تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    الجهراء المحروسة
    المشاركات
    520

    افتراضي إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    ( إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك ) ، للشيخ ( ابن باز ) - رحمه الله - :

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن - الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض - إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض، بعدما قرأ المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه، وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة، ودعاه إلى الإسلام لما أخبره الجني أنه كافر بوذي، ودعاه إلى الخروج منها، فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور، ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمرأة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب، ونطق بلسان المرأة لكنه كلام رجل وليس كلام امرأة، وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور، وبعض المشايخ يشهدون ذلك ويسمعون كلام الجني، وقد أعلن إسلامه صريحاً وأخبر أنه هندي بوذي الديانة، فنصحته وأوصيته بتقوى الله، وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد عن ظلمها، فأجابني إلى ذلك، وقال: أنا مقتنع بالإسلام، وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعدما هداه الله له فوعد خيراً وغادر المرأة، وكان آخر كلمة قالها: السلام عليكم.

    ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه، ثم عادت إلي بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية، وأنه لم يعد إليها والحمد لله، وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع، وتشعر بميول إلى الدين البوذي والإطلاع على الكتب المؤلفة فيه، ثم بعدما سلمها الله منه زالت عنها هذه الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة.

    وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب، وأنه يمكن أن يكون كلاماً مسجلاً مع المرأة، ولم تكن نطقت بذلك، وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر، وقد عجبت كثيراً من تجويزه أن يكون ذلك مسجلاً مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب، هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان: وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي[1]،ولا شك أن هذا غلط منه أيضاً هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان.

    فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم.. وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعتّه، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي[2]، فرده الله خاسئاً))، هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: ((إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فرده الله خاسئاً)) .

    وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس)، ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه: ((فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها)).

    وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ 4 ص 487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة))؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟))، قلت: يا رسول الله، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله، قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود.. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[3]، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة، قلت: يا رسول الله، زعم أن يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا قال: ذاك شيطان)).

    وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند جـ 4 ص 216 بإسنادٍ صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: (يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي)،قال: ((ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً))، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني).

    كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى، بل تقليداً لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.

    بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى:

    الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ[4]، قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ما نصه:

    (يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه من المس يعني: من الجنون)،وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، (أي: الجنون. يقال: مُس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً) أ هـ.

    وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ[5]، (أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً).

    وقال ابن عباس رضي الله عنه: (آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق) رواه ابن أبي حاتم.

    قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله. وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ[6]، (في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس). أ هـ.

    وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.

    وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)،وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط في موضعه).

    وقال أيضاً رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276- 277 ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).

    وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)،وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكانٍ إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. أ هـ.

    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه:

    (الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.

    وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.

    وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها).

    إلى أن قال: (وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.

    وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً! ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.

    والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اخرج عدو الله أنا رسول الله)).

    وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً...) إلى أن قال: (وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا..). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.

    وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك، وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك.

    وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.

    ومما ذكرنا أيضاً يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14/ 10/ 1407 هـ ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي، وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة. كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده، بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين، بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، ونقل عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة، ونقل ذلك أيضاً عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور.

    وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم. فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم، ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان..

    تنبيه:

    قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ[7]،وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج، كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يفعل ذلك مع الإنسي.

    وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذعّت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة،عليه الصلاة والسلام وقال: ((لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقاً حتى يراه الناس))،وفي روايةٍ لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن عدو الله إبليس جاء بشهابٍ من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة))،والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    وهكذا كلام أهل العلم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يمن علينا جميعاً بإصابة الحق في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم، ومن إنكار ما لم نحط به علماً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.

    [1] سورة ص الآية 35.
    [2] سورة ص الآية 35.
    [3] سورة البقرة الآية 255.
    [4] سورة البقرة الآية 275.
    [5] سورة البقرة الآية 275.
    [6] سورة البقرة الآية 275.
    [7]سورة ص الآية 35.

    http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    9

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    كم هي منتشرة في وقتنا الحاضر ! أعاذنا الله وإياكم من الشياطين وكيدهم . بارك الله فيك أختي الكريمة على هذا الموضوع .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك ؟
    وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح ؟
    وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة ؟
    ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك ، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب ؟
    وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة ؟
    " وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
    انظر الى النكرة في سياق النفي ، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان .
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  4. #4

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك ؟
    وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح ؟
    وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة ؟
    ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك ، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب ؟
    وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة ؟
    " وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
    انظر الى النكرة في سياق النفي ، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان .
    هل أنت تنكر هذا ؟؟!!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    55

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك ؟
    وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح ؟
    وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة ؟
    ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك ، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب ؟
    وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة ؟
    " وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
    انظر الى النكرة في سياق النفي ، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان .
    سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر
    ويا ربي إن القلبَ ملكك إن تشأ
    جعلتَ محيل القلبِ ريان مُخصبا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    هداك الله يا أخ (شريف) وعفى عنك.

