تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرجل و الرسالة ... قراءة فى فكر د/ محمد البدرى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    21

    افتراضي الرجل و الرسالة ... قراءة فى فكر د/ محمد البدرى

    الرجل والرسالة
    أ/ أنور الزعيرى

    قراءة فى فكر محمد محمد بدرى يعد المفكر الاسلامى محمد محمد بدرى نموذج للمفكر السلفى، واضح العقيدة مميز الاتجاه، تجد هذا الوضوح مفصلا فى الامة الاسلامية من التبعية الى الريادة ،فتتجمع خيوط فكره وعقيدته فى الدعوة للتوحيد لمواجهة الشرك ،والوقوف على السنه لمواجهة البدعة، وفى الهوية الاسلاميه كعنصر تجميع وقاسم مشترك للامة الاسلاميه
    ويبرز اخلاصه لعقيدته واضحا فى معالجته لقضايا عقائدية بالغة الاهمية فى العصر الراهن مثل قضية فصل الشريعة عن الحياة التى هى مشكلة العصر فتجده فى مؤلفه لماذا نرفض العلمانية يعرض هذا الرفض من منطلقه الشرعى، فالعلمانية تحليل لما حرم الله، وهى دعوة لاقامة الحياة على غير الدين ،وهى تفتقد الشرعية لانها لاتقوم على الشرع وانما تقوم على الهوى، وهو فى هذا الباب قاطع حاسم يحدد الاسلام بتوحيد المشرع ومتابعة المبلغ فلابد فى الاسلام من الاستسلام لله وحده وترك الاستسلام لما سواه وهذه حقيقة قولنا لااله الا الله فمن استسلم لله ولغير الله فهو مشرك والله لايغفر ان يشرك به، ومن لم يستسلم لله فهو مستكبر عن عبادته سبحانه
    والاستاذ محمد البدرى فى اتجاهه العقائدى من التيميين الخلصاء فهو حريص على نشر فكر العلامة السلفى شيخ الاسلام ابن تيمية، وابن تيمية كغيره من علماء السلفية، لايصدر إلا عن النصوص الشرعية من قران او سنة او عمل السلف الصالح، وبهذا يتحدد المسار الفكرى الذى ينحوا الاستاذ البدرى منحاه، وهو نفس المسار الذى يتبعه اغلبية دعاة الصحوة الاسلامية ،ولكن يتميز الاستاذ محمد البدرى عن غيره بسعة الاطلاع وعالمية الثقافة فهو ليس منغلق على النصوص التراثية ،وهو داعية متجدد يجرى كالنهر لاتصده صخرة فى الطريق ولاتعيقه الجنادل
    الوحدة والائتلاف
    الفكرالتجميعى عند الاستاذ محمد محمد بدرى
    يهدف الاستاذ محمد محمد بدرى الى تجميع الاسرة الاسلاميةٍ( ابناء الصحوة) تحت راية واحدة وفى اتجاه واحد كضرورة شرعية يأثم الجميع بتركها لانها تنبع من المنطلقات القرانية الواضحة
    وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) ال عمران
    وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) ال عمران
    وهو يرى ان الحركة الاسلامية، حيثما ارادت الوقوف على قدميها فلابد ان تكون فصائلها متحالفة مترابطة، ويهدف الى وحدة الطاقات للاتحاد فى سبيل الهدف الواحد (اقامة الدين) وهو فى دعوته لايتجاهل وجود الاختلاف ولكنه لايبرر ابدا ترك الائتلاف وهذا الترك هو الذى يجر الى التعامى عن ايجابيات الاخرين ويفتح الباب للخروج من المصلحة الى دائرة المفسدة
    ان بوادر التصدع فى الصحوة الاسلامية سببها هذا الاختلاف المذموم والتناحر العشوائى القائم على سوء الظن او سوء الفهم عن الاخرين ولاستاذ البدرى فيما يبدوا ينئى بنفسه عن الوقوع فى دائرة الفتن ويبدوا لسان النذير فى صوته عاليا، ولكن هل من مجيب ،هذا مالانعلمه ولكننا نعلم ان دعوته اعتصاميه قائمة على التغافر والتناصح
    اللمسات واللمحات
    الناظر فى الانتاج الفكرى للاستاذ محمد البدرى لاتخطئ عينه دعوة الاستاذ لتقويم الاسرة ومنهج التربية وهى اللبنة الاولى فى الاجتماع الاسلامى وهى دعوة اغفلها الكثيرون لصالح قضايا فرعية لاتبلغ فى تأثيرها الى احياء المنهج الاسلامى فقد رأينا كيف تعقد المحاضرات وتصدر الكتب من اجل قضية خلافيه ثم تنشعب البحوث والمقالات من اجل هذه القضية الفرعية الخلافيه فتضيع الجهود وتنشأ التحزبات فى الوقت الذى تتأكل فيه الاسرة الاسلامية لصالح المناهج والافكار الغربية وتقوم الحياة على غير الاسلام فى غالبية الاسر وهذه طامة من طامات العاملين للاسلام فى هذا العصر وجناية من جناياتهم على هذا الدين
    والدور الذى يقدمه الاستاذ محمد البدرى هو سد للخلل وتعمير للثغور المهجورة التى يهدد هجرانها الكيان الاسلامى فى وجوده ولاشك ان هذا الدور علامة توفيق من الله ومنة امتن الله بها على هذه الروح الاسلامية اليقظة ومابين اللمسات واللمحات امتعنا الاستاذ محمد محمد بدرى بهذه الدراسات المستفيضة عن الحياة الاسلامية داخل الاسرة ونظام التربية الاسلامى الراقى فجاء كتابه الاول اللمسة الانسانية لمحات فى فن التعامل مع الابناء فائقا حدود الروعة وهو يرى فى الكتاب ان التربية الاسلامية فن يجب على الاباء والمربين اتقانه وهذا الاتقان يستلزم الاحاطة بأهداف التربية ووسائلها والبيئة المحيطة بالمربين والنواحى النفسية والعقلية للمتربين …
    وهو يخرج من مأزق التأليف المكتبى الى الكتابة من خلال تحويل التجارب العملية الى مناهج تربوية وهو لايتحدث فى كتابه هذا بطريقة ماينبغى ان يكون ولكن بطريقة كيف يكون وهو ملتقط جيد للحكمة ايا كان مصدرها فجاء الكتاب رائعا وفريدا فى بابه ويتكون الكتاب من مقدمه وتمهيد وعشرة ابواب تقف كشاهد على ابداع الرجل وتفرده وسعة عقله و جاذبية عرضه ومن عناوين الابواب فى الكتاب
    احترم مشاعره دربه
    حرك رغبته ارشده
    قدر جهوده تفهم تفرده
    اتصل به اكرمه
    وكل باب يحتوى على ثلاثة فصول فى الغالب
    ومن جميل قوله ان القيم تزرع ولاتفرض ..ازرع فكرا تحصد فعلا.. ازرع عادة تحصد شخصية ..ازرع شخصية تحصد مصيرا.. ومن اجمل ما فى الكتاب الامثلة فى التطبيق العملى وقد جاء الكتاب فى 719صفحة فى طبعة انيقه تليق بكتب العلم
    والكتاب يمتلئ واقعية، وجذب، ومفاتيح، ما اظن القارى الكريم وقع عليها إلا ان يكون قد قرأ الكتاب
    اما الكتاب الثانى فهو بعنوان حتى يبقى الحب لمسات فى فن التعامل بين الزوجين وهو فى حجم الكتاب الاول، والكتاب يطرح هذه القضية طرح جدى، يحصر المشكلات ويحاول تحليلها وبيان اسبابها وطرق معالجتها ومن عناوين الابواب والفصول
    فى اعماق انسان
    فن امتلاك القلوب
    احياء الانسجام الزوجى
    تحديات لامشكلات فن احتواء الازمات
    حتى لايجف النهر
    ابجدية المودة والرحمة
    والكتاب فى جملته ،دليل عملى لانشاء حياة زوجية ناجحة يسودها الحب والاحترام، ان هذه الجهود الكبيرة التى يقدمها الاستاذ البدرى تسد نقصا خطيرا فى المكتبة الاسلامية وتضع كل النقاط على كل الحروف لتكوين مجتمع اسلامى يبدأ من الاسرة التى هى اللبنه الاولى فى المجتمع
    * مزالق الطريق
    طليعة الرصد الاسلامى ومقدمة الوعى
    من علامات الاستاذ محمد بدرى هذه الحيطة الاسلامية التى تتضح فى مقالاته فهو راصد خطير لغارات اعداء الله وخبير بأمراض الطريق ويبدو ان عمله فى علاج امراض الجسد اكسبه دربة على اكتشاف الامراض الروحية والفكرية وعلاجها ففى مقال صراع الافكار المنشور فى مجلة البيان الصادرة عن المنتدى الاسلامى يرصد اساليب اعداء الامة لإحباط البعث الاسلامى،وفى مقال الافكار اساس التغيير ،يرصد دور الافكار فى بناء الحياة او تحطيمها فالفكرة هى التى تجعل انسانا ما يسجد راضيا مختارا لصنم، والفكرة ايضا هى االتى تحمل انسانا اخر على تحطيم هذا الصنم، لهذا فأن الصراع يدور بين افكار فى المقام الاول، لهذا يترصد اعداء الاسلام للا فكار الفعالة المتحركة، فيهدمونها قبل ان تشيع فى الامة، وتأخذ مسارها ،كما ان وجود الافكار الزائفة فى عقل الامة هو اكبر المعوقات ،وهى انهدام داخلى يحرص الاعداء على استمراره ،وهذا هو المرض وما سواه اعراض وهوامش على دفتر النكسة، وفى مقال (حارسة القلعة) يتوجه النداء الى الاخت المسلمة ان تتهيأ لمسؤليتها الخطيرة فى حراسة القلعة المنزلية فهى على ثغر من ثغور الاسلام فيحذرها ابلغ التحذير من الضياع فى العاصفة ومن فقه الدعوة مقال قائد وامه ويعالج فيه سطحية التصور عند بعض الاسلاميين فى ظنهم ان وجود قائد مثل صلاح الدين كفيل بإحداث التغيير المطلوب بينما المطلوب هو استيلاد جيل وبناء امه قادرة على تغيير الكون بوعد القران
    وفى مقال وحدة العمل الاسلامى تحت راية اهل السنة والجماعة يدعوا الى الجماعة الأم التى تحمل فى رحمها ابناء الصحوة جميعا وقد لاقى المقال رواجا وعارضه المتعصبون الحزبيون وغصت به حلوقهم ولم يتسعوا الى تصوره كعادتهم ولاستاذ البدرى يصف امثال هولاء بأصحاب التفكير الذرى الجزئى وهى نوعية من البشر غير قادرة على استخلاص حقائق عامة او كلية من الوقائع الجزئية ويعرض فى المقال كلاما للشاطبى يحدد فيه النظرة الصحيحة للنصوص بإستخلاص القطع من الظنيات وتكوين الكلى من الجزئيات والمقال دعوة لتغيير العقلية الجزئية بعقلية شمولية خارجة عن نطاق التسطيح والهامشية ويستقرئ فى مقال ما بعد موقعة الخليج واقع الامة وتسلط النخب العسكرية الكاريكاتورية ودورها فى اللعبة التى تقودها الصهيونية العالمية والمقال مفيد الى حد كبير وكأن الشاعر عناه بقوله
    كلامك حر والكلام غلام وسحر ولكن ليس فيه حرام ودر ولكن بين جنبيك بحره وزهر ولكن الفؤد كمام
    ومن نفائس المكتوبات سلسلة لمحات فى فن الحوار يستعرض فى ثلاث حلقات ضوابط الحوار ،اساليب الحوار ، معوقات الحوار ، وتهدف السلسلة للخروج من متاهة حوار الطرشان وقوالب التجهيل والطعن فى النوايا والحجج الدائرية التى تقودك الى حيث بدأت ،وقد جعل السلسلة بمثابة البداية واستنفر الاقوام للكتابة فى هذه المعضلة ،التى صارت من مخازى الحقل الاسلامى ،فتحولنا عن قصد اوبدونه الى مرحلة ماقبل الهمجية
    هذا نذير فهل من مجيب هكذا اختتم الاستاذ البدرى مقاله حتى لانصل الى الانهيار استعرض فيه بصيحة النذير الامراض الداخلية فى الأمة، الوهن الحضارى ، القابلية للسقوط ، القابلية للهزيمة ،ان هذا الانهيار الداخلى للأمة عندما تعجز ان تستقيم على شئ تؤمن به ،وعندما يتحول الايمان الى خيالات وأوهام ،وعندما تُصبغ الاقذار والاوضار صبغة القداسة ، هو السوس الذى صنعناه بأيدينا وتركناه ينخر الامال والامانى فهوت الى قعر سحيق مع هبوب اول عاصفة من سموم الشمال ،فلا تسألوا الغزاة لما ازالونا عن الوجود، بل سألونا نحن لما كنا كالوسواس الخناس ،الذى يوسوس فى صدور الناس ،فلم نترك شيأ على حاله من العهد الأول ولكن بدلنا وغيرنا ، فمسخنا الله الى ماترون، اذلة الى شرق الناس وغربهم …هكذا كان صدى صوت الاستاذ البدرى
    أنت كنز الدر والياقوت …… في لجة الدنيا وإن لم يعرفوك
    محفل الأجيال محتاج إلى …….. صوتك العالي وإن لم يسمعوك
    عزيزى القارئ هذا طرف من القول لم نبلغ به الى حقيقة المفكر الاسلامى الكبير محمد محمد بدرى ، ولم نقف على مبلغ جهوده لخدمة الاسلام واننا عاجزون بحق عن حسن الجزاء ،ولكن الله لايعجزه شئ
    فاللهم تقبل….. اللهم تقبل ……اللهم تقبل
    إذا أدرت أن تعلم محلَّ الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم فى أبواب الجوامع ، و لا ضجيجهم بلبيك فى عرصات عرفات ، و أنما أنظر على مواطأتهم أعداء الشريعة

  2. #2

    افتراضي رد: الرجل و الرسالة ... قراءة فى فكر د/ محمد البدرى

    بارك الله فيك أخي الكريم حقيقة كم انتفعنا من علم الشيخ محمد محمد البدري أسأل الله لنا وله الثبات والتوفيق .

  3. افتراضي رد: الرجل و الرسالة ... قراءة فى فكر د/ محمد البدرى

    تصفحت كتاب اللمسة الإنسانية في إحدي المكتبات فوجدته أكثر من رائع ... بارك الله في المؤلف وجهوده

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •