بدأت قصتي عندما سمعت من شيخي أن نطقنا للضاد خطأ يخالف النطق الصحيح للضاد العربية
، ثم سمعت نفس الكلام في كلية الآداب بقسم اللغة العربية بجامعة القاهرة من الدكتور محمود فهمي حجازي ( حفظه الله ) ، ثم من الدكتور كمال بشر أحد عظماء كلية دار العلوم ، لكن المشايخ في منطقتي هاجوا وماجوا لما سمعوا أن النطق الصحيح للضاد أن تكون قريبة من الظاء ، ورموا من يقول بذلك بتحريف كلام رب الأرباب ، وكانت حجتهم قوية وهي أن الفيصل في الأمر هو السند والتلقي وأن كل المشايخ تلقوا الضاد هكذا كما ينطقها المصريون وليس هناك شيخ تلقى الضاد قريبة من الظاء ، فقرر شيخي البحث عن مشايخ ثقات تلقوا الضاد قريبة من الظاء وبالفعل وجد وكان العجب أن من وجده كان يقرئ طلابه بالضاد المصرية ( الشديدة ) وكان هو الشيخ قاسم الدجوي ( عليه رحمة الله ) بدار الأرقم بالمعادي ولما سأله شيخي لماذا يعلم الطلاب بهذا النطق للضاد وهو مخالف لما في الكتب ولما تلقاه من شيخه فقال بالحرف " أنا غلطان " وكنت شاهدا هذا اللقاء ، ثم قابل شيخي عالمين فاضلين من شيوخ الإقراء وهما الشيخ عرفان ، والدكتور محمد عيد عابدين عميد معهد القراءات سابقا وكلاهما من تلاميذ الشيخ عامر السيد عثمان ، وقد قررا كلاهما أن النطق الصحيح للضاد هي كونها قريبة من الظاء لا كما ينطقها المصريون شديدة ، فاقتنعت تمام الاقتناع بهذا واكتمل الاقتناع بعدما رأيت في كتاب نهاية القول المفيد أن النطق الصحيح للضاد أن تكون قريبة من الظاء والمفاجأة أن الكتاب بمراجعة الشيخ الضباع أحد أساطين القراءة والإقراء وأحد من يستند لأقواله من يذهبون إلى صحة الضاد الشديدة
وكان لا بد من الإجابة على السؤال المهم وهو كيف ينطق العظماء كالحصري والمنشاوي وعبد الباسط الضاد خطأ ؟ أين تلك الحلقة المفقودة ؟ ووجدتها أن هناك تساهل حدث من المشايخ إذ تركوا الطلبة خصوصا المصريين ينطقونها كما ينطقونها في بلدهم ودليل كلامي وجود تلاميذ للشيخ عامر عثمان ينطقونها قريبة من الظاء وفي الوقت نفسه وجود مشايخ من تلاميذه ينكرون ذلك إنكارا تاما ، ودليل آخر ما شاهدته بأم رأسي من الشيخ قاسم الدجوي
لكن ما جعلني أشك في كل ذلك هو ظهور مشكلة في حرف آخر وهو القاف إذ تنص الكتب على كونه حرفا مجهورا وهو بنطقه الحالي مهموسا وأن النطق الصحيح للحرف ينبغي أن ينطق جيما قاهرية أي غير معطشة ( كما ينطقها الصعايدة بمصر " جالي وجلتله " وأكد لي صديق يمني أن القاف المنتشرة في معظم البلاد العربية خطأ وأن النطق اليمني كالصعايدة في مصر هو الصواب وأدهشني أن كل المشايخ في اليمن ينطقون القاف جيما غير معطشة وأنهم تلقوها هكذا من مشايخهم بالسند المتصل إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم )
والحقيقة أنني اقبل ظهور بعض التغيير في حرف واحد لكني لا أقبل حرفين
فهل يساعدني أحد في حل تلك المعضلة خصوصا القاف وأرجو من الإخوة اليمنيين المشاركة وإبداء الرأي