تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حادثة تاريخية، من يكشف اللثام عنها؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي حادثة تاريخية، من يكشف اللثام عنها؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    إخواني الكرام،
    قرأت في كتاب "عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق" للعلامة محمد سعيد بن عبد الرحمان الباني رحمه الله، المتوفى سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وألف من الهجرة كلاماً ذكر فيه العبر المستخرجة من حديث ثقيف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ربطها بقصة وقعت لبعض الفقهاء مع أمة روسية.
    قال : " وقد دل حديث ثقيف وغيره من الأحاديث الشريفة على مشروعية مبايعة غير المسلم وقبول إسلامه وإن شرط شروطاً غير صحيحة. وفي هذا من تسامح الدين ويسره وسعته وسياسة نبينا وحسن تصرفه وتيسيره أكبر عبرة لمن يعتبر وأعظم عظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. بخلاف أحد المتفقهة الذي لم يفكر بجهله بسيرة الرسول وكون شريعته منوطة بالمصالح ولم يتدبر بالعاقبة، حينما سأله عظيم أمة عظيمة قبوله وشعبه اعتناق دين الإسلام على شريطة أن لايتركوا بعض المحضورات في الإسلام لاضطرارهم إليها على زعمهم، فرفض المتفقه الغرّ إسلامهم على هذا الشرط، وهو رفض فظيع غريب في بابه، فيما إذا صحت هذه الرواية التاريخية."

    قال المحقق حسن السماحي سويدان على الهامش :
    " إماطة النقاب على هذه الرواية ماورد في الجزء الرابع من "تاريخ مراد بك الداغستاني الشهير" وخلاصته: أن الروسيين كانوا وثنيين فحاول البرنس فلادمير أحد أمراء كييف الروسية أن ينخلع هو شعبه من الوثنية ويعتنقون ديناً غير عبادة الأوثان، فأنفذ سفراءه في أنحاء العالم ليبحثوا له عن جميع الأديان....وحينما رفع إليه وقع اختياره على الإسلام وقرّر بادئ ذي بدء اعتناقه، فاستدعى أحد متفقهة قازان وأخبره بذلك. لكن بيّن له أن الروسيين لا يمكنهم أن يعيشوا في إقليمهم ذي البرد القارس بدون تعاطي شرب الخمر وأكل الخنزير، فلم يجوّز المتفقه القزاني ذلك، فاعتذر الأمير فلاديمير أن الضرورة تحملهم على ذلك لشدة برودة الإقليم وصرف النظر آسفاً عن اعتناق الإسلامية واعتنق النصرانية الأرثوذكسية هو وشعبه ثم انتشرت في جميع الأنحاء الروسية."

    قال السيد المحقق : "إنه كان يسمع هذه القصة مجملة من أفواه الرجال حتى سأل عنها أحد أصدقائه الأتراك من الخبراء بالتاريخ، فأجابه بأن هذه القصة ليست مما تتناقله ألسنة العوام بل هي ثابتة في كتب التاريخ وأطلعه على التاريخ المذكور. فطفقا يتحسران على هذا الخسران وشرع المحقق في لوم هذا المفتي القزاني وأضرابه."

    وجزاكم الله عني كل خير.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: حادثة تاريخية، من يكشف اللثام عنها؟

    نعم، هذه الحادثة صحيحة على ما يبدو، فقد وردت في أهم مرجع تاريخي روسي والمسمى По́весть временны́х лет والذي تم تأليفه قبل حوالي 900 سنة أي في القرن السادس الهجري تقريباً حيث جاء ما معناه أنه عام 987 ميلادية أرسل فلاديمير الأول أمير كييف وفوداً لدراسة أديان الأمم المجاورة والذين حاول سفراؤها إقناعه باعتناق أديانهم حسبما يقول المؤرخ نسطور. وقد نقلت الوفود أن مسلمي نهر الفولجا لا سعادة لديهم! فقط الحزن والتعاسة وأن دينهم الإسلام غير مرغوب فيه لتحريمهم للخمر ولحم الخنزير. فعلّق فلاديمير على هذا بقوله أن شرب الخمر هو متعة الروس وأنهم لا يمكنهم العيش بدون هذه اللذة. أما اليهودية فقد رفضها فلاديمير بعد أن علم أن اليهود خسروا القدس واعتبر هذا علامةً على أن الرب قد تخلى عنهم!
    وأكد هذا أيضاً والتر موس في الجزء الأول من كتابه "تاريخ روسيا" A History of Russia.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •