تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ما نوع (ما) في هذا التركيب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي ما نوع (ما) في هذا التركيب

    من الأساليب المتعاورة : وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا .
    فما نوع (ما) فيه ؟ .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    ينقل إلى قسم اللغة العربية

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,511

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    وضحي أكثر حتى نجيبك بارك الله فيك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    السؤال واضح
    وبيانه: أن المعاصرين يفرطون في استعمال (مما) لترتيب الجملة الثانية على الأولى، فيقولون مثلاً:
    وقد هطل المطر طيلة النهار، مما جعل الناس يجمعون الظهر والعصر
    وإذا استمع القارئ إلى نشرة الأخبار فالغالب أنه سيجد (مما) هذه مرة أو مرتين!
    وقد بحثت عن مسوغ أو شاهد لهذا التغبير قلم اجد شيئاً، ولا توجد أي إشارة إليه في كتب النحو المشهورة عند الكلام على (مما).
    وأرجو أن لا يستعجل الإخوان بالاستشهاد بقوله تعال (مما خطيئاتهم)، لأنها خارج الموضوع
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  5. #5

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    لماذا لا تكون ( ما ) في هذا التعبير مصدرية
    وتكون ( ما ) و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف الجر ( من )
    ويكون المعنى في المثال الأول :
    و هذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب و ذلك - أي الاقتضاب من كلام سيبويه - من أسباب جَعْلِ الشراح يحتلفون فيه كثيرا ، (على تقدير حذف مضاف )
    ويكون المعنى في المثال الثاني :
    و قد هطل المطر طيلة النهار و ذلك - أي هطول المطر - من أسباب جَعْلِ الناس يجمعون بين الظهر و العصر .
    و الله أعلى و أعلم .
    دمتم طيبين

    رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الإمام الأثري مشاهدة المشاركة
    لماذا لا تكون ( ما ) في هذا التعبير مصدرية
    وتكون ( ما ) و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف الجر ( من )
    ويكون المعنى في المثال الأول :
    و هذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب و ذلك - أي الاقتضاب من كلام سيبويه - من أسباب جَعْلِ الشراح يحتلفون فيه كثيرا ، (على تقدير حذف مضاف )
    ويكون المعنى في المثال الثاني :
    و قد هطل المطر طيلة النهار و ذلك - أي هطول المطر - من أسباب جَعْلِ الناس يجمعون بين الظهر و العصر .
    و الله أعلى و أعلم .
    دمتم طيبين
    شكرا ، ولكن هذا التحليل يقتضي أن تكون (من) تبعيضيه دائما في هذ االتركيب ، فكيف يكون الأمر إذا كان ما قبلها هو السبب الوحيد

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    ولعل الصحيح أن يقال : وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ، وهذا جعل الشراح يختلفون

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البسام مشاهدة المشاركة
    ولعل الصحيح أن يقال : وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ، وهذا جعل الشراح يختلفون
    أو يقال : مما جعل الشراح يختلفون اقتضاب كلام سيبويه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    فرقٌ كبير بين:
    مما جَعَلَ
    و
    من أسباب جَعْل
    والمهم على كل حال أنه لا يوجد لهذه العبارة شاهد قديم (على حدّ علمي القاصر)
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    قرأت كلام الأخ "بسّام" والاستشكال الذي ذكره. وكان أوَّل ما أسعفتني به الذاكرة قوله تعالى: "مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا". وتذكّرت كذلك قول الشاعر (ابن عمّار أو ابن رشيق):
    مِمَّا يُزَهِّدُنِي في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ --- أَلْقَابُ مُعْتَصِمٍ فِيها ومُعْتَضِدِ
    لكنّني وجدت الشاهدين لا يطابقان ما أشار إليه الأخ تمام المطابقة. وزاد في حيرتي أنّ هذا التركيب استعمله بعضُ مَن لا يُشكُّ في أصالة عربيته من المعاصرين.
    وظللت أتدبّر المسألة مديمًا فيها النظر إلى أن اختلسني النوم...
    ثم استيقظت فإذا جواب المسألة يجول في خاطري، واضحًا وضوح الشمس، كأنّما قرأته مِن كتاب!
    وهذا يقع للعقل في حل القضايا التي لها بالذَّاكرة بعض تعلُّق، وهو في ذلك مثل جهاز الحاسوب حيث يواصل عملياته ولو كان في حالة غفوة..
    أقول هذا حتَّى لا تُظنَّ بي دعوى اللجوء إلى الإلهام أو الرؤى واتخاذها مصدرًا للمعرفة. (ابتسامة)
    وكان أوَّل شيء تبادر إلى ذهني عند انتباهي: اسم العلاَّمة الشيخ عبد القادر المغربي، وكأنَّه يُسمِعني مقابل ذلك التركيب باللغة الفرنسية.
    وهو: ce qui fait que مقابل: "ممّا يجعل". أو Telle chose fait que
    و: ce qui a fait que مقابل "ممّا جعل". أو: Telle chose a fait que
    وهذه العبارة تأتي عادةً بين جملتين تربطهما علاقة سببيّة.
    وهذا ممّا سماه العلامة المغربي "تعريب الأساليب"، ولهذا تذكّرته لمّا استيقظت...
    وراجح ظنّي أنَّ ما شغل بال الأخ "بسّام" هو من الأساليب الأعجمية الدخيلة التي جلبها "عصر الترجمة الأخير" إلى لساننا.
    وهذا النوع من المستوردات مَرَدّ قبوله أو رفضه إلى الذوق السليم المنسجم مع الأسلوب العربي الأصيل. ثم الزمن وحده ووتيرة الاستعمال كفيلان بإزالته أو التكريس له...
    والله أعلم.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    جاء أخونا الواحدي بفصل الخطاب
    ومثلها بالإنجليزية (which) عندما تستخدم للربط بين جملتين، فتكون الأولى سبباًً للثانية
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    لا ثُلَّ قلمك .

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    وبارك الله تعالى فيك وفي الجميع .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    385

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    السلام عليكم
    لا يظهر التعلل بأعجمية الأسلوب دقيقا تماما ، فقد جرى على ألسنة العلماء نظائره ، يقول أبو حيان في البحر المحيط : ( وينبغي أن ينظر من الضيف هل يأكل أو لا ويكون بتلفت ومسارعة ، لا بتحديد النظر ، لأن ذلك مما يجعل الضيف مقصرا في الأكل.) 6/180
    وهذا مما يجعلني أرى أن نسبة هذه الأساليب إلى العجمة ليس دقيقا .