    قال العلامة الزرقاني في (الأجوبة المفيدة) بتحقيقي؛ يسر الله طباعته:

    (الثامن والعشرون: هل يمكن سلوكهم في أجساد بني آدم، الذكر في الأنثى وعكسه؟ الجواب:
    جوز ذلك أهل السنة والجماعة، كما نقله الشيخ أبو الحسن الأشعري، وأحاله طائفة من المعتزلة وقالوا: لا يكون روحان في جسد.
    ورد عليهم بما خرج(1) ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبيهقي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان واضع خرطومه(2) على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه"(3).
    وفي الصحيح: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"، ومن ثم قال الإمام(4) عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه: إن قوما يقولون: إن الجني لا يدخل في بدن(5) المصروع. فقال: يكذبون؛ هاهو ذا يتكلم على لسانه(6).
    أي: فدخوله في بدنه هو مذهب أهل السنة والجماعة.
    وجاء من عدة طرق أنه صلى الله عليه وسلم جيء إليه بمجنون فضرب {على}(7) ظهره وقال: "أخرج عدو الله"(8).
    وتفل في فم آخر وقال: "أخرج يا عدو الله فإني رسول الله"(9).
    قال ابن تيمية: وعامة ما يقول أهل العزائم فيه شرك، فليحذر.
    وأخرج جماعة(10) أن ابن مسعود قرأ في أذن مصروع: [أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا...] إلى آخر السورة؛ فأفاق، فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال"(11)).

    (1) في (أ): واخرج عن.

    (2) في مصادر التخريج: خطمه.

    (3) أخرجه أبو يعلى في المسند 7/278، شعب الإيمان 1/403، الطبراني في الدعاء ص512، الحلية 6/268، مسند الفردوس 2/379، وانظر الدر المنثور 8/694، الترغيب والترهيب 2/257.

    (4) زيادة من (الأصل) و (أ) و (ز).

    (5) في (أ): جسد ذا.

    (6) انظر عمدة القاري 21/214.

    (7) زيادة من (أ).

    (8) أخرجه الطبراني في الكبير 5/275، وتاريخ دمشق 4/369.

    (9) أخرجه ابن ماجة 2/1174، المعجم الكبير 22/264، مسند الروياني 2/489، تاريخ دمشق 4/371.

    (10) ساقط من (د).

    (11) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير 8/2518، مسند أبي يعلى 8/458، الطبراني في الدعاء ص331، ابن السني في عمل اليوم والليلة ص585، الحلية 1/7، ضعفاء العقيلي 2/163، تاريخ بغداد 12/312، تاريخ دمشق 14/40.
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  7. #7

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك ؟
    وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح ؟
    وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة ؟
    ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك ، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب ؟
    وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة ؟
    " وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
    انظر الى النكرة في سياق النفي ، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان .

    سبحان الله و من ادراك انه لم يعلمنا بذلك ؟؟؟

    الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

    قال بن كثير

    لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الْأَبْرَار الْمُؤَدِّينَ النَّفَقَات الْمُخْرِجِينَ الزَّكَوَات الْمُتَفَضِّلِي نَ بِالْبِرِّ وَالصَّدَقَات لِذَوِي الْحَاجَات وَالْقَرَابَات فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَالْأَوْقَات شَرَعَ فِي ذِكْر أَكَلَة الرِّبَا وَأَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ وَأَنْوَاع الشُّبُهَات فَأَخْبَرَ عَنْهُمْ يَوْم خُرُوجهمْ مِنْ قُبُورهمْ وَقِيَامهمْ مِنْهَا إِلَى بَعَثَهُمْ وَنُشُورهمْ فَقَالَ " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُوم الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ " أَيْ لَا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورهمْ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَمَا يَقُوم الْمَصْرُوع حَال صَرْعه وَتَخَبُّط الشَّيْطَان لَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَقُوم قِيَامًا مُنْكَرًا

    و قال الطبري :
    فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلَّذِينَ يُرْبُونَ الرِّبَا الَّذِي وَصَفْنَا صِفَته فِي الدُّنْيَا ، لَا يَقُومُونَ فِي الْآخِرَة مِنْ قُبُورهمْ إلَّا كَمَا يَقُوم الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ ؛ يَعْنِي بِذَلِكَ : يَتَخَبَّلُهُ الشَّيْطَان فِي الدُّنْيَا ، وَهُوَ الَّذِي يَتَخَبَّطهُ فَيَصْرَعهُ مِنْ الْمَسّ ، يَعْنِي مِنْ الْجُنُون

    عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله ءصلى الله عليه وسلمء معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً فحدّثته، ثم قمتُ فانقلبت، فقام معي ليقلبني ءوكان مسكنها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهماء، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي ءصلى الله عليه وسلمء أسرعا، فقال النبي ءصلى الله عليه وسلمء: ( على رسلكما، إنها صفية بنت حيي ) ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله!، فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوأ ءأو قال شيئاء ) ". متفق عليه، واللفظ للبخاري .

    عن عثمان بن أبي العاص ء رضي الله تعالى عنه ء قال : لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال : (( ابن أبي العاص )) قلت : نعم يا رسول الله. قال : (( ما جاء بك )). قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي قال : (( ذاك الشيطان، ادنه )) فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال : فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال : (( اخرج عدو الله )). ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: (( الحق بعملك )) فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.{ رواه ابن ماجة رقم 3548 في الطب. وقال الألباني حديث صحيح }

    عن جابر بن عبد الله ء رضي الله عنه ء قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع ، حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان. فقال : (( ادنيه مني )) فأدنته منه. قال : (( افتحي فمه )) ففتحته ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال (( اخسأ عدو الله أنا رسول الله )) ء قالها ثلاث مرات ء ثم قال (( شأنك بابنك ليس عليه فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه )) { قال الهيثمي في مجمع الزوائد المجلد ( 9 / 6 ) : رواه أحمد وقال : رجاله رجال ابن سفيان ذكره ابن أبي حاتم ولم يخرجه أحد ، وبقية رجاله ثقات }...


    و لم ينكر الصرع إلا دعات العقل و الفلسفة أما الادلة فواضحة وضوح الشمس لمن اراد الحق و الله الموفق إلى الصواب
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    فلتسامحوني
    أنا أريد جواباً على هذه الاشكالات واحدة واحدة - وليس استنكاراً غير مبرر
    لو كان في المسألة اجماع يقيني تركت قولي فوراً - أما أن يحكى في كتاب أن القول بكذا هو قول أهل السنة والجماعة فليس ذلك بإجماع ملزم .
    ثم ما بال النقول عن أبي الحسن الأشعري وكيف أصبحت حجة الآن في بيان مذهب أهل السنة ؟؟
    والروايات المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود لم تذكر في كتب السنة المعتمدة التي تلقتها الأمة بالقبول ، ولم تشتهر فما بال جباهذة أهل الحديث تركوها وأهملوها .
    وحديث البخاري ليس على ظاهره ، وانظروا الى سبب قول النبي ذلك حيث خشي من الرجلين ظن السوء به فمثل سهولة القاء الظن السيء في القلب وقدرة الشيطان على ذلك بأنه يجري في الدم ومعلوم أن منتهى العروق والشرايين هو القلب ،
    ويلزم من يأخذ الحديث على ظاهره أن يقول أن الالقاء أيضاً على ظاهره وأن الظن السيء له جُرم وحقيقة مادية يمسك بها الشيطان ويقذف بها القلب .
    وقد حكى ابن حجر تأويل الحديث قولاً من قولين ولم يبدع صاحبه أو يصفه بالاعتزال والضلال قال في فتح الباري :
    وَقَوْله " يَجْرِي " قِيلَ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَقَدَرَهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَقِيلَ هُوَ عَلَى سَبِيل الِاسْتِعَارَة مِنْ كَثْرَةِ إِغْوَائِهِ ، وَكَأَنَّهُ لَا يُفَارِقُ كَالدَّمِ فَاشْتَرَكَا فِي شِدَّة الِاتِّصَال وَعَدَمِ الْمُفَارَقَةِ .ا.هـ.
    ثم الحديث يقول يجري مجرى الدم ولم يقل انه يتلبس بالانسان أو يستقر في رأسه او كتفه أو قدميه أو بطنه ويصيبه ذلك بأذىً
    ثم من يقولون ذلك يقولون أنه يمكن اخراج هذا الشيطان من جسده بالرقية وغيرها فخالفوا حقيقة أثبتها النبي الذي يثبت بقاء الشيطان في جسد الانسان الى أن يموت لأن الحديث عام في كل انسان " يجري من ابن آدم "
    ويؤيد كل ذلك قول النبي في حديث التثاؤب أن الشيطان يدخل في فم الانسان إذا لم يضع يده على فيه - فإن أخذنا هذه الأحاديث على ظاهرها فكبف يدخل الشيطان في الانسان وهو أصلاً يجري منه مجرى الدم؟
    أنا اعلم أن كلامي صادم ، وأن كثيراً من الاخوة لا يحبون إلا سماع ما يوافقهم وما درجوا عليه وعلموه ، ولكني أظن أن طلب الحق ينبغي ان يكون هدف الجميع .
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  9. #9

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    ربما مشكلتك ليست في هذه الامور انما في الأصول نفسها ، خدها قاعدة النص يؤخد على ظاهره ما لم تأتي قرينة تدل تصرفه.

    فلما يقول الحديث يجري مجرى الدم فهو كذلك و لما تقول الاية كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس فهو كذلك
    أما قولك :
    والروايات المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود لم تذكر في كتب السنة المعتمدة التي تلقتها الأمة بالقبول ، ولم تشتهر فما بال جباهذة أهل الحديث تركوها وأهملوها


    فهذا باطل لا يقول به مسلم كيف ذلك و قد جئناك بأحاديث صحيحة و منها حديث من سنن بن ماجة و اخر من المسند ، هل نزعت الكتابين من الكتب المعتمدة ؟

    و هذا حديث من الصحيحين : عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنه : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه )

    قال الحافظ بن حجر في الفتح ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 )
    فأين قولك انها لم يرد دليل في كتب السنة التي تلقتها الامة بالقبول ؟

    عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي ، عن أبيها ( أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له ء قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال : ( ائتني به ) ، قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب ، فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ادنه مني ، اجعل ظهره مما يليني ) قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، ويقول : أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله ) ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له ، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله يفضل عليه ) ( رواه الطبراني )

    عن يعلى بن مرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف من الجنون ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" أخرج عدو الله أنا رسول الله " قال : فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من إقط وسمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا يعلى خذ الإقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 – 877 )

    عن عم خارجة بن الصلت التميمي رضي الله عنه : ( أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ثم أقبل راجعا من عنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حدثنا أن صاحبكم هذا ، قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب ، فبرأ ، فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ( هل إلا هذا ) وقال مسدد في موضع آخر : ( هل قلت غير هذا ) ؟ قلت : لا ! قال : ( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق ) ( السلسلة الصحيحة – 2027 )

    و الاحاديث الصحيحة اكثر من ان تذكر كلها هنا فأرجوا أن لا تكون ممن يرد الحديث الصحيح بالهوى

    قولك ان جهابدة المحدثين تركوها كذب و افتراء كيف ذلك و ها هو امام السنة الامام احمد سئل عن الصرع في رمضان : قال الشبلي : ( قال عبدالله ين الإمام أحمد بن حنبل : سألت أبي عن حديث ( إذا جاء رمضان صفدت الشياطين ) قال : نعم قلت : الرجل يوسوس في رمضان ويصرع قال : هكذا جاء الحديث ) ( أحكام الجان – ص 158 )
    قال محمد بن مفلح رحمه الله : ( الشياطين تسلسل وتغل في رمضان على ظاهر الحديث أو المراد مردة الشياطين كما في هذا اللفظ ، وكذا جزم به أبو حاتم ابن حبان وغيره من أهل العلم ، فليس في ذلك إعدام الشر بل قلة الشر لضعفهم قال : وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره قال عبدالله بن الإمام أحمد : قلت لأبي قد نرى المجنون يصرع في شهر رمضان !؟ قال : هكذا جاء الحديث ولا تكلم في ذلك ، قال فإن أصل أحمد أن لا يتأول عن الأحاديث إلا ما تأوله السلف ، وما لم يتأوله السلف لا يتأوله ) ( مصائب الإنسان – ص 144 ، وقال ابن مفلح إسناده حسن )

    جاء في كتاب "طبقات الحنابلة"( ) للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفداء: أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس في مسجده فأنفذ إليه الخليفة العباس المتوكل صاحباً له يعلمه أن جارية بها صرع، وسأله أن يدعو الله لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له، وقال له: امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له، يعني الجن: قال لك أحمد: أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين. فمضى إليه، وقال له مثل ما قال الإمام أحمد، فقال له المارد على لسان الجارية: السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به، إنه أطاع الله، ومن أطاع الله أطاعه كل شيء، وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً، فلما مات أحمد عاودها المارد، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال، فأخذ المروذي النعل ومضى إلى الجارية، فكلمه العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع الله، فأمرنا بطاعته.
    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن قوماً يقولون: إن الجن لا يدخل في بدن المصروع من الإنس، فقال: يا بني يكذبون، وهو ذا يتكلم على لسانه( ).

    بل كل اهل السنة متفقون على هذا الامر و منهم المحدثين فأين هذا المحدث الذي انكر ذلك ؟


    سئل الشيخ أبو الحسن القابسي عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشياطين تصفد في رمضان " ، ونحن نجدها توسوس في رمضان ، ونجد من المسلمين من يعصي في رمضان ؟

    فإجاب بأن قال : ( قد يوسوس وهو مصفد , ثم قال : كنت بالمنستير في بعض الرمضانات ، وكان بها رجل من أهل القرآن ، وكانت به عرضة تصرعه , قال الشيخ : فأنا جالس حتى أتوني فقالوا لي : صرع فلان , ثم سألوني عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في تصفيد الشياطين ، فقال : قلت لهم : الحديث حق ، وما يصيب الإنسان في هذا عيان ؛ فيحتمل ، والله أعلم أن يكون معنى قوله عليه السلام : وصفدت الشياطين ؛ أي : كفرة الجن الذين يسمون شياطين ، وأن المؤمنين من الجن لا يصفدون ، فيكون الوسواس وتزيين المعاصي إنما يقع من فساق الجن ومن دونهم المسلمون منهم ويعدونها معاصي ، مؤمني المسلمين يعصون ؛ فكيف بمؤمني الجن والكفار منهم يصفدون دون المؤمنين لأنه عليه السلام لم يقل وصفدت الجن ؟! إنما اختص الشياطين , قيل له : إن بعض الناس قال فيه تصفد عن بعض الأعمال دون بعض , فقال : القول بأن معناه يحتمل بعض الشياطين دون بعض أولى ، وأولى من هذا أن يقال : لا علم لنا ، قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم رواها عنه العلماء ؛ لأنه إذا لم يذكر لنا المعنى قد يحتمل أن يكون المعنى غير ما قلناه مما هو خير وأحسن مما تأولناه ) ( المعيار المعرب – 1 / 425 ، 426 ) .

    يقول الإمام أحمد بن محمد بن منصور ابن المنيِّر (توفي سنة 683هـ): "واعتقاد السلف وأهل السنة أن هذه أمور على حقائقها، واقعة كما أخبر الشرع عنها، وإنما القدرية خصماء العلانية، فلا جرم ينكرون كثيراً مما يزعمونه مخالفاً لقواعدهم، من ذلك: السحر وخبطة الشيطان، ومعظم أحوال الجن
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (توفي سنة 728هـ): "ودخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة.. وليس في أئمة الإسلام من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره"(4). وتحدث رحمه الله عن صرع الجن للإنسان ثم قال: "وقد اتفق عليه أئمة الإسلام كما اتفقوا على وجود ....


    يقول العلامة ابن حجر الهيثمي (توفي سنة 974هـ): "فدخوله (أي الجني) في بدن الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة


    الأدلة واضحة يا أخي فأقرءها أولا ثم اعترض و ان كانت الامة قد اجمعت على الأمر فان اردت نقض الاجماع فتفضل هات من السلف من قال بغير ذلك ؟ بالطبع لا تأتينا بقول علماء المعتزلة و انت كما ترى اجمع المفسرون في تفسير اية الربا على التشبيه بالصرع فهل تعرف تفسير غير هذا ؟ ام ان كلام رب العالمين ستغيره حسب عقلك مثل ما فعلت المعتزلة ؟
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    525

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    أما قولك " ستغيره حسب عقلك " فلست بمسامحك عليه
    وأنا أعلم أن قولاً يخالف شيخ الاسلام وقول الامام احمد - عند الكثيرين - يعني دخولاً في حقل ألغام -
    والمسألة ليست إجماعية ، ولمن أراد ان يتعرف على المخالفين فيها فإليه هذا الرابط
    http://www.islamonline.net/servlet/S...AAskTheScholar
    وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    3,043

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريف شلبي مشاهدة المشاركة
    وأنا أعلم أن قولاً يخالف شيخ الاسلام وقول الامام احمد - عند الكثيرين - يعني دخولاً في حقل ألغام.
    لم تنصف القول يا أخي (شريف) فقد أبعدت كثيرا في هذا.
    الحق أحق أن يتبع رعاك الله.

