إلى ماقاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير زيادة عليه، ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير،ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه؛ بتأويل منكر يستنكر ، ويجرون على الظاهر ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله؛ كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (( َوالَراسخُونَ فيِ العِلمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب
    )) المصدر السابق (ص36-39).
    فقوله ((وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه)) وقوله((ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه) يوضح معنى قوله(ويجرون على الظاهر) فتهوى بذلك تهمة التعطيل عن هذا الإمام وتتبين سلفيته الناصعة بأقوى صورها وتنكشف حقيقة هذا الجهمي الذي لا يفتري على كتاب الله ويزعم أن معناه يستلزم التشبيه فيظهر بذلك من هم أحق بالوصف بالسفه والجهل الذين تكلم عنهم الإمام الصابوني نفسه فكفانا المؤونة ..ومن عجائب صاحبنا الجهمي أنه يرتضي مذهب التأويل(التحريف) ويشيد به على أساس أنه من أقوال السنة !! بخلاف الإمام الصابوني الذي ذمه وألحقه بالبدع فهل بعد ذلك تصح نسبه الأشعرية لهذا الإمام؟!

    فاعتبروا يا أولي النهى والأبصار.
    خامسا:-أما قولك الذي أضحكت عليه العقلاء والجهلاء على حد سواء((فنفي الكيف نفي للتشبيه ابتداءً, وذلك مغاير لقول الوهابيَّة هداهم الله إذ يقولون بوجود كيف لكن من غير أن نعلمه)) فلست أدري من أين لك بهذا التأصيل والتقعيد إذ لو كان نفي الكيف له علاقة بنفي التشبيه فلما نرى الإمام الصابوني ينفي التشبيه والكيف معا ؟إذا لوكان نفي أحدهما يقتضي نفي الآخر لما كان لذكرهما معا فائدة لما فيه من اللغو في الكلام والتكرار فيه؟!
    وإن من سميتهم زورا وبهتا بالوهابية كذلك لا يكيفيون شيء من الصفات إذ الكيف عندهم مجهول ولا يعني ذلك أنه منفي تماما إذ مالا كيفية له يعتبر معدوما, وإثبات الصفة يلزم أن لها كيفية إلا أنها مجهولة عندنا لم يخبرنا الله بها فنفوضها .
    فمعنى قول أئمة السلف(بلا كيف) أو قولهم(الكيف غير معقول) أي من دون الخوض في الكيفية . قال ابن حجر المكي الهيتمي " قال بعض العلماء : يجب السكوت عن ( كيف ) في صفاته وعن ( لِمَ ) في أفعاله " فتح المبين شرح الأربعين 73 ط: دار الكتب العلمية.

    وروى الدارقَطني بسنده عن العباس الدوري قال " سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام " . وذكر بعض أحاديث الصفات كحديث الرؤية وأن الله يضع قدمه في جهنم - ثم قال " هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا شك فيها ، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف يضحك ؟ قلنا : لا نفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره)) رواه الدارقطني في الصفات 39.
    وقد حدد الحافظ ابن حجر معنى " بلا كيف " حين قال بأن السلف " لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تُعلم كيفيته بالعقل ، لكون العقول لها حد تقف عنده " فتح الباري 3 1: 350 و
    فقوله " لا تُعلم كيفيته بالعقل " يُبطل تحريف الجهمية والأحباش وأمثالهم ممن يفسرون لفظ (غير معقول) أي (غير ممكن) .
    قال القرطبي " ولم ينكر أحد من السلف استواءه على عرشه وإنما جهلوا كيفية الاستواء" تفسير القرطبي 7/ 140.أي أن العقول لا تدرك الكيفية ، وقال أبو بكر الإسماعيلي في حكاية مذهب أهل السنة " فإن الله انتهى إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه " سير أعلام النبلاء 16 / 295 تذكرة الحفاظ 3 / 949 .
    وبهذا يوجه قول الإمام المالك الذي كنت تتستر وراءه الذي قال فيه(((والكيف غير معقول)) لأن سائل مالك إنما أراد العلم بالكيفية ولم يكن معنى سؤاله : هل له كيفية أم لا . ورواية مالك " والكيف مجهول " تؤيد ذلك وهي رواية ثابتة عنه . واستشهد بها الايجي مع روايته لها عن أحمد نظرا لبُعده عن السمعيات وغرقه في المنطق والفلسفة وكذا الغزالي والجويني وفي الفقه الأكبر.
    ووما يدل على هذا كذلك هو قولهم" بلا كيفية " تارة وقولهم " كيف يشاء " تارة أخرى كما قال الشافعي " وأن الله يقرب من خلقه كيف يشاء ، وينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء " (1) وكما قال ابن المبارك حين سئل عن حديث النزول - كيف ينزل ؟ أجاب "ينزل كيف يشاء " (2)

    فقوله كيف يشاء إثباتٌ لوجود كيفية بلا تشبيه لها بكيفيات المخلوقين لكننا لا نعلمها.
    سادسا:يبدوا أن صاحبنا الجهمي قد ابتلي بهوس التعصب للرجال وتقديسهم فبدلا من أن يرد على كلام الأئمة الذين استشهدت بهم راح يحاول جاهد إثبات أشعريتهم وما درى المسكيين أنه يحاور سلفي لا يهمه إلا الدليل بغض النظر عن صابحه,وتظهر العصبية في أبشع صورها في قوله(((كما أن الكتاب الذي تنقل منه هذه الأقوال عليه بعض التعقيبات حتي من السلفية)).
    مع أنني لم أنقل إلا المصادر الذي ذكرتها فهب أن الكتب التي نقلت منها عليها تعقيبات فما الذي يضرني في ذلك إن كنت اتبعت الدليل وأخذت بالحق إذ من المعلوم أنه كل يؤخذ من قوله ويرد ؟!..
    سابعا:-وقد حاول الجهمي أن يكذب نسبة الرسالة إلى الإمام الصابوني بعد أن علم أن تحريفه لبعض نصوصها قد يتفطن إليه الجاهل قبل العاقل فهرب من هذه الفضيحة إلى فضيحة قد تكون أخف من التي قبلها فجاء بحجج واهيات لم يسبقه فيها أي أحد من المحقيقين ألبتة كدعوى ((أن الكتاب نسخته الخطية سقيمة وناقصة ولهذا لم يتخذها محقق الطبعة الثانية أصلا.)).
    ودعوى((: هناك اختلافات كثيرة بين النسخة الخطية وبين المطبوعات السابقة القديمة كالمنيرية، وفي الخطية دائما تأتي كلمة "أهل السنة" بدلا من كلمة "أهل الحديث"!!.)).
    ولوسلمنا بهذه الحجج الواهية لما صح لنا كتاب ولما صحت نسبة كتاب البخاري للبخاري ولا صحيح مسلم لمسلم إذ مثل هذه الخلافات في بعض الألفاظ والعناوين أو نقص في المخطوطات أمر حاصل في الكثير من الكتب ولهذا وجد علم الجرح والتعديل وغيره من فنون التحقيق!

    الجواب على روايات ابن عساكر:
    27- وقد استند الجهمي إلى بعض روايات ابن عساكر منها :

    النص الأول:
    - (في تبيين كذب المفتري ص112
    قال الإمام الحافظ قدس الله روحه: وإنما كان إنتشار ما ذكره أبو بكر البيهقي رحمه الله من المحنة وإستعار ما أشار باطفائه في رسالته من الفتنة مما تقدم به من سب حزب الشيخ أبي الحسن الأشعري في دولة السلطان طغرلبك ووزارة أبي منصور بن محمد الكندري وكان السلطان حنفياً سُنياً وكان وزيره معتزلياً رافضياً فلما أمر السلطان بلعن المبتدعة على المنابر في الجمع قرن الكندري للتسلي والتشفي اسم الأشعرية بأسماء أرباب البدع وامتحن الأئمة الأماثل وقصد الصدور الأفاضل وعزل أبا عثمان الصابوني عن الخطابة بنيسابور وفوضها إلى بعض الحنفية)).

    قلت: ولا يوجد هاهنا إثبات لأشعرية الإمام الصابوني قط! إنما كل ما في هذا القول بيان عداوة أبي منصور بن محمد الكندري المعتزلي الرافصي للأشاعرة والسلفيين على حد سواء .

    النص الثاني:
    في تبيين كذب المفتري ص113
    كتب الإمام القشيري الشافعي ما يلي:
    بسم الله الرحمن الرحيم اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري رضي الله عنه كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ومذهبه مذهب أصحاب الحديث تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفا مسلولا ومن طعن فيه أو قدح أو لعنه أو سبه فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة. بذلنا خطوطنا طائعين بذلك … وكتبه عبد الكريم بن هوازن القشيري (الشافعي) … وكتبه عبد الله بن يوسف (أبو محمد الجويني الشافعي) … وكتبه إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (أبوعثمان الصابوني الشافعي) … إلخ

    قلت: وحتى السلفيون لا ينكرون إمامة أبي الحسن الأشعري وعلمه وبراءته منكم جملة وتفصيلا .

    النص الثالث:
    مدحه لكتاب الإبانة الأصلي وغير الحرف كما سنذكر في ردنا على شبهة أقوال الإمام أبي الحسن الأشعري.
    وقال أيضاً ابن عساكر رحمه الله تعالى ( تبيين كذب المفتري ص/389) :
    ( ولم يزل كتاب الإبانة مُستصوباً عند أهل الديانة , وسمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن بشار البوشنجي المعروف بالخسروجـردي الفقيه الزاهد يحكي عن بعض شيوخه أن الإمام أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني النيسابوري ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا وبيده كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري , ويظهر الإعجاب به , ويقول : ماذا الذي يُنكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه . فهذا قول الإمام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخراسان . ) اهـ .

    قلت: الإستدلال بمثل هذه الحكاية على أشعرية الصابوني خطأ فادح لأمور:
    الأول:أنه أمر غير مستغرب لأن كتاب(الإبانة) ألفه الأشعري في آخر عمره وقد مشى فيه على طريق السلف والسلفيين فلذلك نقول: إن كان الأشعرية هي ما عليه الأشعري في الإبانة فحيهلا,وأما إن كانت على ما عليه الأشاعرة المتأخرون فلا وألف لا.
    الثاني: أن شيوخ أشاعرة وجهمية العصر قد ذموا كتاب الإبانة وقدحوا فيه فمن ذلك ما قاله شيخكم الجهمي المعروف سعيد فودة في كتابه "بحوث في علم الكلام" (ص41):

    " وبعد الدراسة لهذه المرحلة دراسة مدققة توصلت إلى أنه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتى وصلوا إلى أطراف التجسيم بل كثير منهم كان قد غاص فيه, والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريا الساجي المتوفى سنة 307هـ, ومنه عرف الأشعري مقالة الحنابلة وعقائدهم, وعلى إثر هذا ألف كتابه "الإبانة عن أصول الديانة"؛ هذا الكتاب الذي قال فيه الكوثري: إن الإمام الأشعري حاول بهذا الكتاب أن يتدرج بالمجسمة من أحضان التجسيم ليرفعهم إلى أعتاب التنزيه, ولا شك أن هذا الكتاب كان بعد أن رأى الأشعري مدى اختلاط الحنابلة بعقائد المجسمة؛ فأراد أن يرفعهم عن هذه الدرجة فألف كتاب "الإبانة", وألف كثيراً من الكتب نحو "اللمع" و"رسالة إلى أهل الثغر" وغيرها! "

    وقال شيخكم الجهمي أيضا في ( غرر الفوائد في علم العقائد ) ص 31 نسخة وورد :-

    "وبعد الدّراسة لهذه المرحلة دراسة مدقّقة توصّلت إلى أنّه عندما تراجع عن فكر الاعتزال التقى بالحنابلة الذين كانوا قد غالوا حتّى وصلوا إلى أطراف التجسيم، والتقى بأحد مشايخهم وهو الحافظ زكريّا السّاجيّ المتوفّى سنة 307 هـ، وعنه أخذ الأشعريّ مقالة الحنابلة، وعلى إثر هذا ألّف كتابه الإبانة عن أصول الدّيانة، وألّف بعده كثيرا من الكتب نحو اللّمع، ورسالة إلى أهل الثّغر وغيرها ......." .

    يتبع......


    --------
    (1) عون المعبود 13 / 41 و 47 وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1 / 283 .
    (2) رواه البيهقي في الأسماء والصفات 569 نسخة حيدر 2 / 198 – 199 .



  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    لقد تواتر أن الله تعالى يجئ لفصل الحساب، وصح أنه يتقرب ويدنوا لمن شاء من عباده، وأنه من تقرب منه شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب منه ذراعا تقرب إليه الله باعا، وأن من أتاه يمشي أتاه هرولة، كما يليق بجلاله، وهل يكون هذا إلا بحركة كما قال الدارمي وغيره، يؤيد ذلك أن دلالة التضمن في لغة العرب التي جاء بها القرآن هي دلالة اللفظ على شئ من معناه، وهل الحركة إلا شئء داخل في المشي والمجئ والنزول والهرولة، وليس في هذا تشبيها أصلا، لأنا نثبتها إثباتا حقيقيا يليق بجلال الله تعالى،
    أما عن الصعود لله تعالى فهو ثابت بلا شك، لأن الأحاديث المذكورة فيها: "أن الله ينزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل حتى يطلع الفجر"، فدل بمنطوقه أنه ينزل آخر كل ليلة، ودل بمفهومه أنه إذا انتهى الليل صعد، ومن المعلوم أن مفهوم المخالفة إذا جاء بصيغة الغاية وهي هنا حتى الغائية فإنه يصير قويا جدا، يزيد ذلك بيانا أنه جاء في كثير من الأحاديث زيادة:" فإذا طلع الفجر صعد"، وفيما أذكر أن الدارقطني قد قال عن بعضها فيما معناه: زاد في الحديث يونس بن أبي إسحاق زيادة حسنة"، وكذلك زادها غيره، والمسألة تحتاج لجمع أكبر وإنما كتبت هذا عن عجلة والله أعلم.
    أبو عيسى الزياني

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    أخي الكريم زياني أشكرك على تعقيبك ومرورك الطيب لكن لي على ماقلت كلام بسيط:
    أولا: ما تفضلت به عن (الحركة) فإنني أقول بالمعنى الذي قلت لكن الأجدر والأحسن ترك مثل هذه الألفاظ المجملة كما لايخفاك ..وأهل السنة لا يثبتون إلا ما أثبت الله لنفسه فإن كان المخالفون من الجهمية والأشاعرة وأهل الكلام عموما يقصدون بالحركة أن الله ينزل ويأتي ويجيء فهذا حق ولن نترك كلام ربنا نبينا عليه الصلاة والسلام لتسميتهم إياه حركة أو إنتقال.

    أما إن كانوا يقصدون بالحركة أن الله يماثل المخلوقات في تحركاتهم وانتقالاتهم فهذا باطل ننفيه جملة وتفصيلا.
    و الأمر كما قال شيخ الإسلام في مسألة الحركة في موضعه من الفتاوى
    ( والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص فيثبت ما أثبته الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل، والسمي، والكفؤ، والند ) اهـ.

    ثانيا: أما عن الصعود-بعد النزول-فلم أقف على حديث واحد يقول بذلك فيا حبذا لو تذكر لنا ذلك بارك الله فيك حتى نثبت ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وجزاكم الله خيرا.

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    مراحل توبة أبي الحسن الأشعري الثلاث:


    28-وادعى الجهمي أن أبي الحسن الأشعري لم يمر بثلاث مراحل إنما فقط مرحلتين ألا وهما: الإعتزال ثم مسلك ابن كلاب الذي جعله هذا الجهمي من مذاهب أهل السنة والجماعة ,ولم يأتي بدليل ولا حجة واحدة قط فنفي المراحل الثلاث إنما فقط كلام مجمل لبعض الأئمة أذكر منها :
    قال الامام ابو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري صــــ128)
    ((انتقل الشيخ ابو الحسن الاشعري علي بن إسماعيل الاشعري رضي الله عنه من مذهب المعتزله الى نصرة مذاهب السنه والجماعه بالحجج العقليه وصنف في ذلك الكتب))
    قال الإمام ابن خلكان في وفيات الأعيان(3/284)
    ((هو صاحب الأصول والقائم بنصرة مذهب السنه... وكان ابو الحسن أولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصره يوم الجمعه))
    قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلأ(15/89)
    ((وبلغنا أن أبا الحسن تاب وصعد على منبر البصره وقال :إني كنت أقول بخلق القرآن... وإني تائب معتقد الرد على المعتزله))

    وغيرها من أقوال أهل العلم التي تنص على توبة الإمام الأشعري من الإعتزال, ومن المعلوم أن توبة الأشعري من الإعتزال ليس محل خلاف بيني وبين هذا الجهمي إطلاقا إنما محل الخلاف عن عدد مراحل توبة الأشعري بعد الإعتزال فلا يوجد قول صريح لعدد المراحل التي مر بها الأشعري في هذه النصوص التي نقلها أو غيرها لكن هذا الجهمي ليس له هم إلا تسويد الصفحات ليقال له: لقد رد!


    إثبات المرحلة الثالثة الأخيرة للأشعري:


    وبما أن الجهمي لم يتمكن من نفي المرحلة الأخيرة للأشعري ولم ينقل لنا أي نفي لها من أهل العلم إنما راح يختلق مسائل لا علاقة لها بمحل الخلاف كان ولا بد أن نحشد الأدلة في إثبات هذه المرحلة السلفية التي كان عليها الإمام الأشعري مما جعل شيوخ جهمية العصر يطعنون فيه كما تقدم ذكره .
    أقول:
    هذه المرحلة الأخيرة, وهي مرحلة عودة الأشعري إلى السنة وأهلها وترك مذهب ابن كلاب التي حاول أن ينفيها هذا الجهمي-فلم يستطع- يدل على ثبوتها أمور:
    أولا: أنها مرحلة قد أثبتها المؤرخون وعلى رأسهم الحافظ ابن كثير وهو من هو في التاريخ وسعة الإطلاع.
    فقال: ((فذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال :
    أولها: حال الإعتزال التي رجع عنها لا محالة.
    الحال الثاني: إثبات الصفات العقلية السبع وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام.وتأويل الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك.
    الحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جريا على منوال السلف ,وهي طريقته في((الإبانة))التي صنفها آخرا
    ))(1).

    وأشار إليها الذهبي في السير فقال: ((قلت:رأيت لأبي الحسن أربعة تواليف في الأصول , ذكر فيها قواعد مذهب السلف في الصفات وقال فيها :تمر كما جاءت ثم قال :وبذلك أقول وبه أدين ولا تؤول.))(2)
    بل ونص عليها في كتابه((العرش)) قائلا: ((ولد الأشعري سنة ستين ومائتين,ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة رحمه الله,وكان معتزليا ثم تاب,ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة,ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه,وهو ماذكرناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك,وأنه موافق لهم في جميع ذلك,فله ثلاث أحوال: حال كان معتزليا,وحال كان سنيا في بعض دون بعض,وحال كان في غالب الأصول سنيا , وهو الذي علمناه من حاله))(3)
    وأشار إلى هذا قبلهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال((إن الأشعري وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب,فإنه تلميذ الجبائي,ومال إلى طريقة ابن كلاب ,وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة.
    ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنابلة بغداد أمورا أخرى,وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم
    ))(4).
    وقال العلامة الآلوسي: ((فقلت: يشهد لحقيقة مذهب السلف في المتشابهات,و هو إجراؤها على ظواهرها مع التنزيه ((ليس كمثله شىء)) إجماع القرون الثلاثة الذين شهد بخيريتهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم ولجلالة شأن ذلك المذهب ذهب إليه غير واحد من أجلة الخلف ومنهم الامام ابو الحسن الأشعري لأن آخر أمره الرجوع إلى ذلك المذهب الجليل بل الرجوع إلى ما عليه السلف في جميع المعتقدات قال في كتابه (الإبانة) : الذي هو آخر مؤلفاته بعد كلام طويل (( الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وما رةي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد إبن حنبل نضر الله تعالى وجهه قائلون ولمن خالف قوله مجانبون )) وهو ظاهر في أنّه سلفي العقيدة وكيف لا والإمام أحمد علم في ذلك ولهذا ( ... نعص لميه هكذا في المطبوع ولعلها نعض عليه .. أخوكم ) من بين أئمة الحديث ويعلم من هذا أن ما عليه الأشاعرة غير ما رجع إليه إمامهم في آخر أمره من اتباع السلف الصالح فليتهم رجعوا كما رجع واتبعوا ما اتبع ))(5)



