هذه الحكاية وقعت منذ أيام لرجل عاقل وقور أعرفه حق المعرفة.
الرجل يتردد على إحدى المدن لبعض الأعمال، وله شقة هناك.
يقول: جئت من المطار، وإذا بصاحب الشقة السفلى يشكو إليَّ من تسرب مياه، وأشار إلى الغرفة التي فيها المشكلة، فأخبرته بأن الغرفة التي فوقها تابعة لشقة جاري، وأنه لا يوجد عندي مسار مياه في تلك الجهة. فسكت حياءً واحتراماً، وعلامات الحيرة وعدم التصديق تلوح على محيَّاه!
وبعد قليل جاء السباك بحجة التأكد من سلامة الشقة من الرطوبة! وذهب يتحسس الجدران بحثاً عن الباب! ثم اتصل بهاتفه ليخبر الرجل أن المشكلة في الشقة المجاورة! وعندها فقط طرقوا الباب على جاري ووجدوا الخلل وتمَّ إصلاحه!
فقلت لصاحبي:
لعل جارك أشعري! فقد قرَّر بعقله أن الشقق متطابقة، ولم يكترث برواية الثقة، وإذن فهو قد قدَّم العقل على النقل!
أو لعله ممن لا يرى العمل بخبر الآحاد، لأنه لم يقتنع إلا بشاهدين (الثاني هو السباك!)
فما تأصيلكم لهذه النازلة (المواسيرية) أثابكم الله؟!
وسامحونا على الإحماض!