  15. #15

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    قد تدخل إلى العربية بعض الأساليب الأعجمية في التعبير ؛ فلا يكون ذلك سببًا في الحُكم عليها بالخطأ ، حتى تخالفَ قياسَ العربيَّة .
    ولا أجِد هذا الاستعمالَ مخالفًا القياسَ ؛ بل هو موافِقٌ له . وذلك على أن تكونَ ( ممَّا ) في موضع الخبرِ ، والمبتدأ محذوفٌ لأنه في تأويلِ ( هذا ) ، أو ( هو ) التي تعودُ إلى المسنَد قبلَه . وإذا كان المبتدأ كذلك ، جازَ حذفُه ، لثبوتِ ما يدلّ عليه ؛ فاستغنوا عنه لذلك ؛ فقولك : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) في تقدير : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب . وهذا الاقتضاب مما جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) ، و ( ما ) موصولة ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف . وينبغي أن توضَع نقطةٌ بعد قولك : ( مقتضب ) لأن الجملة تمَّت بها ، وابتُدئت جملةٌ أخرَى .
    والحذفُ كثيرٌ جدًّا في كلامِ العرب ؛ ولكنَّ له قياساتٍ مطَّردةً تضبطه ، وتحدّه . وليس كلُّ ما فُهِمَ المعنَى بدونِه جازَ حذفُه ؛ فمن المواضع التي قاست العربُ الحذفَ فيها ما دلَّ عليهِ المقال ، وما دلت عليه الحال . والحذفُ في ( مما ) من دلالة المقال . ولكن ينبغي أن يكونَ معلومًا أن هذه الدلالة تقتضي أمرينِ :
    الأول : وجود ما أغنَى عن المحذوفِ بلفظِه ، أو معناها سابِقًا لموضعِ الحذف .
    الثاني : وجودُ قرينةٍ دالَّةٍ ظنيًّا على أن هذا المتقدِّمَ للمحذوفِ هو الذي أغنَى عن المحذوفِ .
    مثالُ ذلك :
    1-حذفُهم المسنَد ، أو المسنَد إليه في جوابِ السؤالِ ، كقولِك جوابًا لمن سألك : من ربك ؟ ( الله ) ؛ فالأمر الأول ؛ وهو وجود ما أغنَى عن المحذوفِ ثابتٌ ؛ هو ( ربك ) في جملة السؤال . والأمر الآخَر ؛ وهو القرينةُ الدالَّة على أن هذا المتقدِّم هو الذي أغنَى عن المحذوفِ ، ثابتٌ أيضًا ، لأن السؤالَ يُطلبُ فيهِ معرفةُ شيء مجهول بشيءٍ معلومٍ ؛ فذِكرُه المجهولَ في الجوابِ يدُلُّ على أن المحذوفَ هو المعلومُ الواردُ في السؤالِ .
    2-حذفُهم العاملَ في الجملةِ التوكيديَّة التي تأتي بعدَ تمامِ جملةٍ قبلَها سواءٌ كان العاملُ فِعلاً أم اسمًا ؛ فالفعلُ نحو قوله تعالى : (( ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصرُ من يشاءُ وهو العزيز الرحيمِ * وعدَ الله لا يخلف الله وعدَه )) . والاسم نحو قراءةِ : (( فريضةٌ من الله )) . فأما الأمر الأول مما تقضيه الدلالة ، فثابتٌ بمعناه ؛ وهو الجملةُ كلّها ، لأن قولَه : (( ويومئذ يفرح المؤمنون )) وعدٌ ؛ فكأنه ذكرَه بلفظِه ، وقولَه : (( إنما الصدقات للفقراء ... )) فريضةٌ ؛ فكأنَّه ذكرَ المبتدأ ( هذا ) بلفظِه ؛ فاستغنى عنه لأنَّه بمعنَى ما قبلَه ؛ ألا ترَى أن ( هذا ) هو نفسُه الكلامُ السابقُ كلُّه . وأما الأمر الثاني ؛ وهو الذي دلَّ المخاطبَ على أن هذا الكلام السابقَ هو الذي أغنَى عن المحذوف ، لأنه بمعناه ، فثابتٌ أيضًا ؛ فإنَّ (( وعدَ الله )) ، و (( فريضة )) تأكيدٌ للكلامِ قبلَها ؛ فإذا ذُكِرت ، أدركَ المخاطبُ تعلُّقَها بهِ . ومن هذا الضربِ المثالُ المشكِلُ الذي أوردَه السائلُ ؛ ذلكَ أنَّ المحذوفَ موجودٌ في الكلامِ السابقِ بلفظِه ؛ فتحقَّقَ فيه الأمرُ الأولُ . وأما الأمر الثاني ، فإنَّ قولَك : ( ... مما جعلَ الشراحَ ) متعلِّقٌ بالكلامِ قبلَه ، لأنَّه ذِكرٌ للازمٍ من لوازمِه ، وليس كلامًا مستأنفًا ؛ ذلك أنَّ معرفةَ اقتضاب هذا الجزء من كلامِ سيبويه قد يوصِلك إلى معرفةِ ما ينشأ عنه ، كاختلافِ الشُرَّاح ، وغيرِه . وهذا كحذفِ عاملِ الجملةِ التي تأتي تمثيلاً لجملةٍ تامَّة قبلَها . وانظر فضلاً هذا الرابطَ :
    http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1056

    فهذا هو حدُّ الحذفِ القياسيِّ في ما دلّ عليه المقالُ ؛ فمتَى وُجِد شرطاه ، جازَ .

    والله تعالى أعلمُ .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    146

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو قصي المنصور مشاهدة المشاركة
    قد تدخل إلى العربية بعض الأساليب الأعجمية في التعبير ؛ فلا يكون ذلك سببًا في الحُكم عليها بالخطأ ، حتى تخالفَ قياسَ العربيَّة .
    ولا أجِد هذا الاستعمالَ مخالفًا القياسَ ؛ بل هو موافِقٌ له . وذلك على أن تكونَ ( ممَّا ) في موضع الخبرِ ، والمبتدأ محذوفٌ لأنه في تأويلِ ( هذا ) ، أو ( هو ) التي تعودُ إلى المسنَد قبلَه . وإذا كان المبتدأ كذلك ، جازَ حذفُه ، لثبوتِ ما يدلّ عليه ؛ فاستغنوا عنه لذلك ؛ فقولك : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) في تقدير : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب . وهذا الاقتضاب مما جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) ، و ( ما ) موصولة ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف . وينبغي أن توضَع نقطةٌ بعد قولك : ( مقتضب ) لأن الجملة تمَّت بها ، وابتُدئت جملةٌ أخرَى .
    والحذفُ كثيرٌ جدًّا في كلامِ العرب ؛ ولكنَّ له قياساتٍ مطَّردةً تضبطه ، وتحدّه . وليس كلُّ ما فُهِمَ المعنَى بدونِه جازَ حذفُه ؛ فمن المواضع التي قاست العربُ الحذفَ فيها ما دلَّ عليهِ المقال ، وما دلت عليه الحال . والحذفُ في ( مما ) من دلالة المقال . ولكن ينبغي أن يكونَ معلومًا أن هذه الدلالة تقتضي أمرينِ :
    الأول : وجود ما أغنَى عن المحذوفِ بلفظِه ، أو معناها سابِقًا لموضعِ الحذف .
    الثاني : وجودُ قرينةٍ دالَّةٍ ظنيًّا على أن هذا المتقدِّمَ للمحذوفِ هو الذي أغنَى عن المحذوفِ .
    مثالُ ذلك :
    1-حذفُهم المسنَد ، أو المسنَد إليه في جوابِ السؤالِ ، كقولِك جوابًا لمن سألك : من ربك ؟ ( الله ) ؛ فالأمر الأول ؛ وهو وجود ما أغنَى عن المحذوفِ ثابتٌ ؛ هو ( ربك ) في جملة السؤال . والأمر الآخَر ؛ وهو القرينةُ الدالَّة على أن هذا المتقدِّم هو الذي أغنَى عن المحذوفِ ، ثابتٌ أيضًا ، لأن السؤالَ يُطلبُ فيهِ معرفةُ شيء مجهول بشيءٍ معلومٍ ؛ فذِكرُه المجهولَ في الجوابِ يدُلُّ على أن المحذوفَ هو المعلومُ الواردُ في السؤالِ .
    2-حذفُهم العاملَ في الجملةِ التوكيديَّة التي تأتي بعدَ تمامِ جملةٍ قبلَها سواءٌ كان العاملُ فِعلاً أم اسمًا ؛ فالفعلُ نحو قوله تعالى : (( ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصرُ من يشاءُ وهو العزيز الرحيمِ * وعدَ الله لا يخلف الله وعدَه )) . والاسم نحو قراءةِ : (( فريضةٌ من الله )) . فأما الأمر الأول مما تقضيه الدلالة ، فثابتٌ بمعناه ؛ وهو الجملةُ كلّها ، لأن قولَه : (( ويومئذ يفرح المؤمنون )) وعدٌ ؛ فكأنه ذكرَه بلفظِه ، وقولَه : (( إنما الصدقات للفقراء ... )) فريضةٌ ؛ فكأنَّه ذكرَ المبتدأ ( هذا ) بلفظِه ؛ فاستغنى عنه لأنَّه بمعنَى ما قبلَه ؛ ألا ترَى أن ( هذا ) هو نفسُه الكلامُ السابقُ كلُّه . وأما الأمر الثاني ؛ وهو الذي دلَّ المخاطبَ على أن هذا الكلام السابقَ هو الذي أغنَى عن المحذوف ، لأنه بمعناه ، فثابتٌ أيضًا ؛ فإنَّ (( وعدَ الله )) ، و (( فريضة )) تأكيدٌ للكلامِ قبلَها ؛ فإذا ذُكِرت ، أدركَ المخاطبُ تعلُّقَها بهِ . ومن هذا الضربِ المثالُ المشكِلُ الذي أوردَه السائلُ ؛ ذلكَ أنَّ المحذوفَ موجودٌ في الكلامِ السابقِ بلفظِه ؛ فتحقَّقَ فيه الأمرُ الأولُ . وأما الأمر الثاني ، فإنَّ قولَك : ( ... مما جعلَ الشراحَ ) متعلِّقٌ بالكلامِ قبلَه ، لأنَّه ذِكرٌ للازمٍ من لوازمِه ، وليس كلامًا مستأنفًا ؛ ذلك أنَّ معرفةَ اقتضاب هذا الجزء من كلامِ سيبويه قد يوصِلك إلى معرفةِ ما ينشأ عنه ، كاختلافِ الشُرَّاح ، وغيرِه . وهذا كحذفِ عاملِ الجملةِ التي تأتي تمثيلاً لجملةٍ تامَّة قبلَها . وانظر فضلاً هذا الرابطَ :
    http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1056

    فهذا هو حدُّ الحذفِ القياسيِّ في ما دلّ عليه المقالُ ؛ فمتَى وُجِد شرطاه ، جازَ .

    والله تعالى أعلمُ .
    شكرا جزيلا ، ولكن هذا التحليل يقتضي أن تكون (من) تبعيضيه دائما في هذ االتركيب ، فكيف يكون الأمر إذا كان ما قبلها هو السبب الوحيد

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لسان العرب مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    لا يظهر التعلل بأعجمية الأسلوب دقيقا تماما ، فقد جرى على ألسنة العلماء نظائره ، يقول أبو حيان في البحر المحيط : ( وينبغي أن ينظر من الضيف هل يأكل أو لا ويكون بتلفت ومسارعة ، لا بتحديد النظر ، لأن ذلك مما يجعل الضيف مقصرا في الأكل.) 6/180
    وهذا مما يجعلني أرى أن نسبة هذه الأساليب إلى العجمة ليس دقيقا .
    لا تتسرَّع في الاعتراض بارك الله فيك!
    قوله (مما يجعل النظر ...) لا إشكال فيه!
    من: حرف جر بمعنى التبعيض، وما مصدرية، أي من الأشياء التي تجعل
    وهو كقوله تعالى (مما جعلكم مستخلفين فيه)
    ومثله قولك (وهذا مما يجعلني)
    وهذا لا علاقة له بما نحن بصدده!
    لأن قولنا (هطل المطر طيلة النهار) هو جملة تامة، وليس كذلك قول ابن حيان (لأن ذلك) ولا قولك (وهذا)، فكلاهما ينتظر خبر الجملة!
    وقولنا (الناس يجمعون الظهر والعصر) هو إخبار عن واقعة أخرى وقعت في نفس اليوم
    وقد استعملنا (مما) للربط بين الجملتين، وهذا الاستعمال لا أصل له ولا شاهد في العربية.
    نعم، يستقيم القياس لو حذف ابن حيان قوله (لأن ذلك)!

    والإشكال الآخر أن قولنا (مما جعل الناس يجمعون) لا يقصد منه التبعيض، أي إننا لا نقصد أن هذا هو أحد أسباب الجمع، بل نقصد أن هذا هو سبب الجمع!
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    218

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    أبدأ ببيان تركيب ( مما ) :
    مما تتكون من حرف الجر (من و الاسم الموصول ما ) وحذفت النون وأغلب استخدام مما في القرآن الكريم على ذلك التركيب فقد استخدمت مما (113 )مرة على شاكلة الآية التالية{أُولَـئ كَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }البقرة .
    وفي الشعر كذلك كقول النابغة الذبياني
    واليأس مما فات يعقب راحة ...........
    ولقد بحثت في الموسوعة الشعرية عن مما ولم أجد فيما تصفحته _ وهو كثير _ استخدام مماثل لتلك الجملة ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا .ثم قلت لا مسوغ لفصاحة الجملة إلا بتقدير محذوف
    ثم تساءلت لماذا نبعد عن فصيح الكلام ؟ولنقل:
    وهذا الجزء من كلام سيبويه المقتضب جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا .
    والله أعلى وأعلم .
    عادل أبوجليل / مدرس لغة عربية
    https://www.facebook.com/adahmo

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    قال صاحب خزانة الأدب:
    الشاهد التاسع والثلاثون بعد الثمانمائة
    وهو من شواهد س:
    وإنا لمما نضرب الكبش ضربةً ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
    على أن من الجارة لما كفت بما، تغير معناها، وصارت بمعنى ربما، مفيدة للتكثير أو للتقليل، على خلاف في مدلولها.
    قال سيبويه في باب من أبواب أن التي تكون والفعل بمنزلة مصدره ما نصه: وتقول: إني مما أن أفعل ذاك، كأنه قال: أني من الأمر، أو من الشأن أن أفعل ذاك. فوقعت ما في هذا الموضع، كما تقول العرب: بئسما، يريدون بئس الشيء. إلى أن قال: وإن شئت قلت: إني مما أفعل، فتكون ما مع من بمنزلة كلمة واحدة، نحو: ربما. قال أبو حية النميري:
    وإنا لمما نضرب الكبش ... .............البيت
    انتهى.
    قال الأعلم: الشاهد في قوله: لمما، ومعناه لربما، وهي من زيدت إليها ما، وجعلت معها على معنى ربما، فركبت تركيبها. انتهى.
    وفي البغداديات لأبي علي: قال أبو العباس: إن أراد سيبويه أن ما كافة لمن أنها كافة لرب، فهو كما قال سيبويه. وإن أراد أنه للتقليل، كما أن ربما للتقليل كان ذلك مسوغاً، إذا ثبت مسموعاً. ويبعد ذلك في البيت، فإنه ينبغي أن يكون غير مقلل لضربه للكبش على رأسه انتهى. وإنما قال هذا، لأن رب وربما عنده لا تفيد إلا القلة. وكأن أبا حيان لم يقف على ما قدمناه.
    قال في الارتشاف: وزعم السيرافي، والأعلم، وابن طاهر، وابن خروف، أن من إذا كان بعدها ما كانت بمعنى ربما، وزعموا أن سيبويه يشير إلى هذا المعنى في كلامه.
    وأنكر الأستاذ أبو علي وأصحابه ذلك وردوه، وتأولوا ما زعموه من ذلك. هذا كلامه.
    وتبعه ابن هشام في موضعين من المغني أحدهما: في من، قال عند معانيها: العاشر مرادفة ربما، وذلك إذا اتصلت بما، كقوله:
    وإنا لمما نضرب الكبش البيت
    قاله السيرافي، وابن خروف، وابن طاهر، والأعلم، وخرجوا عليه قول سيبويه: إنهم مما يحذفون كذا. والظاهر أن من فيهما ابتدائية وما مصدرية، وأنهم جعلوا كأنهم خلقوا من الضرب والحذف، مثل: " خلق الإنسان من عجل " . انتهى.
    وثانيهما: في ما الكافة، قال: إنها تتصل بأحرف فتكفها من عمل الجر. الرابع: من، كقول أبي حية:
    وإنا لمما نضرب الكبش البيت
    قاله ابن الشجري. والظاهر أن ما مصدرية، وأن المعنى مثله في: " خلق الإنسان من عجل " ، وقوله:
    وضنت علينا والضنين من البخل
    فجعل الإنسان والبخيل مخلوقين من العجل والبخل مبالغة. انتهى.
    وسياق الكلام منهما ظاهر في أن المعنى الأول، لم يقل به سيبويه، وإنما هو شيء استنبطه خدمة كتابه من كلامه، وليس كذلك.
    وتخريج ابن هشام فاسد، وذلك أن فعل الصلة في المثالين الأولين مسند إلى ضمير المحدث عنه، فيلزم عند السبك إضافة المصدر إلى ذلك الضمير، فيؤول الأمر إلى جعلهم، كأنهم خلقوا من ضربهم، ومن حذفهم. وذلك غير متصور البتة. ولا يلزم هذا في الآية والبيت الأخير.
    والكبش هنا: الرئيس وسيد القوم، لأنه يقارع دونهم ويحميهم. قال ابن النحاس: وإن شئت جعلت ما بمعنى الذي، ورفعت الكبش. انتهى.
    أقول: هذا لا يصح. فتأمل. ومثل هذا البيت قول الفرزدق:
    وإنا لمما نضرب الكبش ضربةً ... على رأسه والحرب قد لاح نارها
    قال صاحب النحو الوافي 2/466:
    من الأساليب الواردة المأثورة: " مما" كالتي في حديث لابن عباس، نصه "
    كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ"
    وكقول الشاعر:
    وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
    ثم ذكر كلاما..." ا.هـ
    وانظروا كلام الحافظين العسقلاني والعيني في شرح الحديث
    وبهذا يظهر غرابة كلام الإخوة في هذا الأمر، حتى نسب بعضهم هذا الأسلوب إلى الأعاجم



  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: ما نوع (ما) في هذا التركيب

    الغرابة أن يفتي في الموضوع من لم يقرأ السؤال! السؤال كان عن (مما) التي تُبدأ بها جملة جديدة، لإفادة أنها مترتبة على الجملة السابقة! وجميع ما تفضل الأخ بنقله من كلام البغدادي لا علاقة له بالموضوع المسؤول عنه!
    أستاذ جامعي (متقاعد ولله الحمد)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •