بارك الله فيكم
مباحثة طيبة
هذا كلام حافظ مصر حمزة الكِناني:
لم يسمعه الزهريُّ من أنس، رواه عن رجل، عن أنس، كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغير واحد، عن الزهريِّ، وهو الصواب.
وهذا كلام حافظ الدنيا أبي الحسن الدارقطني سئل عنه فأجاب :
اختلف فيه على الزُّهْرِي
فرواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزُّهْرِي ، قال : حدثني أنس.
وقال ابن المبارك : عن معمر ، عن الزُّهْرِي ، عن أنس.
وكذلك قال إبراهيم بن زياد العبسي (لعلها القرشي)، عن الزُّهْرِي.
وهذا الحديث لم يسمعه الزُّهْرِي ، عن أنس.
رواه شعيب بن أبي حمزة ، وعقيل ، عن الزُّهْرِي قال : حدثني من لا أتهم ، عن أنس . وهو الصواب. ا.هـ
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــ
ولا أرى إلزاق الوهم بعبد الرزاق هنا
قال أحمد في رواية إبراهيم الحربي : (( إذا اختلف (عن) معمر في شئ فالقول قول ابن المبارك ))
ذكره ابن رجب في شرح العلل
وقال أبو أيوب سليمان الجلاب سئل إبراهيم الحربي إذا اختلف أصحاب معمر فالقول قول من؟ قال القول قول ابن المبارك.
أسندها الخطيب في تاريخه
وقال أحمد في رواية حنبل وابن عسكر: إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق.
فلا أدري وهم ابن رجب في النقل أم لا؟
وقال أبو زرعة الدمشقي: قلتُ لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال: نعم
وقال ابن معين: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف.
وقال أيضا: ما كان أعلم عبد الرزاق بمعمر، وأحفظه عنه
وقال إبراهيم بن موسى : كنت عند يحيى بن معين، فجاءه رجل، فقال: من أثبت في معمر ؟ ابن المبارك أو عبد الرزاق ؟ وكان يحيى متكئا فجلس، وقال: كان ابن المبارك خيرا من عبد الرزاق ومن أهل قريته، كان عبد الله سيدا من سادات المسملين تضم عبد الرزاق إلى عبد الله
وقال يعقوب بن شيبة: ((عبد الرزاق متثبت في معمر ، جيد الاتقان((.
وقال الدار قطني : (( أثبت أصحاب معمر هشام بن يوسف وابن المبارك (( .
وقال ابن حزم في الإحكام :"قد روينا عن عبد الرزاق بن همام قال كان معمر يرسل لنا أحاديث فلما قدم عليه عبد الله بن المبارك أسندها له".
فهذا يدل على مزيد عناية بابن المبارك
وقد لازم عبد الرزاق معمرا ثماني سنين
فإذا كانت حال ابن المبارك وعبد الرزاق في معمر ما تقدم
فالأولى أن يرفع الخلاف إلى شيخهما معمر
ويؤيده أن معمرا لم يكن يؤدي الألفاظ كما يجب كما سيأتي
وموطن الوهم هنا في الأداء لا في شيء آخر
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــ
إذا تقرر هذا
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن معمرا كثير الغلط على الزهري.ا.هـ
قلت لعل هذا مأخوذ من:
1_ أن معمرا كثير الحديث عن الزهري فليس هو كمالك ومن أكثر من الرواية كان اكثر خطأ ممن أقلّ منها
2_ أن المقصود بهذا الكلام هو المقارنة بين معمر والطبقة الأولى من أصحاب الزهري وهم مالك وشعيب ويونس وعقيل والزبيدي
لا مع أصحاب الطبقة الثانية كالأوزاعي والليث فهو أقل خطأ منهم
وهو المراد بكلام الجوزجاني الآتي.
فتبين من ذلك إن شاء الله مقدار نسبة الخطأ المذكورة في حديث معمر عن الزهري وسببها
وسئل الجوزجاني : من الثبت في الزهري ؟ قال : مالك من أثبت الناس فيه . وكذلك أبو أنس ، وكان سماعهما من الزهري قريباً من السواء ، إذ كانا يختلفان إليه جميعاً ، ومعمر ، إلا أنه يهم في أحاديث.
وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله _عن أصحاب الزهري: (( أثبتهم مالك ، ثم ابن عيينة . قال : وأكثرهم رواية عنه يونس ، وعقيل ، ومعمر ، وقال :
يونس وعقيل يؤديان الألفاظ
وفي رواية ابنه عبد الله عنه قلت له أيما أثبت أصحاب الزهري فقال لكل واحد منهم علة
إلا أن يونس وعقيلا يؤديان الألفاظ وشعيب بن أبي حمزة وليس هم مثل معمرمعمر يقاربهم في الإسناد .
قلت فمالك قال مالك أثبت في كل شيء
ولكن هؤلاء الكثرة كم عند مالك ثلاثمائة حديث أو نحو ذا وابن عيينة نحو من ثلاثمائة حديث ثم قال
هؤلاء الذين رووا عن الزهري الكثير يونس وعقيل ومعمر قلت له شعيب قال شعيب قليل هؤلاء أكثر حديثا عن الزهري
وفي رواية ابن عساكر لرواية عبد الله
أن يونس وعقيلا يوجبان الألفاظ وشعيب وليس هو مثل معمر يقاربه في الإسناد.
وقال ابن هانئ: قيل له (يعني أحمد): فأي أصحاب الزهري أحب إليك ؟ قال: مالك أحبهم إلي في قلة روايته، وبعده معمر، وما يضمن إلى معمر أحد، إلا أصبت معمرًا يفوقه، وأطلب منه للحديث، وقال: هذا أول من رحل إلى اليمن وإلى الجزيرة.
قيل له: يونس، وعقيل ؟ قال: هؤلاء يحدثون من كتاب، وكان معمر يحدث حفظًا فيحذف منها، من الأحاديث، وكان أطلبهم للعلم.
وقال الفضل بن زياد: قال له أبو جعفر (يعني لأحمد بن حنبل): فأيهم أحب إليك في حديث الزهري ؟ فقال: مالك في قلة روايته، ثم معمر، ولست تضم إلى معمر أحدًا إلا وجدته فوقه، رحل في الحديث إلى اليمن، وهو أول من رحل، فقال له أبو جعفر: والشام ؟ فقال: لا، الجزيرة،
قال: ويونس، وهؤلاء يجيئون بألفاظ أخبار، أصحاب كتب، وكان معمر يحدث حفظًا فيحرف، وكان أطلبهم للعلم
وقال أبو داود: قال أحمد: معمر
كان يحفظ الألفاظ لا يؤدي.
وهذا لا يعارض ما :
قال ابن هانئ: سألت أبا عبد الله: أيما أثبت عندك في حديث الزهري معمر، أو ابن عيينة، أو مالك، أو يونس، أو إبراهيم بن سعد، أو محمد بن الوليد الزبيدي، أو عقيل ؟ قال: معمر أحبهم إلي، وأحسنهم حديثًا وأصح بعد مالك.
فإنه يحمل على غير الإسناد وألفاظ الأداء
فعام وخاص أو جهة وجهة
وقدم ابن معين معمرا على عقيل وغيرِه
لكن سئل أبو زرعة عن عقيل بن خالد فقال ثقة صدوق وسئل عن عقيل ومعمر أيهما أثبت فقال عقيل أثبت
كان صاحب كتاب وكان الزهري يكون بأيلة وللزهري هناك ضيعة.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
فإذا كان معمر دون مالك وعقيل ويونس وشعيب في الزهري من ناحية الإسناد
ويخطيء في أداء الألفاظ
وكان حال ابن المبارك وعبد الرزاق في معمر ما تقدم
فالأقرب في نظري أن يجعل الخلاف من جهة معمر