    ثم كون المسألة خلافية لا ينكر هذا أحد حفظك الله، لكن من هم المنكرين للتلبس والصرع؟! هنا السؤال.
    قل الحمد لله، فلو أصيب أحد ممن تحب بذلك لكنت أنت أول القائلين بإمكان التلبس ووقوعه.

    ولا أعتقد أن شخصا تصله أقوال العلماء الكبار الأئمة العظام في هذا الباب، ومن ثم يستهين أو يقلل من أهميتها!.

    الأمر واقع حقيقي رعاك الله، وليست المسألة مسألة قبول عقلي من عدمه، فوالله لو أصيب واحد من هؤلاء بمس من الجن لعرف معنى أنكاره السابق لهذا.

    لكن ليحفظنا الله وإياكم والمسلمين.

    والله تعالى أعلم
    حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداءٌ له وخصوم
    كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغضاً إنه لذميم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    55

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    قد قلت وسأقول
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    ويا ربي إن القلبَ ملكك إن تشأ
    جعلتَ محيل القلبِ ريان مُخصبا

  13. #13

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    لا حول و لا قوة بالله عندما يستشهد بقول الرازي في العقيدة و يتبع أقوال المعاصرين الضالين في نقض مذهب السلف !!!! و ينقل قول الزمخشري من غلاة المعتزلة استشهادا لرد الحديث الصحيح
    المسألة ليست خلافية و لو تأملت الرابط لوجدت انه من نقلت عنهم هم من كبار الزائغين أما الزمخشري فلا تعليق والكل يعرف مذهبه في الأحاديث التي تخالف عقله و في نفيه الصرع و ليس بهذا يرد الحديث الصحيح و مذهب السلف و أما الرازي فالكل يعرف ايضا ضلاله في مثل هذه الأمور و في رد عقيدة السلف.

    اين انت من هذه الجملة التي نقلتها بنفسك في الرابط :
    واعتقاد السلف وأهل السنة أن ما دلت عليه أمور حقيقية واقعة كما أخبر الشرع عنها. والتزام تأويلها كلها يستلزم خبطاً طويلاً لا يميل إليه إلا المعتزلة ومن حذا حذوهم....

    و ها هي أقوال عشرات العلماء غير الامام احمد و بن تيمية :

    1. يقول الإمام الطبري (توفي سنة 310هـ) في تفسيره: "فقال جلَّ ثناؤه للذين يأكلون الربا الذي وصفنا صفته في الدنيا لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، يعني بذلك: يتخبطه فيصرعه من المس، يعني من الجنون، وبمثل ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل"

    2. يقول أبو إسحاق الزجاج (توفي سنة 311هـ): "المعنى: الذين يأكلون الربا لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم المجنون من حالة جنونه، يقال بفلان مس، وهو أَلمْسَ وأَوْلقَ: إذا كان به جنون"
    3. يقول الماوردي (توفي سنة 450هـ): (لا يقومون يوم القيامة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس(، يعني الذي يخنقه الشيطان في الدنيا من المس، يعني الجنون"
    4. يقول البغوي (توفي سنة 516هـ): "لا يقومون: يعني يوم القيامة من قبورهم (إلا كما يقوم الذي يتخبطه( أي يصرعه الشيطان، أصل الخبط: الضرب والوطء، وهو ضرب على غير استواء، (من المس( أي الجنون، يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً، ومعناه آكل الربا يبعث يوم القيامة وهو كمثل المصروع"
    5. يقول عبد الرحمن بن الجوزي (توفي سنة 579هـ): "قال ابن قتيبة: لا يقومون أي يوم البعث من القبور، والمس: الجنون، يقال رجل ممسوس: أي مجنون"
    6. يقول القرطبي (توفي سنة 671هـ): "وفي هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان، ولا يكون منه مس
    7. يقول النسفي (توفي سنة 701هـ): "لا يقومون إذا بعثوا من قبورهم (إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان( أي المصروع.. والخبط: الضرب على غير استواء، كخبط الغشواء،(من المس( من الجنون.. أي لا يقومون من المس الذي كان بهم إلا كما يقوم المصروع"
    8. يقول أبو حيان الأندلسي (توفي سنة 754هـ): "وظاهر الآية أن الشيطان يتخبط الإنسان، فقيل ذلك حقيقة هو من فعل الشيطان، بتمكين الله تعالى له من ذلك في بعض الناس، وليس في العقل ما يمنع ذلك، وأصله من المس باليد، كان الشيطان يمس الإنسان فيجنه، ويسمى الجنون مساً، كما أن الشيطان يخبطه ويطأه برجله فيخبله، فسمي الجنون خبطة.. وهو على سبيل التأكيد ورفع ما يحتمله من المجاز
    يقول بن جزي الكلبي (توفي سنة 741هـ): "أجمع المفسرون أن المعنى لا يقومون من قبورهم في البعث إلا كالمجنون، ويتخبطه يتفعله من قولك: خبط يخبط، والمس: الجنون". وما قاله حق، فلمْ يخالف في ذلك أحد من المفسرين.
    10. يقول ابن كثير (توفي سنة 774هـ): "أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً"(
    11. يقول الألوسي (توفي سنة 1270هـ): "الذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا قياماً كقيام المتخبط المصروع في الدنيا، (من المس( أي: الجنون، يقال مُسَّ الرجل فهو ممسوس إذا جُنَّ، وأصله اللمس باليد، وسُمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد فتفسُد، ويحدث الجنون، والجنون الحاصل بالمس قد يقع أحياناً، وله عند أهله الحاذقين إمارات يعرفونه بها، وقد يدخل في بعض الأجساد على بعض الكيفيات ريح متعفن تعلقت به روح خبيثة بالتصرف، فتتكلم وتبطش وتسعى بآلات ذلك الشخص الذي قامت به من غير شعور للشخص بشيء من ذلك أصلاً"
    12. يقول محمد الطاهر بن عاشور (توفي سنة 1284هـ) :"والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيضطرب به اضطرابات، ويسقط على الأرض إذا أراد القيام.. وإنما احتيج إلى زيادة قوله (من المس( ليظهر المراد من تخبط الشيطان، فلا يُظن أنه تخبط مجازي بمعنى الوسوسة"
    13. "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره".
    أين قولك ان جهابذة المحدثين لم ينقلوا احاديث الصرع ؟ و اين انت من الأحاديث الصحيحة التي نقلتها لك ؟ كن منصفا و قل سمعت و اطعت لكلام الله و رسوله عليه الصلاة و السلام هداك الله إلى الصراط المستقيم
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  14. #14

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    في المرفقات بحث حول الموضوع بعنوان

    الأدلة الشرعية في إثبات صرع الشيطان للإنسان والرد على المنكرين
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
    الجاهل يتعلم وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

  15. #15

    افتراضي رد: إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك .

    شريف شلبي

    لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك ؟
    وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح ؟
    وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة ؟
    ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك ، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب ؟
    وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة ؟
    " وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
    انظر الى النكرة في سياق النفي ، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    مفهوم صرع و تلبس الجن بالإنس غامض عند كثير من الناس و ذلك بسبب تأويلات خاطئة للنصوص القرآنية و الحديثية .
    الواقع هو أنّ الجن لا يدخل جسم الإنسان أبدا . الصرع هو أنّ الجن يتحكّم في الإنسان و يجعله يتكلم و ينطق و يقول ما أراده الجن في ضروف معينة بدون الدخول إلى جسم الإنسان . و من أمثلة الأخطاء الفادحة قول الناس أنّ الجن يرى الإنس و الإنس لا يرى الجن : الحقيقة أنّ الجن لا يرى الإنس ولا الإنس يرى الجن ... و الجن يأكل مما يأكل الإنس ... و ...

    أما سلطان الجن على الإنس فهو في الآية 100في سورة النحل : "إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ " . وهذه الآية خاصة بالكهنة و المشعوذين و السحرة و الطرقيين و بعض الصوفية من البشر الذين يتعاملون بطريقة مباشرة مع شياطين الجن . فهؤلاء الناس هم الذين يمهدون الطريق لشياطين الجن للقيام بالمس و الصرع ...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •