السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : من لا يعرف منا الخنساء ؟ كيف لا نعرفها وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أشعر الناس , حينما قدم عدي بن حاتم الطائي { رضي الله عنه }على الرسول {صلى الله عليه وسلم} وحادثه فقال : يارسول الله إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس . قال : سمهم .
قال : أما أشعر الناس امرؤ القيس بن حجر , وأما أسخى الناس فحاتم بن سعد يعني أباه , وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب . فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ليس كما قلت ياعدي . أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو , وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه {صلى الله عليه وسلم }, وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب .
وقيل لجرير : من أشعر الناس ؟ قال : أنا لولا الخنساء . قيل: لم فضلتك ؟
قال: لقولها :
إن الزمان وما يفنى له عجب - أبقى لنا ذنبا واستأصل الرأس
إن الجديدين في طول اختلافهما - لايفسدان ولكن يفسد الناس .
وإليكم رائعة من روائع شعر الخنساء أقدمها لكم لعلها أن تعجبكم :
يؤرقني التذكر حين أمسي - ويردعني مع الأحزان نكسي
على صخر وأي فتى كصخر - ليوم كريهة وطعان خلس
وعان طارق أو مستضيف - يروع قلبه من كل جرس
ولم أرى مثله رزءا لجن - ولم أرى مثله رزءا لأنس
أشد على صروف الدهر منه - وأفضل في الخطوب لكل لبس
ألا ياصخر لا أنساك حتى - أفارق مهجتي ويشق رمسي
ولولا كثرة الباكين حولي - على إخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا أزال أرى عجولا - يساعد نائحا في يوم نحس
تفجع والها تبكي أخاها - صبيحة رزئه أو غب أمس
يذكرني طلوع الشمس صخرا - وأبكيه لكل غروب شمس
وما يبكون مثل أخي ولكن - أعزي النفس عنه بالتأسي