السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الأحاديث التي أبحث عن درجتها و هي محل خلاف بين العلماء بين التضعيف و التصحيح .
أجد في كتب الشيخ الالباني رحمة الله تعالي أختلاف بين الصحة و الضعف علي الحديث.
فتارة أجده في السلسلة الصحيحة و تارة أجده في ضعيف الجامع ويحكم عليه بالضعف أو العكس.
ولكم أخواني الافاضل مثال علي ذلك:
ففي السلسلة الصحيحة :
حديث:2843 - " إن ربك ليعجب للشاب لا صبوة له " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 824 :
رواه الروياني في " مسنده " ( 9 / 50 / 2 ) عن عبد الله بن وهب ، أخبرنا ابن
لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة مرفوعا . ثم رواه ( 51 / 1 ) بهذا السند
إلا أنه جعل أبا عشانة مكان مشرح . و هكذا رواه أبو سعيد ابن الأعرابي في "
معجمه " ( 86 / 2 ) عن سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة . قلت : و هذا إسناد جيد ،
لأن رواية ابن وهب عن ابن لهيعة صحيحة كما هو معلوم . ثم إن كلا من مشرح بن
هاعان أو أبي عشانة - و اسمه حي بن يومن - صالح الحديث ، فلا يضره أنه مرة جاء
عن هذا ، و مرة عن هذا ، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة ، و الثاني أوثق من الأول
، و لعل كونه الثاني أرجح لرواية سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة عنه ، فإن ابن
شرحبيل هذا صدوق من رجال البخاري . و يؤيده رواية قتيبة بن سعيد : حدثنا ابن
لهيعة عن أبي عشانة به . أخرجه أحمد ( 4 / 151 ) بلفظ : " إن الله ليعجب .. " .
و كذلك رواه الطبراني في " الكبير " ( 17 / 309 / 853 ) من طريقين عن ابن لهيعة
، أحدهما عن قتيبة . و كذلك رواه كامل : حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة به .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1749 ) . و قال ابن أبي عاصم في " السنة " ( 1 /
250 / 571 - الظلال ) : حدثنا هشام بن عمار قال : كتب إلينا ابن لهيعة به . و
كذلك رواه رشدين بن سعد قال : حدثني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة به . أخرجه
ابن المبارك في " الزهد " ( 349 ) . و الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
270 ) : " رواه أحمد و أبو يعلى و الطبراني ، و إسناده حسن " . و رده أخونا
حمدي السلفي في تعليقه على " المعجم " بقوله : " قلت : كلا ، ليس أحد من الرواة
عن ابن لهيعة من العبادلة ، فهو ضعيف " . و لذلك ضعفه أيضا المعلق على " أبي
يعلى " . قلت : و التضعيف هو الجادة في حديث ابن لهيعة ، لكن فاتهما رواية
الروياني إياه من طريق ابن وهب ، و هو أحد العبادلة الذين أشار إليهم الأخ
السلفي ، فصح الحديث و الحمد لله . و يمكن أن يلحق بالعبادلة قتيبة بن سعيد ،
فقد رواه عن ابن لهيعة كما رأيت ، و ذلك لما ذكره الذهبي في ترجمة قتيبة من "
سير أعلام النبلاء " ( 8 / 15 ) من رواية جعفر الفريابي : سمعت بعض أصحابنا
يذكر أنه سمع قتيبة يقول : قال لي أحمد ابن حنبل : أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح .
فقلت : لأننا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة " . قلت : و لا
يناقض هذا ما رواه الأثرم عن أحمد - كما في " التهذيب " - أنه ذكر قتيبة فأثنى
عليه ، و قال : هو آخر من سمع من ابن لهيعة " . قلت : و ذلك لأنه كان يعتمد على
كتاب ابن وهب ، و ليس على ما يسمعه من ابن لهيعة . و الله أعلم . و يؤيد هذه
الرواية ما ذكره الذهبي أيضا من طريق الآجري عن أبي داود قال : " سمعت قتيبة
يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه ، أو كتب ابن وهب إلا
ما كان من حديث الأعرج " . ( صبوة ) أي ميل إلى الهوى ، و هي المرة منه . "
نهاية " .
وفي صحيح و ضعيف الجامع نفس الحديث :
3581 - إن الله تعالى ليعجب من الشاب ليست له صبوة .
تخريج السيوطي
( حم طب ) عن عقبة بن عامر .
تحقيق الألباني
( ضعيف ) انظر حديث رقم : 1658 في ضعيف الجامع .
وفي ظلال الجنة في تخريج السنة لابن ابي عاصم :
571 - ( ضعيف )
ثنا هشام بن عمار قال كتب إلينا ابن لهيعة ثنا ابو عشانه قال سمعت عقبه ابن عامر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ليعجب من الشاب ليس له صبوة إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة وهومخرج في سلسلة الأحاديث الضعيفة
ويوجد أحاديث أخري بها أختلاف في الحكم ولكن ما أحببت أن أسردها وفضلت أن أذكر مثالا واحدا فقط.
وعلي ذلك ما هي الضوابط في الأخذ بأحكام الشيخ الألباني رحمة الله أن وجدنا تعارض في التصحيح و التضعيف و هل هي تعتبر تراجعات وعلي أي الاحكام نأخذ أذ لم يصرح عن التراجع .
وأنا ما أردت إثارة شبهة ولكن استفهاما وأيضا عندما نبحث في تخريجات الشيخ الالباني فالأخوة يسألوننا عن الأحاديث فتأرة نقل لهم هي في السلسلة الصحيحة و تارة نجدة في الضعيفة وفي بعض الاحيان نقول الشيخ الالباني كفانا مؤنة البحث فنجد الأختلاف فنتوقف.
نرجو من الأخوة بمن له دراية بالامر أن يدلي بدلوه لتعم الفائدة
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم