ان قو لي انحفلات المو لد مباحة (تو قيتا ) اقصد فيه انها ليست عبادةمشروعة
من حيث ربطها بيوم المو لداو بيوم ولادة امرأة او بيوم نجاح طالب او اي منا سبة اجتماعية
فلا يجوز ابدا ان يعتقد ان هذاالر بط لكون هذه الا وقات و المناسبات وقتا مشروعا لهذه الحفلات كما يخصص مثلارمضان للصيام او و قت الضحى لصلاة الضحى
بارك الله فيك، هذا التقرير بشأن قيد الوقت الذي تفضلتِ به يخالف ما عليه واقع الحال في المسألة محل الدراسة، بل يخالف ما يقول به المنتصرون للموالد أصلا! فلا نعلم أحدا ممن يجيزون الاحتفال بالمولد – والموالد عموما – يرى تحريرها من الارتباط بقيد التوقيت ومن موافقة اليوم الذي يظنونه يوم ميلاد النبي عليه السلام! ولو حرروها من قيد الوقت لما اصطلحوا عليها بحفلة المولد أصلا، بل ولما جعلوها "حفلة" بالأساس، أليس كذلك؟
وكذا تقريرك في عدم جواز اعتقاد مشروعية الربط بهذه الأوقات لهذه الحفلات، هذا يجعلني أطالبك بحالة واحدة سبقت في تاريخ الأمة أن احتفل جماعة من الناس بذكرى مولد النبي عليه السلام في غير ذلك اليوم السنوي الذي يعتقدونه يوم ميلاده!
ويا أيتها الفاضلة اعلمي أن مفهوم "المشروعية" ليس على صفة واحدة.. فنحن لا نقول أن القوم يعتقدون بأن علة مشروعية ربط يوم المولد لتلك الحفلات والسماعات والأنشطة، تماثل علة ربط يوم العاشر من ذي الحجة بموقف عرفة في الحج – مثلا!! هذا واضح جلي وليس مما نحن فيه في شيء! القوم يستحسنون تخصيص اليوم – من كل سنة لا من كل أسبوع والفرق واضح – الذي يعتقدون أن النبي عليه السلام قد ولد فيه = بهذه الأفعال ربطا وتقييدا واضحا، يزول معنى الاحتفال أصلا بزواله!!وهذا الاسحتسان قد تقدم أنه لم يسبقهم إليه أحد من السلف، وأن تخصيص يوم سنوي للاحتفال بذكرى شرعية – أيا كانت – إنما هو صورة من صور التشريع حتى وإن لن يعتقد فاعله ذلك، وهو يوافق سنن الجاهلية في الأعياد التي نسخها الإسلام، وقد تقدم كذلك أنه يخالف ما تنافحين أنت عنه في كلامك من عموم مشروعية تذكر النبي عليه السلام وإحياء سنته وهديه ونحو ذلك في أي مناسبة من المناسبات! فنحن إنما نتكلم عن القيد وما ترتب – وسيترتب لا محالة - على ذلك القيد عند الناس من لهو ولعب وسماع وغير ذلك، إذ المناسبة إسمها (حفلة ذكرى المولد) وليس (موعظة المولد) مثلا!
فأرجو التدقيق في تأمل ما تقدم بيانه في المشاركات الآنفة بروية، بارك الله فيك، إن أردت تحرير محل النزاع بوضوح.
كذلك قو لي مباحة شكلا لا اقصد ان هذا التر تيب للحفلات عبادة مشروعةوان هذا
التر تيب له ثواب خا ص كماهو الحال مثلا في كيفية الصلاة
انما يمكن ان تتم الحفلات باي اسلوب يحقق الغرض العام من المضمون الذيشر حته
--- و بذلك فليست هذهالحفلات --على هذا الا ساس --محلا للنزاع
بل هي بعينها محل النزاع بارك الله فيك، في أصل جعلها "حفلة" وكما تقدم فلو حررتموها من قيد الوقت لما جعلتموها على هذا "الشكل" أصلا! هي جملة قيود استحسنها القوم لجملة من الأفعال التعبدية، نتج منها صنف آخر من الأفعال التي لا تنفك عنها، يعتقد فاعلوها أنها جميعها على هذه الهيئة وبهذا الوصف = خير وأنها من الدين، وليس لهم في ذلك الوضع الذي سنوه وشرعوه مستند من دليل ولا سلف، وهذا هو مفهوم البدعة بالأساس يا أختاه، فتأملي!
اما المضمون المشروع بلا خلاف لهذه الحفلات
فاقصد به ان هذه الا شياء التي اوردتها من (تلاوة للقران وغرس لمحبة النبي واتباعه من خلال شمائله وسيرته صلى الله عليه وسلم ) فهذه الا شياءمشر وعة بلا خلاف بحد ذاتها
بغضالنظر عن ربطها بالحفلات تو قيتا و شكلا
وهذا لا يخالفك فيه مسلم. وقد تقدم فلا داعي لإعادة توضيحه.
و لم يحصرنا الشارع بكيفية معينة محددة لاداء هذه العباداتانما عمم و ترك المجال مفتوحا
لكافة الا ختيارات بشرط عدم المخالفات الشر عيةو من هنا فاي صورة يطبقها المسلمون عبر الا جيال فهي مباحةبحد ذاتهاو تعتبير داخلة تحت عموم المشروعية لكافة الكيفيات المباحة للاداء فكل كيفية تعتبر مشروعة من حيث انها تلبي عمو م الامر
بل تشريع ما لم يأذن به الله واستحسانه بلا دليل = هذا في حد ذاته فعل مخالف للشرع!
فإذا كان الشرع لم يحصرنا كما تقولين، فماذا يكون صنيع الذي يضع حصرا وترتيبا مخصوصا يتخذه الناس شرعة وسنة من بعده، إلا أن يكون استدراكا على الشارع، وإن لم يعتقد صاحبه ذلك؟؟؟ هل هو أحسن للمسلمين أن يتركوا ما لم يقيده الله مطلقا بلا قيد، أم أن يضعوا له قيدا من عندهم لتنظيمه وكذا؟؟؟ لو اعتقد أحدهم أنه أحسن لو جعل له قيدا يلتزمه هو وغيره من الناس لكان منابذا لحق الله في التقييد والإطلاق للعبادات! وأرجو أن تدققي في هذا المعنى كثيرا، بارك الله فيك. فقد رأيتك توردين مثال تنظيم حلق العلم والدروس ونحو ذلك على أنه من باب تقييد ما أطلقه الله، وليس الأمر كذلك، فتنظيم الحِلق والدروس بمواقيت يتفق عليها الناس هذا أمر كان ولا يزال مفتوحا للمصلحة المرسلة، من القرون الأولى وإلى يوم الناس هذا، لا يزال الناس ينظمونه بما يناسب أوقاتهم، كما هو الشأن في أعي عمل جماعي لم يرد النص بتقييده بنظام مخصوص تقتضيه المصلحة الشرعية الراجحة.
ولكن لما يأتي بعضهم ويقولون سنجعل في كل يوم إثنين – مثلا – درسا شرعيا في السيرة إحياءا لذكرى مولد النبي عليه السلام يوم الإثنين، فهذا تقييد لتلك العبادة بقيد لم يثبت لها! وقد تقدم أنه لولا أن صام النبي عليه السلام يوم الاثنين من كل أسبوع بتلك العلة، ما جاز لنا نحن أن نستحسن ذلك الفعل في كل يوم اثنين من كل أسبوع من عند أنفسنا، ثم نقول لا بأس بهذا وأنه من باب التنظيم والمصالح المرسلة!! كلا ليس كذلك!
ولتو ضيح فهمي للمو ضوع اطرحالمثال التالي:
امرنا الله بالاستغفار و بكثرة ذكره تعالى ولكن لم يحصرنا بكيفية اداء محددةكالصلاة
فاي كيفية للذكر و الاستغفار تكون داخلة تحت عمو م المشر وعية
ليس هذا الكلام صحيحا بهذا الإطلاق! فمعنى أن هناك عبادات لم تقيد في الشرع لا يعني جواز اتخاذ قيود لها لم تثبت بها النصوص، ثم نقول أن هذه القيود ليست تشريعا! أرجو أن يكون مفهوم القيد التشريعي واضحا، وإلا فلا مانع عندي من أن نبسط الكلام فيه، بارك الله فيك.
اما اختيار يوم المو لد كاحد منا سبات حفلات المولد
فليس لثواب يخص هذا اليوم و لكنلمراعاة المنا سبة و الا ستفادة منها لا لتميز شرعي
لاداء الحفلات بهذا اليوم
وهذا هو عين ما أقصده بتقييد العبادة لأفضلية اليوم وليس للمصلحة المرسلة! لم أقل أنه لثواب مخصوص ورد في ذلك اليوم! ولكن كما هو واضح فلا يمكن أصلا لأحد أن يحتفل بما يسمى حفلة المولد في غير يوم المولد!! فهذه "العبادة" عبادة "حفلة المولد" لا يمكن جعلها إلا في هذا اليوم!! أليس كذلك؟؟؟
لوا خالفتي في هذا المعنى فإنك تخالفين من تنتصرين لمذهبهم أصلا، فانتبهي!!!
وان كان هذا اليوم بحد ذاته مميز شرعا من حيث ان رسول اللهصلى الله عليه وسلم
شرع صيام الاثنين لانه ولد فيه و لانه بعث فيه ايضا
و لم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشروعية صيامه لمرة واحدةبالسنة
انما هناك احتفال اسبوعيبصيام يو م مو لده صلى الله عليه وسلم و بعثته
و لا شك ان هذا وحي من الله
ليتذكر المؤمن نعمة الله عليه بر سول الله صلى الله عليه وسلم اسبو عيا
و يذكر هنا ان الله تعالى لم يمتنعلى عباده في القران الا بنعمة الر سول صلى الله عليه وسلم
و الا يمان
و ما ذلك الا لحكم ليتذكر المؤمن هذا الر سول صلى الله عليه وسلم دا ئمافيكون قدوة له
تقدم أن العبادة المحددة التي شرعها الله في الذكرى الأسبوعية لمولد النبي عليه السلام، إنما هي الصيام. فمن زاد على ذلك في يوم الاثنين لزمه الدليل، ومن خصص اليوم السنوي وليس الأسبوعي فقد وقع فيما تقدم، ويلزمه إخراج الدليل أيضا. ليس الدليل على مشروعية كل عبادة من تلك العبادات في ذاتها، ولا على مشروعية جعلها في أي وقت يختاره الناس، ولكن على مشروعية ربطها وتقييدها بيوم مخصوص لذكرى مخصوصة، وربطها باحتفال (عيد) لإحياء هذه الذكرى على نحو ما يصنعون!
فاذا جاء يوم المو لد السنوي فشرحنا للناس ما خص به رسولالله صلى الله عليه وسلم يوم مو لده من صيام اسبو عي و عللنا ذلك و تو سعنا بذكرشما ئله و احو اله
فنكون قد بينامسالة شر عية وهي فضيلة هذا اليوم
أي يوم؟ يوم الاثنين من كل أسبوع، (الذي عندنا الحجة فيه على مشروعية التعبد بالصيام لهذه العلة) أم ذلك اليوم السنوي الذي لم يثبت فيه أي فضل ولا ندري أصلا على وجه من وجوه الثبوت الشرعي هل ولد فيه النبي حقا أم في غيره؟؟؟ أرجو التفريق بين اليومين، بارك الله فيك.
و تو سعنا بعر ض مسا ئل مباح عر ضها في كل حين وهذا اليوم من باب اولى طبعا دوناعتقاد فضلية شر عية للاتيان بهذا في هذا اليوم
هذا تناقض يا سيدتي! كيف بعد كل هذا نقول "دون اعتقاد فضيلة شرعية بهذا اليوم"؟؟؟ أليس هو اليوم الذي ولد فيه النبي عليه السلام؟ أليس هو اليوم الذي يعتقدون أن فيه رحم الله العالمين، بل وفيه روايات لم يصبت منها شيء في انهدام جدار كسرى، وغير ذلك مما تعلمين، يتسدلون بذلك كله على أفضلية اليوم لأنه يوم ولد الحبيب عليه السلام؟؟؟ ألا يخلطون بين فضل يوم الاثنين من كل أسبوع، وفضل ذلك اليوم السنوي، لعلة تشريع عبادة الصيام في يوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه النبي عليه السلام؟؟؟
إن لم يعتقدوا له فضلا شرعيا فلماذا يخصصونه أصلا بهذه الأشياء ويقيدون ذلك الاحتفال به؟؟؟ من باب التنظيم والمصلحة المرسلة؟؟؟ هذا لا يقول القوم به أصلا يا سيدتي بارك الله فيك.
أرجو الروية – أكرمك الله – في تناول مأخذ المخالف، فضلا عن مأخذ من تنتصرين لمذهبه، وعندئذ يتجلى لك محل النزاع بوضوح، ويزول الإشكال إن شاء الله، وفقني الله وإياك للصواب والرشاد، آمين.