تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 23

الموضوع: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    قال الإمام الشوكاني – رحمه الله تعالى - :
    [وَعَدَمُ الِاعْتِدَادِ بِخِلَافِ دَاوُد مَعَ عِلْمِهِ وَوَرَعِهِ ، وَأَخْذِ جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ
    الْأَكَابِرِ بِمَذْهَبِهِ ، مِنْ التَّعَصُّبَاتِ الَّتِي لَا مُسْتَنَدَ لَهَا إلَّا مُجَرَّدُ الْهَوَى وَالْعَصَبِيَّة ِ ، وَقَدْ كَثُرَ هَذَا الْجِنْسُ فِي أَهْلِ الْمَذَاهِبِ !، وَمَا أَدْرِي مَا هُوَ الْبُرْهَانُ الَّذِي قَامَ لِهَؤُلَاءِ الْمُحَقِّقِينَ حَتَّى أَخْرَجُوهُ مِنْ دَائِرَةِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ كَانَ لِمَا وَقَعَ مِنْهُ مِنْ الْمَقَالَاتِ الْمُسْتَبْعَدَ ةِ ، فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَقَالَاتِ غَيْرِهِ الْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَحْضِ الرَّأْيِ الْمُضَادَّةِ لِصَرِيحِ الرِّوَايَةِ ، فِي حَيِّزِ الْقِلَّةِ الْمُتَبَالَغَة ِ ، فَإِنَّ التَّعْوِيلَ عَلَى الرَّأْيِ ، وَعَدَمَ الِاعْتِنَاءِ بِعِلْمِ الْأَدِلَّةِ ، قَدْ أَفْضَى بِقَوْمٍ إلَى التَّمَذْهُبِ بِمَذَاهِبَ لَا يُوَافِقُ الشَّرِيعَةَ مِنْهَا إلَّا الْقَلِيلُ النَّادِرُ ، وَأَمَّا دَاوُد فَمَا فِي مَذْهَبِهِ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي أَوْقَعَهُ فِيهَا تَمَسُّكُهُ بِالظَّاهِرِ وَحَمَلُوهُ عَلَيْهِ هِيَ فِي غَايَة النُّدْرَةِ .
    وَلَكِنْ :
    **** لِهَوَى النُّفُوسِ سَرِيرَةٌ لَا تُعْلَمُ****].
    نيل الأوطار . ج1 ص 139 ط.المعرفة .شيحا.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .


    بارك الله فيك أخي علي
    ورع الإمام داود وعلمه لا يُنكر
    ولكن في إطلاق العلامة الشوكاني نظر ظاهر، والذين لم يعتدوا بخلاف داود علماء أكابر
    ولهم في ذلك أدلة وتعليلاتٌ مذكورة في كتب الأصول والفقه والشروح الحديثية وغيرها
    فلا يناسب إطلاق القول بأنَّ الحامل لهم على ذلك مجرد الهوى
    فلو قال بأنَّ أدلتهم في هذا ليست قوية أو نحو ذلك لكان أولى

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    551

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك أخي علي
    ورع الإمام داود وعلمه لا يُنكر
    ولكن في إطلاق العلامة الشوكاني نظر ظاهر، والذين لم يعتدوا بخلاف داود علماء أكابر
    وبك بارك أخي الحبيب عبد الله ، لا شك أن كلامك دقيق ، وهو ما دار في الذهن ، ولكني آثرت ألا أستدرك ما استدركتَ ذلكم أولا :لأرى تعليقات الإخوة ، وثانيا : حتى لا أعكر على أصل الفائدة .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .


    وفيك بارك الله، وبك نفع أخي الفاضل

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    داود الظاهري على شذوذاته وآرائه العجيبة ليس بأعجب من ابن حزم رحم الله الجميع

    وإذا كان التفرد والشذوذ في الفروع مظنة للرد وعدم القبول، فهو في الأصول أولى وأولى أن يكون

    ولذلك إذا تفرد بعض العلماء بقول ولم يتابعه أحد عليه لا ممن كان قبله ولا ممن أتى بعده فهو أولى بالرد وأبعد عن القبول، هذا إذا كان موافقا لهم في الأصول والقواعد العامة، فما بالك إذا كان أصلا مخالفا لهم في الأصول الفقهية الأساسية كالاحتجاج بالقياس وفحوى الخطاب وقرائن الأحوال.

    فهذه هي وجهة نظر عدم الاحتجاج بداود وابن حزم، بل إن الشوكاني أيضا رحمه الله له نصيب من هذا الأمر؛ لأنه أحيانا يختار بعض الآراء الشاذة التي لا يوافقه عليها أحد لا في السابق ولا في اللاحق.

    فليس عدم قبول قول داود الظاهري لأنه اسمه داود الظاهري !! بل عدم الاعتداد به بسبب أنه مخالف لأهل العلم في الأصول العامة للشرع، فما بالك بالفروع !
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    بارك الله فيكم

    فَإِنْ كَانَ لِمَا وَقَعَ مِنْهُ مِنْ الْمَقَالَاتِ الْمُسْتَبْعَدَ ةِ ، فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَقَالَاتِ غَيْرِهِ الْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَحْضِ الرَّأْيِ الْمُضَادَّةِ لِصَرِيحِ الرِّوَايَةِ ، فِي حَيِّزِ الْقِلَّةِ الْمُتَبَالَغَة ِ
    ليس هذا من الإنصاف
    لأن الشوكاني رحمه الله يعلم _وهو الخبير بكتب أصول الفقه _ أن هذا ليس هو دليل العلماء الذين لم يعتدوا بخلاف داود رحمه الله بل عندهم أدلة غيرها أهمها هو إنكاره للقياس قالوا لأن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا حول ولا قوة إلا بالله...سبحان الله ! يعتد بقول فقيه اهترأت فكاه وهو يدارس المنطق و الكلام أو لغوي أمضى عمره يطبل على الدفوف ويقول فعول ٌ مفاعيل ٌ ! أو حنفي يرد حديث رسول الله ليمرر رأي أئمته الثلاثة ...!!!!
    ولا يعتد بقول قوم نبتت لحوم قلوبهم على حب الحديث و بين كبار الأئمة ؟؟. وقد ذكر الذهبي رحمه الله في سيرة الامام داود الظاهري كم كان حوله ومن كان حوله من الأئمة الذين لم يشنعوا على مذهبه و تركوه ينشره و يدرسه حتى أن إسحاق بن راهويه كان من خاصة أصحابه فكان داود يعبث بخزانة كتب اسحاق في بيته واسحاق جالس يحتجم ! . إن النكير على فقه الظاهر طرأ في العصور المتأخره عندما شرع ابن حزم رحمه الله بمنهج النقد المباشر ونسب المناكير الفقهية الى من صنعها و ببيان العوار وكشف الستار ! فتململ القوم ونخطوا ! . و قد أقذع ابن العربي الأشعري المالكي في ابن حزم حتى كاد يكفره وقد ألمح إلى ذلك في بعض مسائله على سورة البقرة في كتاب أحكام القران وقد رد عليه الذهبي وقال : مع أن ابن العربي رحمه الله لم يبلغ مبلغ ابن حزم و لا يكاد ! .الغريب أن ابن العربي رحمه الله رأى ابن عقيل الحنبلي في مجلس في أثناء رحلته إلى الشام والعراق قال : فالتفت الينا ابن عقيل واستشهد بآية يريد بها نفي رؤية الله يوم القيامة ! أو كما قال ومع هذا لم يقذع فيه كما أقذع في ابن حزم وقد ذكر هذه القصة عنه محب الدين الخطيب في مقدمته على العواصم .
    في الفقه من المناكير الفقهية لكبار الفقهاء ما يدعو إلى قذف بعض أقوالهم من أقرب نافذة و بشدة !, ولكن لا تغمط الناس حقهم وابحث لهم عن عذر و اجعلهم فوق رأسك كي لا تكون تحت أقدامهم يوم القيامة .
    وأنا في هذا الموضوع أعتذر للظاهرية ليس بالأعذار ولكن بعلمهم الذي لم يدرك كنهه كثير ممن سخروا منهم أو علموه ولكنهم يجفون و يغاضبون أسفين , والله المستعان .
    و أنصح كل من لديه " غضبة يريد قذفها " أن يعمل بقول عمر بن عبد العزيز الذي رواه عنه ابو خيثمة في كتاب العلم : كن عالما ً ,فإن لم تستطع فكن متعلماً , فإن لم تستطع فأحببهم ! فإن لم تستطع فلا تبغضهم !.
    فرحم الله ذلك الجنان ما أفقهه .
    وللحديث بقية...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    مسألة قول بعضهم : نقل اتفاق جمهور العلماء على أنه لا يعتد بقوله المخالف، وأن الإجماع ينعقد دونه، فإذا قال العلماء قولاً وخالفهم الإمام ابن حزم أو داود مثلاً فإن الإجماع يكون منعقداً، ولا يعتد بمخالفة الإمام ابن حزم، فخلافه حينئذ مهمل غير معتبر.
    أقول : أما جمهور العلماء الذين ذكر اتفاقهم هنا هم مقلدة المذاهب الأربعة .
    باتفاق من المجتهدين كلهم وابن حزم وداود منهم منهم لا يعتد بقول المقلد، وإنما المقلد عالة على المجتهد، عليه أن يمتثل قول المجتهد ولا يتعداه، وأن يسلم عقله له ودينه، فليس له أن يجمع أو يتفق على شيء دونهم.
    واعلم أن الذي ابتدع القول الذي يقول إن أهل الظاهر،لا يعتد بقولهم هو الاسفرائيني الشافعي، وهو من المقلدين باعترافه واعتراف بقية المقلدة، وكذلك قاله الجويني الشافعي (إمام الحرمين) (1) ، وابن العربي الأشعري المالكي (2)، وهم أيضاً مقلدة في الأصول والفروع، ثم اتبع هذا القول جميع مقلدة المذاهب إلا بعض الحنبليين الذين سلموا من هذه البدعة، كالكلوذاني، والعكبري، ومن نحا نحوهم.
    فإذا ضاقت بالمقلدة سبل رد قول أهل الظاهر قالوا: لا عبرة بخلاف الظاهرية ! وهذا ما نصح به ابن العربي الأشعري المالكي تلامذته، وطالبهم بعدم مناقشة أهل الظاهر ! .
    واعلم أن الذين قالوا بعدم الاعتداد بخلاف أهل الظاهر من المتأخرين لم يفهموا قول متقدميهم، فقول المتقدمين: أن داود يعتد بخلافه، وهذا ما صححه من يعدون عندهم أهل تحقيق.
    أما المتأخرين فقد خلطوا بين قول الظاهرية عموماً، وبين قول داود، وأجروا بدعة عدم الاعتداد بقول الظاهرية على داود ومتقدمي أهل الظاهر، كمحمد ابنه، وابن المغلس، والمنصوري، ونحوهم.
    فلا يغرنك حكايتهم أن جمهور العلماء اتفقوا على عدم الاعتداد بقول الإمام ابن حزم، أو غيره من أئمة الظاهرية، فهي حكاية مقلد في الطعن في علم إمام مجتهد، وهذه لا تكون ألبتة عند الأئمة حكاية فيها خير وحق.
    فإن صدقوا في دعواهم هذه فليأتوا لنا بقول إمام مجتهد سليم من بدعة التقليد للمذاهب، فإن أتونا بقوله الذي يقول فيه لا عبرة بخلاف أهل الظاهر، وأقام الدليل على ذلك صدق، وإلا فهي دعوى مبتدعة لم يسبق فيها أحد من الأئمة هؤلاء المقلدة المبتدعة . (حتى على أصول المخالفين) .
    ********* يتبع **********

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    من هو داود الذي لم يعتد بخلافه

    حررت الإساءة إلى أهل العلم، فلا تعد لمثل هذا
    (الحمادي)


    راجع ترجمته هنا
    http://www.aldahereyah.net/forums/showthread.php?t=70

    ثناء العلماء عليه :

    وقد أثنى عليه ـ رحمه الله تعالى ـ عدد من الأئمة الأعلام ، وأفاضوا عليه بالثناء الجزيل ، والذكر الجميل ، وسنذكر بعض ما ورد في كتب التراجم مما يبين منزلته بين علماء زمانه ، ومن ذلك :

    ـ قال مسلمة بن قاسم : كان داود من أهل الكلام والحجة والاستنباط لفقه الحديث ، صاحب أوضاع ، ثقة إن شاء الله تعالى .

    ـ وقال النَدِيم : وكان فاضلاً صادقاً ورعاً .

    ـ وقال الحاكم : ثقة .

    ـ وقال الخطيب الغدادي : كان إماماً ورِعاً ، نا سكاً ، وفي كتبه حديث كثير ، لكن الرواية عنه عَزِيزَةٌ جداً

    ـ وقال ابن خلكان : الإمام المشهور المعروف بالظاهري كان زاهداً متقللاً كثير الورع ، وكان من أكثر الناس تعصباً للإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ وصنف في فضائله ، والثناء عليه كتابين ، وكان صاحب مذهب مستقل ، وتبعه جمع كثير يُعرفون بالظاهرية .

    ـ وقال السّمعاني : وهو إمام أهل الظاهر ، وكان ورعاً ناسكاً زاهداً .

    ـ وقال النووي : فضائل داود ، وزهده ، وورعه ، ومتابعنه للسنة مشهورة .

    ـ وقال الصّفَدي : كان زاهداً متقلِّلاً كثير الورع ...وكان من أكثر الناس تعصُّباً للشافعي ، وصنَّف في فضائله والثناء عليه كتابين ، وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير من الظاهرية ... وانتهت إليه رئاسة العلم ببغداد . قيل إنه كان يحضر مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر ، وكان من عقلاء الناس .

    ـ وقال شمس الدين محمد بن علي الدّاوودي : الإمام الحافظ المجتهد الكبير ... كان إماماً فاضلاً صادقاً ورعاً .

    ـ وقال أبو إسحاق الشِّيرازي : كان زاهداً متقلّلاً ، وقال أبو العباس : كان داود عقلُه أكثر من علمه . وانتهت إليه رياسة العلم ببغداد .

    ـ وقال القاضي المَحامِلي : رأيت داود بن علي يصلي ، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه .

    ـ وقال ابن عبدالهادي : الحافظ المجتهد ، فقيه أهل الظاهر ... صنَّف التصانيف وكان بصيراً بالحديث صحيحه وسقيمه

    ـ وقال الذهبي في " السير " : الإمامُ ، البحرُ ، العلامة، عالمُ الوقت ... رئيس أهل الظاهر ... بصيرٌ بالفقه ، عالمٌ بالقرآن ، حافظٌ للأثر ، رأسٌ في معرفة الخلاف ، من أوعيةِ العلمِ ، له ذكاءٌ خارقٌ ، وفيه دِينٌ متينٌ .

    ـ وقال أيضاً في " التذكرة " : الحافظ ، الفقيه ، المجتهد ... صنف التصانيف ، وكان بصيراً بالحديث وصحيحه وسقيمه .

    ـ وقال أيضاً في " العبر " : كان زاهداً ناسكاً .

    ـ وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن مُفرج الأشبيلي النباتي : وداود بن علي ثقة ، فاضل إمام من الأئمة لم يذكره أحدٌ بكذب ولا تدليس في الحديث رحمه الله .

    ـ وقال ابن الوردي : إمام أصحاب الظاهر ... وكان إماماً مجتهداً ورعاً أخذ هو وأصحابه بظاهر الآثار والأخبار وأعرضوا عن التأويل .

    ـ وقال السيوطي : صنّف التصانيف ، وكان بصيراً بالحديث صحيحه وسقيمه ، إماماً ورعاً ناسكاً زاهداً . كان في مجلسه أربعمائة صاحب طَيْلَسان أخضر .

    ـ وقال السبكي : وكان أحد أئمة المسلمين وهداتهم ... وقد كان موصوفاً بالدين المتين .

    ـ وقال أيضاً : كان جبلاً من جبال العلم والدين له من سداد الرأي والنظر ونور البصيرة ما يعظم وقعة .

    ـ وقال العماد الحنبلي : الإمام الفقيه ... وكان ناسكاً زاهداً ... وكان داود حافظاً مجتهداً إمام أهل الظاهر .

    ـ وقال خير الدِّين الزركلي : أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام .

    ـ وقال الألباني : الفقيه ، إمام أهل الظاهر ، وهو صدوق ثقة ، فاضل .

    ـ وقال ابن أبي حاتم : صدوق في روايته ونقله واعتقاده ، إلا أن رأيه أضعف الآراء وابعدها من طريق الفِقْهِ وأكثرها شذوذاً .

    نقول : قوله ( إلا أن رَأْيه أضعف الآراء وأبعدها من طريق الفِقْه وأكثرها شذوذاً ) دعوى بلا دليل وما كان هكذا فهو ساقط بيقين لبرهانين :

    أحدهما : قوله تعالى ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فصح : أن كل من لا برهان له فينبغي التأني في دعواه .

    والثاني : أنه لا يعجز مخالفك عن أن يدعي كدعواك . فيقول : أن رأيه أصح الآراء وأقربها من طريق الفِقْه وأقلها شذوذاً . وهذا ما ألمح إليه الإمام السلفي الأثري الشوكاني اليماني بقوله عن الظاهرية : ولا عيب لهم إلا ترك العمل بالآراء الفاسدة التي لم يدل عليها كتاب وسنة ولا قياس مقبول ( وتلك شكاة ظاهر عنك عارها )نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم ترك الجمود عليها ولكنها بالنسبة إلى ما وقع في مذاهب غيرهم من العمل بما لا دليل عليه البتة قليلة جداً .

    وقال الإمام ابن قيم الجوزية في " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " (1/ 570) في معرض رده على من أدعى الإجماع في ايقاع الطلاق الثلاث بلفظ واحد : " أن هذا مذهب أهل الظاهر ـ داود وأصحابه ـ ، وذَنْبهم عند كثير من الناس : أخذُهم بكتاب ربهم وسنّة نبيهم ، ونبذُهم القياسَ وراء ظهورهم ، فلم يعبأوا به شيئاً " .

    ويبطل قول ابن أبي حاتم وينسفه من أصله ما قاله قاسم بن أصبغ الحافظ : ذاكرتُ ابن جرير الطبري ، وابن سريج في كتاب ابن قتيبة في الفقه ، فقالا : ليس بشيء ، فإذا أردتَ الفقهَ ، فكُتُب أصحاب الفقه ، كالشافعي ، وداود ، ونُظرائِهما . ثم قالا : ولا كتب أبي عُبَيْد في الفقه ، أما ترى كتابه في " الأموال " ، مع أنه أَحْسَنُ كُتُبِه ؟ . قلت : لا شك ولا ريب أن كلام ابن جرير وابن سريج مقدم على كلام ابن أبي حاتم ؛ لإنهما إمامين من أئمة الفقه والاجتهاد .

    قال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ وما أجمل ماقال : وإذا خالف واحد من العلماء جماعة فلا حجة في الكثرة ؛ لأن الله تعالى يقول ـ وقد ذكر أهل الفضل ـ : ( وقليل ما هم ) وقال تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) ، ومنازعة الواحد منازعة توجب الرد إلى القرآن والسنة . ولم يؤمر الله تعالى قط بالرد إلى الأكثر . والشذوذ هو خلاف الحق ولو أنهم أهل الأرض لا واحد .

    نقول : ما خالف فيه أهل الظاهر غيرهم فيجب رده إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهما اللذان يحكمان ببطلانه حال عرضه ورده .

    ـ وقال الأزدي : لا يقنع برأيه ولا بمذهبه تركوه .

    قلت : الأزدي هو : أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي ، ولا عبرة بقوله ، لأنه هو ضعيف ، فكيف يعتمد عليه في تضعيف الثقات ، قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح (ص 409) :

    " والأزدي لا يعتمد إذا انفرد فكيف إذا خالف " . وقال الذهبي في " الميزان " (1/ 61) :

    " لا يلتفت إلى قول الأزدي ؛ فإن في لسانه في الجرح رهقاً " . وقال أبوزرعة العراقي في " البيان والتوضيح "

    (ص 63) :

    " والأزدي يطلق لسانه في الجرح كثيراً ويجازف في ذلك ، قد تكلم فيه بعض أئمة النقد فلا ينبغي أن يرجع إلى قوله في المحكوم بثقتهم " . وقال المعلمي في " التنكيل " (ص712) :

    " فأما أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ، فليس في نفسه بعمدة حتى لقد اتهموه بوضع الحديث " .

    وقد تعقبه الإمام الكبير أبو العباس أحمد الإشبيلي النباتي في " الحافل " بقوله : ما ضر داود تَرْكُ تارك مذهبه من ورائه ، فرأي كل أحد ومذهبه متروك إلا أنْ يَعْضُده قُرآن أو سُنَّة ، وداود بن علي ثِقَة ، فاضل ، إمام من الأئمة لم يَذْكره أَحَدٌ بِكَذِبٍ ولا تَدْلِيسٍ في الحديث رحمه الله تعالى .

    * قال أبو الفتح الشهرستاني في كتابه " الملل والنحل " (1/ 170) :

    " أصحاب الحديث : وهم أهل الحجاز ؛ هم أصحاب مالك بن أنس ، وأصحاب محمد بن إدريس الشافعي ، وأصحاب سفيان الثوري ، وأصحاب أحمد بن حنبل ، وأصحاب داود بن علي الأصفهاني .

    وإنما سموا : أصحاب الحديث ؛ لأن عنايتهم : بتحصيل الأحاديث ، ونقل الأخبار ، وبناء الأحكام على النصوص ؛ ولا يرجعون إلى القياس ـ الجلي والخفي ـ ما وجدوا خبراً ، أو أثراً ؛ وقد قال الشافعي : إذا وجدتم لي مذهباً ، ووجدتم خبراً على خلاف مذهبي ، فاعلموا أن مذهبي : ذلك الخبر " أ.ه .

    * قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " حقيقة الصيام " ( 35 ـ 36 ) :

    " وداود من أصحاب إسحاق . وقد كان أحمدبن حنبل إذا سئل عن إسحاق يقول : أنا أُسأل عن إسحاق ؟ إسحاق يسأل عني .

    والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق وأبو عبيد وأبو ثور ومحمد بن نصر المروزي وداود بن علي ونحو هؤلاء كلهم فقهاء الحديث رضي الله عنهم أجمعين " أ.ه .

    * قال الإمام تاج الدين السُّبكي ( عبدالوهاب بن علي ) ، الشافعي في آخر كتابه " جمع الجوامع " في أصول الفقه ( 2/ 441) ، عند ذكر العقيدة :

    " ونعتقدُ أنَّ أبا حنيفة ، ومالكاً ، والشافعيَّ ، وأحمدَ ، والسُّفْيَانّين ، والأوزاعيَّ ، وإسحاق بنَ راهوية ، وداود الظاهريَّ ، وابن جرير ، وسائرَ أئمة المسلمين : على هُدىً من الله تعالى في العقائد وغيرها ، ولا التفاتَ إلى من تَكلَّم فيهم بما هم بريئون منه ، فقد كانُوا من العلوم اللَّدُنِّيَّةِ ، والمواهب الإلهية ، والاستنباطات الدقيقة ، والمعارفِ الغزيرة ، والِّينِ والوَرَعِ والعبادةِ والزهادةِ والجلالة : بالمحلِّ الذي لا يُسامى " أ.ه .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    * قال العلامة محمد بن عبدالملك بن عبدالرحمن بن خليل العبدري ـ رحمه الله ـ كما في كتاب " ابن حزم خلال ألف عام " (2/ 316 ـ 318 ) :

    " أن أكثر من أثنى على أبي محمد رحمه الله وآخذه في شيء هو أنه أطلق لسانه وقلمه على قوم من المتعصبين بالثلب والسب والنيل منهم ، وكأنهم رأوا أن هذا خطأ ، وأنه أتى ما لا يجوز فعله ، وعيب عليه ذلك في تصانيفه .

    وأنا أقول : إنه ليس خطأ ، بل هو قربة إلى الله تعالى ، وجهاد فيه ، وزين للتأليف. وبيان ذلك أن الخلاف لما وقع من السلف الصالح رضي الله عنهم لم يقدح بسببه بعضهم في بعض ، ولا عادى عليه أحد أحداً ، بل قد يوجد بين الرجلين منهم الصحبة المؤكدة والخلاف في مسائل كثيرة .لأنهم كانوا لا يراعون في ذلك إلا وجه الله تعالى .

    ثم خلف من بعدهم خلف جعلوا طلب العلم سبباً لنيل دنياهم ، ومرقاة يبلغون بها من الترؤس مناهم ، فتعصب قوم لعمل أهل الدولة في ذلك العصر بقولهم ، إما وفاقاً لمن تقدم ، أو استحساناً منهم لذلك ، فبالغ هؤلاء في التعصب لأقوالهم .

    وليت شعري لو لم يكن الأمر كذلك ما الذي أوجب اندثار مذهب الأوزاعي ؟ وقد كان الناس عليه برهة من الدهر ، واشتهر حتى بلغ الأندلس ، وكذلك سفيان الثوري ، وإسحاق بن راهوية ، والليث بن سعد ، سيما والشافعي رحمه الله يقول : كان الليث إماماً أضاعه أصحابه ، إلى غيرهم ممن في العلم والإمامة منصب مثلهم ، ممن قال بفتاواهم أهل عصر ، ثم لم تقم أهل الدولة بعد بها فتركت لذلك .

    وقد كان الإمام داود بن علي بن خلف الأصبهاني مدة من الدهر ، لم يبرز لإلقاء العلم ظاهراً حتى انبرى له الموفق العباسي حامياً ، فجلس لتدريس العلم ما شاء الله أن يجلس ، وأخذ بقوله جماعة من العلماء وتفقه عليه أمم ، وقد ذكر هذا الإمام جمال الدين إبو إسحاق إبراهيم الشيرازي الفيروزبادي ، رحمه الله من الفقهاء إلى غير ذلك مما ذكره عنه أهل الأثر ، فإنه معلوم لديهم ، ثم لم يقم أحد من أهل الدول بمذهبه ، وكانت سبيله كسبيل من ذكرنا ممن قدمنا بين ذوي المذاهب ومنصب الإجتهاد في الفتوى في الشريعة .

    فكان ذلك التعصب قبيحاً ، حراماً شرعاً وعقلاً .

    وربما وضع بعضهم الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرة لقوله في مذهبه ، فليتبوأ في جانب مبالغته في تعصبه لنصرة قول من لم يغن عنه من الله شيئاً مقعده من النار ، وأول من يلعنه على ذلك كله من نصر قوله ، ويبرأ منه يوم القيامة ، وربما يكون في بعض المواضع ردة عن الإسلام ، ونعوذ بالله من الخذلان .

    وذلك أنهم يعترضون على كتاب الله تعالى وعلى الصحيح عندهم من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدروا عليه من أنواع الإعتراضات ، فيحرفون الكلم عن مواضعه قصداً ، ويمزقون كتاب الله تعالى تمزيقاً بارداً . ويتحكمون فيه تحكماً فاسداً . ويعرضونهما على كلام من قلدوه ، فما وافقه منها أخذوا به ، وما لم يوافقه منها نبذوه بالعراء ، وقابلوه بالرد والتحريف ، والحمد لله تعالى على السلامة مما ابتلاهم به ، ومما وقعوا فيه ؟ .

    فهو يرى في مذهبه أن تلك المقولات منه مجاهدة شرعاً ، ويحتج على ذلك بقوله عليه السلام : من رأى منكم منكراً فليغيره بيده إن استطاع فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان ، وفي بعض ألفاظ الحديث ، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .

    قال ابن خليل : والحق فيمن علم الحق وعند عن قبوله من هؤلاء أن يجاهدوا عليه بالسيوف ، وتحرق كتبهم المضلة التي ليس فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ، إلا آراء مجردة عن الإستدلال بالكتاب والسنة ، حتى يرجعوا عن هذه المقاصد الرذلة ، والأغراض المنبوذة كما فعل بعض من ولاه تعالى من أقطار أرضه أمراً فجزاه الله خير الجزاء .

    فمن لم يقدر على ذلك ففرضه على رأي أبي محمد أن يجاهدهم بلسانه ، كما فعل هو .

    وأما تخطئة من خطأ من السلف الصالح رضي الله عنهم فليست التخطئة نيلاً منهم ، ولا يعدها نيلاً منهم ، إلا جاهل أحمق .

    وذلك أنه قد علمنا قطعاُ أن كل أحد يخطىء ويصيب إلا أنبياء الله تعالى ، صلوات الله عليهم أجمعين . وإذا قال قائل عمن أخطأ في شيء وهو ممن يجوز عليه الخطأ قد أخطأ ، فهو إخبار بحق وصدق ، ولو قال غير ذلك لكان كاذباً .

    والمصانعة والمداهنة في الحق لم يرض بها السلف ولا كل مصمم في الدين ، ولا يموت بها الحق أبداً ، ولم يأمر بها السلف ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .

    قال ابن خليل : قال الإمام أبو محمد رحمه الله : ولسنا نرضى عمن يغضب لنا ، إنما نرضى عمن يغضب للحق ، ولا نسر بمن ينصر أقوالنا ، إنما نسر بمن ينصر الحق حيث هو ... " أ . هـ .

    قال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه الماتع " ابن حزم خلال ألف عام " (1/ 114 ـ 115 ) :
    " وشيخنا أبو محمد ـ رحمه الله ـ سليط اللسان لكنه قد يعذر في بعض سلاطته ، لأنه لا يثور عادة إلا عند الاعنراض على النصوص ، والدعوة إلى التقليد كما أنه حورب وطورد ، وتسفه عليه المقلدة بدليل رسالته الرد على الهاتف من بعد .

    ثم إن ابن حزم يستدل ويمحص قبل أن يشنع ، ... " أ . هـ .

    وقال في موضع آخر (4/ 230) :

    " عبارات ابن حزم اللاذعة فليست من الواجب أو المستحب دائماً ، ولكنها مع هذا ليست من المحرم أو المكروه بيقين ؛ لانها نخوة للشرع فإذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم للفارس ثلاتة اسهم سهمان لفرسه ثم جاء فقيه وقال برايه : والله لا افضل بهيمة على رجل فلا يلام ابن حزم إذا انفعل بل هو مأجور إن شاء الله لا سيما أن هذا الفقيه ذو أتباع تعظم به الفتنة .

    ومن رأى رسالة ابن البارية لا بن حزم لن يلوم أبا محمد على عنفه " أ . هـ .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    قال الجصاص الحنفي في كتابه في أصول الفقه عن داود - إمام الظاهرية - وغيره من أئمتهم:

    وَلَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِ مَنْ لَا يَعْرِفُ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ .. : كَدَاوُد الْأَصْبَهَانِي ِّ وَالْكَرَابِيسِ يِّ ، وَأَضْرَابِهِمَ ا مِنْ السُّخَفَاءِ ( الْجُهَّالِ ) ، لِأَنَّ هَؤُلَاءِ إنَّمَا كَتَبُوا شَيْئًا مِنْ الْحَدِيثِ ، وَلَا مَعْرِفَةَ لَهُمْ بِوُجُوهِ النَّظَرِ ، وَرَدِّ الْفُرُوعِ وَالْحَوَادِثِ إلَى الْأُصُولِ ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِّيِّ الَّذِي لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ ، لِجَهْلِهِ بِبِنَاءِ الْحَوَادِثِ عَلَى أُصُولِهَا مِنْ النُّصُوصِ ، وَقَدْ كَانَ دَاوُد يَنْفِي حُجَجَ الْعُقُولِ ، وَمَشْهُورٌ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : ( بَلْ عَلَى الْعُقُولِ ) ، وَكَانَ يَقُولُ : لَيْسَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِنَا دَلَائِلُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى تَوْحِيدِهِ ، وَزَعَمَ أَنَّهُ إنَّمَا عَرَفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِالْخَبَرِ ، وَلَمْ يَدْرِ الْجَاهِلُ أَنَّ الطَّرِيقَ إلَى مَعْرِفَةِ صِحَّةِ خَبَرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَالْفَرْقِ بَيْنَ خَبَرِهِ وَخَبَرِ مُسَيْلِمَةَ وَسَائِرِ الْمُتَنَبِّئِي نَ وَالْعِلْمِ بِكَذِبِهِمْ إنَّمَا هُوَ الْعَقْلُ ، وَالنَّظَرُ فِي الْمُعْجِزَاتِ ، وَالْأَعْلَامِ وَالدَّلَائِلِ ، الَّتِي لَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا إلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَمَنْ كَانَ هَذَا مِقْدَارَ عَقْلِهِ وَمَبْلَغَ عِلْمِهِ كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُعَدَّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ؟ وَمِمَّنْ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ ؟ وَهُوَ مُعْتَرِفٌ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى ، لِأَنَّ قَوْلَهُ : إنِّي مَا أَعْرِفُ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ جِهَةِ الدَّلَائِلِ اعْتِرَافٌ مِنْهُ بِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُهُ ، فَهُوَ أَجْهَلُ مِنْ الْعَامِّيِّ ، وَأَسْقَطَ مِنْ الْبَهِيمَةِ ، فَمِثْلُهُ لَا يُعَدُّ خِلَافًا عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ إذَا قَالُوا قَوْلًا يُخَالِفُهُمْ ، فَكَيْفَ يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ عَلَى مَنْ تَقَدَّمَهُ

    وقد أجاب الإمام ابن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ في كتابه النفيس " ابن حزم خلال ألف عام " ( 4/ 242 ) عن كلام الجصاص بقوله :
    " ما نقله الكوثري عن الجصاص من باب التهويش والدعوى بغير برهان .

    ولو فرض أن الإجماع كما يتصوره الأحناف لما جاز إلغاء خلاف أهل الظاهر ، لأنه إنما يلغي خلاف من كان غير مؤمن أو كان جاهلاً وهاتان صفتان معدومتان في أهل الظاهر .
    والمقاييس ووجوه النظر التي يفخر بها الرازي تركها الظاهريون رغبة عنها لا قصوراً في فهمهم عن تصورها ، ولا عجزاً في مواهبهم عن ابتكارها ، لأنهم بسبيل تحرير المفهوم الشرعي فقط ولو كانوا بسبيل تمرين الذهن بالأعيب القياس أو في سبيل إشباع الثقافة البشرية بالآراء البشرية المولدة لما شق احد غبارهم ، بل هم رواد علماء المسلمين في تحرير نظرية المعرفة التي يميز بها معرفة الشرع عن المعارف الدنيوية .وما نقله عن داود من إنكار حجج العقول ليس صحيحاً وإنما هو تعمد لإساءة الفهم عنه ، لأن مبنى فقهه على النظر والاستدلال ، وإنما ألغى اقتراح العقل ثم جعل اقتراحه شرعاً وقصر مهمة العقل في فهم الشرع والتمييز بين دلالاته وأحكامه .

    وكذلك ما زعمه من إنكار دواد لدلالات الكون والأنفس لا بد أن يكون نتيجة تحوير لمفصده ، وتعمداً لإساءة فهم كلامه لا سيما الاستدلال بالكون والأنفس ظاهر شرعي .

    إن العقل عند أهل الظاهر سبيل الإيمان بالله وبكتبه ورسله وسبيل الاعتبار بالكون وسبيل فهم الشرع ولكنه لا يملك الاقتراح على الله .

    فكما لا يملك العقل باقتراحه تغيير سنة الله الكونية كأن يكون لزيد عين في قفاه أولى من وضع جميع العينين قدامه كذلك لا يملك الاقتراح على الله في شرعه ، وسنة الله في كونه وفي شرعه لا تبديل لها .

    والفارق بين داود وبين الرازي أن داود يتبع نصوص الشرع ويحرر مرادها ، أما الرازي فيتعب نفسه في تحرير مراد أبي حينفة ومعروف عن أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ أنه من أقل الأئمة إحاطة بنصوص الشرع إلا أن كثرة أتباعه منذ زعامة أبي يوسف من الفتن في المجتمعات الإسلامية والله المسؤول جل جلاله أن يعفوا عنه وعن متبعيه اجتهاداً منهم وأن يفيىء بعامة المسلمين إلى أحب الوسائل إليه في فهم دينه " أ . هـ .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .


    بارك الله فيك أخي أبا محمد
    مكانة الإمام داود الظاهري معروفة، والجواب عما قيل في عدم الاعتداد به في الخلاف مقبول
    لكن لا ينبغي أن يطعن في عالم عند دفاعنا عن آخر
    فلتُنَاقَش مسألة الاعتداد بخلافه أو غيره من الظاهرية دون الغمز في مخالفيهم
    نفع الله بك

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمادي مشاهدة المشاركة

    بارك الله فيك أخي أبا محمد
    مكانة الإمام داود الظاهري معروفة، والجواب عما قيل في عدم الاعتداد به في الخلاف مقبول
    لكن لا ينبغي أن يطعن في عالم عند دفاعنا عن آخر
    فلتُنَاقَش مسألة الاعتداد بخلافه أو غيره من الظاهرية دون الغمز في مخالفيهم
    نفع الله بك
    شيخنا الكريم الحمادي بارك الله فيه
    نعم ...((فلتُنَاقَش مسألة الاعتداد بخلافه أو غيره من الظاهرية دون الغمز في مخالفيهم...لكن لا ينبغي أن يطعن في عالم عند دفاعنا عن آخر))...هذا لو كان الطاعن عالماً مثل الأئمة ابن تيمية أو ابن القيم ...


    *****************
    حرر لما فيه من الإساءة لأهل العلم


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .


    عذراً بارك الله فيك
    هذا غير مقبول منك، وليس من الإنصاف

    كون ابن العربي أشعرياً لا يقتضي إلحاقَه بالجهال
    وكما أُخِذَ على ابن العربي مؤاخذاتٌ في باب الاعتقاد فقد أُخِذَ كذلك على ابن حزم وغيره من الظاهرية
    ولا يخفى عليك أخي الحبيب أنَّ ممن لم يعتد بخلاف الظاهرية النووي وغيره
    فالعدل بارك الله فيك، فما عهدتك إلا باحثاً متحرياً

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    شيخنا الفاضل الحمادي :
    أشكرك على حسن الظن بي الذي لا أستحقه ....فأنا أقل المنسوبين إلى العمل بالظاهر علماً ولكنها مشيئة الله أن يجيء صغير مثلي ويشهد بالحق على ظلم قوم ممن ينتسب للعلم لأولياء وعلماء هذا الدين كداوود وابن حزم ...

    ** وبخصوص قولكم ((وكما أُخِذَ على ابن العربي مؤاخذاتٌ في باب الاعتقاد فقد أُخِذَ كذلك على ابن حزم وغيره من الظاهرية))
    لو فرضنا صحة هذا الكلام فما الذي جعل كلام ابن العربي الأشعري أولى بالاتباع من غيره؟؟!!
    ** وبخصوص قولكم ((ولا يخفى عليك أخي الحبيب أنَّ ممن لم يعتد بخلاف الظاهرية النووي وغيره))
    ذكرتني بالنووي شيخنا الكريم ... ولا يخفى عليكم ما سأذكره الآن :
    - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ الله عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
    ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
    أخرجه مالك ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والنسائي.
    قال النووي : واختلف العلماء في غسل الجمعة ، فَحُكِيَ وجوبه عن طائفة من السلف ، حَكَوْهُ عن بعض الصحابة ، وبه قال أهلُ الظاهر ، وحكاه ابن المنذر عن مالك ، وحكاه الخطابي عن الحسن البصري ، ومالك.
    وذهب جمهور العلماء ، من السلف والخلف ، وفقهاء الأمصار ، إلى أنه سنة مستحبة ، ليس بواجب.
    قال النووي : ومذهبنا المشهور أنه يُستحب لكل مُريد لها ، وفي وجهٍ لأصحابنا ، يُستحب للذكور خاصة ، وفي وجه يُستحب لمن يلزمه الجمعة ، دون النساء ، والصبيان ، والعبيد ، والمسافرين ، ووجه يستحب لكل أحدٍ يوم الجمعة ، سواء أراد حضور الجمعة ، أم لا ، كغسل يوم العيد يستحب لكل أحدٍ. ((شرح النووي)) 6/131 ، وما بعدها.

    عندما يقول الذي بعثه الله رحمة للعالمين : ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
    ثم يأتي طالبُ علمٍ صغير ، من أمثالنا ، فيقول : غسل يوم الجمعة واجب.
    هنا تقترب الساعة ، وينشق القمر ، وتقع الواقعة ، ويتهمه سَدنةُ المذاهب ، بأنه ظاهريٌّ ، من أهل الجمود ، ولا علم له بأصول الفقه ، ومدلولات اللغة ، واتهموه بمحاولة هدم الإسلام ، لا لشيء ، إِلاَّ أنه ردد ما قاله الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حرفًا بحرفٍ.
    لقد صار العلم أنه إذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    ((غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.)).
    أن نقول : لا . ليس بواجب . بل مستحب.

    - مثال آخر ؛ قال النووي : باب الضيافة ونحوها ،
    قوله صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ ، قَالُوا : وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : يَوْمُهُ وَلَيْلَتُهُ ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ.
    وَقَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ.)).
    وفي رواية : (( الضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، وَلاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ ، قَالَوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ يُؤْثِمُهُ ؟ قَالَ : يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلاَ شَيْءَ لَهُ يَقْرِيهِ بِهِ.)).
    وفي رواية : (( إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ ، فَاقْبَلُوا ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ.)).
    قال النووي : هذه الأحاديث متظاهرة على الأمرِ بالضيافة ، والاهتمامِ بها ، وعظيمِ موقعها ، وقد أجمع المسلمون على الضيافة ، وأنها من متأكدات الإسلامِ ، قال الشافعيُّ ، ومالكٌ ، وأبو حنيفة ، والجمهور : هي سنة ليست بوجبة ، وقال الليث ، وأحمد : هي واجبة يومًا وليلة ، قال أحمد : هي واجبة يومًا وليلةً على أهل البادية ، وأهل القرى ، دون أهل المدن ، وتأول الجمهور هذه الأحاديث وأشباهها على الاستحباب ، ومكارمِ الأخلاق ، وتأكدِ حق الضيف ، كحديث غسل الجمعة واجبٌ على كل محتلم ، أي متأكد الاستحباب ، وتأولها الخطابي وغيره على المضطر ، والله أعلم. ((شرح النووي)) 12/31.
    محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، الذي جاء لهذه الأُمة برسالة الله ، مبعوثًا منه ، يقول : (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ...)).
    والجمهور ، وفلان ، وفلان ، الذين لايحق لهم أن يتكلموا في دين الله بحرفٍ واحدٍ ، والذين لم يحملوا رسالةً ، يقولون : الأمر لمن أحب ، والمسألة على الاختيار.
    ويقول لك النووي : وتأول الجمهور هذه الأحاديث وأشباهها على الاستحباب.

    وهل قرأت حديثَ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
    (( إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَجْعَلْ فِى أَنْفِهِ مَاءً ، ثُمَّ لِيَنْثِرْ ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ.)).
    أخرجه مالك ، والحميدي ، وأحمد ، والدارمي ، والبخاري ، ومسلم ، وابن ماجة ، والنسائي.
    قال النووي : الانتثار ليس بواجب ، بالاتفاق. شرحه 3/126.

    قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((ثُمَّ لِيَنْثِرْ)) ، هذا فعلُ أمرٍ ، صدر من نبي ، قال الله عز وجل :
    ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهََ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?. [الحشر : 7].
    **وعَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَيَصْلُحُ لِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، قَبْلَ أَنْ آتِيَ الْمَوْقِفَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ : فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : لاَ تَطُفْ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأْتِيَ الْمَوْقِفَ . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ :
    (( فَقَدْ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْمَوْقِفَ.)).
    فَبِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَقُّ أَنْ تَأْخُذَ ، أَوْ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟.
    أخرجه أحمد ، ومسلم ، والنسائي.
    ولأن هذا الحديث في صحيح مسلم ، والنووي شارح هذا الصحيح ، شافعي المذهب ، فإنه يبدأ الباب بقوله :
    باب استحباب طواف القدوم للحاج ، والسعى بعده.
    فجعل الأمر أولاً على الاستحباب ، وكل إنسان يقرأ هذا الحديث ، فهو على هواه ، لأن الأمر مستحبٌ

    - وإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ .)).
    أخرجه الحميدي ، وأحمد ، والدارمي ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والترمذي ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن حِبَّان.
    وجدت من يقول : النبي صلى الله عليه وسلم يقصد أنه لا صلاة كاملة.
    وهذا القائل لم يسأله أحدٌ : من الذي خَوَّله ، وأعطاه الحق ، في أن يخبر الناس بمقصد النبي صلى الله عليه وسلم !!.
    الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم قد قاله ، وانتهى الأمر ، وقال : ((لاَ يُؤْمِنُ)) ، وقال : ((لاَ صَلاَةَ)).
    وقلنا : سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا ، وإليك المصير.
    وقد وقعت هنا مفارقة غريبة ، فهذا الحديث يوافق مذهب الشافعي ، والنووي شافعي المذهب ، قال :
    فِيهِ وُجُوبُ قِرَاءَة الْفَاتِحَة ، وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَةٌ ، لاَ يُجْزِي غَيْرُهَا ، إِلاَّ لِعَاجِزٍ عَنْهَا , وَهَذَا مَذْهَب مَالِك ، وَالشَّافِعِيّ ، وَجُمْهُور الْعُلَمَاء ، مِنْ الصَّحَابَة ، وَالتَّابِعِينَ ، فَمَنْ بَعْدهمْ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة ، وَطَائِفَة قَلِيلَة : لاَ تَجِب الْفَاتِحَةُ ، بَلْ الْوَاجِبُ آيَةٌ مِنْ الْقُرْآن ، لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم : اِقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ , وَدَلِيل الْجُمْهُور قَوْله صلى الله عليه وسلم : لاَ صَلاَة إِلاَّ بِأُمِّ الْقُرْآن .
    قال النووي : فَإِنْ قَالُوا : الْمُرَاد لاَ صَلاَة كَامِلَة . قُلْنَا :هَذَا خِلاَفُ ظَاهِر اللَّفْظ. ((شرح النووي)) 4/102.

    *** وأعود فأقول ...
    في الفقه من المناكير الفقهية لكبار الفقهاء ما يدعو إلى قذف بعض أقوالهم من أقرب نافذة و بشدة !, ولكن لا تغمط الناس حقهم وابحث لهم عن عذر و اجعلهم فوق رأسك كي لا تكون تحت أقدامهم يوم القيامة .
    وأنا في هذا الموضوع أعتذر للظاهرية ليس بالأعذار ولكن بعلمهم الذي لم يدرك كنهه كثير ممن سخروا منهم أو علموه ولكنهم يجفون و يغاضبون أسفين , والله المستعان .

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .



    عذراً، كنت خارج المنزل، فدخلت الآن ورأيت مشاركتك أخي أبا محمد
    وفوجئت بأسلوبك في الكلام مع أهل العلم الذين رفع الله قدرهم، وأعلى شأنهم
    ومنهم الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله ورفع منزلته

    وأذن لي أن أقول لك:
    عرض المسائل ومناقشتها هنا مسموحٌ به، بل مرغَّبٌ فيه؛ وهو مما يصبو إليه مشرفوا هذا المجلس وروَّاده
    وأما الغمز في أهل العلم فغير مسموح لك به ولا لغيرك

    وكما تطعن فيهم ففي الناس من يطعن في الظاهرية كافة
    وكما تذكر بعض التناقضات أو الأقوال الغريبة على أهل المذاهب الفقهية التي كتب الله لها القبول
    فكذلك يسوق غيرك أضعافها على الظاهرية
    ولعله غير خاف عليك كلام الإمام ابن القيم عنهم في إعلام الموقعين

    أنا لست هنا حكماً بين هؤلاء الأئمة الأكابر، وعسى أن أكون أهلاً لفهم كلامهم والنهل من علمهم
    ولكني أنبهك وأنصحك بأن تسلك سبيل أهل العلم في كيفية حمله وبذله
    وأخبرك بأننا في المجلس لا نسمح بمثل هذا الكلام في أهل العلم، لا في الظاهرية ولا في النووي أو ابن العربي أو غيرهما
    فليكن هذا منك على بال
    وسأحرر مشاركاتك كلها، لمخالفتها لضوابط الكتابة هنا
    واقتصر على العلم النافع، واترك ما شُهِرَ به الظاهرية من طريقة كلامهم مع مخالفيهم
    فخذ منهم ما صفا ودع الكدر

    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,089

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    لا حول ولا قوة إلا بالله ....
    صدق من قال الفهم الصحيح للنصوص من أجل النعم التى يوفق إليها العبد
    المشكلة يا أخي بين الظاهرية رحمهم الله وغيرهم في فهم النصوص الفهم الصحيح على فهم السلف ومن تبعهم والتعامل مع النصوص كما تعامل معها السلف ومن تبعهم كالأئمة الأربعة ومن تأصل بأصولهم
    فليس كل من خالفك ولم يقل بالحديث الفلاني أو الآية الفلانية معاند غير معظم للنصوص قد ردها وضرب بها عرض الحائط لا بل هناك ضوابط في التعامل مع النصوص هي التي وضعها السلف ومن تبعهم وهي التي ستقودنا وتقود المتفقه إلى الفهم الصحيح للنصوص
    فينبغي النظر في النص قبل القول به هل سلم من المعارض هل هو مخصص بنص آخر هل جرى عليه عمل السلف هل فهم منه السلف ما فهمت منه أنت وهكذا
    ضوابط أنار لنا بها علماؤنا الطريق فمن سار على دربهم لم يتخبط ولم يشذ بأقواله ولم يأت بأقوال جديدة هزيلة تسيء للشريعة الغراء
    هذا هو الداء
    الفهم غير الصحيح للنصوص...
    طريقة التفقه التي ينشأ عليها الظاهرية خطأ ليست هي طريق السلف...
    ولذلك أنكر أبو عمر ابن عبد البرّ على من سلك في التفقه غير طريقة السلف والأئمة وأراد بذلك الظاهرية رحم الله الجميع
    ولذلك كان علماؤنا ينهون طالب العلم النظر في المحلى لأبي محمد حتي يتمكن ويتأصل فله بعد ذلك النظر فيه لماذا؟؟
    حتى لا ينشأ على طريقة خاطئة في التفقه والتعامل مع النصوص
    وحتى يسلم من أخلاق ابن حزم تجاه المخالف من العلماء
    وقد صدقوا والله
    فما ذكره الأخ من مسألة غسل الجمعة وغيرها ومن كلامه على النووي يصدق كلام علمائنا
    فمثلا الكلام على غسل الجمعة يطول ومن ذهب للاستحباب لم يرد النص بل نظر فوجد له معارضا وهو حديث من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل ...إلى غير ذلك من أدلتهم فأراد أن يجمع بين النصوص فتأول كلمة واجب الواردة في الحديث فكان ماذا!! سبحان ربي
    فليس ثم من لم يعظم النصوص ولا شىء من هذا
    وليت شعري ما يقول الظاهرية في صنيع ابن مسعود مع حذيفة لما حدثه بحديث الإعتكاف في المساجد الثلاثة....

    فإذا نشأ المتفقه على طريقة خاطئة في التفقه ليست هي طريقة السلف ولا الأئمة الأربعة صعب النقاش معه والله أعلم
    قال السراج البلقينـي في محاسن الاصطلاح ص176:
    " لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض "

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمجد الفلسطينى مشاهدة المشاركة
    لا حول ولا قوة إلا بالله ....
    صدق من قال الفهم الصحيح للنصوص من أجل النعم التى يوفق إليها العبد
    المشكلة يا أخي بين الظاهرية رحمهم الله وغيرهم في فهم النصوص الفهم الصحيح على فهم السلف ومن تبعهم والتعامل مع النصوص كما تعامل معها السلف ومن تبعهم كالأئمة الأربعة ومن تأصل بأصولهم
    فليس كل من خالفك ولم يقل بالحديث الفلاني أو الآية الفلانية معاند غير معظم للنصوص قد ردها وضرب بها عرض الحائط لا بل هناك ضوابط في التعامل مع النصوص هي التي وضعها السلف ومن تبعهم وهي التي ستقودنا وتقود المتفقه إلى الفهم الصحيح للنصوص
    فينبغي النظر في النص قبل القول به هل سلم من المعارض هل هو مخصص بنص آخر هل جرى عليه عمل السلف هل فهم منه السلف ما فهمت منه أنت وهكذا
    ضوابط أنار لنا بها علماؤنا الطريق فمن سار على دربهم لم يتخبط ولم يشذ بأقواله ولم يأت بأقوال جديدة هزيلة تسيء للشريعة الغراء
    هذا هو الداء
    الفهم غير الصحيح للنصوص...
    طريقة التفقه التي ينشأ عليها الظاهرية خطأ ليست هي طريق السلف...
    ولذلك أنكر أبو عمر ابن عبد البرّ على من سلك في التفقه غير طريقة السلف والأئمة وأراد بذلك الظاهرية رحم الله الجميع
    ولذلك كان علماؤنا ينهون طالب العلم النظر في المحلى لأبي محمد حتي يتمكن ويتأصل فله بعد ذلك النظر فيه لماذا؟؟
    حتى لا ينشأ على طريقة خاطئة في التفقه والتعامل مع النصوص
    وحتى يسلم من أخلاق ابن حزم تجاه المخالف من العلماء
    وقد صدقوا والله
    فما ذكره الأخ من مسألة غسل الجمعة وغيرها ومن كلامه على النووي يصدق كلام علمائنا
    فمثلا الكلام على غسل الجمعة يطول ومن ذهب للاستحباب لم يرد النص بل نظر فوجد له معارضا وهو حديث من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل ...إلى غير ذلك من أدلتهم فأراد أن يجمع بين النصوص فتأول كلمة واجب الواردة في الحديث فكان ماذا!! سبحان ربي
    فليس ثم من لم يعظم النصوص ولا شىء من هذا
    وليت شعري ما يقول الظاهرية في صنيع ابن مسعود مع حذيفة لما حدثه بحديث الإعتكاف في المساجد الثلاثة....

    فإذا نشأ المتفقه على طريقة خاطئة في التفقه ليست هي طريقة السلف ولا الأئمة الأربعة صعب النقاش معه والله أعلم
    هراء...
    أتدري يا أمجد لم يمنعك مشايخك من النظر في المحلى؟
    حتى لا يفتضحوا هم ومن يقلدون ..
    واقرأ وتعلم واحكم قبل أن تردد الكلام بلا فهم .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .

    الأخ الحمادي
    حذفت كلامي بحجة الطعن في الأئمة
    فلمَ تركت كلام أبي مالك العوضي في المشاركة رقم (5) ؟؟!! هلا أنصفت ...

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,642

    افتراضي رد: إنه الإنصاف ، دفاع الإمام الشوكاني عن الإمام داود الظاهري. رحمهما الله تعالى .


    ليس في كلام أبي مالك ما يقتضي الحذف
    فهو يصف القول لا القائل

    وشتان بين وصفك لأبي بكر ابن العربي بالجهل بل (حفنة من الجهال!!) وبين كلام الشيخ
    العاقل أبي مالك
    فافهم الكلام جيداً رعاك الله

    وإذا أحببتَ أن تعرض مسائل للنقاش فلا بأس

    ولعلي أذكرك بما في ضوابط المجلس:
    3- يجب على جميع الأعضاء الالتزام بالأدب في الحوار، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، فلا يسمح بالشتم، أو التنقص، أو التطاول على الآخرين، كذلك لا تقبل الردود الخالية من الأدلة والبراهين، والمجلس ينأى بنفسه وبأعضائه عن أن يكون مكانا للخلافات أو المهاترات الشخصية، بالإضافة إلى منع الإساءة إلى المواقع العلمية الأخرى.


    يسرني متابعتك لصفحتي على الفيسبوك
    http://www.facebook.com/profile.php?...328429&sk=wall

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •