تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نواقض الاسلام لابن باز رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    امريكا
    المشاركات
    168

    افتراضي نواقض الاسلام لابن باز رحمه الله

    بسم الله الرحمن ارحيم
    ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري

    قبل الخوض في ذكر نواقض الاسلام لابن باز رحمه الله أصطحبكم بجولة تتناول
    التمسك بالكتاب والسنة

    إيمانُنا باللهِ بينَ ثلاثةٍ
    عمَلٌ وقوْلٌ واعتقادُ جِنانِ
    ولمِلَّةِ الإسلامِ خَمْسُ عقائد
    والله أنطَقَني بها وهدان

    الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وأصحابه الغر الميامين ومن والاهم الى يوم الدين, وبعد

    كتاب الأمة ودستورها هو القرآن الكريم , وهديها هدي نبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم, ومن يعتمد غير الكتاب والهدى النبوي فقد ضلّ وغوى, واذله الله عزوجل وأهانه في الدارين , وفي الدنيا قبل الآخرة

    وفي ذلك روى الامام أحمد في صحيحه من حديث عبد بن عمر رضي الله عنهما , أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال
    وجعلّ الذُلَّ والصَغارَ على مَنْ خالفَ أمري, ومَنْ تشبَّهَ بقومٍ فهو منهم

    وما المخرج من هذا الذلّ والهوان؟

    نقول وبالله المستعان انه لن يصلح آخرهذه الأمة الا ما صلح به أولها, وما صلح أولها الا بكتاب الله تبارك وتعالى وبهدي نبيها صلى الله عليه وسلم, نعم باتباع الكتاب والسنة, وترك جميع ما دونهما خاصةً ما خالفهما, ولكي نُحقق اتباع الكتاب والسنة علينا وجوبا العمل فيهما , ويمكن لنا حصر العمل بهما بأمور خمسة

    الأول: التمسك بالكتاب الكريم والسنة قولا وعملا

    فالتمسك بالكتاب والسنة أمر الهي رباني هو أساس النجاة في الدارين كما في قوله تعالى في سورة آل عمران 103: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا

    وحبل الله المتين هو الاعتصام بعهد الله عزوجل وهو القرآن الكريم
    لما رواه الامام ابن حيان رحمه الله من حديث ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشروا, أبشروا, أليس تشهدون أن لا اله الا الله وأني محمد رسول الله؟ قالوا: بلى
    قال عليه الصلاة والسلام
    انّ هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم, فتمسكوا به فانهكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا

    وهناك رواية أخرى رواها الامام الطبراني رحمه الله من حديث لجبير بن مطعم رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة, فخرج علينا فقال: أليس تشهدون أن لا اله الا الله وأني محمد رسول الله, وأنّ القرآن من عند الله؟ قلنا: نعم. فقال عليه الصلاة والسلام: فأبشروا, فانّ هذا القرآن طرفه بيد الله, وطرفه بأيديكم فتمسكوا به, ولا تهلكوا بعده أبدا

    وكما نرى من خاتمة الحديثين أن النبي صلى الله عليه وسلم علّق عدم هلاك الأمة بتمسكها بالفرآن الكريم, وجعل النبي صلى الله عليه وسلم التمسك والاعتصام بكتاب الله تعالى بتحريم حرامه وتحليل حلاله والحكم فيه, واقامة حدوده شرطٌ لنجاة الأمة وعدم هلاكها, وان حادت الأمة عن هذا الشرط فقد هلكت

    انّ من تمسك بالقرآن واعتصم به فقد هدي الى صراط مستقيم, يقول المولى تبارك وتعالى في سورة آل عمران 101
    ومن يعتصمْ بالله فقد هُديَ الى صراطٍ مستقيم

    انّ الامتثال لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واجبا وجوبا مؤكدا, وعلى الأمة جمعاء الأخذ بما جاء في القرآن الكريم , في كل ما يحتاجه الناس لدنياهم وآخرتهم, وأن يجعلوه حكما بينهم في كل ما يتنازعون عليه في دنياهم, وهذا أمر الهي رباني مُدوّنٌ في سورة النساء 59 بقوله تعالى:
    فان تنازعتم في شيءٍ فرُدُّوهُ الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر

    وكما نرى في هذه الآية الكريمة الواضحة الصريحة أنّ الله عزوجل علق ايمان الأمة على الامتثال المطلق الى كتاب الله تعالى والى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وكأنّ من لم يمتثل لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقد خلع عنه ربقة الايمان, وتحقق فيه قول الله تعالى في سورة المائدة 44:
    ومَن لم يحكم بما أنزلَ الله فأولئك همُ الكافرون

    وورد في تفسير الامام ابن كثير رحمه الله عن قوله تعالى فردوه الى الله ورسوله : قال مجاهد وغير واحد من السلف أي الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وهذا أمر من الله عزوجل بأنّ كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه, أن يُرَدَّ التناوع في ذلك الى الكتاب والسنة, كما في قوله تعالى في سورةالشورى 10
    وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله
    وكما في قوله تعالى في سورة الحشر 7
    وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

    الثاني: الحكم بكتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

    انه بلا شك ان الأخذ بالكتاب الكريم والسنة المطهرة من أهم الواجبات واعظم القربات نتقرب بها الى الله تعالى, من منطلق أن كل رأي يحتاج الى دليل شرعي, ومن يتخلى عن الأدلة الشرعية الى سواها من القوانين الوضعية فقد ضلّ ضلالا بعيدا
    ولهذا فقد ورد في صحيح البخاري المتفق عليه من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه: اتهموا رأيكم, فلقد رأيتني يوم أبي جندل لو أستطيع أن أردّ على رسول الله أمره لردّدْتُهُ

    وهذا يعني ويؤكد أن الرأي أولا وأخيرا يعتمد على الكتاب والسنة
    تماما كقوله تعالى في سورة النساء 65
    فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموكَ فيما شجَرَ بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرَجاً مما قضيت ويُسَلموا تسليماً


    فالأصل في الحكم بين الناس يجب أن يُرَدُّ الى كتاب الله عزوجل أولا, فان لم يجدوا في كتاب الله يُرَدُّ الى سنته صلى الله عليه وسلم, فان يجدوا يردّ الى اجتهاد الصحابة, وهذا ما تهلل به وجه النبي صلى الله عليه وسلم عندما همّ بابتعاث معاذ بن جبل امام العلماء يوم القيامة والياً على اليمن فسأله عليه الصلاة والسلام بما معناه: بم ستحكم يا معاذ؟ قال: بكتاب الله يا رسول الله؟ قال: فان لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسوله, قال فان لم تجد؟ قال: أجتهد يا رسول الله, عندها تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم بشرا وقال: الحمد الله أن وفق رسول الله برجل مثلك, او كما قال عليه الصلاة والسلام

    ان كل من يحكم على هواه أو بغير علم فهو مذموم في كتاب الله عزوجل, كما في قوله تعالى في سورة الاعراف 33
    وأن تشركوا بالله ما لم يُنزِّلُ به, سلطاناً وأنْ تقولوا على الله مالا تعلمون

    وكما نلاحظ من هذه الآية الكريمة أن الله تعالى قرن القول والحكم بغيرعلم بالشرك بالله عزوجل, كما في قوله أيضا في سورةالبقرة 168- 169:
    يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيّباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان, انه لكم عدو مبين * انما يأمرُكُمْ بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون

    و من الفتن التي ستأتي في آخر الزمان ظهور ائمة جهلة ضالة ومضلة, وهذا ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم برواية الامام البخاري رحمه الله المتفق عليه من حديث عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انّ الله لا ينتزعُ العلم من الناس انتزاعاً, ولكن يقبض العلماء فيرفعُ العلم معهم, ويُبقي في الناس رؤوساً جُهّألاً يُفتونَ بغيرِ علم فيَضِلُّونَ ويُضِلُّون

    ما يَخلُصُ فيه القول مما سبق أنه لا يجوز الحكم بالأهواء أو بما تقتضيه المصلحة الشخصية, فلا بد قبل الحكم بالرجوع الى الكتاب والسنة او الى احدهما, فان لم يجد في الكتاب والسنة رجع الى الاجماع, فان لم يجد عند الاجماع رجع الى الصحابة رضوان الله عنهم, فان لم يجد عن الصحابة اجتهد بالقياس بلا تعسف او ظلم

    لقول سهل بن الحنيف رضي الله عنه: اتهموا رأيكم على دينكم, اي لا تعملوا في أمر الدين بالرأي المجرد الذي لا يستند الى أصل في الدين, وما أحسن ما قاله الامام الشافعي رحمه الله في هذا:
    كل العلوم سوى القرآن مَشغلةٌ الا الحديث وعلم الفقه في الدين
    العلم ما كان فيه حدّثـــــــــنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين

    وفي التحذير من اعتماد الرأي المجرد روى ابن الأشج رحمه الله من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: اياكم وأصحاب الرأي, فانهم أعداء السنن, أعيتهم الاحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلُّوا وأضلُّوا.
    وروى الحافظ بن عبد البر رحمه الله من حديث عبد الله ابن الزبير أنه كان يقول: السنن السنن! فانّ السنن قوام الدين
    وروى عن الاوزاعي انه قال: اذا اراد الله عزوجل أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه الأغاليط

    ويقصد رحمه العلم الرأي المبتدع الذي لا سند له, والذي لا يجوز الاشتغال به ولا يحل النظر فيه, والرأي المذموم هو كل قول في أحكام الشريعة يكون بالاستحسان والظنون

    الثالث: أنّ القرآن الكريم ما أُنزلَ الا للعمل بأحكامه وأوامره ونواهيه

    والايمان بأنّ القرآن الكريم هو المرجع الأول في كل زمان ومكان , وفي كل ما يحتاجه الناس في في الدارين, الدنيا والآخرة, وأنّ فيه أخبار الأولين والآخرين الى يوم الفصل بين العباد, اما الى جنة أو الى نار, كما في قوله تعالى في سورة النحل 89
    ونزّلنا عليك الكتاب تِبياناً لكلِّ شيءٍ وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين

    فمن احتكم الى هذا الكتاب العظيم في جميع احواله وأموره حتما يكون من السعداء المهديين الفائزين ان شاء الله تعالى في الدارين
    ذلك أنّ الله تبارك وتعالى ما أنزل القرآن الكريم الا ليُتَّبَع من خلال تدبر آياته الكريمات وفهم معانيها وتأويلها الفهم الصحيح كما في قوله تعالى في سورة ص 29
    كتابٌ أنزاناه مباركٌ ليدبّروا آياتهو ولِيتذكَّرَ أُولوا الالباب

    وورد هذه المعنى في آية عظيمة ختم الله فيها عزوجل سورة ق
    وذكّرْ بالقرآنِ من يخافُ وعيدْ

    انّ الله كتب السعادة على عباده الذين يعملون بالقرآن الكريم وبسنة رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم, وليس هذا فحسب بل تعهّد النبي صلى الله عليه وسلم لمن يتبعه بألا يضلّ أبدا, وفي هذا قال المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة المائدة 15- 16:
    قد جاءكُم مِنِ اللهِ نورٌ وكتابٌ مبينٌ * يهدي بهِ اللهُ مَنْ اتَّبَعَ رضوانّهُ سُبُلَ السلامِ ويُخرجُهُمْ من الظلماتِ الى النور باذنه ويهدهيِمْ الى صراطٍ مستقيمٍ

    وفي مجموع فتاوي شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يُضَّلُّ في الدنيا, ولا يشقى في الآخرة, ثم قرأ قوله تعالى في سورةآل عمران 138: وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون

    وأما عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا الله عزوجل بطاعته في أكثر من أربعين موضعا في القرآن الكريم, نذكرمنها آيتين سبيل المثال لا الحصر, قوله تعالى في سورة النور 54
    - قل أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ, فانْ توَلَّوْا فانما عليهِ ما حُمِّلَ وعليكم ما حُمِّلْتُمْ, وان تُطيعوهُ تهتدوا, وما على الرسولِ الا البلاغ المبين

    في هذه الآية يخبرنا الله عزوجل أنّ اتباع سنته صلى الله عليه وسلم وبما جاء به, لهو الهدى بدليل قوله عزوجل, ومن يدّعي أنه ليس مطلوباً منه الأخذ بالسنن ونجده يكتفي بالفرائض, يكون قد ظلم نفسه وحرم نفسه من الأجر العميم بالامتثال لأمر الله عزوجل.
    - وقوله تعالى في سورة آل عمراان 31
    قلْ انْ كنتمْ تُحِبُّونَ اللهَ فاتبعوني يُحْبِبْكُمْ اللهُ ويغفرُ لكُمْ ذونوبَكُمْ , والله غفورٌ رحيمٌ
    وهذه الآية واضحة صريحة ولا تحتاج الى شرح مطوّل, فحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته من طاعة لله عزوجل , فالله تبارك وتعالى ما أرسلّ من رسولٍ الا ليُطاعَ باذن الله, فكيف بنا ونحن من اتباع سيد الأولين والآخرين وحبيب الرحمن صاحب الشفاعةَ الكبرى يوم القيامة؟

    الرابع: الايمان بأنّ النبي صلى الله عليه أوصى أمته بالتمسك بالكتاب والسنة

    فقد روى الامام البخاري رحمه الله في صحيحه كتاب الوصايا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
    تركتُ فيكمْ ما لنْ تضلوا بعده ان اعتصمتم به: كتاب الله وسنة نبيه

    وفي صحيح الامام مسلم رحمه الله يقول
    عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه الى المدينة أوصى بكتاب الله تعالى فقال: وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور, هو حبل الله المتين, من اتبعه كان على الهدى, ومن تركه كان على الضلالة, فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به
    فحثّ ورغّبَ فيه, ثم قال عليه الصلاة والسلام: وأهل بيتي , أُذكِّركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي, أُذكركم الله في أهل بيتي

    وروى الامام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه قال: انّ اللهَ يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً: فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً, وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا, ويكرهُ لكم : قيلَ وقالَ واضاعة المال

    ولعلّ المُعرض عن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بعدما وصلته رسالة الاسلام, فانّ مصيره جهنم وساءت مصيرا , كما في قوله تعالى في سورة النساء 115
    ومن يُشاقق الرسولَ من بعد ما تبيّن له الهدى ويتبّعْ غير سبيل المؤمنين نوَلِّهِ ما تولّى ونُصْلِهِ جهنمَ, وساءت مصيراً

    الخامس: الايمان بأنّ اتباع القرآن الكريم والسنة يقي من الفتن ومضلاتها

    نعم الاستمساك بكتاب الله العظيم وبما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو النجاة من كل فتنة, فقد روى ابو داوود والترمذي رحمهما الله من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظَنا موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون, ووجلت منها القلوب, فقال قائل: يا رسول الله! كأنّ هذه موعظةَ مُوَدِّعٍ فماذا تعْهَدَ الينا؟ فقال عليه الصلاة والسلام
    أُوْصيكُمْ بتقوى الله, والسمْعَ والطاعةَ وان عبداً حبشِّياً, فانه مَنْ يعِضْ منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراُ, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين, تمسكوا بها وعَضَّوا عليها بالنواجذِ, واياكم ومُحدّثاتِ الأمور, فانّ كلَّ مُحدَثَةٍ بدعة, وكلّ بدعة ضلالة

    ولعلّ ما يؤيد وجوب السمع والطاعة ما حصل لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم حين اشتد عليهم الكرب بمنع المشركين لهم بآداء العمرة , والذي أدى الى توقيع صلح الحديبية الذي كان توطئةً لفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة باذن الله, وما قام به يومها سهيل بن عمرو رضي الله عنه وكان يومها حليف للمشركين, ذلك لأنه عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ليكتب نص العقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فقال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم, فاعترض عليها سهيل رضي الله عنه وقال: اكتب باسمك اللهم, فوافقه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك, ثم قال لعلي رضي الله عنه: اكتب من محمد رسول الله, ايضا اعترضه سهيل رضي الله عنه وقال: لو أننا نؤمن أنك رسول الله ما منعناك, بل اكتب: من محمد بن عبد الله , وأيضا فقد منع سهيل بن عمرو رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه بأن يُؤجل العمرة الى العام القادم, وجاء في الصلح أنّ من أسلم من المشركين يردُّهُ المسلمون, ومن كفر من المسلمين لا يُردُّ, واول من نُفِّذَ فيه هذا الشرط كان ابنه أبو جندل بن سهيل بن عمرو رضي الله عنهما, ولأجل ذلك فقد غضب الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم,, الأمر الذي جعل عمر رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم: الست نبيّ الله حقا؟ السنا على الحق وهم على الباطل؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار, وفي كل مرة كان يقول له النبي صلى الله عليه وسلم بلى, الى قال رضي الله عنه: فلم نُعطي الدَنِيَّة في ديننا اذاً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: اني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري

    ولأنهم رضوان الله عنهم امتثلوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أثابهم بفتح قريب لمكة, وما تيسّر لهم فتح مكة الا ببركة طاعتهم لله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم, ولهذا قال سهيل بم حنيف رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري المتفق عليه: اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبى جندل لو أستطيع أن أردّ أمر النبي صلى الله عليه وسلم لردّدته

    فو الله الذي لا اله الا هو ! لولا أنّ الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أذعنوا لأمر الله عزوجل بتحكيم النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته, لما تحقق لهم الفتح العظيم ولا النصر , فلله الحمد والمنة أن هداهم الله جميعا الى ما يُحبُّ ويرضى

    لأجل هذا وجب على المسلم أن يتمسك بالكتاب والسنة , خاصة في أيام الشدائد والمحن, في ايام الفتن والتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذرها ويتعوذ بالله منها, وأمر المسلمين بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن

    وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الهه عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
    يُقاربُ الزمان وينقص العمل, وفي لفظ يتقارب الزمان وينقص العلم , ويُلقى الشُحَّ, وتظهر الفتن, ويكثُرُ الهرْجَ.. قالوا يا رسول الله! أيما هو؟ قال: القتل, القتل

    وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يأتي زمانٌ الا والذي بعده أشرَّ منه, ففي صحيح البخاري من حديث الزبير بن عدي رحمه الله قال: أتينا انس بن مالك فشكونا اليه ما يُلقون من الحجاج فقال: اصبروا فانه لا يأتي عليكم زمانٌ الا والذي بعده أشرّ منه حتى تلقَوْا ربّكم, سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم

    والمخرج من هذه الفتن التمسك بالكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة, ولزوم جماعة المسلمين وامامهم, مقرونا بالاكثار من العمل الصالح قبل حدوث الفتنة ومعها, ففي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال
    بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم, يُصبحُ الرجل مؤمناً ويُمسي كافراً, أو يُمسي مؤمنا ويُصبحُ كافراً, يبيع دينَهُ بعَرَضٍ من الدنيا

    وفي صحيح البخاري المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
    ستكونُ فتَنٌ , القاعد فيها خيرٌ من القائم, والقائم فيها خيرٌ من الماشي, والماشي فيها خيرٌ من الساعي, ومن تشرّف لها تستشرفهُ, ومن وجدَ ملجأً أو معاذاً فليعذ به

    انّ مخالفة الكتاب والسنة هو أصل كل فسادٍ في الدارين , وأصل كل ذُلٍّ وهوانٍ وتنكيلٍ يعيشهُ المسلمون, وما الذل والهوان الذي يمرُّ بالأمة هذه الأيام ما هو الا نتيجة تخليهم عن كتاب الله الكريم , وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباعهم للقوانين الوضعية بدلا عنهما, ولن يتغير حال الأمة نحو الأفضل الا اذا تغيّرت الأمة من داخلها, فالله عزوجل أقسم بكتابه الكريم أنه لن يغيّرَ الحال في الأمة الا اذا تغيّرت من داخلها, وهذه هي سنة الله في خلقه على مر الأزمان وتعاقب العصور وستبقى قائمة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها, ولن تجد لسنة الله تبديلا, ولن تجد لسنة الله تحويلا, يقول المولى تبارك و تعالى في سورة الرعد: انّ اللهَ لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم

    وان أعرضوا فانّ لهم عيشة نكدة كلها هموم وغموم , يقول الله تعالى في سورة طه 124- 126
    ومن أعرضَ عنْ ذِكري فانّ له مَعيشّةً ضنكاً ونحشُرُهُ يومَ القيامةِ أعمى* قال ربّ لما حشرتني أعمى وقدْ كنتُ بصيراً* قال كذلك أتَتْكَ آياتنا فنسيتَها , وكذلكَ اليومَ تُنسى

    ولقد بيّن الله عزوجل لنا في كتابه الكريم أنّ الفتن التي تصيبُ الأمة , انما مرجعها الى مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم, كما في سورة النور 63
    فليَحذَرِ الذينَ يُخالفونَ عن أمرهِِ , أنْ تصيبَهُمْ فتنةٌ أو يُصيبَهُمْ عذابٌ أليمٌ

    وفي ذلك روى الامام أحمد في صحيحه من حديث عبد بن عمر رضي الله عنهما , أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال
    وجعلّ الذُلَّ والصَغارَ على مَنْ خالفَ أمري, ومَنْ تشبَّهَ بقومٍ فهو منهم

    انّ من يعتقد أنّ السنة النبوية المطهرة تقلُّ شاناً عن القرآن الكريم يكون قد أخطأ خطئا كبيراً, فالسنة النبوية شرحت القرآن الكريم شرحاً وافياً, ولأنها كذلك فقد قال تعالى في سورة الحشر 7
    وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

    وروى ابن الأثير رحمه الله في جامع الأصول أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال
    لا ألفيَنَّ أحدكم متكئاً على أريكةٍ , يأتيهِ الأمرَ منْ أمري مما أُمرتُ به أو نهَيْتُ عنه, فيقول: بيننا وبينكم هذا القرآن, فما وجدنا فيه من حلال حلّلناه, وما وجدنا فيه من حرامٍ حرّمناه, ألا واني أُتيتُ الكتابَ ومثلهُ ومهُ , ألا وانهُ مثل القرآن أو أعظم

    وفي صحيح البخاري من حيث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلّ أمتي يدخلون الجنة الا مَنْ أبى... قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: مَنْ أطاعني فقد دخلَ الجنة ومن عصاني فقد أبى

    وعلى هذا فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: فعلى كل مؤمن ألا يتكلم في شيءٍ من الدين الا تبعا لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يتقدّم بين يديه, بل ينظرُ ما قال, فيكون قوله تبعا لقوله صلى الله عليه وسلم, وعمله تبعاً لأمره صلى الله عليه وسلم, فهكذا كان الصحابة رضوان الله تعالى عنهم وارضاهم, ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم باحسان , وأئمة المسلمين, فلهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله, ولا يؤسس ديناً غير ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم, واذا أراد معرفة شيء من الدين, نظر فيما قاله الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم, فمنه يتعلم, وبه يتكلم, وفيه ينظر, وبه يستدل, فهذا أصل أهل السنة

    والآن أرعوني سمعكم واصغوا لي بآذان بقلوبكم , فما يُسمعُ بالاذن يخرج منها, وما يُسمع بىذان القلوب يستقر فيها, واستوعبوا معي ما يرمي اليه هذا الحديث الذي رواه الامامين البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث هذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال
    كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسالهُ عن الشر مخافةَ أن يُدركَني, فقلت يا رسول الله! انا كنا في جاهلية وشر, فجاءنا الله بهذا الخير, فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم... قلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم ونحن فيه دخن... قلت: وما دخنه؟ قال: قومٌ يستنونَ بغيرِ سُنتي, ويهدون بغير هديي, تعرفُ منهم وتُنكر... فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم, دعاةٌ على أبواب جهنم, مَنْ أجابَهُمْ اليها قذفوهُ فيها... فقلت: يا رسول الله صفهُم لنا؟ قال: قومٌ من جَلدَتِنا ويتكلمون بألسنتنا... قلت: يا رسول الله! فما ترى ان أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم... فقلت: فان لم تكن لهم جماعة ولا امام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أنْ تعَضَّ على أصل شجرةٍ حتى يُدْرِكُكَ الموت وأنت على ذلك

    يقول الامام النووي رحمه الله تعقيباً على هذه الرواية : انّ لزوم جماعة المسلمين وامامهم واجبة, ووجوب طاعته , ولكن في غير معصية الله, ولعلّ هذا الحديث فيه من معجزاته صلى الله عليه وسلم لأننا نعيش آثارُها, وقد وقعت كلها الى حدٍّ ما
    فاذا كان هذا رأي الامام النووي رحمه الله والمتوفي قبل عدة قرون , وقد قال رحمه الله لأننا نعيش آثارها, فما نحن فاعلين اليوم؟ ألسنا غارقين فيها من رؤوسنا حتى أخمص أقدامنا؟

    نعم , ولكنّ ما يُطمئننا قول النبي صلى الله عليه وسلم
    الخير فيَّ وبأمتي الى يوم القيامة
    وقوله ايضا في صحيح بخاري من حديث معاوية رضي الله عنه
    لا تزال طائفة من أمتي قائمةً بأمر الله, لا يضرهم مَنْ خذَلهُمْ أو خالفَهُمْ حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس

    وفي نهاية البحث سنورد وبايجاز وجيز الأمور والمعتقدات التي من شأنها أن تخرج المسلم من الملة خروجا بيّنا, وهي عشرة أمور, أوردها لكم كما اوردها العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في كتابه نواقض الاسلام دون زيادة أو نقصان, وهي عشرة نواقض , وان كانت واحدة منها تُخرجُ من الملة, فكيف بنا بمن ابتلي فيها كلها ؟ وها نحن نذكرها فقط: من باب الأمانة المسئولة يوم القيامة, ومَن قَبِلَ النصيحة فقد هُديَ الى صراطٍ مستقيم, ومن خالفها فلا يلومَنّ الا نفسه
    أولا: الشرك في عبادة الله, والشرك لا يقتصر على أن تعبد الها مع الله , وانما من أنواعه الاستغاثة بالأموات والنذر والذبح لهم , اعتقادا منك بأنهم يردُّون عنك الشر او يجلبون لك الخير, فقد كفر.

    يقول رحمه الله في أحد فتاويه حول هذا الأمر
    كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي أو صاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركاً مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده ؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله . لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام ؛ إعذاراً إليه ليراجع نفسه عسى أن يتوب ، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :"من بدل دينه فاقتلوه" أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس ، فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان ، فإنه يسمى كافرا بما حدث منه من سجوده لغير الله أو نذرهِ قربة أو ذبحهِ شاة مثلاً لغير الله ، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لايغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى في سورة النساء
    إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء
    وقوله تعالى في سورة التوبة
    مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ

    ثانيا: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة , أويتوكل عليهم, فقد كفر اجماعاً

    ثالثا: من لم يُكفّرَ المشركين أو شكّ في كفرهم أو صحّح مذهبهُم فقد كفر

    رابعا: من اعتقد أنّ هدي الاخرين أكمل من هديه صلى الله عليه وسلم, أو أنّ حُكم الآخرين احسن من حكمه صلى الله عليه وسلم, كالذين يفضلون حكم الطواغيت على حكمه, ومن يعتقد بأن القوانين التي يسنها الناس أفضل من شريعة الاسلام, او أنّ نظام الاسلام لا يصلح تطبيقه في القرن الذي يعيش فيه, سواء كان القرن الواحد والعشرين الذي نحن فيه أو ما سيأتي بعده الى قيام الساعة, فقد كفر ذلك أنّ القرآن والشرع المحمدي انما يصلح لكل زمان ومكان الى قيام الساعة, ذلك تقدير العزيز العليم, ومن اعتقد أنه كان سببا في تخلف المسلمين, أو من يرى أنّ تطبيق الحدود الشرعية كرجم الزناة وجلدهم , وكجلد شراب الخمور, وكحد قطع يد السارق والسارقة لا يناسب العصر الحاضر, ومن اعتقد بأنّه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات والحدود, وان كان مؤمنا بها فقد كفر لأنه استباح ما حرّم الله اجماعاً كالخمر والزنا والربا, ومن حكم بغير شرع الله فقد كفر بنص القرآن الكريم في سورة المائدة 44:
    ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون

    خامساً: من أبغض شيئا مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وان عمل به فقد كفر لقوله تعالى
    ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم
    سادسا: من استهزأ بشيء من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أوعقابه فقد كفر لقوله تعالى
    قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم

    سابعا: من لجأ الى السحر بكافة أنواعه وصوره, أو يقوم بالعمل على تفريق المرء عن زوجه, أوالعمل على محبة فلان او كره فلان, فمن لجأ الى هؤلاء المشعوذين وفعله , أو رضي به , فقد كفر والدليل قوله تعالى في سورة البقرة 102: وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا انما نحن فتنةً فلا تكفر

    ثامنا: مناصرة المشركين والكافرين ومعاونتهم على المسلمين , ومن يفعل ذلك فقد كفر والدليل قوله تعالى
    ومن يتولهم منكم فانه منهم, انّ الله لا يهدي القوم الظالمين

    تاسعا: من اعتقد أنّ بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر لقوله تعالى
    ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين

    العاشر والأخير: من أعرض عن دين الله عزوجل, ولا يحاول أن يتعلمه ولا أن يعمل به, فقد كفر, والدليل في قوله تعالى
    ومن أظلم ممن ذُكّر بأيات ربه ثم أعرض عنها , انا من المجرمون منتقمون

    ومعنى ذُكّر بآيات الله: أي بالوعظ ولفت النظر الى ما يجب استحضاره

    وختاما نقول بأنه لا فرق في جميع هذه النواقض العشرة ما بين الهازىء والجاد والخائف , الا المُكره فهو بحكم المستثنى والمعذور من منطلق قوله تعالى
    الا مَنْ أُكرِهَ وقلبُهُ مُطمَئِنٌ بلالايمان
    ولقوله صلى الله عليه وسلم
    رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه

    لذا يجب علينا جميعا كمسلمين أن نحذر الوقوع في مغبة احد هذه العشر نواقض, فنكون قد خسرنا الدارين الدنيا والآخرة بعرض دنيوي زائل والعياذ بالله, جنبنا الله واياكم الوقوع باحداها وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه, انه وحده عزوجل وليُّ ذلك والقادر عليه

    اللهم رُدّنا الى ديننا ردّا جميلا, واختم اللهم برحمتك حياتنا بعمل صالح يُرضيكَ عنا ..آمين... آمين ... آمين

    سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون * وسلام ٌ على المرسلين * والحمد لله ربّ العالمين

    ما أصبت به فمن الله وحده فله الحمد وله المنة, وما أخطأت فمن نفسي الخاطئة ومن الشيطان

  2. #2

    افتراضي رد: نواقض الاسلام لابن باز رحمه الله

    بارك الله فيك على نشر مثل هاته المواضيع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    232

    افتراضي رد: نواقض الاسلام لابن باز رحمه الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير عبد الخالق مشاهدة المشاركة
    وهذا يعني ويؤكد أن الرأي أولا وأخيرا يعتمد على الكتاب والسنة


    تماما كقوله تعالى في سورة النساء 65
    فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّكموكَ فيما شجَرَ بينهم ثمّ لا يجدون في أنفسهم حرَجاً ....؟؟....ويُسَلموا تسليماً


    ((( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    1,699

    افتراضي رد: نواقض الاسلام لابن باز رحمه الله

    أصدر بقول بن القيم فى شيخه بن تيمية


    ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر


    هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر


    هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر



    وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً



    العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) .


    كان الدكتور سعيد عبد العظيم فى بعض مؤلفاته يشبه الشيخ بابن تيمية


    الشيخ رحمه الله


    امام بصير


    عز نظيره و قل مثيله


    لما عز نظيره ذللنا


    قل الان من يهتم بالتوحيد


    خرج


    من يقول الان ممن ينتسب للصف الاسلامى ان عداوتنا مع اليهود
    والنصارى ليس من اجل الدين بل من اجل الارض


    ويتشدقون بالسماحة الاسلامية


    اى نمنحهم التوحيد هدية من اجل السماحة


    اين الان امثال الشيخ بن باز و بن عثيمين


    القوالين للحق


    لولا مماتكما قد رايتم بنا العجب
    لا حرم الله الامة منك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •