الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله
وبعد ، فآية المائدة المشار اليها يستدل بها فريقان :
*** البعض على وجود فارق كبير بين اليهود الذين هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ، وبين النصارى الذين هم أقرب الناس مودة للمسلمين ، ويقفون عند هذا الحد ولا يكملون الآيات ولا يقفون عندها .
*** البعض الآخر يقول إن المقصود بالنصارى في الآية هم من آمن منهم بالاسلام بدليل قوله تعالى " وإذا سمعوا "
فآفة القول الأول - على الأقل عندي - إهمال الأوصاف التى أضفاها الله على النصارى وبتر جزء الآية الأول عن آخرها وما تلاها من آيات .
وآفة الثاني - أيضاً عندي على الأقل - أنه لو كان المقصود بالاية من آمن فقط من النصارى ودخل الاسلام ، فكيف حال اليهود الذين آمنوا أيضاً ودخلوا في الاسلام ؟؟ وكيف يكونون أقربهم مودة للذين آمنوا وهم أصلاً قد أسلموا فأصبحوامن الذين آمنوا ، أفيكون المقصود أقربهم مودة لأنفسهم ؟؟؟؟
وكيف يستقيم السياق القرآني في المقارنة بين اليهود الذين لم يدخلوا الاسلام من جهة ، والنصارى الذين دخلوا الاسلام من جهة أخرى ، فإن الأصل عند المقارنة أن يكون هناك اتحاد في الحال بين المتقارنين فإما ان تكون المقارنة بين اليهود وهم على حالهم والنصارى وهم على حالهم ، أو تكون بين اليهود الذين دخلوا الاسلام والنصارى الذين ماثلوهم في الدخول الى الاسلام .
وما المقصود من قوله تعالى " منهم قسيسين " ، وعلام يعود الضمير في قوله تعالى " وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا 0000 الآية " هلى على مجموع النصارى أم على القسيسين والرهبان؟؟
أرجو التوضيح مع الايجاز والاختصار في النقولات فهو أنشط للقراءة والفهم ، وجزاكم الله خيراً .