بعد 60 عامًا قضاها في الدعوة إلى الله -تعالى - الشيخ والخطيب محمد بن حسن الدريعي في ذمة الله
مجلة الفرقان
فقدت المملكة العربية السعودية يوم الأحد 20 من جمادي الآخرة 1443ه، الموافق 23 من يناير 2022م، عالمًا متميزًا، قضى حياته في التدريس وإلقاء المحاضرات والخطب التوعوية في شؤون الدين الإسلامي، إنه الشيخ والخطيب محمد بن حسن الدريعي، الذي توفاه الله عن عمر يناهز 83 عامًا، أمضى منها ما يقارب الستين عامًا في العمل الدعوي، وفي إلقاء المحاضرات والخطب، وتدريس العلوم الشرعية، وكان الشيخ الدريعي -رحمه الله- قد تعرض للعديد من الأزمات الصحية في السنوات الأخيرة، تدهورت على إثرها حالته الصحية، كما أدخل المشفى لتلقي العلاج، قبل أن يُعلَن عن نبأ وفاته.
وُلِد الشّيخ محمّد بن حسَن الدّريعي في عام 1939م، في محافظة المجمعة التابعة لمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، وكان النظام التعليمي في المملكة في حينها في بداية تأسيسه بإدارة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود؛ حيث التحق الشيخ الدريعي منذ صغره بحلقات التعليم التي كانت تقام بإدارة أئمة المساجد، وكانت تُعرف في حينها باسم الكُتَّاب، وتعلم في هذه الحلقات القراءة والكتابة، كما تعلم المبادئ الأساسية عن الشريعة الإسلامية، وكان عمره آنذاك عشر سنين العاشرة.
جهوده في الدعوة
قضى الشّيخ محمّد الدّريعي -رحمه الله- حياته في التدريس وإلقاء المحاضرات والخطب التوعوية في شؤون الدين الإسلامي، كما عمل الشّيخ الدّريعي سابقًا محاضرا في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ حيث ألقى العديد من المحاضرات والخطب الدينية في مناطق مختلفةٍ من المملكة العربية السعودية، وأمضى معظم حياته في وعظ الناس وتدريسهم شؤون دينهم، كما كانت له العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية التي ناقش من خلالها قضايا تخص الإيمان وشؤون الأسرة والمرأة.
صفاته ومآثره
وقد تميز الشيخ -رحمه الله- بأنه كان خطيبًا مفوهًا، وهو صاحب البرامج والندوات الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون والمساجد، ذات الأثر الواسع على الناس، وهو مكثر في ذلك ولا سيما مع ضيوفه من العلماء الأعلام في ميادين الحياة، وله مكتبة صوتية تضم ٥٠٠٠ شريط، وفيها تسجيلات نادرة من عام ١٣٨٠ ه، وكلها تدل على غيرته على هذا الدين وبيان محاسنه وفضائله، وقد نشرت سيرته ومعالم من حياته في كتاب (ميادين الدعوة)، وكان يخطب الجمعة في آخر حياته في مسجد الفيصلية (مركز الملك فيصل بالعليا) وهو آخر مسجد خرج منه بعد صلاة الجمعة في الرياض. رحمه الله.