حوارية عاشق
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)



(1)
يَا حُبُّ كُنْ قَبْلَ الزَّوَاجِ عَلَى الحِيَادْ فَصِعَابُنَا اضْطَهَدَتْ عَجَائِبُهَا الفُؤَادْ
لا تَحْرِمِ الشَّوْقَ الحَيَاةَ فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ فِي قَلْبِ الأَحِبَّةِ لَنْ يُعَادْ
بَلْ رَوِّضِ الإِحْسَاسَ قَبْلَ جُمُوحِهِ فَطَرِيقُهُ صَعْبٌ يُمَهِّدُهُ الجِهَادْ
إِنَّ المَشَاعِرَ قَدْ طَغَى عُشَّاقُهَا وَيُقِيمُ فِي أَحْلامِهَا الحَيْرَى مَزَادْ
وَكَأَنَّهَا جَسَدٌ يُبَاعُ وَيُشْتَرَى بِاسْمِ الجَمَالِ وَمَا الجَمَالُ هُوَ المُرَادْ
أَوَلَيْسَ فِي قِيَمِ المَحَبَّةِ حُكِّمَتْ أَيْدِي الحَمَاقَةِ وَالوَقَاحَةِ وَالعِنَادْ؟
وَكَأَنَّنَا فِي نَزْوَةٍ رَحَلَتْ بِنَا عَبْرَ الصِّعَاب بِلا ضَمِيرٍ لِلفَسَادْ
تَصْطَادُ لِلمُتَعِ الحَرَامِ مَشَاعِرًا فِي ضَعْفِهَا فُرَصُ الخِيَانَةِ فِي ازْدِيَادْ
وَتُحَوِّلُ الأَشْوَاقَ نَارًا كُلَّمَا قَدْ جُمِّعَتْ وَمَعَ الفِرَاقِ هِيَ الرَّمَادْ
فَالحُبُّ يَبْنِي لِلحَيَاةِ كَرَامَةً وَالذَّنْبُ يَبْغِي لِلفَضِيلَةِ أَنْ تُبَادْ
وَلِمَكْرِ عُشَّاقٍ قُسَاةٍ يَرْتَدِي عُشَّاقُنَا الشُّرَفَاءُ لِلحُبِّ الحِدَادْ
(2)
يَا حُبُّ خَبِّرْ عَاشِقِينَا مَا الهَوَى؟! مَا دُمْتَ لِلإِحْسَاسِ فِي عَصْرِ افْتِقَادْ
أَنْتَ الحَيَاةُ وَمَا بِغَيْرِكَ نَهْتَدِي رَغْمَ الظَّلامِ أَضَأْتَ أَحْلامَ البِلادْ
بَلْ أَنْتَ تُثْمِرُ فِي القُلُوبِ وَلَمْ يَجُزْ قَبْلَ اكْتِمَالِكَ أَنْ تَرَى وَقْتَ الحَصَادْ
بَلْ أَنْتَ مِنْ غَيْرِ الوُضُوءِ أَوِ التَّيَمْ مُمِ تُبْطِلُ الإِحْسَاسَ لَوْ صَلَّى وَعَادْ
أَمَّنْتَ بِالإِخْلاصِ قَلْبًا نَبْضُهُ كَالبَحْرِ فِي مَدٍّ وَجَزْرٍ وَامْتِدَادْ
مِنْ صَوْتِكَ العَذْبِ اطْمَأَنَّتْ أَعْيُنٌ سَهِرَتْ لَعَلَّ اللَّيْلَ يَمْنَحُهَا الوِدَادْ
وَبِنَظْرَةٍ مِنْكَ الأَمَانِي تَلْتَقِي فِي مَجْمَعِ الأَشْوَاقِ لا تَخْشَى البِعَادْ
مَهْمَا عَلَيْكَ النَّفْسُ تَقْسُو أَرْضُهَا لَكَ فِي سَمَائِكَ كِبْرِيَاءٌ فِيكَ سَادْ
فَخُضِ الصِّعَابَ وَلا تَخَفْ أَهْوَالَهَا حُرَّاسُ قَلْعَتِكَ الجَمِيلَةِ بِالعَتَادْ
يَحْمِيكَ صِدْقٌ وَاشْتِيَاقٌ لَمْ يَنَمْ وَرِضًا عَلَيْكَ وَغَيْرَةٌ أَبَتِ الكَسَادْ
وَيَصُونُكَ الإِخْلاصُ يَفْدِيكَ التُّقَى وَإِبَاءُ قَلْبٍ مِنْ شَجَاعَتِكَ اسْتَفَادْ
(3)
يَا حُبُّ إِنِّي فَارِسٌ سَيْفِي كَلا مِي وَاشْتِيَاقِي رَغْمَ آهَاتِي جَوَادْ
وَأَنَا بِكَ الإِنْسَانُ فِي الدُّنْيَا الَّتِي تَقْسُو عَلَى عُشَّاقِهَا فِي كُلِّ وَادْ
أُلْقِي عَصَا شِعْرِي لِتَأْكُلَ مَا ادَّعَى سِحْرُ الخِيَانَةِ مِنْ حَيَاةٍ أَوْ رُقَادْ
وَكَفَى فُؤَادِي حُبُّ أُنْثَى كُلَّمَا عَيْنِي تُقَابِلُ عَيْنَهَا أَجِدُ الرَّشَادْ
وَأُحِسُّ أَنَّ الكَوْنَ يَجْلِسُ حَوْلَنَا يَتَأَمَّلُ الحُبَّ المُرَفْرِفَ فِي الفُؤَادْ

يَرْجُو مَشَاعِرَنَا تُعَلِّمُهُ الهَوَى فَالحُسْنُ مَا عَنْهَا بِرَغْمِ الصَّعْبِ حَادْ
وَجَمَالُ بَحْرِ الشَّوْقِ لَيْسَ أَمَامَهُ قَلْبٌ يُقَاوِمُ أَوْ نُفُوسٌ كَالجَمَادْ
فَاسْعَدْ بِنَا يَا حُبُّ إِنَّ حَبِيبَتِي تَبْنِي مَعِي بَيْتًا حَلالاً لَنْ يُبَادْ
وَارْفَعْ لأَجْلِ الشَّوْقِ رَأْسَكَ دَائِمًا تَقْوَى الأَحِبَّةِ فِي طَرِيقِكَ خَيْرُ زَادْ
إِنِّي بِحُبِّ حَبِيبَتِي حَيٌّ أَنَا وَأَمُوتُ حِينَ الشَّوْقُ يَهْزِمُهُ ابْتِعَادْ