    ثانيا :أنّ ماقرره أبة الحسن الأشعري في الابانة ومقالات الإسلاميين و رسالته إلى أهل الثغرمن مسائل المعتقد ومنه مسائل الصفات موافق في جملته لمعتقد السلف ومخالف لما عليه هؤلاء المتأخرين ممن يدعي السير على نهجه واتباع طريقته
    فقد أثبت رحمه الله الصفات على ظاهرها ومنع من تأويلها وعدّ من تأوّلها مبتدعة وجهمية بل صرّح رحمه الله بأنّ الصفات حقيقية وأوجب الأخذ بالظاهر وبين أن آيات الصفات مفهومة معلومة وردّ على من تأةّلها وأخرجها عن حقيقتها وهذا يؤكد أنها –أي المرحلة الأخيرة-مغايرة لمرحلته الكلابية
    ومما يؤكد هذا المعنى ويسنده: قول بعض الطاعنين في أبي الحسن أنه إنما ألف الإبانة مصانعة ورعاية لأهل السنة
    فقد قال ابو علي الأهوازي رحمه الله ((وللأشعري كتاب في السنة قد جعله أصحابه وقاية لهم من أهل السنة يتولون به العوام من أصحابنا سماه (الابانة) صنفه ببغداد لما دخلها فلم يقبل ذلك منه الحنابلة وهجروه
    وسمعت أبا عبد الله الحمراني يقول : لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول : رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى وعلى المجوس فقلت وقالوا )) وأكثر الكلام في ذلك فلما سكت قال البربهاري (( ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيرا ما نعرف إلا ما قال أبوا عبد الله أحمد ابن حنبل )) فخرج من عنده وصنف كتاب الابانة فلم يقبلوه منه ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها
    )) وظاهر هذا النقل يدل على أن كتاب الابانة مخالف لما عليه الأشاعرة ولذلك ظن بعض الطاعنين أنه إنما ألفه مصانعة وهذا الظن وإن لم يكن صحيحا إلا أنه ثبت أن منهج الأشعري في الابانة موافق لأهل السنة ومخالف لتلك الطريقة التي تسمى بالأشعرية وقد اعترف بهذه الحقيقة العديد من الأشاعرة المعاصرون كما نقلنا عن شيخهم سعيد فودة.



    ثالثا: بيّن رحمه الله في مقالات الإسلاميين أن الكلابية فرقة مباينة لأهل الحديث ونقل أقوالهم ولو كان كلابيا لما فرّق بين المصطلحين ولجعل الفرقتين واحدة
    رابعا : مما يؤكد هذا أنّ الأشعريّة المتأخرون لا ينقلون في كتبه مشيئا مما ذكره الأشعري في كتبه الموجودة وهي (مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر) و (الإبانة) وحاولوا عبثا أن ينكروا نسبة كتاب الإبانة المطبوع و المتداول إليه وما ذلك إلا لعلمهم بأنّه ينقض أصول مذهبهم وسنبين فيما بعد بطلان هذه الدعوة الخاوية على عروشها .
    بل يكفي في إبطال دعواهم ما سطره الأشعري في(مقالات الإسلاميين) و(رسالة إلى أهل الثغر), وما نقله ابن عساكر في(تبيان كذب المفتري) والبيهقي في(الأسماء والصفات) والذهبي في(العلو) من كتاب(الإبانة) فضلا عما نقله ابن تيمية وابن القيم منه في كتبهما.
    خامسا: أنّ أبا الحسن الأشعري ذكر في أوّل كتاب الابانة أنه سائر على درب الامام أحمد ووصفه بأنه إمام أهل السنّة –كما تقدم-ولم ينتسب قط لابن كلاب ولا إعتزى إليه في شيء من كتبه الموجودة ومعلوم أن ابن كلاب كان مباينا لطريق الامام أحمد وأن الامام أحمد كلن ينهى عن الكلابية وعن كبارهم من أمثال الحارث المحاسبي وأصحابه ويصفهم بالجهمية وه>ا مشهور مستفيض فلو كان الأشعري على طريقتهم لما انتسب إلى الامام أحمد مع علمه بنهيه عن ابن كلاب وتحذيره من طريقته.



    الرد على ما أورده الجهمي في نفيه للمرحلة الأخيرة:

    أما ما أورده الجهمي على هذا من أن كثير ممن ترجم لأبي الحسن لم يذكروا المرحلة الأخيرة.
    فالجواب أن يقال:إن هذا قد يكون بسبب جهلهم بذلك.
    والقاعدة تقول: إن المثبت مقدم على النافي, ومن علم حجة على من لم يعلم.
    وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا: (( فإن قيل إن ابن فورك وأتباعه لم يذكروا هذا ,قيل: له سببان:
    أحدهما:أن هذا الكتاب-أي :الإبانة للأشعري-ونحوه,صنفه ببغداد في آخر عمره,لما زاد استبصاره بالسنة ,ولعله لم يفصح في بعض الكتب القديمة بما أفصح به فيه وفي أمثاله وإن كان لم ينف فيها ما ذكره هنا في الكتب المتأخرة، ففرق بين عدم القول وبين القول بالعدم.وابن فورك قد ذكر فيما صنفه من أخبار الأشعري تصانيفه قبل ذلك ,فقال:-أي: ابن فورك-((...وبقي إلى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة)),قال(( أما أسامي كتبه إلى سنة عشرين وثلاثمائة,فإنه ذكر في كتابه الذي سماه((العمد في الرؤية))أسامي أكثر كتبه....)) ثم قال((وقد عاش بعد ذلك إلى سنة أربع وعشرين وصنف فيها كتبا))ذكر منها أشياء.
    قال ابن عساكر بعد أن ذكر كلام ابن فورك ((هذا آخر ما ذكره ابن فورك من تصانيفه , وقد وقع إلى أشياء لم يذكرها في تسمية تواليفه,فمنها.
    ........))(6).



    أسباب إنتقال الأشعري لمذهب أهل السنة وتركه للطريقة الكلابية :

    كان من أسباب انتقاله إلى السنة, وتركه للمذهب الكلابي التقاؤه بمحدث البصرة الحافظ زكريا الساجي ,وهو الذي أخذ عنه معتقد أهل السنة السلفيين.
    قال الذهبي في ترجمة الساجي((وكان من أئمة الحديث,أخذ عنه أبو الحسن الأشعري مقالة السلف في الصفات ,واعتمد عليها أبو الحسن في عدة تآليف)(7).
    وقال في(العلو) : ((وكان الساجي شيخ البصرة وحافظها,وعنه أخذ أبو الحسن الأشعري الحديث ومقالات أهل السنة))(8)
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية((ومذهب أهل السنة الذي يحكيه الأشعري في مقالاته عن أهل السنة والحديث,أخذ جملته عن زكريا بن يحي الساجي الإمام الفقيه عالم البصرة في وقته,وهو أخذ عن أصحاب حماد وغيرهم,فيه ألفاظ معروفة من ألفاظ حماد بن زيد كقوله((يدنوا من خلقه كيف شاء)),ثم أخذ الأشعري تمام ذلك عن أصحاب الإمام أحمد لما قدم بغداد,وإن كان زكريا بن يحي وطبقته هم أيضا من أصحاب أحمد في ذلك.
    وقد ذكر أبو عبد الله ابن بطة في((إبانته الكبرى )) عن زكريا بن يحي الساجي جمل مقالات أهل السنة,وهي تشبه ماذكره الأشعري في(مقالاته), وكان الساجي شيخ الأشعري الذي أخذ عنه الفقه والحديث والسنة,وكذلك ذكر أصحابه
    ))(9).

    أما الأشاعرة المتأخرون فإنهم يطعنون في عقيدة زكريا الساجي شيخ أبي الحسن الأشعري فهذا شيخهم الكوثري يفتري عليه ويقول((وأما الساجي فهو أبو يحي زكريا بن يحي الساجي البصري صاحب كتاب"العلل" وشيخ المتعصبين. كان وقاعاً ينفرد بمناكير عن مجاهيل)).
    وبهذا يتبين مدى التباين الكبير بين أبي الحسن الأشعري وبين الأشاعرة المعاصرون(جهمية العصر).



    بيان بطلان أن يكون للأشعري قولان في الصفات :

    29-وادعى الجهمي أن للأشعري قولان في الصفات (التفويض والتأويل) فقال:
    وعقيدة الأشاعرة هي التفويض والتأويل فإلى ماذا رجع الإمام الأشعري؟؟
    أقول:
    أولا:إن التحقيق يأبى ذلك,إذ أن المتأمل في كتب الأشعري الموجودة ككتاب(الإبانة),و تاب((رسالة إلى أهل ثغر)) وكتاب((مقالات الإسلاميين)) يجدهما متفقة جميعها على قول واحد ,وإبطال كل ما سواه ,وهذا القول هو إثبات جميع الصفات لله تعالى على ظاهرها,ونفي التعرض إليها بتأويل,أو تحريف وهذه الكتب تمثل المرحلة الأخيرة التي استقر عليها مذهبه الذي توفي عليه .
    وبناءا عليه فإن من حكى عليه قولين ,بمعنى رأيين سائغين يجوز القول بأحدهما فقد غلط عليه,إذ ليس عنده ما يثبت ذلك إلا كلام بعض متأخري الأشاعرة مع مخالفته صراحة لما هو مسطر في كتبه.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية((بل أبو معالي الجويني ونحوه ممن انتسب إلى الأشعري,ذكروا في كتبهم من الحجج العقليات النافية للصفات الخبرية مالم يذكره ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابهما,كالقاض أبي بكر بن الطيب وأمثاله,فإن هؤلاء متفقون على إثبات الصفات الخبرية,كاليد والوجه والاستواء,وليس للأشعري في ذلك قولان, بل لم يتنازع الناقلون لمذهبه نفسه في أنه يثبت الصفات الخبرية التي في القرآن وليس في كتبه المعروفة إلا إثبات هذه الصفات وإبطال قول من نفاها وتأول النصوص وقد رد في كتبه على المعتزلة - الذين ينفون صفة اليد والوجه والاستواء ويتأولون ذلك بالاستيلاء - ما هو معروف في كتبه لمن يتبعه ولم ينقل عنه أحد نقيض ذلك ولا نقل أحد عنه في تأويل هذه الصفات قولين
    ولكن لأتباعه فيها قولان : فأما هو وأئمة أصحابه فمذهبهم إثبات هذه الصفات الخبرية وإبطال ما ينفيها من الحجج العقلية وإبطال تأويل نصوصها
    وأبو المعالي وأتباعه نفوا هذه الصفات موافقة للمعتزلة والجهمية ثم لهم قولان : أحدهما تأويل نصوصها وهو أول قولي أبي المعالي كما ذكره في الإرشاد والثاني تفويض معانيها إلى الرب وهو آخر قولي أبي المعالي كما ذكره في الرسالة النظامية وذكر ما يدل على أن السلف كانوا مجمعين على أن التأويل ليس بسائغ ولا واجب
    ))(10).

    ثانيا: لو كان التفويض والتأويل كلاهما حق فلما نرى التشنيع من الأشاعرة للأشاعرة أنفسهم فالأشاعرة المفوضة يردون على الأشاعرة المؤولة ويتنطاحون فيما بينهم !!.


    أشاعرة فرقتان فرقة ترى التأويل وفرقة ترى التفويض
    والقشيري يتهم المفوضة باتهام النبي بالجهل


    هذا الاختلاف بينهم يظهر الحقيقة التالية : أن الأشاعرة فرقتان لا فرقة واحدة :
    الفرقة الأولي : تؤول صفات الله وتتهم التي تفوض بأنها تصف النبي بالجهل وتصف الله بالكذب كما ستري .
    الفرقة الثانية : لا تتعرض للتأويل بل تحرمه وتدعو للتفويض . وتتهم الأولي بأنها تقول على الله ما لا تعلم . لأن التأويل محتمل والمحتمل مطرود في العقائد .

    لقد رد القشيري(الأشعري المؤول) في التذكرة الشرقية على الأشاعرة المفوضة قائلاً :
    " وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله ؟
    أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم ؟
    أليس الله يقول ( بلسان عربي مبين ) ؟ فإذن : على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال " بلسان عربي مبين " إذ لم يكن معلوماً عندهم ، وإلا : فأين هذا البيان ؟
    وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب ؟
    ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل : أمر عظيم لا يتخيله مسلم فأن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف .
    وقول من يقول : استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل .
    وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معني لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر . وهذا محال وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها
    " .انتهي
    فهذا خلاف أشعري أشعري وفيه اتهام للمفوضة من الأشاعرة بأنهم نسبوا النبي إلى الجهل ونسبوا الله إلى الكذب وأنهم واقعون في التكييف والتشبيه وملزمون بالغاء الوحي لأنهم الغوا معانيه . وهي اتهامات تعني الكفر.

    وقد أعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلاف الأشاعرة على ربهم قائلاًً " والعجيب أن الأشعرية أختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين وفي الأحوال وفي تعدد الكلام واتحاده (قواعد الأحكام الكبري 170 .) وأن أصحاب الأشعري مترددون مختلفون في صفات البقاء والقدم هل هي من صفات السلب أم من صفات الذات (أصول الدين 90 الإعلام بقواطع الإسلام 24 ط : دار الكتب العلمية سن 1407 والزواجر عن اقتراف الكباشر للهيتمي / 350)
    وأعترف بذلك أبو منصور البغدادي بوقوع الخلاف بينهم حول هذه الصفة وكذلك بن حجر الهيتمي المكي(اتحاف السادة المتقين 2 / 95 أصول الدين للبغدادي ص 123).



    يتبع....


  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    122

    افتراضي رد: صد عدوان الجهمي المشين عن موضوعي"دك حصون المفترين"

    رد دعوى وقوع التحريف في كتاب (الإبانة) :

    لقد ادعى الجهمي استنادا لشيخه الكوثري بأن كتاب"الإبانة" المتداول بين أيدينا قد تناولته الأيدي بالتحريف, ولعل ذلك لكونهم يعلمون أنه يبطل طريقتهم الأشعرية ويظهرهم على طريقتهم الحقيقية ألا وهي المنهج الجهمي الذي هم عليه , وقد اعتمد الكوثري على أمور يأبها التحقيق العلمي:
    منها:وجود اختلاف يسير بين النسخ في بعض الألفاظ التي لا يكاد يسلم منها كتاب .
    ومنها: ما أسنده أبو الحسن الأشعري فيه عن أبي حنيفة في أنه كان يرى القول بخلق القرآن.

    والجواب عليها كالتالي:


    الرد المجمل:

    إن دعوى التحريف والتبديل بغير بينة ولا برهان أمر لا يعجز عنه مبطل ولو جاز ذلك لأمكن ادعاء من شاء ما شاء
    ثمّ إنّ هذا أمر يأباه التحقيق العلمي لأمور :
    أولا: اتفاق النسخ المحفوظة الموجودة لكتاب (الإبانة) في أبوابها ومسائلها وألفاظها وهذا يدل على بطلان دعوى التحريف إذ لو وقع التحريف لاختلفت المسائل وتعارضت الألفاظ وظهر الاختلاف الذي يغير المعاني ويقلب المسائل
    ثانيا: أنه بمقارنة ما هو موجود في النسخ الموجودة المتداولة من كتاب ( الابانة) مع ما نقل منه في كتب المتقدمين فإننا نجدها متفقة متوافقة.
    فقد نقل الحافظ البيهقي فصلا من (الابانة) في كتابه (الاعتقاد) ص 114 فوجد مطابقا لما هو موجود
    كما نقل ابن عساكر فصولا منه في (تبيين كذب المفتري) ص152-162 فوجدت مطابقة لما هو موجود
    كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصولا منه أيضا في غير ما موضع من كتبه ككتاب (نقض التأسيس) ص63-85 وفي مجموع الفتاوى 3/224-225 .. 5/93-98،168- 178 ووجدت مطابقة لما هو مطبوع
    وكذلك ابن القيم كما في حاشيته على تهذيب السنن 13/35-36 وفي مختصر الصواعق 2/129 فوجدت جميعها مطابقة لما هو موجود
    ونقل أيضا الحافظ الذهبي فصولا منه في كتابيه ( العلو) ص218 و(العرش) ص291-303 فوجدت موافقة للنسخ الموجودة.

    ثالثا:أنّ الذي يؤكد ذلك أيضا هو اتفاق كتب الأشعري المتأخرة مع ما في الابانة من حيث المسائل والتقريرات فقد قرر في كتاب (مقالات الإسلاميين) في معتقد أهل الحديث ما يماثل تقريره في الابانة وكذلك في (رسالة إلى أهل الثغر)
    كما أنّ تقرير المسائل وسياق الحجج في (الإبانة) مطابق لما هو موجود في كتاب (مقالات الإسلاميين) و (رسالة إلى أهل الثغر) وأنظر-غير مأمور- ما في الإبانة ص118 مع ما في (رسالة إلى أهل الثغر)..

    الرد المفصل:


    30-قال الجهمي:

    وهذه بعض الأمثلة على ذلك :
    * جاء في الإبانة المطبوعة ص/16 ما نصُّه ( وأنكروا أن يكون له عينـان مـع قولـه تجري بأعيننا . . ) اهـ هكذا بالتثنية !
    * وعند ابن عساكر ص/ 157 ( وأنكروا أن يكون له عين . . . ) بإفراد لفظ العين .
    * وجاء في المطبوعة ص/18 ( وأن له عينين بلا كيف . . )
    * وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/22 ( وأن له سبحانه عينين بلا كيف ) هكذا , كلاهما بالتثنية !
    * وعند ابن عساكر ص/ 158 ( وأن له عيناً بلا كيف . . ) بإفراد لفظ العين .
    والإفراد هو الموافق للكتاب والسنة وأقوال السلف , وهذا نصٌّ واضح في التلاعب بنسخ الكتاب , ولفظ العينين لم يردْ في القرآن ولا في السنة , ومن ثنَّى فقد قاس الله تعالى على المحسوس المشاهد من الخلق تعالى الله وتقدس عن ذلك .


    أقول:

    إن ادعاء التحريف لوجود بعض الإختلاف في الألفاظ كلفظ "العينين" هل جاء مفردا أم مثنى فهذا من المضحك أن يصدر من مثلك فعلى طريقتك الجديدة الغريبة العجيبة سنتهم كل الكتب الإسلامية بالتحريف!
    فهاهو صحيح البخاري تختلف بعض ألفاظه باختلاف النسخ وهاهي المسانيد والسنن كذلك,وهذا أمر أشهر من أن يذكر ,فلو صحت دعوى التحريف لمثل هذا لما صح لنا كتاب!
    واللفظ الصحيح هو(العينين) بلا شك لأن هذا ما يؤيده كتب الأشعري الأخرى فقد قال في كتابه(مقالات الإسلاميين)((وأن له عينين كما قال تعالى((تجري بأعيننا جزاءا لمن كان كفر)).
    وقال في فصل(الإختلاف في العين والوجه واليد ونحوها)):""وقال أصحاب الحديث:لسنا نقول في ذلك إلا ماقاله الله عز وجل أو جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فنقول:وجه بلا كيف,ويدان وعينان بلا كيف)انتهى .
    وقال في فصل((هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة))(وأن له عينين بلا كيف كما قال(تجري بأعيننا)اه.
    كما أنه جعل إنكار العينين لله تعالى من أقوال المعتزلة التي خالفوا بها أهل السنة ,فقال في سياق أقول المعتزلة في (فصل :قولهم في اليد والعينين)(فمنهم من أنكر أن يقال:لله يدان,وأنكر أن يقال:إنه ذو عين,وأن له عينين)).
    وهذا يبين أن الأشعري يثبت لله العينين .
    اللهم إلا إذا ادعيت أن كتاب(مقالات الإسلاميين) محرف كذلك وهذا ليس عن جهمية العصر عنا ببعيد.
    مع العلم أن هذا الخلاف موجود فقط في النسخ القديمة فقد نقل ابن تيمية كذلك عن الأشعري التثنية في لفظ(العين) وليس الإفراد بل نقل ابن تيمية عن ابن عساكر أنه قال بالتثنية فلماذا لا تقولوا بتحريف كتاب ابن عساكر بدلا من كتاب الإبانة للأشعري.
    فدعونا من هذا الهذيان من فضلكم.


    31-قال الجهمي:

    ومن أمثلة التحريف فيه أيضاً القدح بالإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه :
    فقد جاء في الإبانة المطبوعة ص/ 57 ( وذكر هارون بن إسحاق الهمداني عن أبي نعيم عن سليمان بن عيسى القاري عن سفيان الثوري , قال : قال لي حماد بن أبي سليمان : بلِّغ أبا حنيفة المشرك أنِّي منه بريء . قال سليمان : ثم قال سفيان : لأنه كان يقول القرآن مخلوق .
    وذكر سفيان بن وكيع قال عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال أخبرني أبي قال : الكلام الذي استتاب فيه ابن أبي ليلى أبا حنيفة هو قوله : القرآن مخلوق . قال : فتاب منه وطاف به في الخلق . قال أبي : فقلت له كيف صرت إلى هذا ؟ قال : خفت أن يقوم عليّ , فأعطيته التقيّـة .
    وذكر هارون بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي الحكم يذكر عن عمر بن عبيد الطنافسي أن حمّاداً ـ يعني ابن أبي سليمان ـ بعث إلى أبي حنيفة : إني بريء مما تقول , إلا أن تتوب . وكان عنده ابن أبي عقبة , قال , فقال : أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب .
    وذكر عن أبي يوسف قال : ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن ) اهـ .
    ترى هل نحن بحاجة إلى إثبات كذب مثل هذه الأخبار وأنها مدسوسة في كتاب الإمام الأشعري , أم أنه يكفي عزوها إلى الإبانة المطبوعة لكي يُعلم تحريفها وتلاعـب الأيـدي فيها ؟!


    والجواب عليه:

    إستدلال شيخك الكوثري بما هو موجود في الإبانة حول نسبة القول بخلق القرآن للإمام أبي حنيفة رحمه الله فهذا من العبث أقرب منه إلى التحقيق.
    إذ أن هذه القصة المذكورة عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد رواها جمع من الأئمة فقد رواها البخاري في (التاريخ الكبير) (4/127) وفي(خلق أفعال العباد)(ص7),ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد في كتابه(السنة) (1/184),والعقيلي في الضعفاء(4/280),واللالكائي في(شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة) (2/239),وابن الجعد في مسنده(ص66),والخطي في ""تاريخ بغداد"" (13/388).
    فهل يفهم من هذا أن كل هذه الكتب قد نالتها أيادي التحريف!!!!!!!!!!

    32-قال الجهمي:
    ومن هذه الأمثلة أيضاً ما جاء في الطبعة المتداولة عند ذكر الاستواء ص/69 ( إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له نقول : إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال { الرحمن على العرش استوى } . . )
    وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/105 ( . . نقول إن الله عز وجل استوى على عرشه استواءً يليق به من غير حلول ولا استقرار . . )
    فالعبارة الأخيرة محذوفة من الطبعة المتداولة !!
    وفي ص/73 من الإبانة المتداولة ( فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستوٍ على عرشـه , والسماء بإجماع الناس ليست الأرض , فدل على أن الله تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه ) اهـ
    وفي طبعة الدكتورة فوقية ص/113 ( فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه استواءً منزهاً عن الحلول والاتحاد ) اهـ .
    والجواب عليه:
    إن الأشعري يثبت الإستواء على حقيقته دون تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف على طريقة أهل السنة(الرحمان على العرش استوى)) وهذا موجود بغزارة في كتبه المتأخرة وأما زيادة(( من غير حلول ولا استقرار)) فهذا موجود في بعض النسخ لكن بلفظ((منزها عن الحلول والإتحاد) وهذا لا يغير معنى الإستواء في شيء بحمد الله وهو علو الله تعالى على عرشه واستواءه عليه استواءا يليق بجلاله.
    قال الأشعري في الإبانة((ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون ‏أيديهم إذا دعوا‎ ‎نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو ‏فوق السموات , فلولا أن الله‎ ‎عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو ‏العرش)).
    و قال في كتابه الذي سماه‎ ‎إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية ‏وغيرهم إلى‎ ‎أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته‎ ‎وكتبه ‏ورسله .. الى ان قال : وإنه‎ ‎على العرش‎ ‎كما قال‎ : ( ‎الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله ‏بالقول بل نقول‎ ‎استوى بلا كيف‎ .. ( ‎قال الذهبي : نقلها ابن فورك بهيئتها في‎ ‎كتابه المقالات و الخلاف بين ‏الاشعري و ابن كلاب‎.


    دعواه في ابن كلاب كان من أهل السنة على طريقة السلف:

    لقد ادعى الجهمي بأن ابن كلاب كان على طريقة السلف وما هذه إلا دعوى خاوية على عروشها فقد ردها الإمام أبي حسن الأشعري نفسه وقال في((مقالات الإسلاميين)):اختلف المسلمون عشرة أصناف:الشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والضرارية والحسينية والبكرية والعامة وأصحاب الحديث والكلابية أصحاب عبد بن كلاب بن القطان))مقالات الإسلاميين(1/65).
    فانظر كيف جعل الكلابية فرقة مستقلة عن أهل الحديث وذكرها باسمها الصريح مما يدلك على أنه لا علاقة لها بالأشعري في شيء فقد تاب منها .
    وقد هجر الإمام أحمد الحارث المحاسبي لكونه مال لابن كلاب.
    وقال الذهبي في السير((قال الحاكم:سمعت أبا بكر أحمد ابن اسحاق يقول((.....فقال له-لابن خزيمة- أبو علي الثقفي:ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟
    قال:ميلكم إلى مذهب الكلابية,فقد كان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره
    ).
    فإذا كان هذا موقف إمام أهل السنة أحمد بن حنبل من الكلابية الذين هم سلف الأشاعرة، مع موافقتهم لأهل السنة في أكثر أقوالهم كما يدل عليه قول أبي الحسن الأشعري: (فأما أصحاب عبد الله بن سعيد القطان، فإنهم يقولون بأكثر ما ذكرناه عن أهل السنة...)

    وكان ابن كلاب والمحاسبي يثبتون لله صفة العلو، والاستواء على العرش، كما يثبتون الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما

    فكيف بمتأخري الأشاعرة الذين يؤولون ذلك كله، ويوافقون المعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم، مخالفين بذلك أئمة السلف من أهل السنة بل مخالفين سلفهم ابن كلاب وأصحابه!!!!


    بيان مخالفة متأخري الأشاعرة للأشعري وكبار أصحابه:

    33-حاول هذا الجهمي الإنتساب لأبي حسن الأشعري بل وزعم أنه يقولون بما في كتاب الإبانة الخيالي(لا الحقيقي الموجود بين أيدينا اليوم) فقال:
    قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى ( التبيين ص/388 ) :
    ( بل هم ـ يعني الأشاعرة ـ يعتقدون ما فيها ـ أي الإبانة ـ أسدّ اعتقاد , ويعتمدون عليها أشدّ اعتماد , فإنهم بحمد الله ليسوا معتزلة ولا نفاة لصفات الله معطلة , لكنهم يثبتون له سبحانه ما أثبته لنفسه من الصفات , ويصفونه بما اتصف به في محكم الآيات , وبما وصفه به نبيّه صلى الله عليه وسلم في صحيح الروايات , وينزهونه عن سمات النقص والآفات ) اهـ . وهذا الذي قاله الحافظ ابن عساكر منطبق على كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام , أما ما يوجد اليوم في أيدي الناس منها فلا ثقة به ولا يصح أن يمثل ـ في الغالب ـ اعتقاد الإمام أو الأشاعرة كما أثبتنا ذلك , إلا فيما وافق قول الكافة .



    أقول:
    وهذا الكلام الذي نقلته عن ابن عساكر لأقوى رد على تمسحكم بالإمام الأشعري فأنتم تقولون بالتحريف أو التعطيل بخلاف الأشعري الذي يقول بالإثبات كما ترى من كلام ابن عساكر وهذا الذي نقله ابن عساكر عن الأشعري هو قول أهل السنة السلفيين الذين وصفتموهم بالحشوية وغيرها من الألقاب التنفيرية.
    ولا بد أن تعلم أيضا أن الأشعري وكبار أصحابه كأبي الحسن الطبري ,وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي ,ثم من بعدهم كأبي بكر الباقلاني وأبي إسحاق الإسفرائيني ,لم يختلف قولهم في إثبات الصفات الخبرية لله تعالى التي في القرآن كاليدين والعينين والاستواء ونحوها بخلاف متأخري الأشاعرة(جهمية العصر) من أتباع الرازي والجويني وأبي حامد ونحوهم الذين تناولوها بالتحريف تارة وبالتعطيل تارة فانقسموا إلى طائفتين متضاربتين (الأشاعرة المفوضة والأشاعرة المؤولة) وكلا الطائفتين تلعن أختها كما سبق بيانه أعلاه!!!!.
    قال أبو عباس أحمد بن ثابت الطرقي الخافظ صاحب كتابف((اللوامع في الجمع بين الصحاح والجوامع)) في بيان مسألة الإستواء من تأليفه((ورأيت هؤلاء الجهمية-يشير إلى متأخري الأشاعرة- ينتمون-في نفي العرش,وتعطيل الإستواء-إلى أبي الحسن الأشعري,وما هذا بأول باطل ادعوه,وكذب تعاطوه,فقد قرأت في كتابه الموسوم ب(الإبانة في أصول الديانة) أدلة من جملة ما ذكر على إثبات الاستواء,وقال في جملة ذلك((ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم,يقولون جميعا: يا ساكن العرش)) ثم قال((ومن حلفهم جميعها قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات ))(11)

    وأعظم حجة على مخالفة الأشاعرة للأشعري : أن إيراد الأشعري التأويلات الأعتزالية كقولهم ( استوي ) أي استولي انما كان على سبيل الإنكار لا الاستحسان . ويدل عليه قوله (فان قيل : قد أنكرتم قول المعتزلة) (12).
    وبهذا يرد على من زعموا أن المعتزلة وافقت أهل السنة في تأويل الاستواء بالاستيلاء والنزول بنزول الرحمة واليد بالقدرة وكتاب تبيين كذب المفتري الذي يحتج به متأخري الأشاعرة اعظم حجة عليهم .
    الحجة الثانية : ذكر الحافظ ابن عساكر في تبيينه أن المعتزلة قالت استوي أي استولي وأن المشبهة قالت استوي بذاته بحركة وانتقال . ثم قال كلمة تهتك ستر الكذابين ، قال " فسلك أبو الحسن طريقاً وسطاً بينهما " (13) ، وإنما ذكرت ذلك لتبيين كذب المفتري فيما نسبه إلى أبي الحسن الأشعري من موافقة المعتزلة في تأويل الاستواء بالاستيلاء !!
    وسرد الذهبي عقيدة الأشعري وخروجه عن التأويل الذي كان عليه المعتزلة ، وقول الذهبي هذا دليل على ان المعتزلة كانوا ينفون الصفات بطريقة التأويل (14).

    غير أن المنتسبين إلى الأشعري في العصر الحالي يجهلون نهاية حاله رحمه الله من إثبات ما أثبته الله ورسوله . ويجهلون حقيقة مهمة وهي أن طريقة ووسيلة المعتزلة في نفي الصفات إنما كانت في التأويل ، فلما جهلوا ذلك تبنوا تأويلات المعتزلة ودافعوا عنها معتقدين أنها تاويلات أهل السنة بينما هي عين تأويلات المعتزلة .
    وظنوا أن المعتزلة كانوا ينفون الصفات وهذا غير صحيح وإنما كانوا يقولون ما يقوله كثيرون اليوم : نؤمن بهذه الصفات لكننا نعتقد أن ظاهرها غير مراد (15).

    ولذلك نقل أبو الحسن الأشعري لنا تأويلاتهم فقال :
    " قالت المعتزلة : نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره " (16).
    وفي ذلك دليل على ان المعتزلة كانوا يعتمدون التأويل فإنه لما ترك أبو الحسن الأشعري الاعتزال ترك معه التأويل . واعتبر تأويل المعتزلة إنكارا لصفات الله . فأعرض عن طريقتهم وأعلن في كتابه الابانة أنه على ما كان عليه الإمام أحمد بن حنبل ، وهذا الكتاب الذي لا يزال يتجاهله من ينتسبون للأشعري إلى اليوم .
    قال " وقالت المعتزلة ( الرحمن على العرش استوي ) يعني استولي (17).



    من الأدلة على مخالفة الأشاعرة للأشعري :

    قال ابو الحسن الاشعري " وقالت المعتزلة : نزول الله معناه نزول آياته أو نزول الملك بأمره(18) وذكر الأشعري والجويني وابن خزيمة أن فرعون " كذب موسي في قوله : إن الله سبحانه فوق السموات "(19).
    أما الماتريدية والأشاعرة فقد ذهبوا إلى نفس تأويل المعتزلة كالرازي والأيجي والجويني وشراح الجوهرة (20) . وهذا هو تأويل بشر المريسي عينه وهو والد المعتزلة ومؤسسهم حيث قال بأن نزول الله عبارة عن نزول أمره أو نزول رحمته (21).
    واعترف ابن فورك أن المتأخرين من الأشاعرة ذهبوا إلى تأويل الاستواء بالقهر والغلبة خلاف قول الاشعري والمتقدمين من أصحابه وأعتبر أبو منصور البغدادي أن قول المعتزلة ( استوي: أي استولي ) قولاً فاسداً باطلاً .(22)
    قال الأشعري " وقالت المعتزلة : يد الله بمعني نعمة الله " وقال أبو منصور البغدادي : " وقالت المعتزلة يد الله معناه : قدره الله قال : وقولهم باطل " (23) . وقال " وقال القدرية " (24)يد الله أي قدرته " وقولهم باطل : قا ل" وزعم الجبائي من المعتزلة أن يد الله بمعني النعمة " وهذا خطأ " (25).
    وذكر الاشعري أن الجبائي – من المعتزلة – لا يجوز عنده أن يوصف الله بالفوقية ، فإن وجد في القرآن ما يثبت الفوقية فهو مؤول بالقهر والاستيلاء وان الله مسئول على العباد " (26).


    (استفدت هاهنا من كتاب(الأشاعرة في ميزان أهل السنة) لفيصل جاسم ,وموسوعة أهل السنة في نقد الأحباش لدمشقية)).

    يتبع....
    ----------------------------------------------------------
    (1) طبقات الفقهاء الشافعيين(1/210) ونقله عنه المرتضى الزبيدي في إتحاف سادة المتقين (2/4),ولم يتعقبه.
    (2) سير أعلام النبلاء(15/86)
    (3) كتاب العرش للذهبي(ص302-303).
    (4) مجموع الفتاوى(3/228).
    (5) غرائب الاغتراب ونزهة الألباب في الذهاب والإقامة واللباب (ص385-386).
    (6) نقض التأسيس(ص90-91) .
    (7) سير أعلام النبلاء(14/198).
    (8) العلو(ص205).
    (9) نقص التأسيس(ص123).
    (10)درء التعارض(10/248).
    (11)نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس(ص87-88),وابن درباس في((رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري))ص111.
    (12) تبيين كذب المفتري 157 – 158 .
    (13) تبيين كذب المفتري ص 150
    (14) سير أعلام النبلاء 18 : 284 .
    (15) متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار المعتزلي ص 19 .
    (16) مقالات الإسلاميين 291 تبيين كذب المفتري 150 .
    (17) مقالات الإسلاميين 157 و 211 رسالة الأشعري إلى أهل الثغر ص 233 –234 التبيين لأبن عساكر 150 وأنظر رسائل العدل والتوحيد لمجموعة من المعتزلة 1 / 216 وشرح الأصول الخمسة 226 ومتشابعه القرآن 72 للقاضي عبد الجبار .
    (18) مقالات الإسلاميين 291 وأنظر تبيين كذب المفتري لأبن عساكر 150 .
    (19) الإبانة 106 رسالة في إثبات الاستواء والفوقية 1 / 177 ضمن المنيرية والتوحيد لأبن خزيمة 114 .
    (20) أساس التقديس :162 ومشكل الحديث 98 – 99 والمواقف 298 والإرشاد 156 وجوهرة التوحيد 93 .
    (21) أنظررد عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد 20 وشرح الأصول الخمسة 229 ومتشابه القرآن للقاضي عبد الجبار 121 .
    (22) الأسماء والصفات 3 / 152 – 153 تحقيق الأحباش .
    (23) مقالات الإسلاميين 157و 167 و 211 و 195 و 218 و 291 . الإبانة 95 تبيين كذب المفتري 150 وأصول الدين 110 وأنظر شرح الأصول الخمسة 228 ومتشابه القرآن 231 للقاضي عبد الجبار المعتزلي .
    (24) والقدرية هم المعتزلة .
    (25) أصول الدين 110- 111 .
    (26) مقالات الإسلاميين 532 .



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •